بعبدا - لبنان
سيادة المطران جورج المطران العلاّمة
في بادرة تكريم خاصّة، قلّد فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما جبل لبنان للروم الأرثوذكس سيادة المطران جورج (خضر)، وسام الأرز الوطنيّ من رتبة ضابط أكبر، تقديرًا لقامته المهيبة، عطاءً وحضورًا وفعلاً في لبنان والكنيسة المشرقيّة والعالم، رمزًا وطنيًّا جامعًا، في اللاهوت والفكر الإنسانيّ والانتماء اللبنانيّ الحضاريّ.
وجرى حفل تقليد الوسام، قبل ظهر يوم الثلاثاء الواقع فيه 31 كانون الثاني 2017 في القصر الجمهوريّ في بعبدا، وحضره غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنّا العاشر، والوزراء يعقوب الصرّاف، بيار رفّول ونيقولا تويني، والنائب غسّان مخيبر، إلى جانب كبار الموظّفين في القصر ومستشاري الرئيس عون، ومدعوّي المطران المحتفى به من أفراد عائلته وأصدقائه.
كلمة المطران خضر
وبعد تقليد الوسام، ألقى المحتفى به سيادة المطران جورج كلمة جاء فيها: »شكرًا فخامة الرئيس. هذا تقدير يأتي من كرمكم. لا يستحقّ أحد أن يكون في مقام لبنان، غير أنّنا نتواضع لنتقبّل الإكرام. هذا بلد عظيم يا سيّدي، ليس بحاجة إلى أن يعظّمه أحد. هو كبير منذ بدء التاريخ. عندما قال سليمان الحكيم: »تعالي معي يا عروس من لبنان!«، كان هو خارج هذا البلد، لكنّه أُخِذ به بسبب ما فيه من بهاء وجمال، أي من وعود بالكِبَر. نحن مدعوّون بسببٍ من لبنان أن نكون كبارًا. فالحمد للَّه الذي أعطى. وله المجد فينا إذا كنّا مطيعين للبنان. وهذا يتطلّب إخلاصًا كبيرًا.
أنت تستحقّ لبنان فقط إذا أخلصت للَّه وللبلد إخلاصًا واحدًا. شكرًا فخامة الرئيس وقد اخترتم من اخترتم، وهذا لا فقط بسبب من الكرامة التي فيكم والتي اتّخذتموها من لبنان. أرجو أن أكون مستحقًّا ولكنّي ساحاول أن أبقى متواضعًا في حضرة اللَّه، وفي حضرة الأخوة. وليكن لبنان عظيمًا«.
كلمة فخامة الرئيس
ميشال عون
بعدها، ألقى فخامة الرئيس ميشال عون في المحتفى به، الكلمة الآتية: »في حضرة هذه القامة المشرقيّة الأمميّة العملاقة، وما تختزنه من تراث يشكّل كنزًا ثمينًا وسخيًّا، ليس للطائفة الأرثوذكسيّة فحسب إنّما للبنان والعالم، لا بدّ من التساؤل عمّن هو أحرى بالتكريم والعرفان.
أهو المطران جورج خضر، أم اللاهوتيّ الكبير، أم المفكّر الفيلسوف، أم المصلح الاجتماعيّ، أم حامل شعلة الضوء والرؤية في زمن الظلمة والانغلاق؟ لأكثر من نصف قرن من الزمن شكّلت عظاته ومقالاته وكتاباته في الدين والفلسفة والاجتماع رابطًا عموديًّا، ما بين الإنسان والخالق، ومدًّا أفقيًّا عميقًا ما بين الإنسان والإنسان، وكأنّه جاء رسولاً في مهمّة تعريف البشر باللَّه وبأنفسهم. كلّ كلام بهذا المطران العظيم يبقى قليلاً، وسيبقى ما جاد به كأرغفة السيّد المسيح، التي تشبع الجياع إلى المعرفة والخير والحبّ والجمال في لبنان والمنطقة، في زمن لا ينقذ العالم فيه سوى العودة إلى ما راكمه هذا الفكر من غذاء روحيّ لا ينضب. أطال اللَّه في عمرك سيّدنا المطران العلاّمة، وألهمنا السير على خطاك«.
