العدد الثاني - سنة 2022

13 - الأخبار - العدد 2 سنة 2022

مسقط، سلطنة عُمان

زيارة غبطة البطريرك يوحنّا العاشر إلى سلطنة عمان

بدعوة من راعي أبرشيّة بغداد والكويت وتوابعهما سيادة المتروبوليت غطّاس (هزيم)، بدأ غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، زيارته الرعائيّة إلى رعيّة مسقط في سلطنة عمان، وذلك بين 26 و30 أيّار 2022.

رافق غبطته في هذه الزيارة وفد كنسيّ تألّف من سيادة المتروبوليت أفرام (معلولي)، سيادة الأسقف أرسانيوس (دحدل) والأرشمندريت برثانيوس (اللاطي)، والأرشمندريت جراسيموس كبّاس، والشمّاس إيلاريون (بشارة)، والإعلام البطريركيّ. وكان في استقبال غبطته في مطار السلطنة سيادة المتروبوليت غطّاس (هزيم)، والسفير السوريّ السيّد إدريس ميا، الأستاذ أحمد البحري مدير دائرة الرعاية الدينيّة في وزارة الأوقاف، الأرشمندريت ديمتري (منصور) وعدد من أبناء الرعيّة وطاقم التشريفات في المطار.

استهلّ غبطته اليوم الأوّل بإقامة صلاة الشكر في كنيسة القدّيس الحارث بن كعب النجرانيّ-مسقط، بمشاركة عدد من أصحاب السيادة المطارنة آباء المجمع الأنطاكيّ المقدّس، ولفيف من الآباء الكهنة والشمامسة بحضور ممثّل وزير الأوقاف الأستاذ أحمد البحري.

وخلال الزيارة كرّس غبطته كنيسة القدّيس حارث بن كعب الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة في مسقط، وممّا قاله: «أنتم مزروعون في قلب كنيسة أنطاكية، رسالة لا تنسونها، نحن على هذه الأرض المشرقيّة، ركّاب قارب واحد مع أخوتنا المسلمين نتنسّم وإيّاهم مرضاة الربّ العليّ القدير».

وسط أجواء رجائيّة هبّت نسماتها على ترانيم الأطفال مطعّمة بنفحات الطفولة وبراءتها، أقيمت أمسيّة مرتّلة بعنوان «نشيدنا صلاة».

حضر الأمسيّة غبطته، أصحاب السيادة المطارنة، الآباء الكهنة، الشمامسة وأبناء الأبرشيّة ومدعوّون كثر... خلال الأمسيّة، أبدع أطفال مدارس الأحد الأرثوذكسيّة في رعيّة مسقط، وحلّقوا بتراتيل تعانقت مع نشيد الترحيب الذي أعدّ خصّيصًا لاستقبال غبطته بقلم يارا حنّا.

أمّا الجزء الثاني من الأمسيّة، فتخللته معزوفات لفوج كشاف القدّيس يوحنّا المعمدان- الكويت بقيادة قائد الفوج عمر الرحباني، وقد حاكت المعزوفات الثقافة وخطّت تراث الآباء والأجداد...

كيف نشأت هذه الكنيسة؟

في مطلع السبعينات، بدأ قدوم عدد من المؤمنين من بلاد الشام إلى السلطنة بقصد العمل، وكانوا بحاجة إلى كنيسة يصلّون فيها. تردّدوا أوّلًا إلى كنيسة الأقباط وذلك حتّى العام 1998. في تلك السنة، زار كاهن أرثوذكسيّ أميركيّ البلاد لخدمة أفراد الجيش الأميركيّ الأرثوذكسيّين، إلّا أنّ ذلك لم يتمّ بسبب عدم وجود جنود أرثوذكس. لكنّ الزيارة لم تذهب هباء بسبب موظّفة من أبناء الكنيسة في السفارة الأميركيّة. فجرى التواصل معها ثمّ مع أبرشيّة أميركا الأنطاكيّة، التي وجّهتهم إلى الاتّصال بالكويت حيث مقرّ المطران، وهو المسؤول عن سائر جزيرة العرب، وكان آنذاك المثلّث الرحمة المتروبوليت قسطنطين بابا ستيفانو. ولبّى سيادته الطلب وأرسل كاهنًا يقيم الخدم في المناسبات. ومنذ العام 2000 بدأ يتوافد إلى الرعيّة كهنة من المطرانيّة في الكويت ليخدموا هذه الرعيّة، حتّى خُصص لها كاهن مقيم.

