2015

4. إليزابيت بير-سيجل، قراءة علامات عصرنا الحاضر: الإيمان الحيّ - أمل ديبو – العدد الأول سنة 2015

إليزابيت بير-سيجل

قراءة علامات عصرنا الحاضر: الإيمان الحيّ

أمل ديبو

 

 

كتبت إليزابيت:

»في حياة الأرشمندريت ثيوذور بوخاريف ومؤلّفاته المتداخلة بشكل وثيق، يتجسّد نداء الراهب في الواقع، فينزل الروحيّ من مساكن التأمّل الملائكيّة إلى حياة البشر الزمنيّة، حاملاً على عاتقه مسؤوليّة أحزانهم وأعمالهم كي ينوّرهم وينقذهم«.

ليس غريبًا أن يكون بوخاريف قد أعطى مؤلّفه الأساس الذي ظهر السنة 1860 العنوان التالي: »حول الأرثوذكسيّة والعالم الحديث«، وأنّ التجديد الذي جاء به وأدخله في واقع الكنيسة - داعيًا الإكليروس إلى التخلّي عن مثاليّة روحيّة فقط، وإلى الإحاطة بكامل المصير البشريّ المعاصر- قد أدخله في مواجهة مع السلطات أدّت إلى عزله من منصبه كأستاذ في اللاهوت والقانون، ومن الرهبنة أُعيد إلى صفوف  العلمانيّين. لم تزل الأسئلة حول مصيره الأليم تُطرح بالنسبة إلى الكنيسة العمليّة  حتّى يومنا هذا.

دعاة التجدّد الروحيّ في مطلع القرن العشرين، من روزانوف إلى فلورنسكي، إلى برداييف، إلى بولغاكوف، إلى بول إفدوكيموف أخر لاهوتيّي الهجرة الروسيّة، هؤلاء المفكّرون الكبار رأوا في الأرشمندريت ثيوذور اسم بوخاريف ودرجته في الرهبانيّة -  رمزًا للنبوءة، ورسولاً تبقى رسالته بحاجة إلى اكتشافه. تُقدّم إليزابيت لاهوت بوخاريف كعلم روحانيّ لكنّه يهتمّ في الوقت ذاته بالناحية العمليّة  المباشرة.

»تبدو رسالة الأرشمندريت ثيوذور غير مألوفة وتتلخّص بالنقاط التالية: البقاء راهبًا في الروح ومشاركًا في الحياة اليوميّة في العالم، اختبار تجلّي الإيروس في الزواج المسيحيّ، النزول إلى جحيم عالم وثقافة منفصلين عن اللَّه كي عندما يشعّ النور في الظلمات، يتمّ رسم  طريق  اتّحاد باللَّه الرحيم. عندما أحسّ بوخاريف في »علامات الأزمنة« بنداء اللَّه الحيّ الذي لا يمكن التغاضي عنه، تحمّل حتّى النهاية وحتّى الحرمان الكامل خطر طاعة مجنونة«.

في وقت كانت فلسفة هيغل وإلحاد نيتشه يستميلان عقله، كان قلبه لا يزال متعلّقًا بالإيمان، ما جعله يعيش مع شعور أليم بازدواجيّة في شخصيّته. لم تؤدّ تحدّيات عصرنا الحاضر إلى انقسام بين العقل والقلب فقط، بل فرضت أيضًا انقسامًا بين الجسد والروح وجعلت الروحانيّة في مواجهة مع الواقع.          

»روحانيّة حياتنا وأفعالنا لا تعني تحليقًا يبعدنا عن وضعنا البشريّ، وعن حقيقة حياتنا ضمن عائلة، وشعب، ومدينة. أخذ ابن اللَّه هذه الحقائق على عاتقه، جامعًا في كمال شخصه الألوهة، وظواهر نفسيّة، وعواطف، وأفكارًا، وإرادة، ورغبات إنسانيّة«.    

