الحركة في قلب الكنيسة
المطران سابا إسبر
هذه كلمات في الحركة. ليست تحليلاً ولا وصفًا، بل هي بعض ممّا خبرته فيها شابًّا وكاهنًا وأسقفًا وما أتمنّاه لها.
عرفت الحركة غداة دخولي في المرحلة الثانويّة. ومنذ ذاك الحين، تلّمست فيها كنيستي الأرثوذكسيّة التي كنت أحيا في غيرها آنذاك. ووجدت في الحركة مناخًا كنسيًّا بامتياز، ما أصّلني في كنيستي. فالجميع يحبّ الكنيسة، ويتطلّع إليها عروسًًا للمسيح لا عيب فيها ولا شائبة. اجتماعات الحركة الأسبوعيّة تسير على إيقاع الصلوات الكنسيّة العامّة. ولكي تصير عضوًا فيها، عليك أن تداوم أوّلاً ثلاثة أسابيع متتالية على حضور القدّاس الإلهيّ، ومن ثم تُقبَل فيها، لتبدأ بمشاركة باقي الإخوة في البرنامج الحياتيّ الذي عماده صلوات صباحيّة ومسائيّة وقراءة إنجيليّة يوميّة ومشاركة في القدّاس الإلهيّ مع الإخوة، مرّة في الأسبوع، بالإضافة إلى صندوق محبّة مشترك.
لم أجد في الحركة تعليمًا دينيًّا بالمعنى المدرسيّ، بقدر ما وجدت سعيًا إلى عيش الشركة المسيحيّة يتوسّّل المعرفة الدينيّة كأحد السبل إلى تحقيق الشركة المنشودة. هذا لم ينفِ الاهتمام الشديد بالنهضة الروحيّة واللاهوتيّة المعرفيّة التي وجدتها فيها. لكنّ خبرة الكنيسة، كشركة حقيقيّة بين المؤمنين، كانت المَعلَم الأبرز فيها، وهي ما شدّني إلى الانخراط فيها وحبّبني بالكنيسة، ومن هنا بدأت أتلمّس دعوتي الكهنوتيّة.
كانت لنا (أنا وبعض الإخوة والأخوات) بركة اختبار أخوّة بالمسيح حقيقيّة بكلّ معنى الكلمة. أمّا تعابير هذه الأخوّة الملموسة، فكانت في الصلوات والفكر المشترك والمساندة المادّيّة، وافتقاد بعضنا البعض وخدمة كنسيّة بحدود إمكاناتنا. عائلة واحدة رأسها المسيح له المجد والكنيسة أمّها المغذّية بما فيها من أسرار إلهيّة أخصّها سريّ التوبة والإفخارستيّا. انسجام وتكامل بين الأعضاء والمرشِدين والآباء الروحيّين (الكهنة).
تعرّفت فيها إلى آباء ورهبان وراهبات ومؤمنين لا يقلّون تكرّسًًا لإيمانهم وكنيستهم. كما عرّفتني إلى فرادة كنيستي وأصالتها. في نشاطاتها الروحيّة، اختبرت سرّ الاعتراف، وبدأت ممارسته. لم أجد فيها ما بدأت أسمعه لاحقًا، في غير مكان ومن غير شخص، من مصطلحات تبدو لي غريبة حتّى اليوم كالكنيسة والحركة، حركة في الكنيسة أم خارجها، إكليريكيّين وعلمانيّين، حركة علمانيّين أم... ما يدلّ على توتّر وخلل في المفهوم أو الممارسة.
كان المناخ، الذي نشأت فيه، كنسيًّا بكلّ معنى الكلمة. وأقصد بكلمة كنسيّ، أنّنا لم نكن نشعر، ونحن في الحركة، بأنّنا لسنا في الكنيسة، أو حتّى في مكان قريب من الكنيسة، بل فيها تمامًا.
