2020

17. الأخبار – العدد السادس سنة 2020

دمشق- سوريا

بيان بشأن اللقاح ضدّ جائحة كورونا (كوفيد ١٩)

في ظلّ جائحة كورونا التي تغزو العالم وتزهق الأرواح، مخلّفة أضرارًا صحّيّة غير مميّزة بين جنس أو عرق أو دين، صدر  في الثامن من شباط ٢٠٢١، عن دار بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، بيان يوضح رأي الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة بشأن اللقاح الخاصّ بهذا الفيروس. وفي ما يلي نصّ البيان الكامل:

«أمام ما يتعرّض له العالم ويُصيب الإنسان اليوم بفعل جائحة كوفيد١٩، وأمام إنتاج اللقاحات المضادّة لهذه الجائحة، يهمّ الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة، وبعد التشاور بين غبطة البطريرك والسادة المطارنة، أن توضح لأبنائها ما يلي:

1-  سبق للكنيسة أن أكّدت في الرسالة الرعائيّة الصادرة في العام ٢٠١٩ على «قدسيّة الحياة ووجوب احترامها، مع انفتاحها على التقدّم العلميّ». وهي في السياق ذاته، وإيمانًا منها بالدور المحوريّ الذي قام به التقدّم العلميّ على مرِّ العصور، تشجّع العلم والعلماء وتبارك كلّ مبادرةٍ خيّرةٍ تسهم في تقدّم البشريّة وتخفّف من معاناة الإنسان. ولذلك فهي ترفع صلواتها من أجل كلّ العاملين على حفظِ الحياة الإنسانيّة وخدمتها من باحثين وعلماء وأطبّاء وممرِّضين وممرِّضات، وجميع الذين يوفّرون الرعاية والعناية والخدمة في المستشفيات. وهي تتضرّع من أجلهم، وقد أظهروا في ظلّ انتشار هذه الجائحة تفانيًا وتضحيةً وسهرًا مستمرًّا حتّى بذل الذات، لكي يؤازرهم الربّ الإله بنعمته ويكونوا معاونين أمناء لطبيب النفوس والأجساد، المسيح إلهنا. كما ترفع الكنيسة صلواتها من أجل شفاء جميع المرضى وعضد ذويهم، وتعزية قلوب الحزانى وراحة نفوس الذين رقدوا على رجاء القيامة والحياة الأبديّة.

2-  واليوم، وبعد أن توصّل العلماء إلى إيجاد مجموعة من اللقاحات المضادّة لجائحة كوفيد ١٩، تعتبر الكنيسة من بعد متابعتها نتائج البحوث الطبّيّة المختلفة واستشارة أصحاب الاختصاص، أنّ مسألة التلقيح لا تختصّ بحقل الدراسات اللاهوتيّة والروحيّة الإيمانيّة، وإنّما بالحقل العلميّ والطبّيّ والمراجع المعنيّة به، فيكون القرار بشأنها قرارًا شخصيًّا، يعود إلى كلّ شخصٍّ حقّ اتّخاذه بالتنسيق مع طبيبه.

3-  علاوةً على ذلك، وبما أنّ هذه الجائحة ما زالت تُشكّل خطرًا على الحياة الإنسانيّة لكون المعنيّين لم يجدوا لها العلاجَ الشافي بعد، رغم ما يشكّله اللقاح من وقايةٍ منها نرجوها فعّالة، فإنّ الكنيسة تلفت انتباه أبنائها إلى أهمّيّة استمرارهم بالالتزام بالإجراءات التي تدعوهم إليها الجهات المسؤولة والمختصّة، أكانَ قبل التلقيح أم بعده، وذلك لمزيدٍ من صون سلامة المجتمع والحياة الإنسانيّة، علمًا أنّ اللقاحات المعروضة قد أنجزت في فترةٍ قياسيّةٍ غير اعتياديةٍّ بهدف الحدّ من انتشار الوباء، وذلك بفضل التقدّم الطبّيّ والتكنولوجيّ وتضافر الجهود وتوفير الموارد اللازمة.

4-  تحذّر الكنيسة من أيّ استغلالٍ سياسيٍّ أو تجاريٍّ لموضوع اللقاحات، بخاصّة مِن حجبها عن الفئات المهمّشة وتوزيعها بشكلٍ يخالف أسُسَ المساواة والعدالة والتعاضد بين جميع الناس.