البلمند
بيان توضيحيّ
في ما يلي ننشر البيان الصادر عن المركز الأنطاكيّ الأرثوذكسيّ للإعلام التابع لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، البلمند، في ٢٤ كانون الثاني ٢٠١٧:
»تتناقل بعض وسائل الإعلام المحلّيّة، في بعض الأحيان، تصريحاتٍ أو مقابلاتٍ أو سردًا يُنسب إلى البطريرك يوحنّا العاشر في ما يخصّ قضايا الساعة. يذكّر المركز الأنطاكيّ الأرثوذكسيّ للإعلام، بأنّ ما ينسب إلى البطريرك من مواقف رسميّة وتصريحات إعلاميّة تعبّر عنه حصرًا البيانات الصادرة على الصفحة الرسميّة الخاصّة بالبطريركيّة، على الشبكة الإلكترونيّة ومواقع التواصل الاجتماعيّ، والبيانات التي تصدر رسميًّا عن المركز الأنطاكيّ الأرثوذكسيّ للإعلام التابع لبطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس«.
الأردنّ
اكتشاف جديد
لفائف جديدة اكتشفت قرب كهف الجماجم في المنطقة الجبليّة القريبة من البحر الميت. علماء الآثار الذين قاموا بهذا الاكتشاف يقولون إنّ لغة هذه المخطوطات غريبة عنهم. وهي ليست آراميّة كمخطوطات قمران وهم يقابلون هذه اللفائف بنصوص أخرى وجدت في الصحراء. والشيء الأكيد أنّ أصل هذه المخطوطات مجهول تمامًا وقد اكتشفت بالمصادفة. ينتظر المؤرّخون والعلماء نتيجة دراسة هذه اللفائف وذلك للحصول على مزيد من المعلومات حول المنطقة وساكنيها في غابر الأزمان.
والمعروف أنّ مخطوطات قمران التي يبلغ عددها ٨٧٠ وجدت بين ١٩٤٧ و١٩٦٥ وكانت غنيّة بالمعلومات.
شرين - لبنان
الأسقف أثناسيوس (صليبا) في ذمّة اللَّه
انتقل إلى رحمة اللَّه تعالى سيادة الأسقف أثناسيوس (صليبا)، في منزله الكائن في قرية شرين المتنيّة بتاريخ 27 كانون الأوّل 2016. احتفل بالصلاة عن نفسه في كنيسة القدّيس نيقولاوس، شرين، وترأّس الجنّاز سيادة المطران إلياس (كفوري) راعي أبرشيّة صيدا وصور، وابن شقيقة الأسقف الراحل، بمعاونة سيادة الأسقف كوستا (كيّال) رئيس دير النبيّ إلياس البطريركيّ شويّا، والأرشمندريت رومانوس الحنّات رئيس دير سيّدة البلمند البطريركيّ ولفيف من الكهنة وحشد من المؤمنين. من هو الأسقف الراحل؟
هو أديب صليبا ابن بركات رزق صليبا وتاج عبد النور صليبا، ولد العام 1919 في مزرعة »أبو ميزان« المتن. درس لمدّة سنتين في مدرسة الدير في مزرعة أبو ميزان في بناء كان يسمّى »حارة الدير«، تعلّم على كاهن عيّنه الدير ليدرّس هناك. في سن الثانية عشرة من عمره، طلب منه أهله إيجاد عمل كسائر أترابه من أبناء المزرعة.
فتنقّل بين أعمال عدّة في قريته وفي الجوار.
- خلال صوم »ميلاد 1937« التحق بدير النبيّ إلياس شويّا البطريركيّ، في زمن رئيسه الأرشمندريت إغناطيوس (ملحم).
- مكث أديب في الدير بين 1937 و1938 ، يعمل مع الرهبان في أملاك الدير (جمع حطب للتدفئة خلال فصل الشتاء، صيانة جنائن الدير والعمل فيها، قطاف المواسم، صناعة الموادّ الغذائيّة من إنتاج الدير).
