مجلة النور العدد الأول – 2023
البلمند - لبنان
بيان صادر عن المجمع الأنطاكيّ المقدّس
انعقد المجمع الأنطاكيّ المقدّس برئاسة غبطة البطريرك يوحنّا العاشر (يازجي) في دورته الاستثنائيّة الخامسة عشرة في 22 و23 شباط 2023 في البلمند، وذلك بحضور كلّ من أصحاب السيادة المطارنة:
إلياس (أبرشيّة بيروت وتوابعها)، إلياس (أبرشيّة صور وصيدا وتوابعهما)، سابا (أبرشيّة بصرى حوران وجبل العرب)، جورج (أبرشيّة حمص وتوابعها)، سلوان (أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما)، باسيليوس (أبرشية عكّار وتوابعها)، أفرام (أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما)، إغناطيوس (أبرشيّة فرنسا وأوروبّا الغربيّة والجنوبيّة)، إسحق (أبرشيّة ألمانيا وأوروبّا الوسطى)، غطّاس (أبرشيّة بغداد والكويت وتوابعهما)، سلوان (أبرشيّة الجزر البريطانيّة وإيرلندا)، أنطونيوس (أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما)، نقولا (أبرشيّة حماه وتوابعها)، باسيليوس (أبرشيّة أستراليا ونيوزيلاندا والفيليبّين)، إغناطيوس (أبرشيّة المكسيك وفنزويلا وأميركا الوسطى وجزر الكاريبي)، أثناسيوس (أبرشيّة اللاذقية وتوابعها)، يعقوب (أبرشيّة بوينس آيرس وسائر الأرجنتين)، أفرام (أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما) ونيفن (صيقلي) متروبوليت شهبا وممثّل بطريرك أنطاكية لدى بطريرك موسكو. وحضر الأسقف غريغوريوس خوري أمين سرّ المجمع المقدّس.
واعتذر عن عدم الحضور المطران سرجيوس (أبرشيّة سانتياغو وتشيلي) والمطران دمسكينوس (أبرشيّة ساو باولو وسائر البرازيل). وحضر المطران بولس يازجي المغيّب بفعل الأسر في صلوات آباء المجمع وأدعيتهم.
وبعد الصلاة واستدعاء الروح القدس واستمطار الرحمة الإلهيّة، عرض غبطته وآباء المجمع الزلزال الرهيب الذي تعرّضت له المنطقة. سأل الآباء الرحمة الإلهيّة للراقدين والافتقاد الإلهيّ للجرحى والمصابين والتعزية لجميع من فقدوا عزيزًا في هذه الكارثة. وعرض الآباء واقع الأبرشيّات المنكوبة بفعل الزلزال منها منطقة لواء الإسكندرون وأبرشيّة حلب وأبرشيّة اللاذقيّة وأبرشيّة حماه. وأكّدوا أنّ الكنيسة تبذل ومع غيرها أقصى ما تستطيع من جهود للوقوف إلى جانب الجميع في هذه المحنة. استعرض الآباء واقع العمل الإغاثيّ في سائر الأبرشيّات المنكوبة وثمّنوا استجابة أبنائهم واستجابة ذوي النيّات الخيّرة لنداء الاستغاثة الذي أطلقه غبطته إثر الزلزال، وذلك بإرسال المساعدات المادّيّة والعينيّة.
استعرض الآباء واقع أبرشيّة نيويورك وسائر أميركا الشماليّة، واستمعوا إلى تقرير المعتمد البطريركيّ المعيّن عليها المطران أنطونيوس (الصوري) متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما إثر شغورأبرشيّة نيويورك.
وانتخب الآباء من ضمن اللائحة المنتخَبة من الأبرشيّة في مؤتمرها الأبرشيّ الترشيحيّ، المنعقد في 13 كانون الثاني 2023، المطران سابا (إسبر) متروبوليت بصرى حوران وجبل العرب متروبوليتًا على أبرشيّة نيويورك وسائر أميركا الشماليّة، وتاليًا قرّر الآباء نقل المطران سابا (إسبر) من أبرشيّته إلى أبرشيّة نيويورك وسائر أميركا الشماليّة.
في الختام يرسل الآباء بركتهم إلى أبنائهم في الكنيسة الأنطاكيّة في الوطن وفي بلاد الانتشار، وإلى أبنائهم في أبرشيّة نيويورك وسائر أميركا الشماليّة خصوصًا. ويدعون بالخير والسلام والاستقرار في العالم أجمع.