5- إنّ الكنيسة إذ تتفهّم وجود آراءٍ مختلفةٍ نابعةٍ من مخاوف وهواجس يتمّ تداولها على غير صعيد، خصوصًا في ظلّ تقاذفٍ إعلاميٍّ مستمرٍّ، وجوٍّ من الخوف والقلق والتهويل الذي أثارته طريقة طرح موضوع الصحّة العامّة والضغوطات الكثيرة التي مورست أو تمارَس، والرغبة في الحفاظ على عطيّة الحياة، من دون أن تغفل الخلفيّة الإيمانيّة والروحيّة التي انطلق البعض منها في طرح هذه المسألة، تؤكّد أنّ هؤلاء جميعًا يبقون، على اختلاف آرائهم ومواقفهم أبناءها، وتدعوهم إلى الحفاظ على رباط السلام والوحدة والمحبّة الذي يجمعنا في المسيح.

6- لا شكّ في أنّ جميع التدابير الوقائيّة والصحّيّة واللقاحات مفيدةٌ لسلامتنا الجسديّة، ولكن يجب ألّا نغفل أيضًا أهمّيّة سلامتنا الروحيّة، التي تقتضي منّا الانتباه إلى تلك «المسافة الآمنة» التي نضعها بيننا وبين اللَّه وأخينا الإنسان وبيئتنا الطبيعيّة، لكوننا نعيش في غربةٍ عن اللَّه، وفي صراعٍ مع أخينا، وفي تعدٍ على بيئتنا الحيويّة واستهلاكٍ نهمٍ لمواردها. وهذا يُعالَج بتغيير سلوكنا عبر توبتنا الصادقة بالعودة إلى اللَّه بالصلاة وحياة الشركة والخدمة، بالصوم عمّا يؤذينا ويؤذي أخانا وبيئتنا، مع ما يعني ذلك من عيشٍ لسرّ شكر اللَّه على عطاياه ومراحمه، وتغذية رجائنا بالكلمة الإلهيّة وسِيَر القدّيسين وتعاليمهم. فالشركة الدائمة مع اللَّه وجميع قدّيسيه تَنهض بالكنيسة المجاهدة إلى لقاء الكنيسة الظافرة، فتسكب الثانية على الأولى نِعَم اللَّه، فتتجلّى فيها روح الشجاعة والمروءة والتعاضد الصادق والمحبّ مع إخوتنا البشر.

7- في النهاية، إنّ الفرح النابع من إيماننا بأنّ المسيح معنا حتّى انقضاء الدهر، يجعلنا رفاق دربٍ مع الذين سلـكوا طـريـق الجـهاد من آبائنا في كلّ زمانٍ ومكانٍ، ويقوّينا في مواجهة كـلّ شرٍّ وسوءٍ، ويجعلـنا مثلهم، نتغلّب بنعمة اللَّه وتضافر المساعي والجهود على التحدّيات التي تعترض مسيرتنا، لكي يتمجد اللَّه في أقوالنا وأعمالنا.

 

دمشق- سوريا

سيادة الأسقف لوقا (الخوري) في ذمّة اللَّه

انتقل إلى الأخدار السماويّة أسقف صيدنايا والمعاون البطريركيّ لوقا (الخوري) في الخامس من شباط 2021 بعد إصابته بالكورونا. أقيمت صلاة الجنّاز لراحة نفسه في الكاتدرائيّة المريميّة في السادس من شباط، وجنّاز الأربعين في الكاتدرائيّة يوم السبت 13 شباط.

من هو الأسقف الراحل؟ هو سامي الخوري، والده حبيب وأمّه مريم من بلدة عيحا في قضاء راشيّا الوادي، لبنان. ولد في قطنا بتاريخ 12/10/1945.

العام 1958رسم راهبًا مبتدئًا في دير سيّدة البلمند وبقي فيه حتّى العام 1961.

تمّوز 1971 رسمه شمّاسًا إنجيليًّا المطران قسطنطين بابا ستيفانو في كنيسة الصليب لصالح أبرشيّة بغداد والكويت.

