2013

3. تعال ننظر: شوك وياسمين - رلى كنهوش – العدد الثالث سنة 2013

 

شوك وياسمين

رلى كنهوش

 

أسير مع النجم منذ سنوات أحمل جرحًا ويأسًًا عميقين، أصادف في الطريق أناسًًا كثرًا، يخبّئون في جعبهم ألمًا، حبًّا، ضغينةً، أملاً، خبثًا، فرحًا وحزنًا، ذهبًا، وقودًا، سلاحًا، سلامًا وحربًا، خبزًا، بخورًا وصلاة، حقدًا وموتًا، لبانًا ومرًّا. وكلّما استرقت النظر إلى الخلف، كانت القافلة تزداد عددًا، والصمت يخيّم أكثر.

هيرودس يلاحقنا، وخيول الموت تجرّ عربات فرعون.

وكان النجم يغيب، ويظهر. وحدث أنّه غاب مدّة طويلة، فتهنا في أرضنا. وحدث أنّ مجاعة عظيمة قد غطّت الأرض، فصنعت الأمّهات تنّورًا عظيمًا من طين الأرض، ربطن وشاح الصبر فوق جباههنّ، وشمّرن أكمام الحداد. وكان الآباء يلفّون الخبز بالأكفان، ويعطّرونها بملح العين، أكلنا ولم نشبع، وما نزال تائهين في شعاب صحرائنا!

ملأ فرعون أهراءه من قمحنا، سرق خبزنا، وصهيل خيول الموت ما يزال يسمع.

مشينا، وعيون المدن تطلّ علينا، تحرس خطواتنا، تصلّي لنا عسانا نتوب إليها! وحدث أنّ الجُعب قد أثقلت القلوب، وأحنت الظهور، وطأطأت الرؤوس. تعبنا، فافترشنا الأرض فتململت! وعيون الليل تحدّق في وجوهنا التي غابت عنها ملامح الإنسانيّة. لم يعرفنا الليل! فهربت نجومه وغطّى الحزن وجه القمر.

عجبًا؟! الأرض عادت لا تطيق أبناء طينها، لا مكان للموتى في حضنها! ولا سقف يأوي الأحياء تحته!

لقد خطفت عربات فرعون رجالاً وشبّانًا، نساء وأطفالاً كثرًا. البعض قدّموا كذبائح لإلهه، وآخرون نسأل النجم عنهم كلّ ليلة، فأسماؤهم لم تنقش لا على شواهد القبور ولا على لوائح الأحياء، ولا تزال خيوله تلاحقنا، صوت عجلات الموت يُسمع من بعيد.

توسّّدنا الحجر. كنت أسمع أنينًا خفيفًا ظننته في البدء أنين أمٍّ متوجِّعة، وكنت كلّما تقلّبت قليلاً يزداد الأنين. نهضت، وتنقّلت بين الأجساد المطويّة فوق الأرض، عساني أكتشف من أين يأتي الصوت. لكنّ الصمت كان ملك المكان، والأحلام سيّدة نومهم. كانوا يتوسّّدون الأحجار، فيبدون تحت ضوء القمر الحزين كشواهد القبور، قبور لأحياء، قبور لآمالٍ وأحلام. عُدت إلى شاهدي وتوسّّدته، فعاد  صوت الأنين!

نظرت إلى الحجر، فرأيته رطبًا وباردًا كخدّ بلّله الدمع. بكى الحجر متوجّعًا علينا، فحضنته، ونمت.

ولمّا لم يطلع الصباح، استيقظنا! فلقد نفذت منّا الأحلام. كان علينا أن نكمل السير خوفًا من حرّاس هيرودس الذي لم يَملّ من ملاحقتنا. كان قد ذبح كلّ الآمال البريئة، فصارت الحياة ثكلى.

من يعزّينا؟ وقد دفنَّا حتّى كلّ أمل بالأمل! وهُدمت كلّ أحجار حضاراتنا. وها نحن هائمون على وجه الأرض نبحث عن أبسط حقوق إنسانيّتنا. رفضت كلّ ممالك الأرض استقبالنا، وثارت علينا حتّى أكثر قبائل الأرض وضاعة! فحملنا جعبنا وتهنا في صحرائنا.