أكرم جلالة السلطان المغفور له قابوس بن سعيد المسيحيّين في السلطنة، فمنح لهم أراضي في كلّ محافظة من محافظات السلطنة، ليقيموا عليها الكنائس ويقوموا بالشعائر الخاصّة بهم. وقد خصّ جلالته كنيسة أنطاكية بقطعة أرض لبناء كنيسة عليها في مجمع غلا للكنائس. وفي العام 2018 في عهد المطران غطّاس (هزيم)  وضع حجر أساس الكنيسة، وتمت المباشرة بأعمال البناء بهمّة أبناء الرعيّة وكاهن الرعيّة الأرشمندريت ديمتريوس (منصور) في حزيران من العام 2019 وانتهى البناء نهاية العام 2020ـ، وأُقيم أوّل قدّاس إلهيّ في عيد الميلاد لهذا العام. 

أعضاء الرعيّة من جنسيّات مختلفة عربيّة ويونانيّة وروسيّة ورومانيّة وقبرصيّة وأميركيّة، والقدّاس الإلهيّ يُقام بالعربيّة واليونانيّة والإنكليزيّة يوم الجمعة، وبعض الأحيان أيضًا يوم السبت لأبناء التعليم الدينيّ (مدارس الأحد).

 نشاطات الرعيّة مختلفة، منها الروحيّة حيث تأسّست أخويّة سيّدات لدراسة الكتاب المقدّس، فرقة عائلات تجتمع شهريًّا ضمن نشاطات مختلفة ترفيهيّة وروحيّة. كما تقوم الرعيّة دائمًا بنشاطات موسميّة ميلاديّة وفصحيّة مثل البازار وحفلات ورحلات دينيّة في الصيف.

 من هو القدّيس الحارث بن كعب

كان الرئيس على مدينة نجران وجوارها، في شمال اليمن، مسيحيًّا يسلك في مخافة اللَّه، يسوس مدينته بالحكمة والدراية، ويشهد له الجميع بالفضل والفضيلة. وكان قد تقدّم كثيرًا في السنّ، عندما واجه سيف الاستشهاد. وخبر استشهاده هكذا كان: إنّ المتولّي على مملكة سبأ أو المملكة الحِمْيريّة، أي بلاد اليمن، آنئذٍ، كان يهوديًّا، اسمه ذو النؤاس، وكان في صراع مع ملك الحبشة المجاورة، كالِب (ألسبان) المسيحيّ. ولـمّاكان ذو النؤاس يخشى جانب مدينة نجران اليمنيّة أن تعين عدوّه عليه، بسبب وحدة ايمان بين نجران والحبشة، عزم على محو المسيحيّة من هناك، فحشد لذلك قوّاتٍ كبيرة، وأتى، فحاصر المدينة. لكنّ نجران صمدت فأخذها بالحيلة. ولـمّا دخلها أعمل السيف في رقاب بنيها. وكان يأتي بالناس إليه ويخيّرهم بين الموت ونكران المسيح. وأوّل من مثل لديه في المحاكمة شيخ نجران، الحارث، وقد جيء به محمولًا، لأنّه كان قد بلغ الخامسة والتسعين من العمر. وقف الحارث أمام الغازي، فأبدى شجاعة فائقة، واستعدادًا تامًّا لأن يموت من أجل اسم الربّ يسوع ولا ينكره. وكان مع الحارث جمع من الناس، بلغ عددهم أكثر من أربعة آلاف. فلمّا رأى ذو النؤاس أن ثنْي هذا الشيخ عن مسيحيّته أمر مستحيل، أمر بالقضاء عليه فقطعوا هامته. وكما أبدى الحارث مثل هذه الأمانة، أبدى رفاقه أيضًا، فتسارعوا، الواحد بعد الآخر، وأخذوا يسِمون أنفسهم، على الجبين بدم شيخهم وكبيرهم استعدادًا للموت، عندئذ، أمر الملك اليهوديّ بضرب أعناقهم أيضًا، وإلقاء بعضهم في أتون نار، فنال جميعهم إكليل الشهادة في العام ٥٢٣م وتعيّد له الكنيسة في الرابع والعشرين من تشرين الأوّل.