سأحاول، من هذه الزاوية، أن أنظر في الحركة اليوم وبعد سبعين سنة من وجودها في الكرسيّ الأنطاكيّ.
أفهم الحركة، كما اختبرتها، مجموعة من المؤمنين الذين وعوا أنّه لا يصير المؤمن مؤمنًا عضوًا حقيقيًّا وفاعلاً في الكنيسة وحده، بل في شركة الكنيسة. ولكي يستمرّ مفهوم هذه الشركة حيًّا، على المؤمن أن يعيشه ويختبره حقًّا وبشكل مستمرّ مع إخوة وأخوات يشاركونه في هذه الحياة المسيحيّة والرؤية الكنسيّة.
من هنا، ينطلق الحركيّ في رؤيته للكنيسة عائلة اللَّه على الأرض. فمن اختباره الشركة كما يتكلّم عليها سفر أعمال الرسل، يؤسّّس رؤيته للكنيسة على صورة الكرمة والأغصان التي أعطاها الربّ في إنجيل يوحنّا، وعلى صورة الجسد بأعضائه المتعدّدة ورأسه الواحد التي أعطاها بولس الرسول.
ما شدّني إلى الكنيسة، هو أنّها ليست مؤسّّسة من هذا الدهر، وإن استعملت المؤسّّساتيّة لكي توصل خلاص المسيح إلى العالم وتمدّ، له المجد فيه. وما أبقى الحركة حتّى الآن، على أوهانها وعثراتها، برأيي، هو أنّها لم تفقد كليًّا روح الشركة التي ولدت عليها وكبرت فيها ونمت. لم تفقدها كلّيًّا رغم غياب هذه الروح الشركويّة الأصيلة هنا وهناك أو ضعفها وتراجعها.
لذلك أرى أنّ الواجب الأوّل على كلّ حركيّ ومحبّ للكنيسة أن يساعدها على استعادة زخم حياة الشركة الكنسيّة هذه، كي تشدّ الناس إلى الكنيسة وتحقّق أهمّ وأوّل تعبير تجسّديّ للإيمان المسيحيّ. هذه الروح الشركويّة العائليّة هي أكثر ما تفتقده الكنيسة اليوم.
إلى ذلك، ولأنّ الحركيّين يختبرون شركويّة الإنجيل ويحاولون عيشها بملئها، هم لا يرتاحون ما دامت الكنيسة ينقصها شيء ما أو يعتورها عيب ما. كثيرون هم المؤمنون الذين لا شكّ إطلاقًا في إيمانهم، ومع ذلك لا يهتمّون بشؤون الكنيسة واستقامتها. يهتمّون بخلاصهم الشخصيّ فقط، ويتعاطون مع الكنيسة كمخزن تموين روحيّ لتحقيق خلاصهم، بينما المؤسّّسة الكنسيّة بحاجاتها وعثراتها، ليست همًّا خلاصيًّا من همومهم. لقد أوكلوها إلى فئة يعتبرونها »موظّفة« لهذا الأمر، وتاليًا هو من اختصاصها وحدها.
أفهم الحركة تجمّع مكرّسين همّهم أن تكون الكنيسة عروسًًا لا عيب فيها، بادئين بتنقية ذواتهم وتطهيرها، مؤمنين بأنّهم بهذه الطريقة يؤدّون رسالتهم فيها. ما يلفت في تاريخ الحركة أنّها كانت تؤسّّس مفهومها الكنسيّ على أسس لاهوتيّة ولا تنطلق من رؤًى شخصيّة أو فرديّة أو من زاوية رعائيّة أو خدميّة محدّدة، لأنّ نظرتها إلى الكنيسة شاملة. قد يجد مؤمن أنّ الحاجة تتطلّب منه أن يخدم في مجلس رعيّة أو لجنة خيريّة أو مؤسّّسة وقفيّة... الحركيّ يرى الكنيسة ككلّ ومن ثمّ يجد نفسه فيها في خدمة المكان الذي يناسب موهبته، ويسعى حيثما هو يخدم، ومع المؤمنين الآخرين، إلى تحقيق خدمة أمينة لروح الإنجيل والعقيدة، كما اختبر وتعلّم في الحركة.
