2020

7. خاطرة - عظة الصوم - جون باركر - تعريب فريال باز – العدد الثاني سنة 2020

عظة الصوم

تعريب فريال باز

 

من كان حَسَنَ العبادة ومحبًّا للَّه فَليَلِجْ بفرحٍ هذا الصومَ البهج.

من كان عبدًا حكيمًا، فليدخلْ مدرسةَ التوبةِ مسرورًا

نحن الذين تمرّغنا في الخطيئة طويلًا،

فلنشرَعِ الآن بالعودة.

من ضلَّ من الساعة الأولى

فليتُبِ اليوم بحرارة.

من خطئَ من الساعة الثالثة

فليتّبعِ الصومَ شاكرًا.

من ولّى هاربًا من اللَّه من الساعة السادسة،

فلا يشكَّ مرتابًا بل ليسارعْ بالعودة،

فإنّه لن يُطرَد أبدًا.

من انغمس في أعمال الجسد منذ الساعة التاسعة، فليدنُ بخوف اللَّه وحده، واثقًا برحمته.

من ابتعدَ فقط في الساعة الحاديةَ عشرةَ، فلا يتردّدنَّ في المسارعة إلى التوبة،

لأن ّ السيّدَ كريمٌ جوَّاد فهو يقبلُ الأخيرَ كما يقبلُ الأوّلَ،

يردّ الذي تاب في الساعة الأولى،

كما يردّ الذي يتوب في الساعة الحاديةَ عشرةَ.

يُبدي رحمةً للأخيرِ،

كما يحرِصُ على الأوّل؛

يهبُ الواحدَ،

وعلى الآخَر يُغدِقُ المواهبَ.

يقبلُ الاعترافَ، ويُكَرِّم النيّةَ،

ويمدحُ القلبَ المنكسر، ويُسَرُّ بالتوبة.

فادخلوا كلّكم إذًا إلى قداسةِ ربِّكم؛

قدّموا توبتكم،

أيّها الأوّلون ويا أيّها الآخرون.

أيّها الأغنياء ويا أيّها الفقراءُ، توبوا معًا

فإنّنا اليومَ نقفُ خارجَ أبوابِ الفردوسِ الموصَدَة.

أيّها الممسِكون ويا أيّها المتوانون، خرّوا ساجدين أمام ملكِكم!

ارجعوا اليومَ إلى الربِّ، أنتم يا مَن خطئتم بمعرفة، ويا من خطئتم بغير معرفة.

مخازنُكم ممتلئة، فأفرغوها للجياع.

بطونُنا تستعبدُنا، فلا أحدَ يدَعْها تتسلّطُ عليه.

ادخلوا كلُّكم الصومَ الكبير؛

محرومين، بالخطيئة، من الثروةِ السماويّة،

اقتربوا كلُّكم إلى غنى صلاح اللَّه!

لا يتحسرْ أحدٌ شاكيًا خطيئته،

لأنّ العريسَ سيأتي في نصفِ الليل.

اندبوا كلّكم آثامكم،

واقتربوا من صليبِ ربِّنا المعطي الحياة.

لا يضعْ أحدٌ ثقتَه بالجسد،

فإنّ الشرّير به خدعنا كلَّنا،

واستعبدَنا للخطيئة.

بابتعادنا عن اللَّه، غدونا أسرى.

دعَونا الخير شرًّا والشرَّ خيرًا، وجعلْنا المرَّ حلوًا والحلوَ مرًّا.

وهذا عينُه قد سبق أشعياء فعاينه فنادى قائلًا:

ويلٌ للجاعلين الظلامَ نورًا، والنورَ ظلامًا!

تمرمرنا، فقد نُفينا من عدن.

تمرمرنا، لكنّنا نحن هزئنا باللَّه.

تمرمرنا، فإنّنا الآن لا بدّ هالكون.

تمرمرنا، فقد أذعنّا لأمرِ الحيّة.

تمرمرنا، فإنّنا مكبّلون بالقيود.

تناولنا ثمَرةً، فألفَينا مُخادعًا.

أُوكِلْنا بالفردوسِ، لكنّنا اخترْنا الجحيم.

انفتحت أعينُنا فعاينّا عريَ الخطيئة.

فارضَ، يا ربُّ، بأن تنقذنا!

يا ربُّ، أسرعْ إلى إغاثتنا!

هوذا الآن وقت مقبول، فلنتُبْ!

هوذا اليوم يومُ خلاص، فلنصلب الأهواء!

النهاية قريبةٌ والهلاك يهدّدنا!

النهايةُ تقتربُ، لنعد، ثانيةً، إلى صوابِنا!

ملكوتُ السماوات قريب، أيّةُ باكورةٍ سنقدّم؟

دعونا لا نبطئْ، لئلاّ نبقى أمواتًا في القبر، مَبيعينَ تحت الخطيئة!

فاللَّه لا يريد موتَ الخاطئِ، بل أن يرجعَ من شرِّه ويحيا!

فلنختَرْ، إذًا، الحياةَ، لأنّ رحمةَ اللَّه تدومُ إلى الأبد!

فله المجدُ والعزّةُ والسلطانُ إلى دهر الداهرين. آمين.n

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search