 

القصيبة- لبنان

الإيبوذياكون طوني عبده شمّاسًا إنجيليًّا، والذكرى الثالثة والثلاثون لمركز جبل لبنان

في 30 نيسان 2022، كانت بلدة القصيبة على موعد مع الفرح، إذ أقيم القدّاس الإلهيّ الاحتفاليّ في كنيسة القدّيس جاورجيوس برئاسة سيادة المطران سلوان (موسي) وشاركه في الخدمة سيادة المطران أنطونيوس (الصوري) راعي أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما، والآباء: الأرشمندريت أرمياء (عزام)، الأب طوني (نصر)، الأب فادي (الهبر)، الأب رامي (ونوس)، الأب نكتاريوس، الأب عطااللَّه (مخول) والأب نكتاريوس (عيسى)، والشمامسة جورج (شلهوب)، نادر (سلوم)، نقولا (الشامي) وأرسانيوس.

وخلال الخدمة جرت رسامة الأخ طوني عبده شمّاسًا إنجيليًّا على اسم القدّيس لوقا، ببركة راعي الأبرشيّة، وعلى يد سيادة المتروبوليت أنطونيوس.

الشمّاس لوقا عضوّ ناشط في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. عمل في فروع عدّة في المركز وحاليًّا هو مسؤول أسرة العمّال، وله مقالات ودراسات عديدة في مجلّة النور. الشمّاس الجديد من مواليد ١٩٨٩ متزوّج ولديه ولدان، ومجاز في الحقوق من جامعة الحكمة – فرن الشباك، وخرّيج معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ - البلمند السنة ٢٠١٥.

في نهاية القدّاس الإلهيّ، كانت كلمة سيادة المتروبوليت أنطونيوس للشمّاس الجديد تمحورت حول عيش الطاعة في الخدمة الإكليريكيّة. ثمّ كانت كلمة لراعي الأبرشيّة للشمّاس لوقا، شكر فيها سيادة المتروبوليت أنطونيوس، وسلفه سيادة المتروبوليت جاورجيوس، وعائلة الشمّاس، كما شكر للشمّاس خدمته في دار المطرانيّة وفي مركز جبل لبنان، وكانت له كلمة توجيهيّة بالمناسبة.

في نهاية القداس، قدّم راعي الأبرشيّة لسيادة المتروبوليت أنطونيوس أيقونة تذكاريّة شاكرًا له مشاركته مع الآباء والأخوات.

وفي اليوم ذاته، احتفل مركز جبل لبنان، جريًا على عادته في كلّ سنة بعيد تأسيسه في الأوّل من أيّار. وفي الذكرى الثالثة والثلاثين تقاطر إلى القصيبة الأخوة وعائلاتهم يتقدّمهم كهنة الأبرشيّة فغصت بهم الكنيسة والباحات. وكانت للمطران سلوان كلمة توجيهيّة للمناسبة،  شرح فيها النصّ الإنجيليّ وسلّط الضوء على خدمة سلفه صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس، انطلاقًا من شهادة القدّيس يوحنّا المعمدان بالمسيح، وكيفيّة تحقيق هذه الشهادة، لا سيّما وأنّه النبيّ الوحيد الذي عاش خدمته في حضور مَن أُرسل قدّامه ليهيّئ طريقه. ووجّه كلمة لمناسبة العيد الـ 33 لتأسيس مركز جبل لبنان في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة المصادف في الأوّل من أيّار، عيد العمّال، فكانت لسيادته إشارة إلى العامل الأوّل في حقل الربّ بشخص سلفه، وطريقة أدائه خدمته الرسوليّة منذ تكريسه تحت اسم الأخ يوحنّا.

بعد القدّاس الإلهيّ، تضمّن البرنامج سلسلة من الأنشطة، افتتحها راعي الأبرشيّة بكلمة تهنئة وشكر وتشجيع، ثمّ كانت كلمة لرئيس المركز الشمّاس نادر سلوم، ومن بعدها لأسرة الجامعيّين. ومن بعد توزيع جوائز المسابقة الكتابيّة في الصوم، انطلقت ورشات العمل للأسر المشاركة كافّة من فروع مركز الجبل، مع عرض لخلاصاتها في نهاية اليوم.

