فرقة القدّيس خريستوفوروس
شفيع المسافرين
أندرو الحاجّ ونور الكبّه
مجلة النور العدد الرابع – 2024
تأسّست فرقة القدّيس خريستوفورس من قبل مجموعة من الشبّان والشابّات الذين ينتمون إلى حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة (MJO)، وقد انتقلوا إلى الخارج لمتابعة دراساتهم. في الواقع، ينتمي كلّ أخ وأخت في هذه الفرقة إلى رعيّة مختلفة في لبنان أو سوريا، حيث كانوا ملتزمين في فرقهم الحركيّة ونشاطهم الرعويّ. علمًا أنّ اللّقاء الأوّل جرى من خلال المخيّمات السنويّة الّتي تجمع الشبيبة وتقرّب المسافات فيما بينهم. لكن ورغم مغادرة بلادهم جرّاء الظروف الصعبة، أراد هؤلاء الإخوة الاستمرار في عملهم الحركيّ رافضين فقدان التواصل الروحيّ والاجتماعيّ الذي كان قد شكّل عنصرًا أساسيًّا وعميقًا في حياتهم. لذا قاموا بتأسيس هذه الفرقة بهدف متابعة التزامهم الحركيّ، وتعزيز معرفتهم الروحيّة والتعمّق في الكلمة.
تمّ إطلاق هذه الفرقة في أيلول ٢٠٢٣، حيث بدأت مع عدد صغير من الإخوة الّذين ازداد عددهم تدريجيًّا، وأصبحوا حوالي خمسين عضوًا. من هنا، توسّعت الفرقة لتضمّ إخوة من فرنسا، إيطاليا، مصر، ليتوانيا، بلجيكا، السعوديّة، وألمانيا. وبفضل الاجتماعات المنتظمة عبر منصّة Zoom، استطاع الأعضاء الحفاظ على التواصل، على الرغم من أنّ الاجتماعات الافتراضيّة قد لا تُعتبر الطريقة الأمثل لتوطيد العلاقات بين أفراد المجموعة. إلّا أنّ هذه الاجتماعات ساعدت في تجاوز البعد الجغرافيّ، وفي تذكير الأعضاء بما كانوا يتشاركون فيه في فرقهم.
ما يميّز هذه الفرقة هو تجاوزها عاملَ بعد الأمكنة الّتي يتواجد فيها الشباب. هؤلاء الإخوة الّذين يلتقون بشكل مباشر كلّما سافر أحدهم إلى مدينة أخرى أو إلى دولة أخرى حيث يقيم إخوة آخرون. وهذا ما يعزّز الروابط الاجتماعيّة بين أعضاء الفرقة الّذين يتوقون إلى اللّقاء وجهًا لوجه. من خلال هذه المبادرة، تمّ الحفاظ على التواصل بين الإخوة، وترسيخ انتمائهم إلى حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة رغم التحدّيات التي يفرضها العيش بعيدًا عن الوطن.
يُشرف على الفرقة الأمين العام لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة الأخ إيلي الكبّه. يساهم أعضاء الفرقة في إعداد المواضيع وتقديمها. كما يشارك بعض الحركيّين، من لبنان والمهجر، في الاجتماعات لتقديم خبراتهم ومعلوماتهم. هذا ويكتسب الإخوة في الفرقة معرفة عميقة ومهارات جديدة عبر مواضيع ومداخلات يقدّمها مطارنة وكهنة من رعايا مختلفة في إنطاكية.
وبفضل القدوة التي يمثّلها القدّيس خريستوفورس، يسعى الأعضاء لضمّ إخوة جدد إلى الفرقة بهدف حمل رسالة المسيح في حياتهم اليوميّة، خصوصًا في المجتمعات التي يُعتبر فيها الحديث عن الإيمان أو الكنيسة أمرًا محرّمًا أو موضع سخرية. ومن خلال هذه الفرقة، يتجسّد الأمل في أن يبقى نور المسيح مشتعلًا في قلوب الأعضاء، وبواسطتهم في مجتمعاتهم، بغضّ النظر عن أماكن تواجدهم.
خبرة عن حياة الفرقة بقلم أحد الأعضاء:
تشكّل اللقاءات التي تجمعنا في فرقة القدّيس خريستوفورس مصدر غنًى هائل لنا نحن الحركيّين. نجد أنفسنا ونحن في الغربة، منفصلين عن مجتمعنا الأصليّ، في مواجهة نوع من الرفض للدّين والتعاليم اللاهوتيّة. ممّا يدفعنا إلى مراجعة ذواتنا والتفكير في ما تعلّمناه من مواضيع كنسيّة وعقائد. ندرك بشكل أعمق أهمّيّة اكتشاف غنى التراث الذي نغوص فيه، ما يشجّعنا على المشاركة في هذه اللقاءات والاستفادة من حضور المرشدين لفهم تعاليم الكنيسة واختبارها، شاكرين الله على هذه الهبة.
بفضل هذه المواجهة مع الجديد، نغتني بما كنّا نظنّه مكتسبًا. مغادرة الوطن لم تكن بأيّ حال نهاية رحلتنا الروحيّة والدّينيّة، بل دفعة هائلة في تطوّرنا الشخصيّ، والاجتماعيّ، والروحيّ، والدينيّ. من المميّز أن نكون مرافَقين ومدعومين بفرقة كهذه، أعضاؤها يتحاورون حول هموم مشتركة وخبرات متشابهة. من خلال الاجتماعات حول مواضيع كتابيّة، وتاريخيّة، واجتماعيّة، وفلسفيّة، ونفسيّة، نغني مفاهيمنا. أتيحت لنا الفرصة لإجراء مناقشات مع أعضاء بارزين في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة ممّن عاشوا في الخارج، ومع مرشدين ذوي خبرات متعدّدة، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر المتروبوليت سلوان موسي، المتروبوليت أنطونيوس الصوري، الأخ شفيق حيدر، الأخ جورج هابط والعديد من الآباء والإخوة.
الجوهرة التي تكمن في تعاليم الله، تصل إلينا بواسطة الروح القدس حيث نتغذّى منها بدعم الإخوة في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، ثابتين في قوّة هذه المعيّة، دون أن نتأثّر سلبًا بالمسافة أو بالشاشة التي نعقد اجتماعاتنا أمامها.
يمكنكم التواصل مع فرقة القدّيس خريستوفورس
عبر الرقم التالي: ٣٣٨٨٦٢٧١٢٩+