ترى إليزابيت في كتاب بوخاريف دعوة إلى وحدة الكائن البشريّ وكماله، لكنّ هذه الدعوة تهدّدها التحدّيات المسيطرة في العالم الحديث. اهتمامه بإحلال المصالحة يذكّر بالأمل بمصالحة التقليدَين الكبيرَين الروحيّين في روسيا، أي تقليد روسيا القديمة التي أُضيئت طرقاتها المظلمة بنور اللوغوس الإلهيّ، وتقليد روسيا الأنوار التي وُلدت في القرن السابع عشر، متأثّرة ومسحورة حتّى بالمعقوليّة الغربيّة. بالإضافة إلى ذلك، درست إليزابيت قطبين آخرين يتواجهان وهما: »أنصار السلافيّة وأنصار الغرب اللذان يرفعان إيدولوجيّتين متعارضتين«. وتشير هنا إلى قوّة التمييز عند بوخاريف الذي كشف توق النشء الجديد إلى خدمة البشر ومركّزًا على خطر الانفصال الكامل عن الجذور الروحيّة. لم يتمكّن صوته النبويّ من منع التدمير المأساويّ لصورة اللَّه  في الإنسان ما أدّى إلى ثقافة مجرّدة من الإنسانيّة. عند قراءته علامات الأزمنة تنبّأ بوخاريف بارتفاع مخيف لحيوانيّة - إنسانيّة (...). المعركة الروحيّة التي يخوضها المسيحيّ ليست ضدّ الجسد والدم. إنّها معركة الأزمنة الأخيرة ورهانها هو الإنسانيّة في الإنسان«.

الأمّ ماري سكوبتسوف هي الشخص الثاني الذي اختارته إليزابيت كي تلقي الضوء على اهتمامها بخلاص المجموعة الإنسانيّة عبر قراءتها علامات الأزمنة. تزوّجت في سنّ الثامنة عشرة وكانت تنتمي إلى البورجوازيّة وطبقة المفكّرين، وكانت أيضًا شاعرة. السنة 1913 كتبت هذه الفنّانة الشابّة، فنّانة روسيا الكبرى: »أنا للأرض، وللشعب الروسيّ العاديّ (...). أرفض ثقافة نخبة مغتربة وبلا قلب (...). الشعب بحاجة إلى المسيح«.

كانت ماري تعرف كيف تقرأ علامات الأزمنة، وكيف توفّق بين التأمّل والعمل؛ انخرطت في التّقليد الكبير والعالميّ للأرثوذكسيّة، ووظّفت طاقاتها في الأرض والناس الذين ينتمون إلى الآن وهنا.

»بتأثير من ليف جيلليه، اكتشفت الأمّ ماري من جديد الديناميّة الأُخرويّة التي كانت تتمتّع بها مسيحيّة القرون الأولى. حلمت برهبانيّة حُبَساء متجدّدة جوابًا عن الدعوة التي جاءت في علامات الأزمنة: رهبانيّة تُعاش ليس في الصحراء ولا وراء جدران واقية، بل في العالم نار وأتون متأجّجة في وسط المدينة كما أرادها اللاهوتيّ الكبير الذي لم يُقدّر حقّه كما يستحقّ، ألكسندر بوخاريف«.

 تأثّرت إليزابيت كثيرًا بشخصيّة الأمّ ماري التي التقى فيها شعور عميق ومرهق بالخوف والفرح تجاه ملكوت اللَّه وحبّ شفوق لا حدود له، حملها على الشهادة هنا والآن.

كتبت أليزابيت: »رغم أنّها شمّاسة من دون صفة، تبقى الأمّ ماري مثقّفة روسيّة نموذجيّة«. تمكّنت إليزابيت من كشف هذا التنسيق عند الأمّ ماري بين المتعالي بالكامل والعمل  الإنساني، موفّقة بين قطبين متعارضين: »كانت عاملة اجتماعيّة حقيقيّة، لكنّها كانت، في الوقت عينه، تحبّ المناقشة حول المسائل اللاهوتيّة أو الفلسفيّة حتّى ساعة متأخّرة من الليل. كانت تدخّن أمام الناس وهي تلبس الثوب الكنسيّ، وهذا كان يصدم الكثيرين ويعرّضها لانتقادات لاذعة«. أُعجبت إليزابيت بهذه المرأة التي نجحت في جمع أمور كانت تُعتبَر تقليديًّا متعارضة.