غاب النجم مرّةً أخرى، وليس من نور يهدي خَطواتنا، حتّى إنَّ بريقَ الأمل والرجاء في العيون خاب، وزيت صبرنا شحّ ويكاد ينفذ. استلّ الليل سيف الصقيع وحصد شيوخًا ومرضى كثيرين، فاستلّ الرجال فؤوسهم، وأدْمى قلوبنا صراخ أشجار الزيتون، ذُبحت أشجار السنديان، والتهمت النار أجساد الشجر، ليشبع الصغار، وليستدفئ الكبار.

يا ليتهم يُفرغون ما يحملون من بؤس وموت في جُعبهم، ويدفنونها، ليخِفّ الحِمل، ويَقصُرَ الطريق. يا ليتهم يُخرجون الخبث من قاع نيّاتهم، ويحرقونه ببارودهم. يا ليتهم يصوّبون بنادقهم نحو الموت، فيقتلوه! وكم وكم من الأمنيات كانت تخرج بحسرة تنتهي بآهات وحرقة.

يبدو أنّ النجم قد اختفى! أو أنّ القافلة قد ضلّت الطريق، فشِعاب الموت كثيرة، وواحد هو طريق الحياة، ومع ذلك لم نميّزه! وحدث أنّ عدد المسافرين قد ازداد وإذ بعائلةٍ مكوّنة من ثلاثة أشخاص قد انضمّت إلينا حديثًا، شيخ وامرأة وطفل يقاسي ما يقاسيه أطفالنا هاربًا من الموت أيضًا، ربّما لأنّ أوانَ موتِه لم يحِنْ بعد. وكان الثلاثة صامتين، صابرين ومتوشّحين بسلامٍ عجيب لم نفهمه. أصلا ً لم يُعر المسافرين أيّ اهتمام للعائلة المنضمّة حديثًا إلى السِرب.

كنّا نسير وغربان اليأس تحلّق داخل الرؤوس، تسرق كلّ بارقةِ أمل، وتنعق ساخرة. خرجنا لنبحث عن إنسانيّتنا، عن طين جديد نرقّع به إنساننا المهترئ، طيننا صنع أولى الحضارات، واليوم رمال  الجهل  تدفنها!

تهنا سنواتٍ في صحراءِ ما زرعنا، نسعى جاهدين للخروج منها أحياء. مات الكثيرون، فاضطرّ الأحياء إلى حمل جُعب الأموات. لم يتخلّصوا من أحمال الموتى، بل زادوا حمل جعابهم أضعافًا مضاعفة!

تابعنا المسير في صمت يشبه صمت الموت. عدنا لا نسمع صوت عربات فرعون. يبدو أنّ حرّاس هيرودس عادوا أدراجهم، لقد سُلِّمنا للموت!

كَبّل التعب أقدامنا، فتهاوت قاماتنا كجذوع الشجر على الأرض القاسية، افترشنا الأرض رغمًا منها ودفنّا من مات بحضنها أيضًا رغمًا منها. أشعلنا بعض الأغصان، وأحرقنا بعض الجعب المهترئة. وطهت النساء حساء ممزوجًا بالهمّ، طعمه لاذع، أكل منه الكبار والصغار حتّى شبعوا.

ثمّ قرّر بعض المسافرين أن يقيموا احتفالاً، ليخفّفوا عن أنفسهم، قابل آخرون هذا الاقتراح بالرفض. وأعجبت الفكرة كثيرين، ما دمنا أنّنا والموت على موعد قريب، فلا مانع من أن نودّع الحياة بمووايل وعتابا!