1972 رسمه كاهنًا المطران قسطنطين بابا ستيفانو في كنيسة الصليب لصالح أبرشيّة بغداد والكويت.

بين 1976 و 1979 تابع دروسًا في الحقوق في كلّيّة الحقوق بدمشق.

1981 رقّي إلى رتبة أرشمندرريت على يد المطران قسطنطين بابا ستيفانو في كنيسة القدّيس لوقا، في أمبيلوكيبي أثينا، لصالح أبرشيّة بغداد والكويت.

بين 1979و1986 درس اللاهوت في جامعة أثينا وتخرّج حاملًا الإجازة.

15/10/1999 رسمه البطريرك إغناطيوس الرابع (هزيم) أسقفًا على صيدنايا ومعاونًا بطريركيًّا في الكاتدرائيّة المريميّة.

بين 1971 و1999 خدم رعايا كثيرة في بغداد والكويت وأثينا وأوروبّا وأبو ظبي والبطريركيّة.

في العام 1991 رافق البطريرك إغناطيوس الرابع إلى القسطنطينيّة لحضور المجمع المسكونيّ.

في العام 1992 رافق البطريرك إغناطيوس الرابع في زيارته الأولى إلى أنطاكية ولواء إسكندرون.

في العام 2000 رافق البطريرك إغناطيوس الرابع إلى روما احتفالًا ببدء الألفيّة الثالثة في أسيزي.

في العام 2002 رافق البطريرك إغناطيوس الرابع إلى القسطنطينيّة وزيارة بلدة ميرا.

في العام 2002 موفد إلى العراق لحضور الاستفتاء لاختيار رئيس الجمهوريّة.

في العام 2003 رافق البطريرك إغناطيوس الرابع إلى موسكو لتسلّم غبطته جائزة المؤسّسة الدوليّة لوحدة الشعوب الأرثوذكسيّة.

بين 2003 و2011 ممثّل البطريركيّة في اللجنة التنفيذيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط.

بين 2008 و2020 عضو لجنة إداريّة في مؤسّسة القدس الدوليّة كمندوب عن كنيسة أنطاكية.

بين 2010 و2020 عضو لجنة إداريّة ومؤسّس لتجمّع لقاء مسيحيّي الشرق كمندوب عن كنيسة أنطاكية.

في العام 2012 قام بزيارة رسميّة إلى موسكو مع مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسّون للتداول في الوضع السوريّ.

في العام 2013 شارك في تنصيب بطريرك الكلدان في العراق.

شارك في مؤتمرات عدّة حول حقوق الإنسان وجرائم الحصار في العراق، وحول الكنيسة في خدمة  السلام والإنسانيّة.

 

برمّانا- لبنان

رسالة رعويّة لراعي الأبرشيّة في الذكرى الـ 51 لأسقفيّة المتروبوليت جاوجيوس (خضر)

رجاء المقتدي بالراعي الحقيقيّ «نعطيكم أنفسنا قدوة حتّى تتمثّلوا بنا» 2تسالونيكي 3: 9

الأحبّاء بالربّ رؤساء الأديار والآباء الكهنة والشمامسة الجزيلي البرّ، أعضاء مجالس الرعايا واللجان والمؤسّسات وأبناء الأبرشيّة،

سلام بالربّ يسوع،

أحببتُ أن أطلّ عليكم بهذه الرسالة الرعويّة لمناسبة احتفالنا بالذكرى الحادية والخمسين لانتخاب صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس مطرانًا على هذه الأبرشيّة، في السابع من شهر شباط، وعلى نيله نعمة رئاسة الكهنوت في الخامس عشر منه.

نشكر اللَّه معًا على عطيّة حياته وشهادته ليسوع وخدمته للكلمة الإلهيّة، إذ أفنى نفسه حتّى تقادم في العمر وهو مثابر وأمين على المحبّة التي غذّته ويغذّينا بها على الدوام. صار خير مثال حيّ يجسّد معاني الصلاة التي يتلوها رئيس الكهنة في خدمة السيامة على رأس مَن نال للتوّ نعمة رئاسة الكهنوت، والتي تقول في قسمها الأخير:

«أنتَ أيّها السيّد، اجعلْ عبدك هذا (فلان) الذي غدا قيِّمًا على نعمة رئاسة الكهنوت أن يكون مقتديًّا بكَ أيّها الراعي الحقيقيّ، باذلًا ذاته عن خرافك، مرشدًا للعميان، نورًا للذين في الظلام، مؤدِّبًا للجهّال، معلِّمًا للأحداث، مصباحًا للعالم، حتّى إذا ما ثقّف النفوس المؤتمن عليها في الحياة الحاضرة، يقف أمام مذبحك بلا خزيٍ وينالَ الأجر العظيم الذي أعددتَه للذين يجاهدون ليكرزوا بإنجيلك».