هبّت رياح جديدة على الطلاّب الروس المهاجرين في أوروبّا وفّقت بين طبقة المفكّرين والكنيسة الأرثوذكسيّة، بعد الحوار الذي انقطع بينهما  طوال القرن الثامن عشر. لم تكن هذه المصالحة الغالية على قلب إليزابيت نوعًا من التوفيقيّة ولا إخضاع العقل لقسريّة الدين والممارسات الكنسيّة الصارمة. كانت صيغة جديدة ظهرت بفضل التقاء فريد في المكان والزمان. ذكّرت إليزابيت كيف »أنّ مثقّفين كبارًا أمثال الاقتصاديّ الماركسيّ سرجيوس بولغاكوف والفيلسوف المتحرّر نيقولاوس بردياييف عاشوا اهتداء حقيقيًّا. كبار المهتدين هؤلاء الذين اجتازوا بنجاح امتحان الشكّ ألهموا شبابًا في المهجر يتوقون إلى إدخال نور المسيح في حياة  الكنيسة  كلّها بأبعادها الاجتماعيّة والذاتيّة بحيث يصنعون من نتاج الثقافة طقوسًًا دينيّة في الفكر والحقيقة«.

 إلتقاء الذكاء وموهبة الكلام إلى جانب الخبرة العمليّة  عند الأمّ ماري أثارت أيضًا إعجاب إليزابيت. حصلت ماري من أسقفها على إذن بالوعظ بعد الليتورجيا، لكنّها لم تكن تكتفي بمحاضرات لامعة، بل كانت تمضي ساعات طويلة تسمع أسرارًا واعترافات. عندما نذرت نذورها الرهبانيّة السنة 1932، خشي عدد من أصدقائها، وخصوصًا بردياييف وجيلليه، أن يؤثّر وضعها كراهبة في مسيرتها ويمنعها من إكمال الطريق باتّجاه الآخر. خلافًا للتوقّعات، لم يعطّل أسلوبها في الرهبنة قدراتها الفكريّة ولم يعق خدمتها الآخَر. أصدرت مجلّة »المدينة الجديدة« وعالجت فيها بعقل منفتح مواضيع سياسيّة، واجتماعيّة، ودينيّة.

المصالحة بين العقل والعمل، بين النذور الرهبانيّة وخدمة الآخرين فتحت الطريق أمام شكل متجدّد لشهادة الحبّ الذي يعمل فينا عبر المسيح. أتى هذا الطريق معاكسًا للطريق الذي سلكته راهبة معاصرة للأمّ ماري وهي الأمّ إفدوكيا التي اختارت أسلوبًا تقليديًّا ودينيًّا يرتكز على إقامة مراسم الليتورجية الرسميّة ويكتفي بها. في الماضي كان الصراع بين الممارسات التقليديّة ونمط حياة خلاّق ينبثق من إيمان حيّ، وهو لا يزال موجودًا في كنيسة المسيح وليس في الكنيسة فقط؛ لأنّ حرّيّة الإنسان أصبحت أكثر فأكثر ضحيّة الإيدولوجيّات العقائديّة الجامدة، وضحيّة عبوديّة المذهب المادّيّ.

عندما تأصّلت إليزابيت في الحقّ الإلهيّ الذي يتخطّى الزمن، وأدركت التحذير الذي وجّهه القدّيس بولس إلى أهل أفسس (٤: ١٤)، لم يخفّ خوفها على مصير الإنسانيّة المأساويّ. واجهت واقع القرن الحادي والعشرين بحقيقة المسيح، بكلمة اللَّه الذي صار جسدًا، اللَّه الذي نحن متّحدون معه بالروح، نفحة حبّ الآب الذي يوجّهنا نحو زمن حيث يصير »اللَّه الكلّ في الكلّ« (رومية ٨: ٢٢). على ضـوء  هـذا الأمـل الـذي يحرّكها والذي يعطي الإنسانيّة وحياة كلّ كائن حيّ معناهما، كانت إليزابيت تتفحّص عن قـرب "علامـات الأزمنـة" كمـا أوصى بها اللَّه (متّى ١٦: ٢- ٣).