 

روسيا

الذكرى الخامسة والأربعون لخدمة المتروبوليت نيفن (صيقلي)

في الرابع عشر من أيّار 2022، المصادف تذكار أيقونة السيّدة «الفرح غير المتوقَّع»، احتُفل في كنيسة القدّيس الشهيد ثيوذوروس قائد الجيش، في معتمديّة بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق في موسكو، بالذكرى الخامسة والأربعين لخدمة سيادة المتروبوليت نيفن (صيقلي) في موسكو، كممثّل لبطريرك أنطاكية وسائر المشرق لدى بطريرك موسكو وسائر روسيا.

وللمناسبة، ترأس المتروبوليت نيفن القدّاس الإلهيّ الاحتفاليّ في كنيسة المعتمديّة شاركه فيه نائب رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو قدس الأب نيقولاي بالاشوف، وممثّل كنيسة تشيك وسلوفاكيا لدى بطريرك موسكو قدس الأرشمندريت سيرافيم (شيمياتوفسكي)، وممثّل الكنيسة الأرثوذكسيّة الأميركيّة لدى الكنيسة الروسيّة قدس الأب دانييل أندريوك وكهنة الرعيّة.

وبعد الانتهاء من القدّاس الإلهيّ، تلا الأب نيقولاي كلمة تهنئة رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو سيادة المتروبوليت هيلاريون مطران فولوكولامسك جاء فيها: «على مدى السنوات الماضية، وتحت إشرافكم الحكيم، أصبحت معتمديّة بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق مركزًا جذّابًا وإحدى أكثر الكنائس المحبوبة لكثير من المؤمنين الأرثوذكس في العاصمة الروسيّة، الذين عرفوا في شخصكم الكريم الأب الحنون والواعظ ذا الكلمات الناريّة التي تلهب نفوسهم بالمحبّة الإلهيّة، والراعي ذو العقل الراجح الساهر على قطعانه يعلّمهم عيش الحياة بحسب إرادة اللَّه الصالحة المرضيّة الكاملة. أحيّيكم نيابةً عن قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، وأقدّم لكم هذه الهديّة التذكاريّة نيابةً عن رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو سيادة المتروبوليت هيلاريون ونيابة عن سائر قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في الكنيسة الروسيّة الذين يكنّون لسيادتكم عميق المحبّة، طالبًا أن تكون والدة الإله الفائقة القداسة شفيعتكم ووسيطتكم عند الربّ، وهي الساهرة على صحّتكم وطمأنينتكم، عسى بمعونتها المقتدرة تنتهي أعمال البناء في الكنيسة المكرّسة لها، كنيسة أيقونة السيّدة «الفرح غير المتوقَّع»، ويتمّ تدشينها بإذن اللَّه لها في وطنكم الأمّ زحلة». وأضاف: «لقد بدأت خدمتكم، يا صاحب السيادة العزيز، في يوم النصر الروسيّ. فأصبحتم في الحقيقة منتصرين وفائزين بقلب الشعب الروسيّ الذي يحبّكم أشدّ الحبّ. فعبر هذه السنوات قمتم بالخدمة بشجاعة كلّيّة، لم تعرفوا تعبًا ولا مللاً حتّى في أصعب الأوقات وأحرجها سيّان كان في بلدنا أو في وطنكم. لم تأتِ أفعالكم عن خنوع أو تملّق، ولكن كشهادة حيّة مشتركة تذيع الحقيقة الإلهيّة في العالم، والمحبّة الصادقة للسيّد المسيح والتي تجلّت في الصداقة القائمة بين كنيستينا».