- أرسله رئيس الدير إغناطيوس (ملحم) السنة 1938 إلى دير البلمند مع إلياس (قربان) وإسبيريدون (خوري) (مطراني طرابلس وزحلة لاحقًا). عاد الثلاثة إلى دير النبيّ إلياس شويّا صيف 1939 حيث التقوا بالبطريرك ألكسندروس (طحّان) الذي كان يمضي فصل الصيف في ربوع الدير. وهناك تعلّم أوّل ترتيلة وكانت كاطافاسيّات الميلاد. وخلال وجوده في الدير كان يزرع الأراضي الصالحة حوله وفي منطقة الينابيع (حيث يوجد نبع ماء ملك للدير، وحوله أراض كان رهبان الدير يزرعونها ويحصلون إنتاجها لفصل الشتاء).
- قبل حلول عيد الميلاد السنة 1939، قدم البطريرك ألكسندروس (طحّان) إلى دير سيّدة البلمند، كانت خلالها قد اندلعت الحرب العالميّة الثانية في أوروبّا. كان مدير المدرسة الإكليريكيّة الأرشمندريت إلياس (معوّض) (البطريرك لاحقًا)، حيث قرّر البطريرك إقفال المدرسة بسبب الحرب، والمصاعب الماليّة التي ستواجهها المدرسة. لم يوافقه الأرشمندريت الرأي، لكنّ رأي البطريرك كان النافذ، فأرسل الرئيس أديب وإسبيريون وإيليّا صليبا الى دير النبيّ إلياس شويّا، حيث التحق بمدرسة عين القسيس في السنة ذاتها وبقي فيها بين 1939 و1941، كان أديب من ضمن 122 تلميذًا التحقوا بالمدرسة الآسيّة في دمشق. بعدها أرسله البطريرك الى دير القدّيس جاورجيوس الحميراء في وادي النصارى، سورية، وهناك التحق السنة 1941 - 1942 بالكلّيّة الأرثوذكسيّة التي كانت بإدارة المطران ألكسندروس (جحا) وإشرافه، حيث حصل على شهادة الابتدائيّة العالية (البريفه). وانتسب إلى (كلّيّة تجهيز حمص) حيث نال البكالوريا الأولى والثانية، وكان رفيقه ديمتري كوتيّا. تلقّى وعدًا بإرساله إلى باريس لدراسة اللاهوت في معهد القدّيس سرجيوس على حساب الأبرشيّة.
- في خريف ١٩٤٧، ذهب إلى باريس بحرًا من طرابلس عبر مرسيليا مع جورج خضر (مطران جبيل والبترون لاحقًا)، وتبعهما بعد مدّة إسبيريدون خوري (مطران زحلة لاحقًا)، وإغناطيوس هزيم (البطريرك لاحقًا).
- كان »لأديب« عمّ في الولايات المتّحدة الأميركيّة اسمه سعاده صليبا، فتراسلا وطلب منه عمّه أن يأتي إلى أميركا للزيارة فترك باريس وسافر إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة السنة ١٩٥١.
- في أميركا انتسب الى جامعة »بتسبرغ« السنة ١٩٥٧ حاملا شهادة الــــبكالوريوس في الأدب الإنكليزيّ ١٩٥٩ من الجامعة ذاتها. تابع الدراسة في جامعة »رود آيلاند« وحصل على بكالوريوس (BA و MAA) في اللغة الفرنسيّة. والسنة ١٩٧٢ حصل على شهادة الدكتوراه في التربية وإدارة المدارس.
- رسم شمّاسًًا إنجيليًّا السنة ١٩٤٦. وسيم كاهنًا وأرشمندريتًا السنة ١٩٥٧، وخدم في رعيّة »إنديانابوليس«، ثمّ في ديترويت، لمدّة سنتين وبعدها انتقل الى ويستر - ماساتشوستس لغاية السنة ١٩٥٩.
- رجع إلى بتسبرغ السنة ١٩٥٩، وإلى رود آيلاند سنة ١٩٦٠، وبقي فيها حتّى السنة ١٩٦٨.
