العدد الرابع - سنة 2022

16 – الأخبار - العدد 4 سنة 2022

البلمند

بيان المجمع الأنطاكيّ المقدّس 18 تشرين الأوّل 2022

انعقد المجمع الأنطاكيّ المقدّس برئاسة غبطة البطريرك يوحنّا العاشر (يازجي)، في دورته العاديّة الثالثة عشرة ودورته الاستثنائيّة الرابعة عشرة، من الثاني عشر حتّى السابع عشر من تشرين الأوّل 2022 في البلمند، وذلك بحضور كلّ من أصحاب السيادة المطارنة:

إلياس (أبرشيّة بيروت وتوابعها)، إلياس (أبرشيّة صيدا وصور وتوابعهما)، دمسكينوس (أبرشيّة ساو باولو وسائر البرازيل)، سابا (أبرشيّة بصرى حوران وجبل العرب)، جورج (أبرشيّة حمص وتوابعها)، سلوان (أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما جبل لبنان)، باسيليوس (أبرشيّة عكّار وتوابعها)، أفرام (أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما)، إغناطيوس (أبرشيّة فرنسا وأوروبّا الغربيّة والجنوبيّة)، إسحق (أبرشيّة ألمانيا وأوروبّا الوسطى)، غطّاس (أبرشيّة بغداد والكويت وتوابعهما)، سلوان (أبرشيّة الجزر البريطانيّة وإيرلندا)، أنطونيوس (أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما)، نقولا (أبرشيّة حماه وتوابعها)، باسيليوس (أبرشيّة أستراليا ونيوزيلاندا والفيليبّين)، إغناطيوس (أبرشيّة المكسيك وفنزويلا وأميركا الوسطى وجزر الكاريبي)، أثناسيوس (أبرشيّة اللاذقيّة وتوابعها)، يعقوب (أبرشيّة بوينس آيرس وسائر الأرجنتين)، أفرام (أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما) ونيفن صيقلي متروبوليت شهبا وممثّل بطريرك أنطاكية لدى بطريرك موسكو. وحضر الأسقف غريغوريوس (خوري) أمين سرّ المجمع المقدّس.

واعتذر عن عدم الحضور المطران سرجيوس (أبرشيّة سانتياغو وتشيلي). وحضر المطران بولس (يازجي) المغيّب بفعل الأسر في صلوات آباء المجمع وأدعيتهم.

وبعد الصلاة واستدعاء الروح القدس واستمطار الرحمة الإلهيّة، تناول الآباء أوّلًا قضيّة مطراني حلب المخطوفين بولس (يازجي) ويوحنّا (إبراهيم)، واستنكروا الصمت الدوليّ المطبق تجاه القضيّة التي تدخل عامها العاشر. ودعوا إلى إطلاقهما ووضع نهاية لهذا الملفّ الذي يختصر شيئًا ممّا يعانيه إنسان هذا الشرق من ويلات.

استعرض الآباء واقع الأبرشيّات الأنطاكيّة في الوطن وفي الانتشار، وتداولوا في معيشة الكاهن وفي مسألة الإعداد الكهنوتيّ. عرض غبطته الزيارات الرعويّة والرسميّة التي قام بها، ومنها زيارة أبرشيّة حماه وتكريس كنيسة الرسولين بطرس وبولس في السقيلبيّة، وزيارة سلطنة عمان وتكريس كنيسة الشهيد حارث بن كعب في مسقط. كما عرض أيضًا الزيارة إلى مصر للمشاركة في اجتماعات الجمعيّة العامّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والزيارة إلى ألمانيا للمشاركة في الجمعيّة العامّة لمجلس الكنائس العالميّ في كارلسروه-ألمانيا، وزيارته حلب وإعادة افتتاح كنيسة السيّدة والمطرانيّة القديمة فيها. تناول الآباء أيضًا موضوع العائلة وشدّدوا على الدور المفصليّ المناط الذي تقوم به العائلة ككنيسة صغيرة. ومتابعةً لورشة العمل المجمعيّ التي أصدرت وثيقة «العائلة فرح الحياة» في تشرين الأوّل 2019، يؤكّد الآباء على أنّ التجارب التي تواجهها حياة العائلة اليوم تتطلّب من الرعاة والمؤمنين في الوطن وبلاد الانتشار تكثيف جهودهم للحفاظ على الأُسرة وإرشاد الشباب، بدءًا من ضرورة العمل على برامج التهيئة للزواج والرعاية الروحيّة للمتزوّجين، لأنّه «إن لم يبن الربّ البيت، فباطلًا يتعب البنّاؤون». وأمام ظروف صعبة تعيشها بلادنا، وانحدار القيم الإنسانيّة بشكل عامّ، تأتي مبادرات كهنة الرعايا لاحتضان أعضاء العائلة ومرافقتهم بدورهم التربويّ والتوعية على مسؤوليّاتهم كأب وأمّ، وكزوجة وزوجة، تلبية لنداء الربّ لخدّامه: «أتُحبُّنِي. ارعَ خرافي» (يوحنّا 21: 15). تطرّق الآباء إلى النشاط الإغاثيّ الذي تحاول عبره الكنيسة الأنطاكيّة الوقوف إلى جانب أبنائها في هذه الظروف الصعبة. وأثنوا على الجهود المبذولة في هذا الخصوص. تناول الآباء أيضًا واقع المحاكم الروحيّة وتناولوا أيضًا مسألة انتقال الكهنة من أبرشيّة إلى أخرى، وشدّدوا على ضرورة اتّباع الأصول الكنسيّة بهذا الخصوص. كما تداولوا في لائحة الأهليّة للأسقفيّة وأقرّوها. كما أقرّ الآباء تشكيل عددٍ من اللجان المجمعيّة، منها لجنة قانون الأحوال الشخصيّة ولجنة أخلاقيّات علم الحياة ولجنة القداسة والقدّيسين.