حول سؤال ما الذي ينبغي عمله، استنتجت إليزابيت من حياة شخصين عاشا في المسيح جوابًا وحيدًا: ينبغي إنقاذ جدّة المسيح من الإنسان القديم الساكن فينا، كي يتمكّن الذي صالحنا مع الآب، من أن يهدم جدران حدودنا، ويعيد لنا حرّيّتنا في الذهاب نحو الآب بالحرّيّة الحقيقيّة التي يتمتّع بها أولاد اللَّه. كيف سيحصل ذلك؟ رسمت إليزابيت خارطة طريق تحت عنوان مجّانيّة المصالحة، وانطلاقًا من وعي عظمة اللَّه وحدود الطاقة الإبداعيّة عند البشر، حلّت التعارض بين الثنائيّات، وتطوّعت في عمليّة إعادة بناء مستمرّة لمدن عالمنا بطريقة أكثر عدالة، ووجه إنسانيّ وإلهيّ في الوقت عينه. كي  تهبط الروحانيّة من جبل طابور وتستقرّ في هيجان العالم، المسيحيّون مدعوّون إلى جعل سرّ التجسّد تجربةً حياتيّة؛ عليهم إذًا أن يتطوّعوا في سبيل القضايا العادلة، وأن يدافعوا عن الحرّيّة والكرامة الإنسانيّة. يتضمّن هذا التطوّع النشاطات المتنوّعة التي تقوم بها الكنائس والتي كانت إليزابيت تشارك فيها. يُذكر على سبيل المثال الحوار مع اليهوديّة، والحوار بين الكاثوليك والأرثوذكس الذي شارك فيه اللاهوتيّ الأرثوذكسيّ الكبير ليف جيلليه، والحوار مع الإسلام الذي كرّس له سيادة متروبوليت جبل لبنان جورج (خضر) قسمًا كبيرًا من حياته.

اليوم، الحوار المسيحيّ مع الحداثة يفرض ذاته وهو موضوع ينبغي تبنّيه. أوليفييه كليمان، اللاهوتيّ اللامع الذي انتقل من الإلحاد إلى الإيمان كان صديقًا لإليزابيت. كان يقول إنّ المهمّة الكبرى للكنائس اليوم وفي غد متوقّع تقضي »بالتغلّب على الحداثة من الداخل«، وبإعطاء جواب عن سؤال أساس للإلحاد حول الشرّ، ويصبح ذلك ممكنًا بفضل التزام حقيقيّ مبنيّ على حبّ الإنسانيّة، وحبّ اللَّه الذي نُخلي من أجل استقباله قلوبنا. أشكال جديدة لهذا الحبّ سيكشفها الروح القدس في إطار العصور والأوضاع. الشهادة على هذا الحبّ أدّت في بعض الحالات إلى الاستشهاد، وإلى رؤية أوضح، وإلى التزام أقوى تجاه الكنيسة  بمجملها. تساءل بوخاريف عن نوع المعترفين بإيمانهم الذين يطالب بهم زمننا في الأزمة الحاليّة.

قامت الكنيسة الأرثوذكسيّة في القرن العشرين بعدد من المبادرات الخلاّقة أضاءت لها الطريق، ومنها منظّمة العمل المسيحيّ للطلاّب الروس  التي تأسّّست سنة 1923 على يد  الجيل الأوّل من المهاجرين الروس. قامت هذه المنظّمة بجمع عدد لا بأس به من اللاهوتيّين المعروفين برويّتهم وشجاعتهم، ووفّقت بين التقليد المحلّيّ وروحانيّة تقليد آباء الكنيسة الأرثوذكسيّة. عندما تحرّروا من التقليديّة المتحجّرة، تبنّوا إرث الآباء. بالنسبة إليهم "الاكتفاء بترداد ما قاله الآباء معناه اقتراف خيانة  لفكرهم  وأهدافهم التي تجسّدت في لاهوتهم...«. على الأرثوذكس أن يكونوا واعين وحاضرين في عالمنا الحاضر. ينبغي لهم، بفضل جهود جدّيّة على صعيد فكرهم، ووعيهم، وإيمانهم بالإنجيل في كلّ الأزمنة، أن يقدّموا أجوبة حول مسائل الآن وهنا. الأرثوذكسيّة التاريخيّة أخفت رؤاها الخاصّة وجعلت من القوميّة ومن السلطة الزمنيّة حاجزًا في وجه حرّيّة التقليد الأرثوذكسيّ الروحيّ وإبداعيّته.