المطران سابا إسبر
نشأ في حضن حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، وتدرّج في مسؤوليّات تابعة لها في اللاذقيّة والأمانة العامّة. مثّل بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق في مؤتمرات دوليّة وفي مجلس كنائس الشرق الأوسط.
ولد في اللاذقيّة العام 1959
تخرّج من جامعة اللاذقيّة حاملًا إجازة في الهندسة المدنيّة العام1984،
تخرّج من معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في جامعة البلمند العام 1990حاملاً إجازة في اللاهوت. شغل منصب أستاذ في المعهد المذكور.
رُسم كاهنًا في العام 1988.
في العام 1990 عيّن كاهنًا على كنيسة القدّيس ميخائيل في اللاذقيّة.
في العام 1998 رقّي إلى رتبة أسقف وعيّن وكيلاً بطريركيًّا.
في العام 1999 انتخبه المجمع الأنطاكيّ المقدّس مطرانًا على أبرشيّة بصرى حوران وجبل العرب.
أنتجت حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة على عهده شريطًا وثائقيًّا بعنوان «الكنيسة المنسيّة»، عرض أهمّيّة أبرشيّة حوران في تاريخ الكنيسة الأنطاكيّة وفي التاريخ المدنيّ.
بيروت
افتتاح قسم سرطان الأطفال في مستشفى القدّيس جاورجيوس الجامعيّ
ظهر اليوم الخميس الواقع فيه 19 كانون الثاني 2023، افتتح سيادة متروبوليت بيروت وتوابعها سيادة المطران إلياس (عودة) القسم الذي جرى ترميمه في مستشفى القدّيس جاورجيوس الجامعيّ في بيروت، بعد انفجار 4 آب 2020 الذي أصاب المستشفى إصابات مباشرة.
خُصِّص هذا القسم لمرضى سرطان الأطفال وأسهم في ترميمه مجلس السيّدات اللبنانيّات في الكويت (Lebanese Ladies Society) .
حضر الاحتفال السفير السابق للبنان في دولة الكويت الدكتور جان معكرون مؤسّس مجلس السيّدات اللبنانيّات في الكويت، وفد من سيّدات المجلس، الأطفال الذين يعالجون في قسم سرطان الأطفال في المستشفى مع أهلهم وأطبّائهم، المدير العامّ التنفيذيّ الدكتور مروان النجار، المدير الطبّيّ الدكتور صلاح شويري والمسؤولون في المستشفى.
بعد الصلاة، كانت كلمة الدكتور بيتر نون، رئيس قسم سرطان الأطفال في المستشفى الذي قال: «تاريخ ٤ آب، وهذا المكان بالذات، كان طبقة فيها أصعب وجع بالدنيا، وجع سرطان الأطفال مُقابل وجع ثالث أكبر انفجار بالدنيا. اليوم، بفضل جهود مجلس السيّدات اللبنانيّات ترمّمت كلّ زاوية تدمّرت مع دمار بيروت، وصار عندنا أجمل قسم لسرطان الأطفال، أجمل مكان. ورجعت ألوان الحياة تملأ حياتنا، ونقول اليوم صار عندنا مكان نعالج فيه أطفالنا، مكان جميل جدًّا ومتطوّر جدًّا على كلّ الأصعدة». واستعرض الدكتور نون واقع الأدوية وارتفاع كلفة العلاج، ورفع الصوت إلى كلّ لبنانيّ في العالم داعيًا إيّاه إلى تقديم المساعدة. كما شكر مجلس السيّدات اللبنانيّات في الكويت، وكلّ المؤسّسات التي أسهمت، والطاقم التمريضيّ والطبّيّ. وشدّد على أنّه في ظلّ الوضع الراهن في لبنان سيبقى في هذا الوطن الجريح الذي ينزف.