انطلقت الحناجر بالزغاريد، وثمل الرجال، وأطربت المووايل أقدامهم، فزادوا وجع الأرض برقصهم، ومالت خصور بعض النساء طربًا، ورقصوا جميعًا على إيقاع الموت، وانسحبت البقيّة ممّن لم يشاركوا إلى ظلال خيامهم، واستسلموا إلى أطياف أحلامهم. تَعب الراقصون، وألهَبتِ الخمور الفاسدة عقَولهم، وأثارت غرائزهم،  فجعلوا يتقاتلون بعضهم على جعب بعض، وكأنّها غنائم لا تعدّ ولا تحصى،  حتّى إنّ بعضهم قدّم نساءه هدايا وغنائم أيضًا!

وكأنّ كلّ ليالينا القاتمة لم تنقصها سوى تلك الليلة  التي تسرّبت من سهرات الشيطان!

شقّت خيوط الفجر السماء، وتركت خطًّا ورديًّا رفيعًا على خاصرة السماء والأرض. نفضنا غبار الليل عن أجسادنا، وفككنا قيود التعب عن أقدامنا المدمّاة، لكي نتابع السير عسانا ننشد ضالّتنا. لم تشرق الشمس منذ زمن، نسيت عيوننا لون النهار، ومع ذلك كنّا نسير، لأنّ البعض في ثنايا روحِه ما يزال محتفظًا بلونِ النور.

تجمّدت خطواتنا لحظة. سمعنا فيها صهيل خيولٍ مسرعة متّجهة نحونا. ارتّجت تحت وقع حوافرها الأرض، وأكل الفزع عيون الصغار والكبار، واشتدّ خفقان القلوب، وتبعثرنا كسربٍ مهاجر اخترقه رصاص صيّاد وفرّقه. لكنّ الخيل حاصرتنا، تحلّقت حولنا، ثمّ هدأت بحركة من فرسانها. كانت خيولاً أصيلة ممشوقة رائعة الجمال، لا تشبه البتّة خيول فرعون! ولا حتّى خيول هيرودس! وكان فرسانها ذوي ملامح أيضًا لا تخلو من الجمال والوداعة، صامتين رغم كثرة عددهم. فهدأت دقّات القلوب، وأطلّ الأطفال من تحت عباءات أمّهاتهم، وتبادلوا والفرسان نظرات لا تخلو من الحبّ والحنان. ثمّ تقدّم أحد الفرسان نحونا، وسأل عن وجهتنا: كالعادة تكلّم الجميع دفعة واحدة، وتعالى صراخهم، وتناثرت شتائمهم، فلكلّ واحد همّ ووجهة!! ركض طفل في نحو الخامسة من العمر متّجهًا نحو فارس شدّه إليه، فانحنى وهمس له.

نهض الفارس مبتسمًا، لقد علم بوجهة الجمع التائه. وأشار بيده نحو الشرق، وطلب منّا أن نتبعهم وأن نعلّق الجعب على ظهور الخيل. ففعلنا. جفلت الخيول قليلاً عندما أحسّت بملمس الجعب، وعلا صهيلها. لكنّ الفرسان هدّأوا من روعها. تابعوا المسير، ولحقنا بهم. أحسسنا بأنّ حِملاً كبيرًا قد خفّ، وأنّ شيئًا من الراحة بدأ يتسلّل إلى نفوسنا وأجسادنا التي أضناها السفر.

»أيعقل أن نصل إلى أرض أحلامنا هكذا وبسرعة!«.

سرنا والشمس تشرق على مهل. بعد مسيرة يوم واحد، أمرنا الفرسان بأن نستريح قليلاً. ثمّ أمروا الرجال بجمع الجعب، صنعوا منها جبلاً حجب نور الشمس. وأضرم الفرسان النار فيها. شعر الكثيرون بأنّ عبئًا ثقيلاً قد أزيح عن كاهلهم. وغضب آخرون، فأيقظوا سيوفهم، وحاولوا مهاجمة الفرسان لاستعادة ما أمكن. فاستلّ الفرسان سيوفهم، وقُتل من قُتل من أولئك الذين رقصوا منذ أيّام على إيقاع الموت، أولئك الذين خبّأوا في جعبهم موتًا وضغينة حربًا وخبثًا وكرهًا، حقدًا وموتًا.