أطلع صاحب الغبطة، آباء المجمع المقدّس على التطوّرات الأخيرة التي شهدتها أبرشيّة أميركا الشماليّة، وتقديم المطران جوزيف (زحلاوي) تقاعده من رعاية الأبرشيّة. وبعد النظر في المعطيات الأخيرة والتداول في ما هو لخير هذه الأبرشيّة المباركة وسلامة مؤمنيها، قبل آباء المجمع تقاعد المطران جوزيف واستقالته وشكروه على خدمته الطويلة للكنيسة الأنطاكيّة ولأبرشيّة أميركا بشكل خاصّ، وقرّروا اعتباره متروبوليتًا سابقًا لأبرشيّة أميركا الشماليّة، غير عضو في المجمع الأنطاكيّ المقدّس. كما أعلنوا أنّ الأبرشيّة أصبحت أبرشيّة شاغرة.

ونتيجة لشغور الأبرشيّة، سيقوم صاحب الغبطة بتعيين معتمد بطريركيّ، لكي يتولّى الإشراف على إدارة الأبرشيّة ريثما يتمّ استكمال الإجراءات المتعلّقة بملء الشغور.

وقبل الآباء تقاعد الأسقف باسيل (عيسى) واستقالته من الخدمة في أبرشيّة أميركا الشماليّة، وأثنوا على خدمته الكنسيّة التي قضاها في خدمة الكرسيّ الأنطاكيّ والأبرشيّة الأنطاكيّة في أميركا الشماليّة.

أكّد آباء المجمع، احتضانهم أبناءهم في أبرشيّة أميركا الشماليّة المحروسة باللَّه، وحرصهم على تفعيل التعاون المثمر مع هيئات هذه الأبرشيّة وأبنائها من أجل تمتين الرُبط، وتوفير كلّ مقوّمات النموّ والنجاح للشهادة الأنطاكيّة على مدى هذه الأبرشيّة التي هي فخر للكرسيّ الأنطاكيّ وذخر له.

أطلع صاحب الغبطة آباء المجمع، على ما تمّ اتّخاذه من تدابير تأديبيّة وإداريّة وقانونيّة لمعالجة الأزمة التي طالت أبرشيّة عكّار - وادي النصارى، بناءً لخلاصة التحقيق الكنسيّ والتدقيق الماليّ اللذين أجريا من قبل اللجنة المجمعيّة التي شكّلها غبطة البطريرك لهذه الغاية، بالاستعانة بشركة تدقيق ماليّ ومحاسبة مختصّة ومرخّصة، والتي انتهت إلى نقل الأموال العينيّة والعقاريّة إلى ملكيّة أبرشيّة عكّار.

عبّر آباء المجمع المقدّس عن فرحهم وشكرهم للَّه على عودة الكنيسة الأرثوذكسيّة في دولة مقدونيا الشماليّة إلى الشركة الإفخارستيّة مع الكنيسة الأرثوذكسيّة الجامعة، وعن تطلّعهم إلى أن يتمّ التوافق الأرثوذكسيّ العامّ حول اسم هذه الكنيسة ووضعها القانونيّ في أقرب وقت.

انتخب الآباء الأشمندريت رومانوس الحناة رئيس دير سيّدة البلمند أسقفًا ووكيلًا بطريركيًّا بلقب أسقف سلوقية.

يدعو الآباء إلى رفع الحصار الاقتصاديّ الآثم المفروض على سورية. وهو الحصار الذي يستهدف أوّلًا وأخيرًا الإنسان السوريّ، وينعكس أيضًا على دول الجوار هجرةً وتهجيرًا. يهيب الآباء بالأسرة الدوليّة ضرورة تغليب منطق الحوار والتلاقي بين الشعوب بدلًا من فرض الحصارات التي تستهدف الشعب والمواطن بالدرجة الأولى. يدعو الآباء إلى تكثيف الجهود من أجل تغليب منطق الحوار والحلّ السياسيّ في التعامل مع الأزمة السوريّة، التي ومع انحسارها في هذه الآونة ما زالت تثقل كاهل الإنسان في سورية غلاءً وحصارًا وتهجيرًا وصعوبة حياةٍ، بعد أن أنهكته إرهابًا وخطفًا وحروبًا. يشدّد الآباء على وحدة التراب السوريّ وعلى مبادئ المواطنة والعيش الواحد سبيلًا للنهوض بسائر المجتمعات والدول.

يعبّر آباء المجمع عن حزنهم الشديد لما آلت إليه الأوضاع في لبنان الحبيب، بسبب السياسات المدمّرة، وعجز الدولة عن عزل الصراع السياسيّ عن دورها في ممارسة الحكم. وهم يناشدون القائمين في السلطة، وضع حدّ لهذا الفساد المنظّم في إدارة موارد الدولة، والإقلاع عن اعتماد السياسات غير الملائمة، التي تزيد في مآسي الشعب، وتدرّ الأرباح الطائلة على المتحكّمين بمصير البلاد. كما يدعونهم إلى الإسراع في توفير الخدمات الحياتيّة اللازمة، والسعي إلى تخفيف هموم الناس المعيشيّة على كلّ الصعد، والانصراف إلى وضع خطّة إنقاذيّة للوطن بدلًا من التلهّي بمحاولة إنقاذ مصالحهم وضمان استمرارهم في السلطة.