بعد ذلك، تحدّثت السيّدة صباح شلهوب، الرئيسة السابقة لمجلس السيّدات اللبنانيّات في الكويت. وممّا جاء في كلمتها: «العطاء بلا حدود هو شعار مجلسنا، كيف لا حينما يكون الهدف إعادة إحياء وترميم قسم سرطان الأطفال، الذي يقدّم جرعة الأمل لأطفالٍ تقف الدمعة في عيونهم بانتظار تلقّي العلاج. مباركةٌ هي الأيادي البيضاء التي وعدتْ ووفتْ بالمبلغ الذي فاق المليون دولار، شكرًا لسيّدات المجلس اللواتي لبّين النداء حينما أَطلقْتُ حملة التبرّعات باسم المجلس، بعد انفجار 4 آب. من الواجب أن نشكر كلّ من سعى وأسهم في إنجاز المهمّة، وبخاصّة أكبر متبرّع وداعم لهذا القسم وهو مساهم كويتيّ، لن أذكر اسمه نزولًا عند رغبته أصبح في دنيا الحقّ فالرحمة لروحه. الشكر لجميع السيّدات اللواتي حضرن من الكويت للمشاركة معنا في هذا الافتتاح. والشكر الأكبر لزميلاتنا اللواتي لم يتسنّ لهنّ الحضور اليوم، وكنّ عنوانًا للعطاء والتفاني في الخدمة الاجتماعيّة.
بعد ذلك كانت كلمة الرئيسة الحاليّة للمجلس السيّدة باسمة بو حمدان التي شكرت كلّ من أسهم في هذا العمل المبارك.
في الختام، كانت كلمة لسيادة المطران إلياس جاء فيها: «أحبّائي نجتمع اليوم في مستشفى القدّيس جاورجيوس لتكريس هذا القسم الذي يعنى بالأطفال المتألّمين من السرطان، المرض الذي يدعى خبيثًا، مسلّمين إيّاهم وذويهم وأطبّاءهم، وسائر العاملين من أجلهم، للعناية الإلهيّة، بشفاعات القدّيس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر، وجميع القدّيسين الأطبّاء العادمي الفضّة. إنّ المرض والموت ليسا من صنع اللَّه، «لأنّه إنّما خلق الجميع للبقاء، فمواليد العالم إنّما كوّنت معافاةً، وليس فيها سمّ مهلك، ولا ولاية للجحيم على الأرض، لأنّ البرّ خالد» كما جاء في سفر الحكمة (1: 14- 15). يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: «مع ذلك، ألبس الإنسان منذ البدء جسدًا فاسدًا، قابلًا للمرض والموت» وذلك بسبب حرّيّته. المسيح، بتجسّده وآلامه وموته وقيامته، لم يلغ الموت الجسديّ ولا الأمراض والأوجاع، لكنّه منح الإنسان القوّة لتحمّل هذه الآلام على رجاء القيامة. بهذا المعنى، أصبح الألم معبرًا إلى الفرح، والموت طريقًا نحو الحياة. إنّ آباء الكنيسة الذين عاشوا الكتاب المقدّس في حياتهم الأرضيّة، وبلغوا مراتب القداسة، يرون في المرض والألم بركةً يغدقها اللَّه على البشر. طبعًا، الأمر مرتبط بموقف كلّ إنسان تجاه ما يمرّ به من مرض أو ألم، إذ ثمّة من يصلون إلى حدّ الكفر بسبب أوجاعهم، فيلومون اللَّه لأنّهم يظنّون أنّه تركهم ولا يتدخّل من أجل شفائهم. وهناك من يشكرون الربّ كلّ حين على كلّ شيء، في أفراحهم وأحزانهم وآلامهم وأمراضهم، كما يطلب منّا الرسول بولس قائلًا: «أشكروا في كلّ شيء» (1تسالونيكي 5: 16- 18). يقول أحد الآباء المعاصرين: «كلّما أدركنا أنّ الفردوس صامت، أو بدا لنا وكأنّ اللَّه ينبذنا ويدير تجاهنا أذنًا صمّاء، وكأنّه يخذلنا، كلّما كان علينا أن نتأكّد أكثر أنّه حاضر، ونحاول أن نؤمن ونستجمع قوانا لإظهار هذا الإيمان». الإنسان لا يسعى لأن يمرض، لكن عندما يصيبه مرض سوف يستفيد بعض الشيء من ذلك، لأنّ لدى محبّة اللَّه الطرائق المناسبة لكي تستعمل كلّ شيء في سبيل منفعة الإنسان. ليس هناك ما يطهّر الإنسان مثل الألم لأنّه يقرّبه من اللَّه ومن أخيه الإنسان. عندما يكون الإنسان في ألم عليه أن يبذل جهدًا ويقول: «اللَّه يعلم، وقد سمح بذلك»، واللَّه الكلّيّ الحكمة والصلاح والرأفة والمحبّة سيحيطه بعنايته الإلهيّة، فيشفي أوّلًا نفس المتألّم، وهذا الأهمّ في الحياة المسيحيّة. الإنسان المتألّم لا أمل لديه سوى في اللَّه، ونحن نثق بأنّ اللَّه يرسل الأطبّاء ليكونوا يده الشافية على هذه الأرض، يساعدهم ممرّضات وممرّضون يعتنون بهم بتفان ومحبّة. اللَّه لا يغيب عن طالبيه المتألّمين، بل يرسل لهم من يعاونهم في مسيرتهم نحو ربح المعركة ضدّ الأمراض الجسديّة والروحيّة. المهمّ أن يلتصق الأطبّاء، كالمرضى، بالربّ الشافي، وأن يتمتّعوا بالمحبّة والإيمان الحقيقيّ اللذين يعكسان حضور المسيح القويّ بينهم.
