العدد الأوّل - سنة 2023

17 – إصدارات - العدد 1 سنة 2023

مجلة النور العدد الأول – 2023

صدر عن تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع م.م. كتيّبان جديدان هما:

لماذا أتلهّف كمسيحيّ إلى ولادة لبنان الجديد؟

يوم مع ربّنا، تأمّل حياتيّ يوميّ مستند إلى الكتاب المقدّس

- لماذا أتلهّف كمسيحيّ إلى ولادة لبنان الجديد؟ إنّها محاضرة ألقاها المربّي كوستي بندلي في زمن الحرب الأهليّة في لبنان. إلّا أنّ محتواها ما زال يخاطب واقعنا اليوم. يتحدّث المؤلّف انطلاقًا من إيمانه كمسيحيّ ويبرز رؤيته للبنان العلمانيّ والديمقراطيّ.

المقدّمة بقلم الأستاذ رينه أنطون وممّا جاء فيها: «آلم كوستي بندلي، ذلك اليوم، أن يجعل الكلّ من الربّ خادمًا له، وخصوصًا أن يُصار بالصليب، رمز الفداء، سلاح صراعٍ وحربة في جسدٍ مظلوم. هو ربّه «الذي أحبّه أوّلًا»، وأحبّه حتّى الموت، فكيف لا يختنق بالشهادة للحقيقة الإيمانيّة التي كُشفت له، لحقيقة سيّده غاسل الأرجل، إن لم يصرخ بها. فبات لا يهمّه أين يصرخ وكيف، بقدر ما يهمّه ضرورة الصراخ، فأتت صرخته بهذا العنوان. لهذا، «لماذا أتلهّف كمسيحيّ إلى ولادة لبنان الجديد»، كتيّبٌ لا يُقرأ كسؤالٍ في سياق أسئلة كثرت يومًا. ولا يُقرأ كموقفٍ، في زمن الحرب، أدلى به كوستي بندلي تلبيةً لدعوة هذا أو ذاك من أطرافها. مَن عرف بندلي وواكبه يشهد أنّ سخط هذا التلميذ على اللاعبين في ساحات الحرب لم يستثن أحدًا، وأنّ نزفًا منه كان يواكب كلّ نزف واستشهاد أيًّا كانت الجهة المعنيّة. فالحرب رسّخت كوستي في بنوّته للكلمة، الكلمة الذي تسبق دمعته كلّ ألم يصيب البشر، ولم تنزلق به إلى التحزّب والانحياز إلى غير الحقّ الإنجيلي». ويختم بالقول: «لماذا؟ لنعمّد الوطن بالكلمة الشافي، الكلّ، كيلا يعمّده المتصارعون، مجدّدًا، بالدماء».

أمّا المؤلّف فيقول: «فمن آمن بالفعل بالتجسّد، لا لفظيًا وحسب، يعرف، لا بالذهن وحده، بل بكلّ الكيان (تلك هي المعرفة بمعناها الإنجيليّ)، قلت يعرف لا ذهنيًّا فقط بل كيانيًّا أنّ اللَّه وصل نفسه بالأرض برباط لا ينفكّ، وأنّ تاريخ البشر أصبح تاليًا تاريخ الله نفسه، ومعاناة البشر معاناة اللَّه، صليبه الممتدّ عبر الأجيال حاملًا رجاء التجدّد والقيامة، وأنّ الأبديّة حاضرة في قلب التاريخ (كالخميرة في صميم العجين يقول السيّد) تخمّره وتحرّكه نحو إنجازات تتجاوز التاريخ ولكنّها، ولا بدّ، مارّة به وبتناقضاته وصراعاته وآلامه وآماله: «ستأتي ساعة وهي الآن حاضرة»، يقول السيّد، وأيضًا: «إنّ ملكوت اللَّه هو في ما بينكم». من آمن بالمسيح محرّرًا – هذا هو معنى كلمة «مخلّص» إذا ترجمناها إلى لغة اليوم – فإنّه يعرفه محرّرًا للإنسان منذ الآن، وليس في الآخرة وحسب، عاملًا في الإنسان من أجل تحرير الإنسان في الظروف الراهنة التي يعيشها، فاعلًا، ولو بشكل خفيّ، عبر كلّ ما هو إيجابيّ ونيّر وخلّاق في حركات التحرّر الإنسانيّ. ذاك المؤمن بالمسيح متجسّدًا ومحرّرًا، لا يسعه تاليًا أن يقف من نضالات الإنسان موقف المتفرّج، بل يحسّ ويدرك أنّها تعنيه بشكل مزدوج، تعنيه كإنسان بالطبع لكونه بهذه الصفة يشارك إخوته في الأمل بمستقبل أفضل لأكبر عدد ممكن من الناس، ولكنّها تعنيه أيضًا من حيث هو مؤمن لأنّه يرى عبرها ملكوت اللَّه، ملكوت المعرفة والعدل والمحبّة والسلام والحرّيّة والفرح والاكتمال الإنسانيّ، يبدأ ارتسامه في مخاض الأرض كمقدّمة لحلوله النهائيّ في اليوم الأخير. فلا بدّ له، والحالة هذه، من أن يسهم فعليًّا في تلك النضالات لكي «يستعجل ملكوت اللَّه» الذي يحدوه إليه شوق عميق».