وأمام تقاعس الدولة وتلكئها عن القيام بواجباتها، وفي ظلّ الاختناق المعيشيّ الذي يصيب معظم اللبنانيّين الذين باتوا عاجزين عن تأمين أبسط مقوّمات الحياة، والذين بات بعضهم يلقي بنفسه في قوارب الموت، هربًا من جحيم انعدام الأمان الاجتماعيّ، يعزّي الآباء أهل الضحايا، ويناشدون المسؤولين فتح ورشة إصلاحيّة لرسم سياسة اقتصاديّة واجتماعيّة، ولوضع خطّة تضمن النموّ الاقتصاديّ، وتستأصل مكامن الفساد وهدر المال العامّ. ويشكرون جميع الجهات المانحة والجمعيّات الخيريّة التي تعمل على تخفيف معاناة اللبنانيّين، ويثمّنون عمل الأبرشيّات الإغاثيّ والاجتماعيّ، ويدعون أبناءهم، ولاسيّما القادرون من بينهم، في الوطن والانتشار، إلى تمتين خدمة المحبّة والتعاون في التخفيف من أثقال الحياة على إخوتهم المحتاجين. يناشد الآباء الجميع إحقاق العدالة في ملفّ انفجار مرفأ بيروت، ذاك الجرح الذي لم يندمل منذ أكثر من عامين.

يعبّر آباء المجمع عن رفضهم الشديد لكلّ ما يحكى حول شغور سدّة رئاسة الجمهوريّة. ويدعون السادة النوّاب إلى تحمّل مسؤوليّاتهم الوطنيّة وإتمام هذا الاستحقاق الدستوريّ في موعده، وانتخاب رئيس للجمهوريّة مؤهّل وقادر على وضع لبنان على طريق الإصلاح والتعافي والنهوض واستعادة دوره الرياديّ.

توقّف الآباء عند ما جرى ويجري في فلسطين التي تُتناسى قضيّتها المحوريّة. ودعا الآباء جميع دول العالم إلى تطبيق قرارات الشرعيّة الدوليّة القائلة بحقّ العودة وضمان حقّ الشعب الفلسطينيّ.

يصلّي الآباء من أجل العراق ومن أجل سائر شعوب المنطقة وبلدانها، كما يسألون اللَّه أن ينير عقول المسؤولين عن مصائر الشعوب في العالم والمنطقة، لكي يتحسّسوا أوّلًا وأخيرًا آلام إنسان هذه الديار الذي يكتوي بنار الصراعات ويدفع من دمع أبنائه ودمهم ضرائب الحروب والصراعات.

توقّف الآباء عند ما يعصف بعالمنا اليوم من أزمات ناتجة من الصراعات بين قوى هذا العالم، ترخي بوطأتها بشكل خاصّ على المستضعفين في الأرض وعلى الشعوب الفقيرة التي باتت مهدّدة بسلامتها وبأمنها الغذائيّ. وفي ظلّ ما يشهده العالم من نزاعات، أكّدوا على دور الكنيسة وقادتها في العمل على تحقيق المصالحة عبر نشر لطف المسيح.

تابع آباء المجمع بألم عميق وحزن شديد الأحداث المؤلمة في أوكرانيا التي تترك ارتداداتها على العالم أجمع، ورفعوا صلواتهم الحارّة من أجل السلام في أوكرانيا وفي العالم أجمع، ومن أجل أن يلهم الربّ القدير أصحاب القرار تغليب منطق السلام واعتماد لغة الحوار من أجل تجنيب الجميع المزيد من الدمار والخسائر البشريّة والمادّيّة.

يتوجّه الآباء إلى أبنائهم في كنيسة أنطاكية أينما حلّوا بسلام المحبّة مشاركين إيّاهم في الصلاة ورافعين تضرّعهم إلى ربّ كلّ معونة أن يكتنفهم بعونه الإلهيّ. يصلّي آباء المجمع من أجل السلام في العالم أجمع ويسألون المسيح يسوع ربَّ السلام وإلهَ كل تعزية أن يضع سلامه في القلوب ويلمس العالم بنفحة محبّته ومراحمه الإلهيّة ويبلسم جراح المحزونين في عالمٍ يتخبّط ويتوق إلى سلامه تعالى، له المجد إلى الأبد آمين.

بيروت

تدشين جامعة القدّيس جاورجيوس

دشّن سيادة راعي أبرشيّة بيروت، سيادة المتروبوليت إلياس، المبنى الرئيس لجامعة القديّس جاورجيوس في بيروت، في احتفال أقيم برعايته مساء الجمعة 21 تشرين الأوّل 2022، بحضور وزراء: التربية والتعليم العالي القاضي الدكتور عباس الحلبي، الصحّة العامّة الدكتور فراس الأبيض، الإعلام زياد المكاري، وحضور رسميّ وأكاديميّ مميّز. افتتح سيادته الاحتفال بإزاحة الستارة عن اللوحة التذكاريةّ وتبريك المبنى الرئيس الذي يعود بناؤه إلى العام 1913 وقد تمّ تأهيله وتحديثه وتجهيزه أخيرًا وفق أرفع المواصفات التربويّة والفنّيّة مع الحفاظ على طابعه التراثيّ المميّز، ليضمّ حاليًّا كلّيّة الطبّ وكلّيّة الآداب والعلوم.