- استدعاه البطريرك إغناطيوس الرابع (هزيم) إلى دمشق وانتخبه أسقفًا على يبرود. السنة ١٩٨٠سيم أسقفًا والتحق بالدار البطريركيّة مساعدًا للبطريرك، وأمضى نحو ثلاث سنوات في مهمّته.
- في 22 كانون الثاني ١٩٨٢، عيّن رئيسًا على دير سيّدة البلمند البطريركيّ، وبقي فيه لغاية السنة ١٩٩٢، حيث ترك رئاسة الدير وتقاعد في منزله الكائن في بلدة شرين، المتن الشماليّ.
- دير سيّدة البلمند، الطبعة الأولى 1991
-الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة ١٩٩٢
عندما كان في الولايات المتّحدة الأميركيّة، أسّّس زمن جلوس المتروبوليت فيليب (صليبا) على كرسي رئاسة الكهنوت، جمعيّة القدّيس إغناطيوس الخيريّة. وحين تولّى رئاسة دير سيّدة البلمند حرّر رئاسة الدير من كلّ الاتّفاقيّات المجحفة التي ارتبطت بها سابقًا وعمل على إعادة تشتيل الأراضي وغرسها، وحفر الآبار الإرتوازيّة في أملاك الدير، وجرّ المياه منها للاستعمال. وطرح فكرة إنشاء جامعة في الدير على غرار المدرسة، على غبطة البطريرك إغناطيوس، شارحًا له المقوّمات الأساسيّة لهذا المشروع. وبعد فترة وقبل أن يقيله البطريرك من رئاسة الدير، أرسل له قائلاً: إفرح يا سيّدنا، لقد قرّرنا إنشاء جامعة في البلمند، وستتحقّق فكرتك.
ليون - فرنسا
الأيقونات الأنطاكيّة
عقدت جمعيّة القدّيس سلوان اللقاء الثالث والعشرين في مدينة ليون، في مجمّع القدّيس يوسف.
أمّا موضوع اللقاء، فكان:
»الحياة المسيحيّة والوحي الخلاّق«
تضمّن البرنامج ثلاث محاضرات: الأولى قدّمها الأب نقولا من دير القدّيس يوحنّا المعمدان - إسكس إنكلترا. والثانية لرسّام الأيقونات البلجيكيّ الكاثوليكيّ. أمّا الثالثة، فقدّمت عرضًا مصوّرًا من إخراج د. باسيل خوري مرفقًا بشرح أيقونات قامت به السيّدة إيمّا غريّب خوري حول موضوع:
»الفنّ الأيقونوغرافيّ في البطريركيّة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة بين القرنين السابع عشر والقرن التاسع عشر«.
استعرضت السيّدة خوري أيقونات حلبيّة تعود إلى عائلة المصور، وأيقونات من المدرسة الأورشليميّة ليوحنّا القدسيّ، وأيقونات من كنيسة »القدّيس نقولا« طرابلس، مع ذكر الرسّام ميخائيل بوليخرونيس الكريتيّ »الكردلي«، ثمّ أيقونات من مجموعة رمّمت في باريس بمبادرة الأب أنطوان (لامنس) ومساهمة وزارة الثقافة الفرنسيّة.
بلغاريا
إنجيل كنيسة النبيّ إيليّا
تقـع كنيسة النبيّ إيليّا في قرية صغيـرة تـدعى فونيزها بالقرب من مدينة فيليكوتارنوفو شمال وسط بلغاريا.
في هذه الكنيسة وجد إنجيل عمره ٤٠٠ سنة طبع باللغة البلغاريّة السيريليّة في مدينة فيلنيوس. قيمة هذا الإنجيل لا تكمن فقط في عدد السنين، بل بالملاحظات والمعلومات المدوّنة عليه بخطّ اليد والتي تفصّل أحداثًا مهمّة من التاريخ البلغاريّ، بما أنّ الإنجيل طبع في العام ١٦٤٤. بلغاريا في تلك الفترة كانت تقبع تحت النير العثمانيّ، وفي صفحات الكتاب أخبار مدوّنة غير معروفة، بخاصّة في ما يتعلّق بالثورة ضدّ الأتراك.