ثمّ عادت بعض السيوف إلى غمدها! كما استعادت بعض العقول وعيها.

عدنا وافترشنا رمل الأرض. وعادت بي الذاكرة إلى الوراء، إلى الزمن الذي التحقت بقافلتنا تلك العائلة الصغيرة، التي افترقت عنّا، وكانت هي الأخرى هاربة من الموت، أتراها وجدت ضالتها؟ لا بدّ من أنّ الطفل قد صار شابًّا كما شبّ أطفالنا أيضًا، شبّوا وهم يأملون أن يحيوا حياة كريمة، وما سرُّ هؤلاء الفرسان؟ نمت ولم أحصل على إجابة تروي فضولي، فتأمّلت أن أجد لها إجابة في الحلم، الحلم! نعم، كم حُرمنا من الأحلام!

نمنا، ولم نأكل. وكأنّ شوق الوصول كان خبزنا وماءنا.

بعض العيون نامت، وبعض العيون أبقاها الشكّ ساهرة، وبعضها الآخر تظاهر بالنوم. أمّا الخيّالة، فلم يناموا. كانت هاماتهم منتصبة طوال الليل، وكأنّ قائدهم كان حاضرًا. وكانت الخيول هادئة وعيونها السوداء الواسعة ليلاً تبتلع كلّ ما حولها.

استيقظنا لأنّنا على موعد مع الصباح المنتظر! وسرنا النهار بطوله. وكانت العجائز، طوال الطريق، يروين على الأحفاد حكايات الزمن المرّ الذي قضوه في الصحراء.

قبل الانطلاق، وزّع الفرسان على الجميع صلبانًا خشبيّة مختلفة الأحجام وغصن زيتون أخضر وزوجَي حمام. وأخبرونا أنّنا سنقترب من واحة خضراء وأنّنا هناك، سوف نشارك في موكب لاستقبال الملك. لقد بدّدت فكرة الاحتفال اليأس في القلوب، لقد غادرنا الفرح منذ زمن طويل، ونسينا نكهة الابتسام، وخشينا على أطفالنا أن يولدوا من غير ابتسامة، لكنّهم ابتسموا لمّا بادلهم الفرسان الابتسام.

وصلنا إلى الواحة المنشودة، ترجّل الفرسان من على ظهر الخيل التي ابتعدت في الواحة كي تستريح، وانحنوا. ثمّ ابتلعهم نور، واختفوا. أطلقنا أزواج الحمام، فصنعت سربًا كبيرًا أبيض زيّن الواحة وزادها جمالاً. وانطلق الأطفال خلفها يحملون أغصان الزيتون، وهرعوا نحو ضفاف المياه يزرعونها وكأنّهم يكفّرون عن ذلك الذنب العظيم الذي ارتكبه الآباء والأجداد في الماضي لمّا ذبحوا أشجار الزيتون.

ثمّ نظرنا إلى صلباننا! بعضها عُلّق على الصدور، والبعض كان يسند جسده المريض عليه، والبعض حمله فوق الظهر محتملاً، وآخر متململاً، والبعض نقش عليه أحداثَ سنوات الضياع ومحاولات الخروج من الصحراء، وآخرون نقشوا عليه أسماء من مات ودفن في رمال الصحراء. وآخرون نقشوا عليه أسماء من لم يوجدوا لا على لائحة الأموات، ولا هم ضمن سرب العائدين. والبعض الآخر رسم آمالاً وأمنيات على صليبه. ثمّ سمعنا صوت حفيف أغصان النخيل، وساد صمت مهيب.

وأطلّ الملك. سجد الجميع بحركة واحدة، ولم يجرؤ أحد على رفع رأسه! مع أنّنا جميعنا كنّا نتوق لنعرف من هو هذا الملك.

»ارفعوا رؤوسكم! لقد حنيتم ظهوركم ورؤوسكم زمنًا طويلاً، آن لكم أن تتحرّروا«.