ثمّ شكر المتروبوليت نيفن الحضور وتوجّه بكلمة جاء فيها: «أودّ أن أتوجّه لجميعكم بكلمات شكر صادرة من القلب، فلقد رفعنا، اليوم، صلاة مشتركة، وعظّمنا الأعجوبة التي صارت من أيقونة السيّدة العذراء «الفرح غير المتوقَّع». نشكر الربّ الذي يتيح لنا لنمجّده، كل أيّام حياتنا، عبر مناسبات مقدّسة، ونقول له: لك الشكر، يا ربّنا، يا من أهّلتنا لنحتفل، اليوم، بذكرى سماويّة مقدّسة». وأضاف: «وصلت إلى موسكو كممثل بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق منذ خمسة وأربعين عامًا، وكنت ألهج بمحبّة المثلَّث الرحمة المتروبوليت نيفن مطران زحلة، والذي عُرف بمحبّة روسيا محبّة جمّة، وها أنا أصبح وريث هذا الخادم العظيم لكنيسته والمتّصف بمحبّة روسيا والكنيسة الروسيّة. وهوذا اليوم قد تباركت بتوشّحي ملابسه الأسقفيّة كهذا الصاكوص، مثلًا، الذي يربو عمره على سبعة وتسعين عامًا». وختم قائلًا: «أيّها الأب نيقولاي، أودّ أن أنقل محبّتي وجزيل شكري للمتروبوليت هيلاريون الذي هو معنا دائمًا. نعتمد على معونته في خدمتنا وعلى قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو وعليكم شخصيًّا لما تتمتّعون بالإجلال ولما نكنّ لكم من عميق المحبّة، فأنتم، بالحقيقة، شخصية كبيرة فذّة في الكنيسة الروسيّة، فنشكر اللَّه لأنّه قد أعطى الكنيسة الروسيّة خادمًا نظيركم. أشكركم جميعًا على الصلاة المشتركة. أتمثّل بكم روحيًّا، وكم يسعدني أنّكم عائلتي في موسكو. أتمنى لجميعكم أن تنعموا بالفرح في حياتكم مع الصحّة والعافية والتوفيق في سائر أعمالكم، آمين».

 

روسيا

البطريرك كيريل: «نصلّي بحرارة من أجل السلام»

أكّد غبطة البطريرك الروسيّ في كلمة ألقاها، يوم الثلاثاء ١٧ أيّار ٢٠٢٢، أمام نوّاب البرلمان الروسيّ، أنّ الكنيسة تصلّي بحرارة من أجل رعيّتها، في كلّ من روسيا وأوكرانيا، من أجل استعادة السلام.

تحدّث غبطة البطريرك كيريل أمام المجلس الاتّحاديّ للجمعيّة الفيدراليّة، مجلس الشيوخ في البرلمان، وأشار إلى «الوحدة الروحيّة» بين شعبي روسيا وأوكرانيا وشدّد عليها وقال غبطته: «تتوزّع رعيّتنا في كلّ من روسيا وأوكرانيا، ونصلّي بحرارة من أجل استعادة السلام، ونضرع أن يُسقط الربّ مخطّطات قوى الشرّ الخارجيّة التي تغذّي الكراهية». وأكّد: «أودّ أن أذكّركم بأنّه منذ بدء الصراع، دأبت الكنيسة في أوكرانيا وروسيا
على رفع الصلوات من أجل السلام، ودعت الناس، بشكل متواصل، إلى التغلّب على الانقسامات. نظّمت الكنيسة، طوال ثماني سنوات من المواجهات المسلّحة، العديد من الفعاليات الخيريّة لدعم أولئك الذين وقعوا في المأزق، وفقدوا منازلهم وأجبروا على النزوح بعيدًا عن القتال. كما تعلمون، رعت الكنيسة مرارًا عمليّات تبادل أسرى الحرب».

«ما يحدث في أوكرانيا اليوم ليس بالأمر الجديد بالنسبة إلى روسيا»، قال غبطته، مشيرًا إلى أمثلة تاريخيّة عدّة لقوى خارجيّة حاولت تقسيم الشعوب الروسيّة التاريخيّة، مثل إنشاء الوحدويّة (الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة) في اتّحاد بريست العام ١٥٩٦. «لا يسعنا إلّا أن نقول إنّ الانشقاق في الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة هو حلقة أخرى من هذه السلسلة الشرسة من الانقسامات. أفعال بطريركيّة القسطنطينيّة، التي شرّعت الانشقاق، تستحقّ المقارنة التاريخيّة مع الوحدويّة. الهدف النهائيّ لهذا المشروع هو إعادة توجيه الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة بطريقة تجعلها غير قادرة على خدمة وحدة الشعبين الروسيّ والأوكرانيّ الشقيقين».

