مع تراكم الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والمعيشيّة، وتكاثر الحروب والأوبئة في غير زمان وبيئة ومكان، تكثر المتطلّبات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة والصحّيّة... فكيف نواجه ذلك؟ وما دورنا كأبناء للَّه وإخوة ليسوع المسيح في هذه المعركة الوجوديّة؟ وبعد رؤيتنا للمرضى والجرحى والفقراء والمعوزين، ماذا عسانا نفعل للجم المآسي وسدّ ثغرة العوز في المجتمعات والبيئات المختلفة، ليس في بلدنا فقط بل على مساحة الكرة الأرضيّة برمّتها!!!
بعد هذا العرض الموجز لحالة إنسان اليوم في غير بقعة وبيئة وزمان ومكان، يطلّ علينا تحدٍّ قديم-جديد كان قد طرحه في السابق، وعلى مرّ الأزمان المسيحيّة، كبار اللاهوتيّين والمفكّرين الإنسانيّين، في كيف نستطيع أن نكون الترياق لسموم المجتمع، وكيف نستطيع أن نكون السند والمدد في زمن القحط والعوز؟
نحن كمعمّدين وأبناء للَّه، علينا واجب، لا بل فريضة وحقّ أن نكون الدواء في عزّ الداء، وأن نكون الماء في عزّ الظمأ، وأن نكون الخبز في عزّ الجوع والعوز. ما بالنا نتقاعس عن مهامنا التي أوكلنا إيّاها السيّد في إنجيل الدينونة عندما قال: «كنت مريضًا فزرتموني، كنت جائعًا فأطعمتموني، كنت عطشان فسقيتموني...» (متّى 25: 35- 37).
تعالوا بنا يا حبايب نهبّ إلى نصرة الضعيف والفقير والمهمّش والمستضعف، وأن نكون العضد لشعب آسى وما يزال حتّى الشهادة من فلسطين الجريحة إلى مجمل بلدان المشرق العربيّ حتّى أقصى الكون...
فلنكن عن حقّ إخوة لبعضنا البعض كما كان ابن الأرض المقدّسة (فلسطين) ابن اللَّه وكلمته سيّدنا يسوع المسيح.
ولنكن كذلك في المساعدة والإغاثة والمسارعة لنصرة الأنام، لا بدّ لنا من أن نكون كما كان هو الذي هو، الألف والياء؛ والبداءة والنهاية، أي أن نكون مسيحًا آخر على مثاله هو السامريّ الصالح. فإن لم نتماه مع السيّد عبر وكلائه على الأرض، أي كلّ مستضعف وخائف ومكروب، لن نستحقّ السماء ولا الأرض. فملكوتنا الداخليّ يبدأ من هنا من أورشليم الأرضيّة قلبنا، إلى أورشليم السماويّة قدس الأقداس حتّى سماء السماوات، فلنكن هذا كلّه وبحقّ مسيحًا آخر يحرّر جنس البشر ويخلّص جنس الأنام من مظلوميّته وضعفه وعوزه آمين!!!