في حمأة الظروف العالميّة شرقًا وغربًا، وما يدور من صراعات وقلاقل وحروب في غير بيئة وزمان ومكان؛ ومع تنامي ظاهرة الهجرة، وبالأخصّ في شرقنا المعذّب الجريح، ومع زيادة في نسب الفقر والجوع والعوز والشحّ؛ وبخاصّة في خضمّ ما يصدر من هنا وهناك من فلسفات وأفكار هدّامة تهاجم الكنيسة شرقًا وغربًا، وفي جوّ من عدم الاستقرار والهدوء يفتقر إليه عالمنا... عالم اليوم!!! حيث الضجيج والضوضاء وقرقعة السلاح أنّى كان، يخال للبعض أنّ السفينة تكاد تغرق بفعل العواصف والنوء والرياح العاتية. والبعض الآخر يظنّ أنّ الأمر حتميّ ولا حول ولا قوّة. فيما الثلث الباقي يخال أنّ هذه هي نهاية العالم. ولا العليم بهذه النهاية إلّا الخالق، وحده ضابط الكلّ بقبضته المقدّسة. لكن ينسى هؤلاء كلّهم أنّ الرسل الاثني عشر مرّوا أيضًا بهذه الظروف والأحداث قبلًا ومع السيّد أيضًا وفي تاريخه وزمانه. وخبروا وعرفوا من بطرس في سَيْرِهِ على الماء وشكّه ومعاودة إيمانه. كما حال الرسل في السفينة أثناء العاصفة الهوجاء.
فات للبعض أنّنا (الكنيسة) جسد الربّ السرّيّ وأنّنا هياكل الروح القدس وأنّ شعور رؤوسنا محصاة، فلِمَ الخوف والذعر والرعب؟ أوّلسنا مفتدين بدم الحمل الثمين، الذي غلب الموت بالموت، لكي يخلّصنا نحن شعبه وغنم مرعاه؟ وبعد هذا كلّه، أوَلم يقل لنا السيّد نفسه ستكونون في ضيق، لكن ثقوا لقد غلبت العالم؟
ورغم كلّ ما ذُكر ويُذكَر وسيُذكر أيضًا؛ فلنعلم وبحقّ: «أنّ وأبواب الجحيم لن تقوى عليها». آمين. (متّى: ١٦: ١٨).