أخيرًا، وبعد تقديم الشكر للَّه أوّلًا، لا بدّ من شكر جميع الذين ساهموا في ترميم هذا القسم الذي عصف به تفجير الرابع من آب 2020. نشكر خصوصًا السيّدات اللبنانيّات في الكويت، اللواتي أردن، عبر جمع التبرّعات، المساهمة في إعادة الحياة إلى هذا القسم من المستشفى المبارك، من أجل تأمين معالجة الأطفال المصابين بالسرطان.
بارككم الربّ، وبارك جميع المرضى الذين يستشفون في هذا المستشفى، والأطبّاء الذين يواكبونهم، وكلّ الممرّضين والممرّضات والإداريين والعاملين ليلًا نهارًا في سبيل تأمين الراحة النفسيّة والجسديّة لطالبيهما، آمين.
ثمّ أزيحت الستارة عن اللوحة التي وضعت على مدخل قسم سرطان الأطفال باسم مجلس السيّدات اللبنانيّات في الكويت.
الزبداني
صلاة الشكر في كنيسة رقاد السيّدة العذراء
في 22 كانون الثاني 2023، أقام غبطة البطريرك يوحنّا العاشر صلاة الشكر في كنيسة رقاد السيّدة العذراء في الزبداني وأكّد:«أنّ مخطّطات التفرقة والحقد عند البعض سقطت ونحن باقون وثابتون».
ورفع أهل مدينة الزبداني، في ريف دمشق، هتاف «أحببت جمال بيتك يا ربّ» لحظة افتتاح كنيسة رقاد السيّدة العذراء بعد تعرّضها لأعمال التخريب حيث اكتسبت الكنيسة حلّة كنسيّة جديدة بعد ترميمها.
بعد الصلاة والافتتاح رشّ غبطته الكنيسة بالماء المقدّس، بمشاركة ميتروبوليت فولاكولامسك المطران أنطونيوس، رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّةة في بطريركيّة موسكو وسائر روسيا، ممثّلًا غبطة البطريرك كيريل، وعاونهما الأب نيقولاي بالاشوف، الأرشمندريت فيليب معتمد الكنيسة الروسيّة لدى الكنيسة الأنطاكيّة، سيادة المطران أفرام (حلب وتوابعها)، سيادة المطران نقولا(حماة وتوابعها) والأساقفة:
موسى( الخوري)، يوحنّا (بطش)، أرسانيوس (دحدل) موسى (الخصي)، رومانوس( الحنّاة)، ولفيف من الآباء الكهنة والشمامسة.
كما حضر الصلاة، محافظ ريف دمشق السيّد صفوان سليمان أبو سعده، سفير جمهوريّة روسيا الاتّحاديّة في سورية ألكسندر يفيموف، أمين فرع ريف دمشق لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ المهندس رضوان مصطفى، إمام مسجد الهدى في الزبداني فضيلة الشيخ أيمن سعده، المسؤول العسكريّ الروسيّ في سورية أندريه نيقولافيتش، وفعاليّات حزبيّة، أمنيّة، نقابيّة وإعلاميّة وحشد من المؤمنين.
بعد الصلاة ألقى غبطته كلمة قال فيها:
«إنّه يوم الفرح والتهليل بامتياز، إنّه يوم تاريخيّ في الزبداني الذي تجلّى بعودة الحياة إلى الكنيسة في هذه البلدة المحبوبة والغالية على قلوبنا.