اليوم، وبعد سبعين سنة، تغيّرت، بالممارسة، أمور كثيرة على الأرض في الحركة، وبقيت المنطلقات النظريّة ثابتة. لكنّ واقع الحال يقول إنّ الأجيال الجديدة والمجتمعات الحديثة وأنماط الحياة في تغيّر مستمرّ، يحدو بالحركة التبصّر فيه بدقّة وروح صلاة.
وإنّ واقع الكنيسة تبدّل كثيرًا. فكثير ممّا سعت الحركة إليه تحقّق، ومن صفوفها خرج إكليريكيّون ورهبان وعلمانيّون غيّروا وجه الكنيسة في مواضع كثيرة. فالسؤال المطروح بدقّة اليوم هو: ما دور الحركة في واقع الكنيسة اليوم؟
لقد أعطت الحركة الأولويّة في العمل لتنشئة المؤمنين بخاصّة الشبيبة والأولاد، مع العلم أنّها لم تهمل الكبار. ولكنّ التركيز الأكبر كان على الشبيبة. في زمن نشوئها، لم توجد أبرشيّة واحدة تهتمّ بالتعليم الدينيّ، فأخذت الحركة هذا الأمر على عاتقها. اليوم، وبوجود أبرشيّات، تريد تحمّل مسؤوليّتها في هذا الحقل، ماذا يكون دور الحركة فيه؟
واقع التعليم الذي تؤمّنه الأبرشيّات اليوم، يختلف من أبرشيّة إلى أخرى. من حيث طريقة التربية ونوع المناهج وأسلوب تحضير المعلّمين والنشاطات المرافقة. ومنها ما يطابق عمل الحركة في هذا الحقل من حيث الشكل مطابقة تامّة. لكنّ فرادة الحركة أنّها توسّّلت التعليم سبيلاً لعيش الشركة المسيحيّة في ما بين أعضائها. هنا يكمن دورها الذي باعتقادي يحتاج إليه المؤمنون أكثر ممّا يحتاجون إلى الثقافة الدينيّة، على أهمّيّتها. كيف يستطيع الحركيّون أن يحقّقوا اختبار حياة الشركة المسيحيّة اليوم؟ ألا تؤمّن هذه الشهادة إن تفعّلت كما يجب أعدادًا اعتادت الحركة أن تؤمّنهم من صفوف الفرق التعليميّة؟
واقع الصراع الإكليريكيّ العلمانيّ الحاصل اليوم في الكنيسة، والذي أقف كأسقف مشدوهًا أمامه لأنّي لا أفهم سبب وجوده من الأساس، ألا يتطلّب دراسة متأنّية وهادئة لنعرف أين هو الخلل. ذاك الخلل الذي يبدو لي مبنيًّا على سوء فهم وخلفيّات غير سليمة في مرّات كثيرة. هنا الجميع بحاجة إلى أن يتعاونوا، لتخرج الكنيسة من هذه الأزمة التي تفقدها الكثير من طاقاتها ووهجها ووجهها المحبّ.
الشهادة الأنطاكيّة في مأزق اليوم، لأنّ أجزاء الجسد الأنطاكيّ الوا حد ليست منسجمة كما ينبغي. كما أنّ تجربة الوقوع في العمل الفرديّ، سواء على صعيد الشخص أو الرعيّة أو الجمعيّة أو الأبرشيّة، واردة جدًّا. من ينقذ الكنيسة من الوقوع في فخّ الانحصار بالحدود الجغرافيّة للكنيسة أو الرعيّة أو الأبرشيّة؟ التاريخ الأنطاكيّ الحديث يظهر أنّ الحركة لم تتقوقع يومًا في إطار جغرافيّ محصور، بل كانت التعبير الأوفى عن الشركة الإيمانيّة الأنطاكيّة. هذا حقل آخر يدعوها إلى تفعيل خدمتها فيه.
