2012

09 - تحقيق: كنيسة الرسل القدّيسين في تسالونيكي جولة في كنائس قبرص - لولو صيبعة – العدد الخامس سنة 2012

كنيسة الرسل القدّيسين

في تسالونيكي

لولو صيبعة

 

 

كنيسة أثريّة تعود إلى الحقبة الباليولوجيّة: إنّها كنيسة الرسل القدّيسين البيزنطيّة في تسالونيكي، اليونان.

شيّدها البطريرك القسطنطينيّ نيفون الأوّل (١٣١١-١٣١٥) مع تلميذه الكاهن - الراهب بولس. في الأساس، شكّلت هذه الكنيسة جزءًا من دير مكرّس للعذراء مريم، الذي لم يبق منه سوى بعض أقسام مثل البوّابة الكبرى وبئر الماء.

بعد أن احتلّ العثمانيّون تسالونيكي في العام ١٤٣٠، بقيت الكنيسة قائمة حتّى العام ١٥٢١ عندما حوّلت إلى جامع.

خلال القرن التاسع عشر شدّد الباحثون على أنّ الكنيسة كانت مكرّسة للرسل القدّيسين، وساد الرأي بعد تحرير المدينة العام ١٩١٢، وعلى أثر إعادة تكريس الكنيسة التي أصبحت كنيسة رعيّة في العام ١٩١٦.

هندسيًّا، الكنيسة مصمّمة على شكل صليب مع قبّة. إنّها كنيسة مربّعة تعبرها قوسان تدعمان الكنيسة التي ترتكز على أربعة أعمدة. إلى الجهة الشرقيّة من المبنى يرتفع الهيكل بثلاث حنيّات. إلى الجانب الغربيّ يقوم النارثكس الذي يقود إلى الصحن عبر ثلاث فتحات.

رواق يحوط بالصحن في الشمال والشرق والجنوب مشكّلاً الحرف اليونانيّ TT، ويدعم أربع قبب صغيرة.

إلى الجانب الشرقيّ كنيستان صغيرتان، تلك التي إلى الشمال مكرّسة للقدّيس يوحنّا المعمدان، في حين أنّ الطريق إلى الكنيسة الجنوبيّة يمرّ عبر الهيكل.

الداخل بكامله، كان في يوم من الأيّام مكسوًّا بالفسيفساء والرسوم الجداريّة، ما عدا جدار الحنيّة الوسطى، لأنّ البطريرك نيفون وتلميذه بولس نفدت جعبتهما من الأموال. الرسوم الجداريّة طالتها اليد الآثمة إذ شوّهت بالمطرقة، مع الفسيفساء التي طليت بالطين خلال الحقبة العثمانيّة، ما أدّى إلى تراجع حالتها. بدأ ترميم هذه الرسوم والفسيفساء بعد تحرير المدينة. ورغم الضرر الذي أصابها، بفعل الزمن والرطوبة والإنسان، حافظت هذه الزخرفة على بعض رسومها الأصليّة.

الفسيفساء تغطّي الجزء الأعلى من صحن الكنيسة. ومن الفسيفساء التي بقيت يمكن للزائر أن يتأمّل المسيح الضابط الكلّ في القبّة الوسطى، ولكن للأسف من دون رأس. وعلى دائرة القبّة نشاهد عشرة أنبياء والإنجيليّين الأربعة. هناك أيضًا ميلاد يسوع المسيح، معموديّته، تجلّيه، دخوله أورشليم، النزول إلى الجحيم، وبقايا من الصلب ورقاد والده الإله، والبشارة ودخول السيّد إلى الهيكل.

ما تبقّى من الكنيسة مغطّى بالرسوم الجداريّة. أهمّ ما يمكن أن نراه: على الجزء الأسفل من الحنيّة الوسطى في الهيكل آباء الكنيسة. في الصحن، القدّيس يوحنّا المعمدان، القدّيس يوحنّا الإنجيليّ، والقدّيسان جاورجيوس وديمتريوس، وبعض الآباء النسّاك.