وأنهى المحاضرة بهذا النداء: «يا مسيحيّي لبنان، أعيدوا المسيح إلينا! فحياته وموته هما لنا أيضًا، سواء أكُنّا مسيحيّين أو مسلمين أو ملحدين. فقد متنا لكي يكون له في لبنان موضع يسند إليه رأسه».

صمّمت الغلاف برلا كشوتي.

 

- يوم مع ربّنا لمؤلّفه الأب ليف جيلله.

هذا الكتيب هو كلّيًّا ذات طابع عمليّ. ليست كلماته للقراءة وحسب ولا حتّى للتأمّل، بل لتطبيق كلّ واحدة منها على الأعمال اليوميّة المتتالية لكي تعاش في اتّحاد مع ربّنا. يمكننا التعريف بهذا الكرّاس على أنّه تمرين على توجيه انتباهنا، ومقاربة بسيطة لإتمام مهامّنا اليوميّة مع المسيح، وبالمسيح، وفي المسيح. ليست المسألة مسألة إرادة بشريّة فقط، بل مشيئة إنسانيّة تلازمها الصلاة وتحرّكها النعمة.

 هذه الصفحات متاحة بخاصّة، لمن يريد أن يمضي يوم خلوة مع نفسه بدون أيّ مرشد بشريّ، بل مع الربّ يسوع نفسه مرشدًا. يمكن قضاء مثل هذه الخلوة اليوميّة، في العزلة والصمت، أو في المحيط العاديّ، في وسط مشاغل حياتنا اليوميّة المعتادة. لن نحتاج إلى تأمّلات طويلة بل يكفي إيجاد الوقت (بضع دقائق في فترات مؤاتية) لقراءة النصوص ذات الصلة وتطبيقها على الأفعال أو المواقف اليوميّة. يمكن تعديل التسلسل المتّبع هنا، لكن توجد فيه مقوّمات الخلوة الداخليّة والجوهريّة.

يرافق الكاتب المؤمن في مختلف أوقات اليوم من الصحوة من النوم إلى الاغتسال والاكتساء والإفطار ومطالعة الكتاب، ويعطيه تعليمان للنهار كلّها مستوحاة من الكتاب المقدّس. وممّا جاء في المقدّمة: «قد تبدو هذه المحاولة المتواضعة «للتشبّه بالمسيح» لكثيرين أنّها مظهر من ممارسات تقويّة مرّ عليها الزمن. لكن أوصت بها مرجعيّات قديمة وكبيرة. فالقدّيس باسيليوس الكبير كتب، في إشارته إلى تمثّلنا بأقوال المخلّص وأفعاله: «يمنحنا هذا الاقتداء طريقة حياة رائعة». وقال أيضًا: «كلّ فعل وكلّ قول لربّنا هو قاعدة». وتوسّع القدّيس غريغوريوس النازينزيّ بالفكرة ذاتها. فبالنسبة إليه، علينا أن نكتشف الجانب الفعليّ والراهن لكلّ بادرة صدرت عن المسيح؛ ينبغي أن تتبنّى حياتنا الخاصّة كلّ أحداث حياته؛ نام يسوع ليبارك نومنا، تعب ليبارك أتعابنا، بكى ليبارك دموعنا. أقوال آبائيّة كهذه هي تبرير كافٍ لهذا الكتيّب».

 

Loading...
 

الأعداد

© حقوق الطبع والنشر 2024 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search