يبدو لي أنّ الحركة عبر تاريخها وقعت في فخّ المعرفة. ففي سعيها إلى نهضة أرثوذكسيّة عامّة، ركّزت، وهذا طبيعيّ، على المعرفة الدينيّة. وبعد مرور سنوات، أثمرت جهودها، وتطوّرت وسائل المعرفة في الكنيسة الأنطاكيّة قاطبة. فمال ميزان التوازن، الذي عرفته الحركة ما بين المعرفة والحياة، إلى المعرفة أكثر. ممّا أظهرها حركة فكريّة أكثر ممّا هي حركة حياة مسيحيّة شركويّة، وما زاد في طينتها بلّة هو انتشار آراء لاهوتيّة مختلفة في الكنيسة لبست الحركة التهم الموجّهة إلى هذه الآراء، لأنّ أحدهم، على سبيل المثال، جهر بها في لقاء حركيّ ما. وهي بقيت تتقبّل كلّ الآراء دونما إعلان رسميّ يفيد صحّة أو خطأ ما. وقفت كما تقف الكنيسة من التعليم اللاهوتيّ اليوم.
هذا وغيره جعلها تبدو للبعض غير ورعة بخاصّة في العقدين الأخيرين وبعد نشوء عدد من الجماعات الرهبانيّة. فمن كان يجد غذاءه الروحيّ في الحركة عبر أنشطتها الروحيّة، بدأ يجده في الأديرة، وذلك في الوقت الذي ضعفت فيه أنشطة الحركة الروحيّة لأسباب بعضها يتعلّق بالتغيّرات الاجتماعيّة الحديثة. هنا أرى أن تقام علاقة ما واضحة وبنّاءة بين الحركة والرهبنة الأنطاكيّة الحاليّة.
التغيّرات الاجتماعيّة السريعة في العقدين الأخيرين خصوصًا، تركت بصمات مؤثّرة سلبًا على عمل الكنيسة عمومًا، ووضعتها أمام أوضاع غير مألوفة وليس للكنيسة سابق خبرة في التعاطي معها. فبدا جيل الحركة الشبابيّ عمومًا مختلفًا عن الأقدمين وأقلّ جدّيّة وروحانيّة منه. هنا نظلمها حينما نكتفي بانتقاد عملها الذي يبدو محض اجتماعيّ بصورة كبيرة في بعض الأماكن. أيّ متعاطٍ في الشأن التربويّ اليوم يعرف صعوبة التعاطي مع الجيل الحاليّ، مقدار تغيّر المفاهيم الأخلاقيّة، حتّى عند الجيل السابق الذي نشأ في مناخ يعتبره البعض أكثر روحانيّة وفضيلة. بالحقيقة، تتطلّب التربية الحقّ اليوم تعاون كلّ الخبرات الموجودة في الكنيسة، وهذا لم يتمّ حتّى الآن.
ما زالت الرعاية ضعيفة ومشوّهة ويمكننا أن نقول مغلوطة في أماكن كثيرة. فما من سياسة رعويّة رسميّة، وما من توجّهات عامّة مجمعيّة، بينما التحدّيات تزداد بتسارع مذهل، وتضع الرعاة الأمناء أمام حيرة حقيقيّة في كثير من الأمور، في الوقت ذاته يقع كثير من الرعاة فريسة القنوط واليأس. هذا الحقل من أهمّ الحقول التي تحتاج إلى الاهتمام. هنا للحركة مجال واسع لأنّ أعضاءها العلمانيّين يشاركون في تحدّيات الناس أكثر من الإكليريكيّين، ولأنّها تختزن خبرة غنيّة في تعاطي الشأن الرعويّ، والواقع الكنسيّ يطلب منها تفعيلاً له في كنيسة اليوم.