فمَن أراد التدقيق في المعاني التي ترسمها هذه الصلاة أمام ناظر رئيس الكهنة، سيرى أنّ المحتفى به قد تبنّاها في سيرته ونهجه وخدمته، وما كانت طارئة عليه بل تلقائيّة فيه ونابعة من محبّته للربّ. هذا كلّه تحقّق ببذل كبير وتضحية وصبر واجتهاد فصارت معاني الصلاة واقعًا ملموسًا في النفوس والرعيّة والكنيسة، بقدر تجاوبنا وانتباهنا واجتهادنا في تلقّي زرعه للكلمة بامتنان.

لقد سعى راعينا أن يقتدي بالراعي الحقيقيّ فصار مثالًا لنا في معارج الرعاية والخدمة إلى درجة يصحّ فيه أن نتبنّى بشأنه قول بولس الرسول: «نعطيكم أنفسنا قدوة حتّى تتمثّلوا بنا» (2تسالونيكي 3: 9). هذا نسوقه إيمانًا منّا بفضله، وثقةً وضعناها في النعمة والحكمة والمحبّة التي سكبها علينا، وشهادةً على خدمة تتبارك بها الكنيسة، وامتنانًا على عطاء غمرنا إلى أجيال، سواء تلك التي مرّت أو الآتية.

هنيئًا لكنيستنا به وهو الهنيء في شيخوخة صالحة تشهد لصلابة إيمانه باللَّه ومحبّته ليسوع. هذا جسّده أمامنا البارحة، قبل قطع قالب الحلوى، بقوله: «الربّ هو حياتنا». أَلعلّه بذلك يدعونا إلى أن نمتدّ إلى مَن يمتدّ هو إليه؟ ربّ قائل إنّه بذلك يشدّد رجاءنا بالاستناد إلى خبرة عقود جاهد فيها من أجل أن يكون لنا الرجاء الصالح ويبقى ويدوم. إنّه رجاء مَن اقتدى بالراعي الحقيقيّ! هلمَّ بنا إذًا نتبع الراعي باستقامة ومروءة وطهر، ونحمل هذا الرجاء بدورنا إلى مَن شردوا عنه إلى غير جهة.

ألا بارك الربّ مَن تباركنا بيده الموضوعة على المحراث، وببذار الكلمة الخارجة من فمه كـمَن له سلطان والمنثورة في حقل الرجاء الذي لا يخيب. ألا نفعنا الربّ بمثاله وصلاته.

الداعي لكم،

+ سلوان

متروبوليت جبيل والبترون

وما يليهما جبل لبنان

 

برمّانا- لبنان

رسالة رعويّة حول ترتيبات خاصّة بدير رقاد والدة الإله - حمطورة

الأحبّاء بالربّ أبناء هذه الأبرشيّة الرسوليّة،

سلام بالربّ يسوع،

أشكر اللَّه على نعمته التي ترافقنا في الخدمة وتلهم كلّ خير وصلاح وفرج، وهذا بفضل صلوات المؤمنين والآباء. وأطلّ عليكم برسالتي هذه لألقي الضوء على ناحية منها والتي تتعلّق بأديرتنا في هذه الأبرشيّة وحياتنا الرهبانيّة في الكنيسة، وقد كان لي فرح استفقادها ومشاركتها الكلمة الإلهيّة والكأس المقدّسة بالإضافة إلى شجونها المختلفة.