نهضنا، ونفضنا الغبار عن عباءاتنا الرثّة التي أُرغمنا على ارتدائها لسنوات، وتحرّر الصغار من عباءات الكبار، وأطلّوا على العالم من شرفات عيني الملك.

يذكّرني وجه هذا الملك بوجه ذلك الطفل المقمّط: الجبين الواسع  والعينان اللتان استعارتا نظرات الحنان من عيني والدته، لم أستطع التحديق إليه طويلاً، رغم أنّ النظر إليه كان قد جلب إلى نفسي هدوءًا عجيبًا، ولم أمنع الدمع الساخن من أن يسيل بغزارة، ليغسل غبار سنوات من الألم والضياع، وكأنّ هذا الدمع قد شقّ على الخدّ طريقًا مسح فيه ذلك الغبار القديم وعَبر بي إلى شطِّ عينيه.

أيّ ملك هذا الذي يتنازل ويأتي إلينا؟ يتمشّى بيننا! يخفّف عنا!

جمع كلّ صلباننا، وغاب. قضينا الليل ساهرين ننتظر. كان انتظارًا ممزوجًا بالقلق والفرح والخوف! هو شوق إلى الخلاص من عبوديّة هذه الأرض، على يدي ذلك الملك. كلّ الموجودات كانت صامتة، لأنّنا في حضرة ملك، رغم الغياب، كان حاضرًا. كسرت صمت الأرض قدما طفل كان يركض باتّجاهي لاهثًا على وجهه إمارات التعجّب والاندهاش، بالكاد التقط أنفاسه، وقصّ عليّ ما رآه:

لقد رأيت الملك، إنّه هناك خلف تلك الأشجار!

وماذا رأيت أيضًا؟

كان، كان يمسك بمطرقة وإزميل، وكان يعمل!

وماذا كان يعمل؟!

لا أعرف! كان الظلام دامسًا، وخشيت الاقتراب أكثر، أعتقد أنّه رآني! أو كان يشعر بأنّني أراقبه لأنّه كان يبتسم. فعدت مسرعًا!

في البدء، ظننته يقصّ عليّ أوهامًا وتخيّلات أطفال، لكنّ ضربات المطرقة كانت تتناهى إلى مسامعنا طوال الليل.

وزيّن الصبح جبين السماء وجبين الأمّهات الثكالى وعيون الآباء الحزينة. لبسنا عباءات بيضاء نظيفة خالية من شوائب الزمن. وجمع الفرسان عباءاتنا الرثّة، وغابوا هم أيضًا.

وأطلّ الملك وقد ألقى على كتفه ثوبًا مصنوعًا من عباءاتنا الرثّة، أرجوانيًّا بلون ما سكبناه من دماء خلال سنوات هروبنا، يسند بعناية على كتفه صليبًا ضخمًا. ذهلنا لمّا رأينا صلباننا وكأنّها شكّلت جسدًا واحدًا مرتاحًا على كتفه. رفع عينيه إلى السماء، ثمّ رست نظراته على شواطئ دمعنا، وتغلغلت في بريق عيون صغارنا وخاطبنا:

»ستسلكون الطريق التي سأمشيها. سأتقدّمكم، وسيغسل دمي خطواتكم، ويسند جسدي حملكم الثقيل. إرموا ما تحملونه في نفوسكم »جعبكم« من ألم وضغينة، خبث وحزن، سلاح، حقد وموت ومرّ. أريد قلوبًا من لحمي ودمي. هذه الجعب الذهبيّة، التي ستُمتحن يوما بالنار لتخرج منها صلاة برائحة البخور، مملوءة حبًّا وسلامًا«.

حملنا جعبنا، وتابعت القافلة المسير. رفضت ممالك الأرض قاطبة استقبالنا. ستستقبلنا مملكة السيّد ومفاتيح منازله نملكها بصبرنا ورجائنا على هذه الأرض.

سَبَقنا الملك لكنّ صليبه الضخم شقّ لنا طريقًا معالمه واضحة ومعبّدًا بالشوك والياسمين.l

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search