بعد الافتتاح ألقى الدكتور طارق متري رئيس الجامعة كلمةً رحّب فيها بالحضور، وقال: «باسم سيادة المطران إلياس الجزيل الاحترام، أرحّب بكم يا أصحاب الدولة والمعالي والسعادة ويا أيّها السيّدات والسادة،

الشكر للَّه على بركاته التي حلّت على جامعة القدّيس جاورجيوس في بيروت منذ قيامها، الظاهرة منها وغير الظاهرة، التي نعلمها والتي لا نعلمها.»

وأضاف: «كانت الأيّام قاسية على اللبنانيين كافةً وما زالت. وإطلاق مشروع جامعيّ وبناؤه، حجرًا فوق حجر، وبشرًا مع بشر، امتحننا لسنوات وما توقّف الامتحان، ولا غلبت المحنة. لكنّ الثقة بأنّ جهود الكثيرين الصادقة جهود مباركة سمحت بتجاوز صعاب كثيرة. وتقوى الثقة هذه بثقة سيادة المتروبوليت إلياس أوّلًا ومعه مجلس الأمناء الذي يشرف ويستشرف ولجنة الأبرشيّة الماليّة والتنفيذيّة التي تعنى، في جملة مهامّها، بدعم المؤسّسات التربويّة وضمان استمرارها».

وقال: «لم ينشىء سيّدنا إلياس جامعة القدّيس جاورجيوس من عدم. فهي تكمّل أعمالًا كثيرة وكبيرة في التعليم والخدمات الطبّيّة والاجتماعيّة، تواصلت بلا انقطاع ما يقارب قرنًا ونصف قرن. لذا فالجامعة مدعوّة إلى أن تكون أمينة لتراث تميّز بروحيّة الشهادة والخدمة العامّة والاستجابة لاحتياجات المجتمع وهي متعاظمة. فلا تكون الجامعة الناشئة جامعة ضيّقة الآفاق ومؤسّسة تضاف إلى نظيراتها وتحذو حذوها أو تطمح إلى منافستها. بل جماعة حيّة ومنفتحة ومجدّدة، تعي هويّتها في قلب رسالتها.

ولعلّ تدشين هذا المبنى التراثيّ، الذي حرصنا أشدّ الحرص على صون طابعه المعماريّ وخصائصه، الكبيرة والصغيرة، شهادة على التأليف بين تلك الأمانة للتراث وهذا التجدّد المستمر».

ثمّ أضاف الدكتور متري: «ولا يخفى عليكم، أيّها الأصدقاء، أنّ لبعض المباني، ومنها هذا المبنى، ذاكرة تستعاد باعتزاز لا لتعيدنا إلى الوراء بل لتمتدّ بنا نحو ما هو قدّام. وفي هذا التطلّع، حسبي استلهام تاريخ مطرانية بيروت التي رعت قيام أقدم مستشفى في بيروت، والتوقّف بتقدير كبير أمام الأثر الطيّب الذي تركته كوكبة من المحسنين الذين تضافرت مساهماتهم في بنائه وتجهيزه، وأمام ما حقّقته نخبة من الأطبّاء والعلماء، ومنهم العلّامة كورنيليوس ڤانديك، من الذين خدموا فيه وعالجوا وعلّموا ودرّبوا أعدادًا كبيرة من العاملين في القطاع الصحّيّ. على هذا النحو، وبقوّة هذا الإرث، سوف تشهد كلّيّة الطّب التي بدأت سنتها الأولى في رحاب هذا المبنى، على الشراكة الوثقى بين جامعة القدّيس جاورجيوس ومستشفى القدّيس جاورجيوس الجامعيّ.»

وتابع: «أيّها الأصدقاء، تعلمون أنّنا وصلنا إلى هذا اليوم، بعد تأخّر وتعثّر، فانفجار الرابع من آب أعاق عمليّات البناء وإعادة البناء واستدعى ترميمًا لغير مبنى لـمّا ينجز بعد، وأدّى إلى رفع الأكلاف بما فاق التوقّعات والإمكانات. لكنّ العزيمة، ومعها الالتزام، ظلّت أقوى. ودعاؤنا ألّا تتراجع مهما تردّت الأحوال. فالمشروع الجامعيّ، الهادف إلى توفير تعليم عال وعلى مستوى عال وبأقساط معتدلة نسبيًّا، قضيّة نبيلة، آمن بها القائمون عليه والأساتذة والعاملون جميعهم. وبفعل هذا الإيمان، وفّقنا اللَّه بانضمام صفوة من الطلّاب سعدنا بهم ودعيناهم الطلّاب المؤسّسين، وجلّهم من ذوي الكفاءات البيّنة والحوافز العالية. وبفعله أيضًا، تيسّرت أمور الجامعة واستكملت الإجراءات القانونيّة والإداريّة اللازمة. ويطيب لي، في هذا المجال، أن أخصّ بكلمة عرفان العزيز معالي الوزير عبّاس الحلبي، الذي، بإنصافه وحسن تدبيره واحترامه الأنظمة، وضع حدًّا للمماطلة والعرقلة. أعانه اللَّه في خدمة بلدنا المعذّب».