بالفعل تتميّز أبرشيّتنا بوجود رهبنات في ثمانية أديار. وهذه الأديار تتميّز الواحدة عن الأخرى بشهادةٍ بعضها قديم العهد وبعضها الآخر حديث العهد. في رسالتي هذه أحببتُ أن أتوقّف عند أحدها وهو دير رقاد والدة الإله – حمطورة بحكم متابعتي له منذ استلامي رعاية هذه الأبرشيّة. الكلّ يعي أنّ متابعتي لهذا الدير إنّما أتت في ظروف استثنائيّة للغاية لاعتبارات معروفة من الجميع، وليس المجال هنا للوقوف عندها في هذه الرسالة. جلّ الهمّ هو متابعة الواقع ومرافقته في ظروفه وأحواله وحاجاته ومستجدّاته، سواء تلك المتعلّقة بالرهبان أو بالمؤمنين أو بالمقام الذي تحتلّه سيّدة حمطورة وقدّيسو الدير في قلب الكنيسة.

في هذا السياق، من المعلوم أنّ المجلس التأديبي الإكليريكيّ الاستئنافيّ لبطريركيّتنا قد علّق رئاسة قدس الأرشمندريت بندلايمون فرح للدير لمدّة خمس سنوات بموجب الحكم الذي صدر عنه في العام 2017. هذا يعني أنّ الدير بقي من دون وجه رسميّ يحمل المسؤوليّة تجاهنا أو تجاه الكنيسة أو تجاه المؤمنين بعامّة، بداعي شغور منصب رئيس الدير لفترة مؤقّتة.

بنتيجة مرافقتنا لحاجات الرهبان في الدير والحاجات العامّة المتعلّقة به، كان لا بدّ من ملء الشغور الحاصل بتعيين «قائمقام» يتحمّل المسؤوليّة تجاهنا ويمكننا أن نتابع معه كلّ ما يتعلّق بالدير ورهبانه. ومنصب «قائمقام رئيس الدير» يأتي بتعيين من راعي الأبرشيّة، ويحمل في طيّاته حدود المسؤوليّة الملقاة على عاتق صاحبه على أن يكون راعي الأبرشيّة هو المشرف الروحيّ على الدير خلال فترة تولّيه هذا المنصب. هذا المنصب يختلف عن منصب رئيس الدير من حيث المسؤوليّة الروحيّة والرهبانيّة، فرئيس الدير يأتي عبر انتخاب الأخويّة الرهبانيّة له بناء على نظام داخليّ للدير يكون راعي الأبرشيّة قد وافق عليه.

على هذا الأساس، قمنا يوم الاثنين الواقع فيه 15 شباط الفائت بتعيين قدس الأب المتوحّد يعقوب (حنّا) «قائمقام رئيس» دير رقاد والدة الإله – حمطورة، وهو، كما هو معلوم، من أحد رهبان الدير، وقد نال نعمة الشموسيّة في 7 آب 2020 بوضع يد صاحب السيادة المتروبوليت أفرام، راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما، ونال الإسكيم الرهباني في اليوم ذاته باسم يعقوب على يد راعي هذه الأبرشيّة، ونال منه في اليوم التالي، بوضع يده، نعمة الكهنوت. وكان قدس الأرشمندريت بندلايمون (فرح) قد بارك ترشيح الراهب يوحنّا لنعمة الكهنوت ولمنصب مدبّر للدير، وهو الأمر الذي حصل أيضًا على موافقة الإخوة الرهبان في دير حمطورة.

لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الدير يستقبل الذين يؤمّونه للصلاة، وأنّه من الناحية الليتورجية-الطقسيّة يبقى الترتيب المعمول به في الدير حتّى الآن ساريًا من جهة ذكر الأرشمندريت بندلايمون فرح في الطلبات، بحيث تكون على الشكل التالي: «من أجل الأب المتوحّد بندلايمون وأخويّته» وإغفال ذكر «رئيس هذا الدير المقدّس» من الطلبة، حيثما وردت في الخدم الإلهيّة، تماشيًّا مع القرار السابق ذكره والذي علّق رئاسته للدير لمدّة خمس سنوات.