وتابع غبطته: «الهدف السياسيّ من إنشاء كلّ هذه الكنائس المستقلّة، كلّ هذه الارتباطات الانشقاقيّة هو إضعاف لتأثير الكنيسة الأرثوذكسيّة، الكنيسة الأرثوذكسيّة الموحّدة لروسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا، باستخدام مبتذلات إيديولوجيّة للتحريض على العداء وابتداع أساطير جديدة من شأنها أن تباعد أمّة عن أخرى». وشدّد غبطته: «من المعروف أنّ القوى الاستعماريّة، مسترشدة بمبدأ «فرّق تسد»، خلقت أيضًا نقاط توتّر عسكريّة وصراعات داخليّة في مناطق أخرى من العالم. واليوم، للأسف، تستخدم هذه القاعدة المخزية أيضًا لتصعيد العداء الروسيّ - الأوكرانيّ». «نعم، تحدث الخلافات بين الإخوة، ولكن أمكنهم إيصالها إلى مستوى قتال الإخوة عبر الدعاية المُوَجّهة للعدوان والأكاذيب. قلت سابقًا إنّ شعبي روسيا وأوكرانيا، اللذين خرجا من جرن المعموديّة الواحد في كييف، متّحدين بالأرثوذكسيّة ومرتبطين بمصير تاريخيّ مشترك، لا يمكن اعتبارهما المذنبين في هذا الوضع».

كذلك، دعا غبطته جميع أطراف النزاع في أوكرانيا إلى بذل قصارى جهدهم لتجنّب وقوع إصابات في صفوف المدنيّين:

«نعم رافقت الاشتباكات العسكريّة كلّ تاريخ البشريّة بعد السقوط. لكونها أحد المظاهر المحزنة للخطيئة، فمن المرجّح أن تصاحب الاشتباكات العسكريّة تاريخ البشريّة إلى أبعد من ذلك. ومع ذلك، حتّى في ظروف النزاعات المسلّحة، يمكن للإنسان أن يحافظ على كرامته وينبغي له أن يعتني بكرامة الآخرين.
استبعاد أساليب الحرب المحظورة، وحماية المدنيّين، واحترام القانون الإنسانيّ الدوليّ، واحترام
الأسرى والجرحى، هذا ما أدعو إليه، بصفتي بطريرك عموم الروسيا».

دمشق - سورية

ممثّليّة الكنيسة الروسيّة في دمشق تنقل دفعة جديدة من الكراسي المتحرّكة لمدرسة سوريّة

استلمت مدرسة «أمل» الواقعة في منطقة باب المصلّى في العاصمة السوريّة دفعة جديدة من المساعدة الإنسانيّة. يتعلّم في هذه المدرسة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة، ومنهم من أصيبوا بأمراض خطيرة منذ الولادة، وآخرون أصيبوا أثناء الأعمال الحربيّة في سورية.

تهتمّ ممثّليّة الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة في دمشق بحاجات هذه المدرسة منذ سنوات عدّة. في 11 نيسان 2022، نشر الموقع الإلكترونيّ للممثّليّة خبر نقل الدفعة الثانية من الكراسي المتحرّكة.

يتمّ تسليم المساعدات الإنسانيّة المختلفة الضروريّة، بما في ذلك الكراسي المتحرّكة للأطفال الذين يدرسون في هذه المدرسة، بشكل متكرّر بمبادرة ممثّليّة الكنيسة الروسيّة في دمشق. حدث أوّل عمل من هذه الأعمال الخيريّة في 13 كانون الثاني 2021.
بالإضافة إلى ذلك، ­نُقلت معدّات طبيّة بما في ذلك أجهزة قياس ضغط الدمّ ومنتجات النظافة، وكذلك ألعاب وحلويات للأطفال وغيرها لمدرسة «أمل» في أوقات مختلفة.

 

قبرص

المتروبوليت هيلاريون في قبرص

يقوم رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو المتروبوليت هيلاريون جزيرة قبرص، والتقى رئيس الأساقفة خريزوستومس الثاني، وذلك للمشاركة في اللقاءات التحضيريّة لانعقاد مجلس الكنائس العالميّ.

هذا، وقد دعا رئيس الأساقفة المتروبوليت هيلاريون إلى الغداء، حيث تبادلا الآراء حول آفاق العلاقات في عائلة الكنائس الأرثوذكسيّة، وكذلك الاتّصالات الثنائيّة بين الكنيستين الأرثوذكسيّتين الروسيّة والقبرصيّة، والتي أصبحت أكثر تعقيدًا بعد انقطاع الشركة الإفخارستيّة مع رئيس الأساقفة خريزوستومس وعدد من الأساقفة الذين اعترفوا بشرعيّة المجتمع المنشقّ في أوكرانيا في العام 2020 .