الإنجيل ما زال بحالة جيّدة وقد استعملت فيه ألوان متعدّدة ورسوم جميلة. وجليّ أنّه كان يستعمل في الخدم الإلهيّة فالعديد من صفحاته يحمل آثار شمع عليه. انتقل هذا الإنجيل الثمين والمزخرف إلى متحف صوفيا الوطنيّ، وسيعرض ضمن مجموعة الكتب التراثيّة.
أوكرانيا
الحياة الرهبانيّة
خلال انعقاد المجمع الأرثوذكسيّ الأوكرانيّ المقدّس في ٢٩/١٢/٢٠١٦، قدّم المتروبوليت أنطوني، راعي أبرشيّة بوريسبيل وبرفاري، تقريرًا عن حياة الكنيسة خلال العام ٢٠١٦. وفيه أنّ ثلاثة أديرة جديدة نشأت في البلاد وهي على الشكل التالي:
دير القدّيس يوحنّا المعمدان، للرهبان في أبرشيّة خوست.
دير القدّيسة أولغا المعادلة للرسل، للراهبات في أبرشيّة كييف.
دير للراهبات على اسم بشارة والدة الإله في أبرشيّة ريفن.
ومع هذه الأديرة الثلاثة قدّم نحو مئتي مؤمن نذورهم الرهبانيّة خلال ٢٠١٦.
روسيا
جداريّة والدة الإله
تعود جداريّة والدة الإله على العرش في كاتدرائيّة القدّيسة صوفيا في نوفغورود إلى القرن الخامس عشر. وقد خضعت للترميم بعد أن جمعها الخبراء من بين الركام، وكانت مغطاة بالكلس في القرن السابع عشر.
اكتشف العلماء هذه الجداريّة خلال حفريّات كانوا يقومون بها في العام ١٩٥٦ ثمّ في العام ١٩٩٠.
وهذه الجداريّة التي رسمت في العام ١٤٦٦ تصوّر والدة الإله جالسة على العرش مع يسوع الطفل وعلى جانبيها رئيسا الملائكة ميخائيل وجبرائيل.
وتقول رئيسة المتحف حيث رمّمت الجداريّة إنّ هذه التحفة الثمينة ستعود على أحد أعمدة الكاتدرائيّة في هذا العام بالتنسيق مع وزارة الثقافة الروسيّة وببركة المتروبوليت ليڤ راعي أبرشيّة نوفغورود وستاريا روسا.
الصورة جميلة ومعبّرة جدًّا رسمت بألوان تقليدية اعتمدت في تلك الحقبة الزمنيّة. والدة الإله بثياب زرقاء على خلفية زرقاء فاتحة، ورئيسا الملائكة بلون أمغر.
روسيا
جداريّة العشاء السرّيّ
اكتشفت مؤخّرًا جداريّة تمثّل العشاء السرّيّ بين الربّ يسوع وتلاميذه الاثني عشر، وهي ترقى إلى القرن التاسع عشر، وذلك في كاتدرائيّة القيامة في فولوغدا الواقعة على بعد ٢٩٠ ميلاً عن العاصمة موسكو. إنّها نسخة طبق الأصل عن لوحة ليوناردو دافنشي، وهي مرسومة وفق القوانين الأرثوذكسيّة. لكن، هناك فوارق بارزة منها أنّ لون ثوب يهوذا مختلف. خلال العهد السوفياتيّ استعملت الكنيسة متحفًا فنّيًّا وغطّيت الجدران بألواح خشبيّة علّقت عليها اللوحات الفنّيّة. أمّا اليوم فقد اكتشف الخبراء هذه الجداريّة بعد إزالة الألواح الخشبيّة.
لم يكتف الرسّّام بنقل لوحة ليوناردو دافنشي فقط، بل غيّر في الألوان فجاءت الجداريّة جذّابة وحيويّة بألوانها وحركتها.