بالطبع قمنا بإعلام مَن يعنيهم الأمر من قريب أو من بعيد، بشكل رسميّ، بالقرار منذ يوم صدوره، ونعني بذلك الإخوة الرهبان في دير حمطورة، قدس الأرشمندريت بندلايمون فرح، صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر، أصحاب السيادة المطارنة أعضاء المجمع المقدّس، رئيس المجلس التأديبيّ الإكليريكيّ الاستئنافيّ، وإكليروس أبرشيّتنا. وها الآن نضع مؤمني الأبرشيّة في صورة هذه الخطوة راجين من الجميع أن يرافقوها بصلاتهم. بالطبع يمكن للرعايا أو الفرق أن يزوروا الدير ولكن بعد أن ينسّقوا معه موعد زيارتهم، ولكن خارج فترات الإقفال الكامل أو المخفّف، أو فترات الحجر الصحيّ، الراهنة أو المستقبليّة.

ألا باركت شفيعة الدير وحاميته هذه الخطوة وأعانت كنيستنا وبلدنا في الشدّة والضيق الراهنَين.

في الختام، أشكر للجميع محبّتهم وتعاونهم وصبرهم وصلاتهم، راجيًا أن يعوّضهم الربّ كلّ نعمة وبرّ وصلاح.

الداعي لكم،

+سلوان

متروبوليت جبيل والبترون

وما يليهما

(جبل لبنان)

بيروت - لبنان

الأخ فؤاد جوجو في ذمّة اللَّه

خسر مركز بيروت، في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، أحد أركانه البارزين الأخ فؤاد جوجو، بعد معاناة مع المرض. من هو الأخ الراحل؟

منذ مطلع شبابه انضمّ إلى حركة الشبيبة في بيروت، واهتمّ بفرق الطفولة قائدًا ومنظّمًا لحفلاتهم، وبخاصّة حفلة عيد الميلاد التي كانت تضمّ أكثر من مئة طفل من كلّ الأبرشيّات. كما انخرط في العمل الاجتماعيّ بكلّ جوانبه إن كان في المستوصف أو في برنامج التبنّي المدرسيّ. انتخب رئيسًا لمركز بيروت، وعُرف بدماثة أخلاقه ووداعته، وبمساعدته الآخرين، وكانت الحركة كلّ حياته.

تخرّج من المعهد العالي للدراسات السينمائيّة في باريس، وأسّس شركة إعلانات بين بيروت وأثينا. من أعماله إخراج فيلم «المخطوف» العام 1983. ترأس نقابة الفنّيّين السينمائيّين وحافظ على وجود هذه النقابة ومتانتها وصلابتها طوال سنوات الحرب وفي أحلك الظروف.

في المجال الأكاديميّ شغل منصب أستاذ في الأكاديميّة اللبنانيّة للفنون الجميلة.

 

كينيا

البطريرك ثيوذورس الثاني في كينيا

­وصل غبطة بطريرك وبابا الإسكندريّة وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس إلى كينيا في زيارة تفقدّية. المحطّة الأولى كانت في مدينة كيسومو الواقعة على ضفّة بحيرة فكتوريا، وهي عاصمة مقاطعة نيانزا.

على المطار استقبل غبطته مطران كيسومو وغرب كينيا المتروبوليت ماركوس، وممثّل عن محافظ المدينة، والأرشمندريت أبوستولوس وراهبات دير والدة الإله في تريشيروزا وكهنة ومؤمنون.

توجّه غبطته فورًا إلى مقرّ الرعيّة حيث رفع صلاة الشكر، وتلتها كلمات ترحيب. الكلمة الأولى كانت للمطران ماركوس الذي شكر لغبطته هذه الزيارة الرعائيّة، رغم انتشار جائحة كورونا. والجدير بالذكر أنّ هذه هي الزيارة الرابعة التي يقوم بها غبطته لكينيا. فالأولى كانت العام ١٩٩٤ عندما كان أسقفًا مساعدًا للبطريرك بارثينيوس.

ثمّ التقى غبطته الإكليروس الكينيّ وعددهم ثمانون كاهنًا، وناقش معهم مواضيع تتعلّق بالعمل البشاريّ الذي يقومون به، وأكّد لهم أنّهم فعلًا أبناء كنيسة الإسكندريّة، وينبغي لهم أن يشعروا بالفخر لكونهم ينتمون إلى بطريركيّة الإسكندريّة وسائر إفريقيا. بعد ذلك وزّع لهم ولزوجاتهم الهدايا.