وختم: «كما أرى لزامًا عليّ أيضًا أن أشكر عضو مجلس الأمناء والصديق النائب السابق نزيه نجم لدعمه ترميم هذا المبنى وتجديده، وأشكر جميع الذين عملوا في سبيل إعادته إلى رونقه القديم وتحديثه أفضل تحديث، وفي مقدّمهم المعماريّان والاستشاريّان فضل اللَّه داغر وفؤاد حنّا، وإدارة المشروع ممثّلة بأنطوان عبّود والمتعهّد نبيل عبد اللَّه. فهم لم يقوموا بعمل مهنيّ جيّد فحسب، بل ثابروا بلا كلل، رغم كلّ العوائق والمعوّقات. لن أعدّد ذوي الفضل الآخرين فهم كثيرون والفضل يعرفه ذووه. والسلام».

ثمّ كانت كلمة لوزير التربية والتعليم العالي الدكتور عبّاس الحلبي جاء فيها: «صاحب السيادة متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة المحترم، أصحاب المعالي والسعادة والسيادة، حضرة رئيس جامعة القدّيس جاورجيوس معالي الصديق والرفيق الدكتور طارق متري، العمداء والأساتذة والطلّاب الأعزاء، أيّها الحضور الكريم، من رحم الأزمات، ومن جحيم الفوضى والارتباك العامّ، تزهر جامعة القدّيس جاورجيوس، وردة في وسط الأشرفية وفي قلب بيروت، جامعةً جامعة لكلّ مكوّنات الوطن، رابضة على تاريخ من العمق الروحيّ، وعلى مسار من العلم والأخلاق والوطنيّة الصادقة المنزّهة عن كلّ مصلحة، سوى الصالح العامّ. هذه المبادئ الثوابت التي يجسّدها سيادة المطران إلياس عودة، الصوت الصارخ في برّيّة الوطن، المرشد الناصح، والقائد الروحيّ والوطنيّ والاجتماعيّ، الذي يسمع صوته الجميع، ويحترمه القاصي والداني، ويحسب لموقفه ألف حساب في القضايا المفصليّة. وإن كان أحيانا لا بل غالبًا يزعج الذين يتربّصون بالوطن ويحاولون تغيير معناه ومبناه، إلّا أنّه دوما على الحقّ صامد وعن الوطن مدافع».

وأضاف: «نعم إنّها جامعة القدّيس جاورجيوس الجديدة في التأسيس، العريقة في منابت العلم، المتطلّعة إلى المستقبل برؤية واضحة، رسمها رئيسها الدكتور طارق متري وعمداؤها ومجلسها، وترتكز على الجودة والملاءمة مع اسمها، وتتّكل على بركة اللَّه وشفاعة القدّيس جاورجيوس راعي هذه المؤسّسات والمستشفيات وجميع المؤمنين».

ثمّ قال: «أيها الحضور الكريم، تعاني البلاد صعوبات متداخلة تصل إلى حدود الاختناق على المستويات كافّة، وترخي هذه الظروف بثقلها على المواطنين، وخصوصًا على القطاع التربويّ والجامعيّ، وتتزاحم الأولويّات أمام الأهالي الذين ما عاد أمامهم سوى تعليم أولادهم والاستثمار فيهم، على أمل أن يعود الشباب معزّزين بالتخصّص وينهضوا بأهاليهم وبعائلاتهم.

لكن ورغم كلّ ذلك السواد، نبذل مع المخلصين جهودًا جبّارة لنحافظ على استمراريّة القطاع برمّته، ونشدّد على المساحات المضيئة التي تجترحها المؤسّسات على غرار إطلاق جامعة القدّيس جاورجيوس اليوم.

وأضاف الحلبي: «صاحب السيادة، أيّها الحضور الكريم، أنتم مرجعيّة روحيّة وطنيّة اجتماعيّة تربويّة وأخلاقيّة، وأنتم تشكّلون المظلّة التي تمنح الثقة لجامعة القدّيس جاورجيوس والعديد من المدارس والمؤسّسات الاجتماعيّة. وأملنا كبير بأن تحقّق هذه الجامعة النجاحات التي نراهن على حدوثها، برعايتكم ودعمكم. وفي إطلاق السنة الدراسيّة رسميًّا، نتمنّى للطلّاب الأعزّاء عامًا جامعيًّا مباركًا، وندعوهم إلى الاجتهاد والسهر لتعويض ما فاتهم من المناهج والبرامج والمهارات والكفايات، التي لم يكن ممكنًا تحقيقها في ظلّ عامين دراسيّين من الانقطاع أو التعليم من بعد. وإنّنا على ثقة بمسيرة معالي رئيس الجامعة الدكتور طارق متري، الذي يقود طاقمًا أكاديميًّا وبحثيًّا على مستوى عالٍ من الكفاءة، ونتمنّى له التوفيق في هذه المهمّة الجليلة. لتكن انطلاقة مباركة لجامعة القدّيس جاورجيوس وسنة دراسيّة موفقة، وليكن هذا المبنى الذي يحتضن الجامعة صرحًا أكاديميًّا واعدًا يخرّج أفواج الطلّاب لقيادة مستقبل البلاد ونهوضها وعزّتها. عشتم، عاشت التربية، عاشت الجامعة، وعاش لبنان».

وفي الختام كانت كلمة لسيادة المتروبوليت إلياس قال فيها: «يا أحـبّـة، نـجـتـمــع الـيـوم معًا، ومـا أجمل أن يجـتمع الإخوة، من أجل مـباركة عامٍ جـامـعـيٍّ مـميّـزٍ لأنـّـه يعلن انطـلاق الـعمل فـي المبـنى الرئـيـس لـجــامعـة الـقـدّيـس جـاورجـيـوس الـمحــروسـة باللَّه.