مشكلة التناحر الإكليريكيّ العلمانيّ أظنّها قائمة في مفهوم خاطئ للأبوّة، البنوّة. ومطلوب من الحركة أن تؤدّي دورًا فعالاً على هذا الصعيد، بغضّ النظر عن إمكانيّة تطبيق نتائجه أم لا. لأنّها ما زالت تتحسّس الأبوّة-البنوّة الكنسيّة، وتوليها اهتمامًا أوّليًّا في أدبيّاتها.
تمثّل المؤسّّساتيّة خطرًا على الكنيسة في أيّامنا هذه. فروح المؤسّّساتيّة تجرّب كلّ تجمّع بشريّ تجاوز عمره عددًا من السنين. هل وقعت الحركة في فخّ المؤسّّساتيّة؟ أخشى إن بقي الصراع قائمًا بينها وبين الإكليروس أن تنحو أكثر فأكثر في هذا السبيل. أخشى أن يدفعها إحساسها بالاضطهاد إلى تثبيت ذاتها بالمفهوم الدنيويّ الطبيعيّ، وهذا يقضي على روحها النهضويّة البنويّة العفويّة والطبيعيّة تجاه الكنيسة.
أذكر أنّ المرشدين، الذين تعاقبوا على فرقتي، كانوا يحاسبوننا على بعض المسلكيّات التي لا تليق بنا كحركيّين. والكلمة، التي كانت سائدة في مركزنا، كانت »أبناء الكنيسة« وليست »حركيّين«. كلّ تصرّف لا يليق بابن الكنيسة كان موضع تأنيب وتنبيه من قبل المرشدين. لا أرى رعاية شخصيّة روحيّة في الحركة اليوم بهذا المستوى. كأنّ الكثيرين من أعضائها سلّموا بكفاية الاشتراك في الاجتماع الدوريّ وبعض النشاطات. لماذا لا يعود المرشد أخًا روحيًّا يهتمّ بخلاص المرشَدين المسؤول عنهم وحياتهم الشخصيّة، ليقودهم تدريجيًّا إلى أب روحيّ؟ هل باتت المحاسبة مستحيلة؟ أيحقّ للحركيّ أن يقول ويعتقد ويتصرّف كما يرى فرديًّا؟ ألا يحتاج دور الجماعة الحركيّة إلى تفعيل في هذا المضمار، بحيث يشعر الحركيّ أنّه مسؤول عن فكره وأخلاقه وسلوكه أمام الإخوة الذين يشاركهم في أهمّ ما عنده؟!
بعد سبعين عامًا، على الحركة أن تحارب مظاهر الكهولة، وتجدّد شبابها بالتعاون مع جميع محبّيها ومحبّي الخير للكنيسة، في ورشة مراجعة تاريخيّة نقديّة لدورها منذ النشوء إلى اليوم. يساعدها هذا التقويم على وضع مبادئها في صيغة جديدة، وتاليًا وضع سياسة عمل موافقة للإنسان المعاصر ولواقع الكنيسة اليوم.
أخيرًا وليس آخرًا، أرى دورًا عظيم الأهمّيّة للكنيسة ولكلّ الهيئات التي تعمل فيها وبخاصّة الحركة، ألا وهو التركيز على كلمة فيلبّس الرسول لنثنائيل عندما كلّمه على المسيح: »تعال وانظر«. إن ابتغينا جميعًا خلاص البشر حقًّا، علينا أن نشهد بالحياة لهذا الخلاص المتحقّق. البشر، متعبين يحتاجون إلى واحة تعزية وفرح. كفانا أن نتلهّى بالكلام والتنظير والاقتتال. ما أكثر الغناء والشعر في أنطاكية اليوم! لنركّز على محو ذواتنا، ليظهر المسيح وحده.
أرجو لها أن تكون نموذج الكنيسة التي نشتهي.l