بعد ذلك انتقل غبطته إلى دير والدة الإله في تريشيروزا، حيث استقبله بالترحاب مؤسّس الدير الأب إبيستولوس والرئيسة الأمّ أنثوسا والراهبات. في الكنيسة ترأّس غبطته صلاة غروب عيد القدّيسة كاترينا. ثمّ تفقّد أعمال البناء في الدير، وزار المدرسة التابعة له وكان له حديث إرشاديّ مع الطلّاب.

رافقه في هذه الزيارة راعي نايروبي المتروبوليت مكاريوس، والمتروبوليت جاورجيوس راعي غينيا، والمتروبليت نيوفيتوس راعي أبرشيّة نييري، والمتروبوليت سلفستروس راعي أبرشيّة غولو وأوغندا.

 

روسيا

اكتشاف جداريّات في دير فيسوكو بتروفسكي

خلال أعمال الترميم التي تخضع لها كاتدرائيّة بوغوليوبسكي، في دير فيسوكو بتروفسكي، في موسكو، اكتشفت جداريّات ترقى إلى القرن الثامن عشر، تحت طبقات من الدهان.

هذه الجداريّات، التي اعتبرت مفقودة، وجدها العمّال عندما كانوا ينزعون القرميد والجفصين والجدران العازلة للمياه في الهيكل.

من بين هذه الجداريّات لوحة تمثّل «غسل الأرجل» و«قيامة يسوع»، و«الثالوث القدّوس» مع الطغمات الملائكيّة حوله. وعلى الجهة اليمنى من المذبح بقي ظاهرًا الجزء الأعلى من مشهد الصلب، وفي الأعلى أيقونات قدّيسي موسكو، بطرس وألكسي ويونان وفيليبّس.

بحسب الخبراء الفنّان الذي كتب هذه الجداريّات هو ربّما إيفان سوشكين، لكونها تشبه أسلوبه المعروف في الرسم. وفي الكنيسة جداريّات تعود إلى أواخر القرن السابع عشر، في زمن بناء الكنيسة.

أعيدت كنيسة بوغوليوبسكي إلى الدير وكانت في حال يرثى لها. وبعد ترميمها وتكريسها سيبدأ ترميم كنيسة القدّيس سرجيوس القائمة في الدير ذاته.

وعلى أثر هذا الاكتشاف، انعقدت لجنة من الخبراء في دائرة موسكو للحفاظ على التراث، وتقرّر القيام بدراسة هذه الجداريّات وطريقة صيانتها وحفظها.

 

مصر

مخطوطات دير القدّيسة كاترينا في سيناء

يقوم فريق من الخبراء اليونانيّين بتصوير آلاف المخطوطات الثمينة والنادرة الموجودة في دير القدّيسة كاترينا في شبه جزيرة سيناء. ويشمل هذه الكنز بضع نسخ من الكتاب المقدّس التي ترقى إلى زمن المسيحيّة الأوّل.

المعروف أنّ دير القدّيسة كاترينا يضمّ في مكتبته نحو 4500 مخطوط. بدأ المشروع بتصوير 1100 مخطوط عربيّ وسريانيّ. ويتطلّب العمل نحو عشر سنوات لإنجازه، ويقوم به فريق متخصّص من اليونان ومن جامعة كاليفورنيا بالتعاون مع الدير.

يقع دير القدّيسة كاترينا على سفح جبل سيناء حيث رأى موسى النبيّ العلّيقة غير المحترقة، وحيث تلقّى الوصايا العشر. والدير مدرج على لائحة الأونيسكو للتراث العالميّ منذ العام 2002.

شيّد الدير العام 527 بأمر من الأمبراطور البيزنطيّ يوستينيانوس الأوّل، وهو أقدم دير في العالم وما يزال يقوم بخدمته الأصليّة. وكنيسة الدير مكرّسة على اسم القدّيسة كاترينا، وقد بناها المهندس المعماريّ البيزنطيّ إستفانوس في الوقت ذاته الذي شيّد فيه السور الدفاعيّ، الذي يرتفع 11 مترًا وعرضه 2،5 مترًا.