تنشيط حياة الكنيسة يفرض إذًا سماع حاجات الشعب كي يمكن تبنّي متطلّبات الحبّ والصلاة اللازمة وقراءتها على ضوء التقليد الروحيّ الكبير الخاص بالآباء - ثمّ إيجاد أشكال مناسبة تصلح لتلبية هذه الحاجات. مسيرة المتروبوليت أنطوان بلوم تندرج في هذا السياق. حباه اللَّه بكاريزما وبمواهب إلهيّة، فتوجّه إلى كلّ عضو من أعضاء أبرشيّته في إنكلترا موجّهًا إليه رسالة خاصّة، وتوجّه إلى جمهور المستمعين الإنكليز عبر إذاعة  البي. بي. سي. وإلى المؤمنين في روسيا السوفياتيّة. في الإطار ذاته، تمكّن المتروبوليت جورج (خضر) وكان في الثامنة عشرة من عمره من كشف حاجة كنيسة أنطاكية إلى صيغة متجدّدة لتقليد الآباء في  أربعينات القرن الماضي. السنة 1942 أعادت حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة النشاط والحيويّة إلى حياة كنيسة نائمة، وخفّفت من ثقل التقليد المحلّيّ، وشهدت لمحبّة المسيح من طريق نشر مفردات جديدة  للمحبّة والرأفة. بعد ذلك، خلقت نفحة أمل في اللغة العربيّة، لغة الإسلام، التي هي أيضًا لغة المسيحيّة في الشرق، ما أعطى مساحة جديدة للعدالة والسلام في العالم العربيّ في يومنا الحاضر.

لماذا الكنيسة متردّدة في الأخذ بالاعتبار علامات الأزمنة؟ عندما دخل المسيح في تاريخ البشريّة وأصبح ابنًا لامرأة تُدعى مريم، ألم يحدث تغييرًا في  جزء من مدينة الناصرة أو على صعيد حكّام شعبه؟ المسيحيّة ليست مجموعة أفكار مثبّتة في السماء؛ إنّها تدفّق دم المسيح الضروريّ لحياة العالم، وحياته تتحقّق في كلّ رجل وكلّ امرأة. في القرن الحادي والعشرين، على الكنيسة أن تشعر برغبة في إطاعة المسيح كما ورد في إنجيل متّى ١٦: ٢- ٣، وفي تفحّص "علامات الأزمنة" بحثًا عن الأجوبة الأكثر ملاءمة لنداء الحبّ الذي قدّمه الله إلى العالم »كيما تكون لنا الحياة الحقيقيّة وتكون بوفرة«.

الكنيسة، إكليروس ومؤمنين، مدعوّة إلى ترجمة حياة المسيح الحيّ وحبّه، وفهمهما، وضخّهما في العالم. عندما تذكّر إليزابيت بير- سيجل الكنيسة بهذه المهمّة، من الواضح أنّها تفكّر في وجوب شرطين لإتمامها: الأوّل هو الحرّيّة بحسـب مــا جــاء عـلى لسان المسيح: »وتعرفون الحقّ والحقّ يحرّركم« (يوحنّا ٨: ٣٢)، والثاني محبّة الآب الذي »هكـذا أحـبّ العـالم حـتّى بذل ابنه الوحيد كيلا يهلك كلّ مـن يؤمـن بـه، بـل تكـون لـه الحيـاة الأبـديّة« (يوحنّا ٣: ١٦).l

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search