 كـان هـذا المـبـنـى الـتّـاريـخيّ انطلاقــة مـسـتـشفى القدّيـس جـاورجـيـوس الجامعيّ، منذ ما يقارب القـرن ونصف القرن، وكما وصل المـستـشـفى إلـى أسمى درجات العلم والخدمة، دعاؤنا أن تسمو جامعة القدّيـس جاورجيـوس، ليس بالمبانـي فـقـط، بل بخرّيجيها، الذين سنعمل بجهد ليكونوا الأمل بـمستـقـبـلٍ زاهـر ينحتـونه لهذا الوطن الحـبـيب. فـالتعليم هو جواز السفر إلى المـسـتـقبل، ونحن في بلدٍ يتهـــافـــت أبناؤه للحصـول علـــى جواز سـفـرٍ هـربًا من واقعٍ دمّر مستـقبلهم في أرضهم، وسعــيًا إلى مـسـتـقبلٍ يزهر، وطموحاتٍ تـتحقّق في الغـربـة.

العلم يحـرّر عقل الإنـسان، وهو الـسلاح الأمضى الذي يمـكــن اسـتخـدامه لتغيير وجه الـعـالـم، لذلك نـسعى، عبر مـدارســنـا، وعبر هذه الجامعـة، إلى زرع بـذور العلم والإنسانـيّـة والفضائـل في عـقـول أبـنائنا، لتزهـر ثـقافـةً وانفتاحـًا وفـنًّا وإبداعـًا.

شـئـنـا هـذه الـجـامعـة، رغم قـساوة الأيـّام، وصعوبة البناء فــي زمن تحطيم كلّ القيم والإمكانات، لـنكمل المسيرة التي بدأهــا أسلافـنا في بناء الـروح التعليميّة والطبّيّة والخدماتيـّة. فمدارسنا، وأولاهــا مدرسة الـثلاثة الأقمار التي أنشئـت السنة 1835، كانـت مناراتٍ في خدمة أجيال بيروت، ورأينا أنّ الوقت قد حان لبناء صرحٍ جامعيٍّ يتابعون فيه تحصيلهم العلميّ والثقافـيّ والأخلاقيّ والوطنيّ.

تسعى الكنيسة جاهدةً من أجل بناء الإنسـان روحـيًّا وفكريًّا وجسديًّا، كي تكون منارةً في ظلمة العالم المادّيّ المـتخبّط بالمشاكل والحروب، والساعي وراء الشهوات والمادّيّات والمصالح. الكنيسة لا تخوض حربًا دمويّـةً، بل حـربًـــا لا منظورةً ضدّ الشرّ، ضدّ الجهل، والظلم، والـتـخـلّـف، والتعصّب، والاسـتعباد، والاسـتـبداد، والـظلام الفكريّ. إلّا أنّ المشكلة التي تواجهنا في هذه الأيّام العصيبة هي في إقناع هذا الجيل بأنّ العلم، دون سواه، هـو مفتاح النجاح والمستـقبل الـزاهر، فيـما هم محاطون بحمـلة الـشهادات الذين يعيشون البطالة والفقر، ويعانون كغـيرهم من أبناء هذا البلد، عقم تصرّفات بعض المسؤولين، وجهــل البـعض، وجشــع الآخريــن.

يـقول الفـيلسوف الإغريقيّ أرسطو: «التعليـم زينـةٌ في الرخاء وملاذٌ في الشدّة». هل من شدّةٍ أعظــم ممّا نحن فيه؟ مع ذلك لم نشهد حماسة المتعلّمين لإصـلاح ما أفسده الفساد، وكفاءة حاملي الشهادات في تصويب الأمور، وفعالـيّـة ذوي الاخـتـصاص في ابتكار الحلول، وتـفانـيهم من أجل إنقاذ البلد، ووقوفهم الحـاسم في وجه ذوي الأطماع والحصص. هنا يأتي دور الجامعات في إعداد الطــلّاب إعدادًا يجعلهم مواطنـين مؤمنـين بربّهم، أمناء لوطنهم، ومفكّرين، ذوي فكــرٍ نقديّ ورؤيــةٍ واضحةٍ وعملٍ خلّاق، فيصبح ذوو الفكر والمنطق أكثر عددًا من المستغلّين والطمّاعين، وأكثر شعورًا بالمسؤوليـّة وعملًا فاعلًا، فينعم المجتمع بثمار الحكمة والعقل والعلم، ويزدان بالمعرفة والثقافة ورجاحة الرأي.

الكنيسة التي تعمل بحسب قول ربّها: «من عمل وعلّم فهذا يدعــى عظيمـًا في ملكوت السموات» (متّى 5: 19) تعي تمام الوعي أنّ تـرك النفوس بلا علمٍ ولا أدبٍ وثـقافةٍ هو كـترك مريضٍ بلا طبٍّ أو علاج. وبما أنّ كلّ إنسانٍ مخلوقٌ على صورة اللَّه ومثـاله، تـدأب الكنيسة على الاهتمام بالبشر وإعلاء شأنهم من طريق العلم، الذي هو الوسيلة الوحيدة التي ترتفع بها مراتب الإنـسان إلى الكرامة والشرف، طـبـعًا بـعد إتمام الوصايا الإلهيّـة والسير بهدي كلمـة اللَّه.