ليس من السهل التقليد في مجال الرسم فهو يتطلّب مهارة ودقّة. ومن المعروف أنّ عادة تقليد الرسوم، بخاصّة تلك التي اشتهرت في عصر النهضة، عرفت أوجها في روسيا خلال القرن الثامن عشر، عندما كان الفنّانون الروس يسافرون إلى إيطاليا ويشاهدون روائع الفنّ. ومن المرجّح أنّ هذه الجداريّة كتبت عندما رمّمت الكاتدرائيّة في القرن التاسع عشر ورسمت بريشة الفنّان ألكسندر كولتشين. حاليًّا تجري دراسة هذه الجداريّة في كاتدرائيّة القيامة، ويتمّ التنسيق بين مختلف الاختصاصيّين في المدينة بما أنّ هذه الكاتدرائيّة تتمتّع بقيمة تراثيّة كبيرة.
وأخيرًا نشير إلى أنّ نسخة أخرى من العشاء السرّيّ موجودة في حنيّة هيكل كاتدرائيّة سانت بيترسبورغ وتعود إلى مطلع القرن التاسع عشر.
جيورجيا
عيد الظهور الإلهيّ في تبيليسي
واعتمد الربّ يسوع على يد يوحنّا في الأردنّ. ومنذ ذلك التاريخ والعالم الأرثوذكسيّ يحتفل سنويًّا بعيد الظهور الإلهيّ، أو بما يعرف بالعامّيّة بالغطاس. لكنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة في جيورجيا أضـافـــت مــنـذ عــدد مـن السنـيـن تقليدًا جديدًا على عيد الغطاس، وهو يعتبر فريدًا من نوعه في العالم الأرثوذكسيّ.
بدأ هذا التقليد في ١٩ كانون الثاني ٢٠٠٨. وهذه السنة احتفلت الكنيسة بالعيد في الكاتدرائيّة البطريركيّة المكرّسة على اسم الثالوث القدّوس والمعروفة عند سكّان المدينة بساميبا، في العاصمة تبيليسي. وقد أقيمت معموديّة جماعيّة أصبح فيها غبطة الكاثوليكوس البطريرك إيليّا الثاني عرّابًا لنحو ٨٠٠ طفل. والمعروف أنّ غبطة البطريرك إيليّا أخذ على نفسه عـهدًا بـأن يكـون عرّابًا للطفل الثالث في كلّ عائلة تزوّج والداها في الكنيسة. وذلك في محاولة لتحسين الوضع الديمغرافيّ في جيورجيا. وهكذا تناقص عدد عمليّات الإجهاض إلى النصف بين ٢٠٠٥ و٢٠١٠، وارتفعت نسبة الولادات ٢٥٪. وهذه هي المعموديّة السابعة والأربعون وغدا فيها غبطة البطريرك عرّابًا لاثنين وثلاثين ألف طفل.
شيّدت كاتدرائيّة الثالوث القدّوس بين ١٩٩٥ و٢٠٠٤، وهي ثالث أعلى كنيسة أرثوذكسيّة في العالم وكذلك هي أوسع مبنى أرثوذكسيّ. انطلقت فكرة بناء هذه الكنيسة في العام ١٩٨٩ وذلك لتخليد ذكرى استقلاق كنيسة جيورجيا. ولاختيار أفضل تصميم جرت مسابقة فاز فيها المهندس أرشيل ميندياشفيلي. ولكن بسبب الاضطرابات التي شهدتها البلاد تأجّل المشروع ستّ سنوات. ووضع حجر الأساس في ٢٣ تشرين الثاني ١٩٩٥. ارتفعت الكنيسة على تلّة تعرف باسم تلّة إيليّا على الضفّة الغربيّة من نهر كورا، في حيّ أفلاباري التراثيّ في تبيليسي القديمة.
تتضمّن الكاتدرائيّة تسع كنائس صغيرة مكرّسة على أسماء القدّيسين رئيسي الملائكة ويوحنّا المعمدان، ونينو وجاورجيوس، ونيقولاوس والرسـل الاثـنـي عشر وجميع القدّيسين. مساحة الكاتدرائيّة خمس آلاف مـتر مربّع وارتفاعها ١٠٥ أمتار.l