من أهمّ المخطوطات الموجودة Codex Siniaticus وهو مخطوط يونانيّ للكتاب المقدّس يشتمل على أقدم نسخة كاملة للعهد الجديد يعود تاريخه إلى القرن الرابع بين 325 و360. وCodex Syriacus وهو نسخة سريانيّة قديمة للأناجيل، نُسخ في أواخر القرن الرابع أو مطلع القرن الخامس.

 

صربيا

انتخاب بطريرك جديد

عند الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الأربعاء، الواقع فيه 18 شباط 2021، قرعت أجراس كاتدرائيّة القدّيس سابا، في حيّ فراتسار، في بلغراد العاصمة الصربيّة، معلنة انتخاب البطريرك السادس والأربعين على سدّة الكنيسة الأرثوذكسيّة الصربيّة.

وفي التفاصيل، انعقد مجمع الكنيسة الأرثوذكسيّة الصربيّة، بكامل أعضائه وبرئاسة المتروبوليت خريسوستوموس، راعي أبرشيّة دابرو بوسنيا، في قاعة كاتدرائيّة القدّيس سابا. وعند الساعة التاسعة صباحًا أقيمت الصلاة وانتقل السادة المطارنة إلى الاجتماع وانتخبوا المتروبوليت بورفيريوس، راعي أبرشيّة زغرب ولوبليجانا، بطريركًا خلفًا للمثلّث الرحمة البطريرك إيريناوس. وبعد جلسة الانتخاب تليت صلاة الشكر وصدر بيان رسميّ عن المجمع.

من هو البطريرك الجديد؟ ولد في 22 تمّوز 1961 وتخرّج من معهد اللاهوت الأرثوذكسيّ في بلغراد العام 1986.

رُسم راهبًا في دير ديتشاني في 21 نيسان 1985.

في 14 أيّار 1999 انتخب مطرانًا على إيغر.

في العام 2004 حاز درجة الدكتوراة في اللاهوت من جامعة أثينا.

في العام 2005 أسّس جمعيّة تعنى بتأهيل المدمنين على المخدّرات.

بين 2010 و2011 خدم كاهنًا للقوّات المسلحّة الصربيّة.

في 13 تمّوز 2014 رُسم مطرانًا على زغرب في كاتدرائيّة تجلّي الربّ في زغرب.

 

ألمانيا

مركز البطريرك إغناطيوس الرابع    

وأخيرًا تحقّق الحلم وأصبح واقعًا، بعد انتظار طويل ومحاولات عدّة أصبح لأبرشيّة ألمانيا وأوروبّا الوسطى دير ومركز مؤتمرات، بفضل جهود سيادة المتروبوليت إسحاق (بركات) وأبناء الأبرشيّة. ففي الثاني من شباط 2021 وقّع سيادته الأوراق الرسميّة الخاصّة ليغدو الدير ملكًا للمطرانيّة.

إنّه دير كاثوليكيّ قديم، تحوّل إلى ملجأ للمشرّدين ثمّ اشترته المطرانيّة. يقع جنوب مدينة بون في قرية بلانكنهايم في منطقة أيفل، ويتألّف من مبنيين يربط بينهما نفق، ويضمّ تسعًا وثلاثين غرفة وكنيسة صغيرة تتّسع لأربعين شخصًا، إضافة إلى مطبخ كبير وغرفة طعام. طبعًا الدير بحاجة إلى تأهيل وترميم يعيد إليه رونقه، وسيكون ديرًا لأخويّة رهبانيّة نسائيّة، ومركزًا لاستقبال العائلات والأطفال واللقاءات والنشاطات والخلوات الروحيّة ومكتبة.

أمّا سبب تسمية هذا المركز على اسم المثلّث الرحمة البطريرك إغناطيوس الرابع (هزيم)، فلأنّه شخصيّة أرثوذكسيّة عالميّة. وتقديرًا لعطائه ولما قدّمه للكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة، أحبّ سيادة المتروبوليت إسحق تكريمه عبر هذا المشروع، ليكون مثالًا يحتذى ومكانًا للراغبين في دراسة الإرث الذي تركه وترجمته إلى الألمانيّة في المستقبل. بوركت جهود المتروبوليت إسحق فهذا ليس غريبًا عنه فهو المعروف بحبّه للكنيسة وبنشاطه الرعائيّ والمؤسّساتيّ.n

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search