صحيح يا أحبّة، ما زال من يأتي ويزور الزبداني يرى الخراب والدمار، ولكنّنا كسوريّين، مسلمين ومسيحيّين، استطعنا أن نتغلّب على هذا التخريب بفعل محبّتنا وتضامننا. عائلات كثيرة تركت المنطقة بسبب التخريب والتهجير لكنّنا بدأنا نشهد على عودة العائلة تلو العائلة لأنّ الوطن بالنسبة إلينا هو قضيّة في عقولنا وقلوبنا، قضيّة عشناها وأعطيناها لأبنائنا وأجيالنا في هذه الأرض التي ولدنا فيها وسنعيش، وهذه القضيّة والرغبة هي الدافع الأساس إلى إعادة افتتاح الكنيسة، هذا الافتتاح الذي تحقّق بدعم كبير من دولة روسيا الاتّحاديّة وكنيسة روسيا».
وتوجه غبطته إلى المتروبوليت أنطونيوس بالقول:
«شاهدتم يا صاحب السيادة هذا الشعب الطيّب المحبّ البعيد كلّ البعد عن لغة الحقد والكراهية، هذا شعب سلاميّ يطمح إلى أن يعيش العالم كلّه بخير وأمان. ولا يخفى على أحد أنّه كانت لدى البعض مخطّطات لنترك هذه الديار، لكنّ المخططات سقطت وها نحن باقون وثابتون وأهالي الزبداني يعيشون مع بعضهم البعض بموجب قانون المحبّة».
في ختام الكلمة، قدم غبطته عصا الرعاية للمطران أنطونيوس.
ردّ المطران أنطونيوس ممثّلًا غبطة البطريرك كيريل بكلمة قال فيها:
«نعيش فرحة كبيرة لأنّنا معكم يا صاحب الغبطة. شعرنا منذ دخولنا هذه المدينة بألم كبير نظرًا إلى حجم الدمار الذي يلفّ المدينة، لكن سرعان ما تبدّل الألم بالفرح حين وجدنا هذا الشعب الطيّب الذي نقلنا من حالة الحزن إلى حالة الفرح. ونتمنّى أن يسهم ترميم الكنيسة في إعادة زرع المحبّة والسلام طالبين منكم الصلاة من أجل روسيا وشعبها».
ثمّ ألقى كاهن الرعيّة الأرشمندريت إبراهيم (داود) كلمة قال فيها:
«مع هتاف مبارك الآتي باسم الربّ، نقول مبارك لنا وجودكم معنا يا صاحب الغبطة، مبارك لنا المحبّة الكبيرة النابعة من محبتكم لمدينتنا وزيارتكم لنا، مع إصرار أهلها بالعودة إليها. مبارك لنا دعمكم الكبير وتقديم كلّ ما استطعتم لتبقى الكنيسة حاضرة لأبنائنا».
كما شكر دولة روسيا الاتّحاديّة وكنيسة روسيا لوقوفهما إلى جانب كنيسة أنطاكية وسورية. باختصار ها هي كنيسة اللحمة التاريخية تولد من جديد.
وقدم الأرشمندريت إبراهيم داود في ختام كلمته هدايا تذكاريّة للبطريرك يوحنّا والمطران أنطونيوس.
في الختام، جال البطريرك يوحنّا مع المؤمنين على أرجاء الكنيسة متطلّعين إلى مستقبل واعد بالثبات والإيمان والنهوض.
فرنسا
مجلس مطارنة فرنسا ضدّ الموت الرحيم
اجتمع مجلس مطارنة فرنسا في باريس برئاسة المتروبوليت ديمتريوس التابع لكنيسة القسطنطينيّة، وتدارسوا الموضوع المطروح على البحث في فرنسا حول تشريع الموت الرحيم أو الانتحار. وفي هذا الإطار ذكّر السادة المطارنة ببعض العقائد اللاهوتيّة الأساسيّة:
- الموت هو جزء من حالة الإنسان بعد سقوط آدم، إلّا أنّ هذه الحالة يجب أن تأخذ في الاعتبار قيامة المسيح. الهدف النهائيّ لكلّ حياة يكمن في الشركة الأبديّة مع اللَّه.
- الحياة هبة من اللَّه لذا الموت هو آخر عدوّ. لكنّ الموت هُزم إلى الأبد عبر المسيح، وهو اليوم معبر إلى حياة أبديّة وشركة مفعمة بالفرح.