وأشار رئيس الأساقفة إلى جهود الوساطة السابقة التي بذلها لحلّ المسألة الكنسيّة الأوكرانيّة، بما في ذلك رحلاته إلى الكنائس الأرثوذكسية المحلّيّة لمناقشة هذه المشكلة. كما تطرّق المتحاوران إلى العديد من الموضوعات الأخرى ذات الاهتمام المشترك.

وخلال الزيارة تفقّد سيادته كنيسة القدّيس نيقولاوس الصانع العجائب، التي هي قيد البناء في ليماسول لمشاركة السكّان الناطقين بالروسيّة في الصلوات. ببركة المتروبوليت أثناسيوس مطران ليماسول استقبل راعي الكنيسة، الأب بولس بافاليسايف، المتروبوليت هيلاريون وأطلعه على سير أعمال البناء التي تقترب من الانتهاء مع التزيين الداخليّ، وتفحّص مبنى دار الكهنة، حيث تقع مدرسة الأحد وقاعتا المحاضرات والطعام. وفي الختام، تمنّى سيادته للأب بولس، وكذلك لجميع المحسنين ومؤسّسي الكنيسة، أن يساعدهم الربّ على إنجاز عملهم الخيريّ.

منذ العام 1995 تتمّ في ليماسول الخدم الإلهيّة للرعيّة الأرثوذكسيّة الناطقة بالروسيّة. وفي العام 1997، بمبادرة من المتروبوليت حريسانف مطران ليماسول، تمّ التبرع بقطعة أرض للكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة لبناء كنيسة على النمط الروسيّ. في التاسع من حزيران 2012، وضع غبطة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، خلال زيارته السلاميّة للكنيسة الأرثوذكسية القبرصيّة، حجر الأساس لهذه الكنيسة. وفي أيلول 2020، تمّ الانتهاء من بناء دار الإكليروس. في الخامس شباط 2021، تمّ تكريس الصلبان على قبب الكنيسة.

 

التشيلي

أبرشيّة التشيلي في عيدها الثالث بعد المئة

في التاسع عشر من أيّار 2022، التقى في العاصمة التشيليّة أسقف الأرجنتين وأميركا الجنوبيّة ليونيد التابع للكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، ومتروبوليت سانتياغو وسائر تشيلي التابع للكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة سيرجيوس (عبد) لمناسبة احتفال أبرشيّة تشيلي بالذكرى الثالثة بعد المئة لتأسيسها.

ناقش الطرفان عددًا من مسائل التفاعل بين أبرشيّتي الكنيستين الأرثوذكسيّتين، التي ارتبطت منذ قرون خلت برباط الشركة الأخويّة. وخلال المحادثة، ذكر المتروبوليت سيرجيوس زيارته إلى روسيا في العام 1961، والتي أثّرت أيّما تأثير فيه، وحفرت في ذاكرته ذكريات حلوة لا تنسى. كما أخبر المطران سرجيوس ضيفه الكريم عن خدمته لأكثر من نصف قرن في قارّة أميركا الجنوبيّة. كما أعرب عن أسفه العميق للقيود الصحّيّة التي لا تسمح بمزيد من الاتّصالات الشخصيّة المتكرّرة.

كما نشر موقع الأبرشيّة الأرجنتينيّة، زيارة المتروبوليت ليونيد، في اليوم ذاته، بدعوة من المطران سيرجيوس، كنيسة ميلاد السيّدة العذراء مريم التابعة لبطريركيّة أنطاكية في سانتياغو. استقبله قدس الأب فرانسيسكو سلفادور، الذي تحدّث عن تاريخ الكنيسة، وعرّف الضيف على أنشطة الرعيّة. كما أخبرعن زيارته إلى روسيا في أوائل التسعينيّات وكيف أثّرت معرفته بالأرثوذكسيّة الروسيّة تأثيرًا انعكس على اختيار مسار حياته المستقبليّة.

 

Loading...
 

الأعداد

© حقوق الطبع والنشر 2024 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search