في النارثكس، العذراء مريم مرسومة على قاعدة بين ملاكين، دخول السيّدة إلى الهيكل، استشهاد الأربعين شهيدًا، استشهاد القدّيس ديمتريوس شفيع المدينة.

في الجنوب حيث ينتهي الرواق، نشاهد شجرة يسّى. في كنيسة القدّىس يوحنّا المعمدان، يمكننا أن نتأمّل مشاهد من حياة القدّىس، وأهمّها رؤيا زكريّا، مولد المعمدان، مائدة هيرودوس ورقصة سالومة.

في القبّتين الجنوبيّتين رسوم الأنبياء وعلى القبّة الشماليّة الشرقيّة رسوم العذراء مريم ويسوع المسيح مع الملائكة.

إذا زرت مدينة تسالونيكي في يوم من الأيّام لا تنسَ أن تزور كنيسة الرسل القدّيسين لتمتّع ناظريك برسومها والفسيفساء البديعة الصنع.

١- دير رئيس الملائكة ميخائيل

يقع هذا الدير، جنوب شرق قرية أناليونداس في نيكوسيا، على تلّة، وشُيّد في زمن غير محدّد.

هذا الدير وصفه الراهب الروسيّ بارسكي، الذي زاره في العام ١٧٣٥، على أنّه دير قديم. بناه شعب مؤمن ومخلص لكنيسته، وقد رُمّم كلّيًّا بعد بضع سنوات من العام ١٧٦٩، على عهد رئيس الأساقفة خريسثوس.

الكنيسة بصحن واحد مع ثلاثة مداخل، في الوسط الشماليّ، في الجدارين الغربيّ والجنوبيّ. الأجزاء السفلى من الجدران الجنوبيّة والغربيّة والشماليّة على مستوى الأبواب كلّها مزيّنة برسوم القدّيسين.

إلى غرب الباب رسم لرئيس الأساقفة خريسنثوس وهو يقدّم نموذجًا عن الكنيسة إلى رئيس الملائكة ميخائيل. كتابتان تشيران إلى ترميم الكنيسة في زمن رئيس الأساقفة خريسنثوس وكاهن الدير ليونتوس. الرسوم الجداريّة وقّعها ليونتوس الرئيس، الذي رسم باقي الجداريّات على الجدران الجنوبيّ والغربيّ والشماليّ.

قرب النافذة الغربيّة على الجدار الشماليّ رسوم القدّيسين قزما وداميانوس وبندلايمون. في حين نشاهد رسوم ثلاثة قدّيسين غير واضحة إلى الجهة المقابلة للنافذة ذاتها. رسوم هؤلاء القدّيسين الثلاثة ورسم القدّيس ميناس إلى شرق الباب الشماليّ كتبها، في العام ١٨٦٣، أنطونيوس حاجي خريستو. قدّم هذه الزينة متبرّعون كثر.

 

٢- كنيسة القدّىسة كريستينا

ما زلنا في محافظة نيقوسيا، ولكن ننتقل إلى قرية أسكاس. تقع الكنيسة على بعد ميلين خارج القرية وشيّدت العام ١٤١١. وبحسب الكتابة التي تشير إلى إنشاء الكنيسة، فإنّ الرسوم نفّذت على حساب كوستانتينوس مارداكيس وزوجته مادلين في القرن السادس عشر.

٣- كنيسة القدّيسة حنّة

شيّدت هذه الكنيسة على مراحل، وهي في قرية كاليانا. كنيسة بصحن ذي جناحين، وسقفها من الخشب.

من الواضح أنّ جزءًا من الجدار الشماليّ هو ما تبقّى من كنيسة أقدم قد تعود إلى القرن الثاني عشر.

الرسوم الجداريّة الباقية هي أيقونة الأربعين شهيدًا في سبسطية، ميلاد والدة الإله، قدّيس عموديّ غير واضح المعالم، دخول المسيح إلى الهيكل، القدّيسان قسطنطين وهيلانة، والقدّيسة مريم المصريّة.

ولنا لقاء آخر مع كنائس قبرص.l

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search