مجلة النور العدد الأول – 2023
يا من تصنّعون الأسلحة ألعابًا للأطفال اتّقوا اللَّه وكفّوا شرّكم عن ملائكة الأرض. إلامَ تهدفون؟ أيّة حضارةٍ تنشرون؟ وأيّة ثقافة تبنون؟
ألا اعلموا أنّ رسالتكم وصلت. تريدون الحرب والقتل والدمار، تريدون الفقر والجوع والتشريد، تريدون أجيال الغضب والحقد والكراهية.
وكلّ هذا من أجل مطامعكم، وما طمعكم إلّا بتكديس الأموال،
كلّ هذا من أجل مصالحكم، وما صالحكم إلّا بالسلطة والنفوذ والسيطرة على عقول الأبرياء.
ألم تنصرع بعد آذانكم من أصوات الرصاص والقنابل والصواريخ؟
ألم ينتفخ أنفكم بعد من استنشاق روائح البارود والنيران والرماد؟
ألم تشمئزّ عيونكم بعد من مشاهد الدماء والجثث والديدان؟
ألّم يفض قلبكم بعد من القساوة والبغض والظلام؟
أوَلم تقرأوا يومًا «أنّ الذي يأخذ بالسيف فبالسيف يأخذ»، يا مروّجي السيوف؟
دعوا أبرياء الخالق والخلق، فإنّ لكم فجوركم ولهم أخلاقهم، لكم حربكم ولهم سلمهم، لكم حقدكم ولهم محبّتهم، لكم نجاستكم ولهم براءتهم، ولكم أهدافكم ولهم مستقبلهم... لكنّكم لستم وحدكم المسؤولين، إنّما، كلّ أبٍ أو أمٍّ يبتاع لأبنائه من رجسكم يكون تاجر حربٍ وتاجر دمٍ مثلكم، إنّ كلّ من يدفع ثمن هذه الأقذار يشارككم حتمًا في الجرم ضدّ الإنسانيّة، يشارككم في فسادكم، ألم يأتِ الوقت الذي فيه تفهمون أنّه «رأى كلّ ما عمله حسنًا جدًّا»، وها أنتم تحوّلون الخير شرًّا، والنور ظلمةً، وها إنّكم تعلنون صداقتكم للشيطان لا بل عبوديّتكم له، ثمّ تتساءلون لماذا يوجد الموت، من أين يأتي هذا الشبح الغريب، ما سببه، تتناسون أنّكم تخترعونه اختراعًا، وتبتكرونه ابتكارًا، بأشكالٍ عديدة، وألوانٍ عديدة، وصفاتٍ عديدة وفي النهاية تنسبونه إلى من خلق الحياة لا الموت.
كفّوا شرّكم عن أطفالنا واتّقوا اللَّه واعلموا، أنّكم كلّما صنعتم واحدةً من هذه الألعاب، تطعنون اللَّه جرحًا جديدًا في صميم قلبه .
يا أيّها المستهلكون لهذه الهديّة أو تلك لا يستخفّنّ أحدٌ بذكائكم، واللَّه أعلم أنّ لا هدف لي في التجارة، إنّما في التنشئة والتنمية والتربية لي غاياتٌ لا تحصى،
فلا يجعلنّكم أحدٌ مستهلكين بل أيقنوا أنّ الحروب تبدأ من العقول وعلينا بيدٍ متّحدةٍ أن ننقّي هذه العقول الذي ميّزنا بها صانعنا وجابلنا عن سائر مخلوقاته، فلا تشتركوا في تدنيس نعمةٍ تشتهيها العاقرات، أرفضوا أن تكونوا سببًا لاستضافة الشيطان في فكر من دعاهم الربّ ورثةً لملكوته.
ولنسأل أنفسنا ولو لمرّةٍ واحدةٍ، وإن تحلّينا بجرأة بسيطة، ماذا أبقينا من سلام اللَّه في دنيانا؟ كم أبقينا من محبّته في عالمنا البشريّ؟ هل يا ترى سيعرفنا اللَّه عندما يأتي في اليوم الأخير؟
ألا أعاننا اللَّه أجمعين، أن تنمو على أيدينا عبر السنين، أجيال السلم والمحبّة. آمين ثمّ آمين.