أحـبّـائي، الكنيسة تحاول أن تعمل على الأرض بحسب كلام الربّ القائل: «أعلّمك وأرشدك في الطريق الذي تسلكه، وعيني ترعاك» (مزمور 32: 8) عيـنها سـاهرةٌ دومًا على ما فيه خير أبناء سيّـدها يسـوع المسيح. لذا، نضع هذه الجامعة بين يدي الربّ، بشفاعات العظيم في الشهداء جاورجيوس، عساها تكون مــصــنــعًـــا لــلـــرجـــالات، والــنــسـاء، ورافـــدًا لــبــحـــر هـــذا الــبــلـــد الــمــتــعــطّـــش إلـــى الــشــابــّات والــشــبّــان الــجـــدّيّــيــن، الذيــن يــحــلــمــون بــلــبــنــان الـحــرّيـّة والــعــدالــة والــثــقـــافـــة والــجــمـــال والإبــداع، لا بــوطــنٍ يــهــلــك الإنــســان فــيــه فــقــرًا وظــلــمــًا ومــهــانــةً وذلًّا.

دعـــاؤنـــا أن يــعـــي خـــرّيــجـــو هـــذه الــجـــامــعـــة أنّ «رأس الــمــعـــرفـــة مــخـــافـــة الـــربّ، أمّـــا الــجـــاهــلـــون فــيــحــتــقـــرون الــحــكــمـــة والأدب» (أمثال 1: 7)، ومــتـــى حــفــظـــوا هـــذا الــكلام الإلهـيّ، ســيــكـــونـــون فـــي مـــأمـــنٍ مـــن هــجــمـــات شــيــطـــان الأنــا والــكــبــريـاء والـجـهـل والــحــقـــد والــكــراهــيــة.

الــشـكـــر الأوّل والأخــيـــر لــلـــربّ الـذي ســمـــح بـــأن تــرى هـــذه الــجــامــعــة الــنــور، وقــد أصــبــحــت فــي الــســنــة الــثــانــيــة مــن عــمــرهــا، وأن تــنــجـــز أعــمـــال تـــرمــيـــم هـــذا الــبــنـــاء الــتــاريــخــيّ، رغـــم مــا تــعـــرّض لـــه مـــن أذًى، بــســبـــب الــتـفـجــيــر الآثــم الـذي أصــاب قــلــب عــاصــمــتــنــا الــحــبــيــبـــة وأدمـــاهـــا، وأودى بــخــيـــرة شـــابّـــاتــهـــا وشــبّـــانــهـــا. الــشكـــر أيــضًـــا لــجــمــيـــع مـــن رافـــق قـيـام الـجـامـعـة وأعــمـــال الــترمــيـــم بــصــلـــواتـــه أوّلًا، وبـــأيّ نـــوعٍ مـــن الــتــخــطــيــط والــجــهـــد والــتعـــب والــسهـــر وبـــذل الـــذات والــمــال والـــوقـــت، والــشـكــر الــمــســبــق لــكــلّ مــن ســيــمــدّ يــد الــعــون لــكــي تــنــمــو هــذه الــجــامــعــة وتكبر وتضاعف أبنيتها ونشاطها في خدمة إنسان هذا الوطن الجريح والمرهق، عسى العلم يبلسم جراحه ويشفي آلام أبنائه. باركـكم الـربّ إلهنـا، وحـفظكم جميعًا.

واختتم الحفل بجولة تفقّديّة على أقسام المبنى والمختبرات العلميّة وقاعات التدريس فيه.

أخيرًا تحقّق الحلم وأصبح لأبرشيّة بيروت جامعة نعتزّ بها. من أسرة تحرير مجلّة النور كلّ كلمات التبريك والدعوات إلى المزيد من الازدهار والنجاح، وشكرًا سيادة المتروبوليت إلياس.

 

حمطورة

رئيس لدير رقاد والدة الإله - حمطورة

يوم السبت الواقع فيه ١ تشرين الأوّل ٢٠٢٢، وبناء على دعوة من راعي الأبرشيّة، التأمت أخويّة دير رقاد والدة الإله - حمطورة في دير القدّيس جاورجيوس - حمطورة، والغرض من هذا الاجتماع هو ملء الشغور الحاصل في منصب رئيس الدير منذ وفاة الأرشمندريت بندلايمون فرح بتاريخ ٢٨ تشرين الأوّل ٢٠٢١.

ابتدأ الاجتماع بالاحتفال بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة الدير برئاسة راعي الأبرشيّة، لمناسبة الاحتفال بعيد الحماية المقدَّسة لوالدة الإله. حضر راعي أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما، سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، تلبية لدعوة راعي الأبرشيّة. في نهاية القدّاس الإلهيّ، أقيمت صلاة التريصاجيون من أجل راحة نفوس جميع الذين سبقوا ونسكوا في الدير، لا سيّما الأرشمندريت إسحق عطااللَّه والأرشمندريت بندلايمون فرح.

بعد القدّاس الإلهيّ، بارك راعي الأبرشيّة البدء بالعمليّة الانتخابيّة لانتخاب رئيس للدير، فكانت له كلمة روحيّة توجيهيّة بالمناسبة. وبتكليف من راعي الأبرشيّة، قام قدس الأرشمندريت أنطونيوس البيطار بمرافقة الأخويّة في عمليّة الانتخاب. وبنتيجة الدورة الأولى من الاقتراع، انتخبَ الإخوةُ قدسَ الأب المتوحِّد يعقوب (حنّا) رئيسًا لدير رقاد والدة الإله - حمطورة.