- اللَّه هو خالق الحياة، لذا الحياة والموت ليسا ملكنا، وهكذا يجب ألّا نسعى إلى إطالة الحياة اصطناعيًّا أو قطعها.
- القضيّة المطروحة اليوم هي طبّيّة وبيولوجيّة فقط ولا تأخذ في الاعتبار أنّ الإنسان مخلوق على صورة اللَّه ومثاله، وهذا سرّ لن يفهمه العلم أبدًا.
- على الرعايا أن تهتمّ بالمرضى وأن تسعى إلى تقوية العمل الرعائيّ الخاصّ بالمرضى المدنفين.
ختم المطارنة بيانهم بالتأكيد على أنّ الحياة هبة من اللَّه وأنّ الربّ هو سيّد الحياة.
مولدوفا
تكريس كنيسة القدّيس نيقولاوس
دشّن سيادة المتروبوليت بطرس، راعي أبرشيّة بيسارابيا، الكنيسة الجديدة في رعيّة لارغانوا. الكنيسة مكرّسة لنقل رفات القدّيس نيقولاوس وقد حلّت مكان الكنيسة القديمة التي بنيت في العام 1800 ودمّرت خلال الحقبة السوفياتيّة.
شارك في الخدمة ثلاثة مطارنة من الكنيسة الأرثوذكسيّة الرومانيّة، وهم: الأسقف كاسيانوس، راعي أبرشيّة الدانوب السفلى، الأسقف بنيامين راعي أبرشيّة بيسارابيا الجنوبيّة، والأسقف أثناسيوس الأسقف المساعد في الأبرشيّة الأرثوذكسيّة الرومانيّة في إيطاليا.
شرح الأسقف كاسيانوس عن مغزى تكريس الكنيسة وثمّن التضحيات التي بذلها أبناء الرعيّة لبناء هذه الكنيسة. أمّا الأسقف أثناسيوس فشرح إنجيل اليوم وركّز على الإطار الروحيّ وحثّ المؤمنين على المشاركة في الخدم الكنسيّة.
وأقيمت الذبيحة الإلهيّة لراحة نفس المتبرّعين الذين توفّوا وللكهنة الذين خدموا الرعيّة. وفي الختام قدّمت الهدايا التذكاريّة للمتبرّعين ولأدريان دنديف الذي رسم الكنيسة. وقدّم الأسقف كاسيانوس للرعيّة الأواني الكنسيّة الضروريّة للخدمة، ومئة حقيبة مدرسيّة للأطفال.
تشمل رعيّة لارغانوا قريتين رومانيّتين هما لارغانوا ولارغافيتشي، وقد ذُكرت هاتان القريتان في وثائق قديمة ترقى إلى العام 1507.
شيّدت الكنيسة الخشبيّة في العام 1800، وقاعدتها الحجريّة ما تزال موجودة رغم أنّها دمّرت خلال الاحتلال السوفياتيّ. وبعد أن أعلنت جمهوريّة مولدوفا استقلالها عن الاتّحاد السوفياتيّ في العام 1991 وأعيد أحياء مطرانيّة بيسارابيا في العام 1992، أرادت الرعيّة أن تكون جزءًا من هذه الأبرشيّة التاريخيّة التابعة للكنيسة الأرثوذكسيّة الرومانيّة. بدأ العمل في العشرين من تشرين الأوّل 1966. وفي الأوّل من تشرين الثاني 1998 أصبح الأب قسطنطين دوميتراسكو راعي الكنيسة واهتمّ في تنسيق أعمال البناء. باشر أدريان دنديف رسم الكنيسة في العام 2011 وانتهى في العام 2018.
جيورجيا
معموديّة 1600 طفل
نحو 1600 طفل اقتبلوا سرّ المعموديّة المقدّس، في كاتدرائيّة الثالوث القدّوس، في العاصمة الجيورجيّة تبيليسي، وكان العرّاب هو غبطة الكاثوليكوس البطريرك إيليّا الثاني.
وفق محفوظات غبطته هذه هي المعموديّة الخامسة والستّون. أمّا لائحة الأطفال المعمّدين وكان غبطته عرّابهم فتبلغ 44000 طفل.
رحّب غبطته بالجميع وقال: «اليوم جيورجيا بأكملها سعيدة. ليبارك الربّ أولادي وعائلاتهم. الربّ عمّد 1600 طفل فليمنحهم القوّة والإيمان وليسكب على شعبه السلام».