على أثرها، بارك راعي الأبرشيّة للرئيس المنتخَب بنتيجة الانتخاب، وطلب إلى سيادة المتروبوليت أفرام أن يفيد الرهبان بكلمة روحيّة نافعة لمسيرة تكريسهم، وقدّم له هديّة تذكاريّة عربون شكر وامتنان وتقدير في نهاية صلاة الشكر التي أقيمت في كنيسة الدير.

بعدها انتقل راعي الأبرشيّة إلى دير رقاد والدة الإله - حمطورة مع الأخويّة، وكان له حديث روحيّ مع الرهبان حول مسيرة الدير خلال السنوات الأربع من رعايته للأبرشيّة، ومعنى الانتخاب الذي جرى في حياة الدير ورهبانه. ثمّ صيّر الرئيسَ المنتخَب أرشمندريتًا في كنيسة الدير. وبعد أن أُقيمت صلاة الساعة التاسعة والغروب، أُقيمت خدمة تنصيب رئيس الدير، حيث كانت كلمة روحيّة في نهايتها من راعي الأبرشيّة، وكلمة شكر من قدس الأرشمندريت يعقوب في المناسبة. وبعد الاشتراك في مائدة الدير، أقام راعي الأبرشيّة صلاةَ الشكر شاكرًا لكلّ ذي فضل على مسيرة الدير ورهبانه ومصلّيًا من أجل ثبات الرهبان ونموهم وقداستهم وخلاصهم.

 

بيروت

فرح الخدمة

«أهمّيّة الحركة أنّها تقدّم أشخاصًا وجوهها نيّرة، مضيئة، تبعث الأمل والرجاء»، هكذا ختم أبونا بورفيريوس (جورجي) ممثّلًا راعي أبرشيّة بيروت المتروبوليت إلياس (عوده)، لقاء «فرح الخدمة» الذي نظّمه مركز بيروت في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة بعد القدّاس الإلهيّ الذي أقيم يوم الأحد الواقع فيه ٣٠ تشرين الأوّل- في كنيسة القدّيسة كاترينا في مدرسة زهرة الإحسان.

جاء هذا اللقاء ليضيء على سنوات من العطاء والخدمة الاجتماعيّة في مركز بيروت، بدأت بالتزام حاجات الناس في كلّ الظروف وتكلّلت بنجاح المستوصف الحركيّ الذي جسّد محبّة المسيح وحضوره الى جانب كلّ متألّم ومحتاج.

قدّمت اللقاء الأخت جويل كامل التي ذكرت أهمّيّة العمل الاجتماعيّ في الحركة، ما جعلها تفرز مسؤولًا للخدمة في هيكليّتها الإداريّة، وتطوّر عملها إلى حدّ تأسيس المستوصفات.

ثمّ ألقى رئيس المركز الأخ رامي حصني كلمته مذكّرًا بميزات الخدمة في الحركة وهي الفرح، والسرّيّة، وورشة يشارك فيها كلّ عضو فيها، وليس تلزيم للجنة معيّنة أو جهات مانحة.

وتكلّم في اللقاء الأمين العامّ الأسبق في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة الأخ طوني خوري، الذي استعاد خبرة الأوّلين في العمل الاجتماعيّ منذ أن كان الأخ ريمون رزق رئيسًا في المركز في الستينيّات. وذكر أنّه كان في كلّ فرقة صندوق مشاركة، وتحدّث عن تأسيس المستوصف وتطوير العمل فيه حتّى أصبح بشكله الحاليّ.

بعده تكلّمت الأخت ربى عطيّة، مسؤولة المستوصف في بيروت عن كيفيّة الخدمة والفرح الداخليّ الذي ينعكس على كلّ الوجوه، والانتباه إلى التفاصيل التي تفرح الآخر، فذكرت بعض القصص المؤثّرة من خبرات عاشتها خلال اثنتي عشرة سنة من خدمتها في المستوصف.

في الختام، كرّم مركز بيروت المسؤولين الحاليّين في أوجه الخدمة الاجتماعية في المركز، وسلّم دروع تقدير وحبّ وشكر لكلّ من ليلى طرزي، لينا رزق، مود نحاس وجانين هابط.

كما تخلّل اللقاء عرض بعد الأفـلام القصيرة وشهادات مصوّرة.

ألمانيا

ترقية الأب سيرافيم (داود) إلى رتبة أرشمندريت.

يوم الأربعاء الواقع فيه 28 ايلول 2022، ولمناسبة عيد القدّيس إسحاق السريانيّ، ترأس سيادة المتروبوليت إسحق (بركات)، راعي أبرشيّة ألمانيا وأوروبّا الوسطى، القدّاس الإلهيّ. وخلال الخدمة تمّت ترقية الأب سيرافيم (داود) إلى رتبة أرشمندريت في الأبرشيّة. وفي العظة التي ألقاها سيادته شدّد على دور الكاهن في حياة المؤمنين وبخاصّة في أبرشيّة ألمانيا، وبيّن الفرق بين رتبة الأرشمندريت ورتبة المتقدّم في الكهنة.

الأب سيرافيم هو خرّيج معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في البلمند، وخدم ككاهن في دير سيّدة البلمند البطريركيّ. حاز شهادة في اللاهوت ودبلوم في التعليم من جامعة البلمند، وهو يتابع دراسة الماجستير في جامعة بادربورن في ألمانيا.

 

Loading...
 

الأعداد

© حقوق الطبع والنشر 2024 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search