رومانيا
غبطة البطريرك يوحنّا العاشر في رومانيا
تلبية لدعوة من صاحب الغبطة البطريرك دانيال، بطريرك بوخارست وكلّ رومانيا، زار غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكنيسة الرومانيّة في زيارة سلاميّة. رافق سيادته وفد أنطاكيّ يتألّف من بعض مطارنة الكرسيّ الأنطاكيّ ومن كهنة وشمامسة.
تعرّف غبطته في أثناء إقامته في بوخارست إلى بعض معالم الكنيسة الرومانيّة، وإلى واقعها وشهادتها في بيئتها. كما تبادل البطريركان والوفدان الأنطاكيّ والرومانيّ الرأي في شؤون الكنيسة الأرثوذكسيّة وشجونها في كلّ من رومانيا وأنطاكية والعالم الأرثوذكسي بعامّة، في ظلّ الظروف الراهنة التي تعيشها الأرض الأنطاكيّة، والوضع الكنسيّ الأرثوذكسيّ بشكل عامّ. ونظرًا إلى دقّة هذه الظروف أصدر البطريركان بيانًا مشتركًا باسم كنيستيهما جاء فيه ما يلي:
١ - الحضور المسيحيّ في العالم هو حضور شاهد غايته الأساسيّة نقل المحبّة التي أتى بها المخلّص، وأعلنها على الصليب بموته وقيامته. لذلك يهمّ الكنيسة الرومانيّة والكنيسة الأنطاكيّة أن تعلنا التزامهما بقضايا الإنسان والمجتمع، وفي بيئتيهما بشكل خاصّ.
٢ - تقوم وحدة العالم الأرثوذكسيّ وقدرته على نقل »الشهادة السارّة« إلى العالم على التفاف الكنيسة الجامعة حول ربّها في شركة محبّة وتعاون برجاء ومحبّة. لذلك تعتبر الكنيستان أنّه من الضرورة بمكان أن ينصبّ همّ العالم الأرثوذكسيّ شعبًا وقيادة على ترجمة حقيقة هذه الشركة، فلا يحجب هذا الهمّ أيّ نقاش تنظيميّ مهما كان نوعه. لذلك لا بدّ من الابتعاد عن كلّ مقاربة تقوم على الفئوّيّة، أو الإثنيّة في معالجة ما يستجدّ على الحياة الكنسيّة من مشاكل إذ إنّ الأوّليّة هي للخدمة والشركة، وليس لأيّ شيء آخر.
٣ - ترى الكنيستان أنّهما مدعوّتان إلى تفعيل التشاور والتعاون من أجل بلورة أسس الحوار بين الكنائس الأرثوذكسيّة، ومع الكنائس الأخرى، ومع باقي الأديان.
٤ - ما يتعرّض له اليوم المسيحيّون في الشرق على يد الإرهاب التكفيريّ باسم الدين، مرفوض كلّيًّا، ولا بدّ من تحميل المراجع المدنيّة والسياسيّة مسؤوليّة العمل على فضح هذا الظلم، وارتباطه بمصالح اقتصاديّة وسياسيّة يدفع ثمنها المواطن المسالم. تؤكّد الكنيستان أنّهما لا تنظران إلى المسيحيّين في الشرق إلاّ كأبناء لهذه الأرض، يتقاسمون مع شركائهم في المواطنة حلوّ الحياة ومرِّها. لذلك تعتبر الكنيستان أنّ كلّ ما من شأنه تثبيت المسيحيّين في أرضهم هو أولويّة لا بدّ للجميع من أن يعمل على دعمها مباشرة وعبر المحافل الدوليّة. وتأسف الكنيستان لموقف عدم الاكتراث الذي غرق فيه موضوع سيادة المطرانين المخطوفين بولس ويوحنّا وسائر المخطوفين، وهما تحمّلان الأسرة الدوليّة مسؤوليّة السعي الحثيث لحلّ هذه المعضلة رأفة بالإنسان وتحقيقًا لمبادئ السلام والحرّيّة التي تدعو إليها باستمرار.
٥ - أمّا في ما يعود إلى العلاقة بين الكنيستين الرومانيّة والأنطاكيّة فتشهد الوثائق والأبنية على تاريخيّتها ومتانتها. لذلك، ولمناسبة هذه الزيارة، ستعمل الكنيستان على تقوية عرى التعاون بينهما عبر:
وضع أطر تشاور دائم في كلّ ما يتعلّق بحياة الكنيسة الأرثوذكسيّة الجامعة لتدعيم شهادتها في العالم.
تمتين العلاقات الأخويّة القائمة على صعيد المعاهد اللاهوتيّة، وتشجيع هذه المعاهد على عقد مؤتمرات تشاوريّة تركّز على حياة الإنسان المعاصر اليوم، ودور الكنيسة الرعائيّ تجاهه في ظلّ المتغيّرات المجتمعيّة، والاقتصاديّة، والحضاريّة التي تواجهها.
تشجيع التبادل الطالبيّ بين معاهد اللاهـوت لخـلق أفــضـل ظــروف ممكنة للتفاعل والتواصل، بناء على إيجابيّات الخبرات السابقة والمستمرّة حتّى اليوم.
تنظيم زيارات حجّ إلى المعالم التاريخيّة في كلّ من الكنيستين، عندما تسمح الظروف بذلك، للوقوف على أهمّيّة حيـاة كـلّ منهـما وكيف كانت هـذه الحياة ترجـمة لما أراده اللَّه لكنيسته وشهادة ليسوع المسيح المخلّص.
تبادل الخبرات في كلّ ما يعود إلى تنظيم الحياة الكنسيّة بخاصّة في بلاد الانتشار، لتأمين أفضل سبل الرعاية وتمتين صورة الوحدة الأرثوذكسيّة في تلك الديار.
التواصل بين جامعة البلمند والمؤسّّسات التربويّة في رومانيا، بخاصّة على الصعيد الصحّيّ والاجتماعيّ للاستفادة من الطاقات العلميّة المتوفّرة في الكنيستين.
تبادل المعلومات عبر استعمال تقانات التواصل الحديثة بخاصّة في ما يعود إلى حياة الكنيستين ودورهما الشهاديّ.
توسيع أطر البحث في تاريخ العلاقات بين الكنيستين عبر المعاهد المتخصّصة في هذا الموضوع وباللجوء إلى ما توصّلت إليه التقانات الحديثة في هذا المجال.
وفي ختام الزيارة إلى رومانيا، توّج غبطة البطريرك يوحنّا العاشر لقاءاته بلقاء خاصّ جمعه مع أبناء الرعيّة العربيّة الأرثوذكسيّة في كنيسة القدّيس ديمتريوس في بوخارست، الذين توافدوا من كلّ أنحاء بوخارست وخارجها لملاقاة غبطته، فاستقبلوه باللافتات المرحّبة والمهلّلة للآتي باسم الربّ، وعلى وقع قرع الأجراس وإنشاد التراتيل.
وبعد الاستقبال، رفعت صلاة الشكر في الكنيسة، وألقيت كلمات ترحيب بغبطته من قبل سيادة الأسقف قيس (صادق) الذي تحدّث باسم الرعيّة التي تتألّف من أرثوذكسيّين مقيمين أتوا من لبنان والأردنّ، وفلسطين، وسورية، ومصر والعراق. كما رحبّ خادم الرعيّة التابع للكنيسة الأرثوذكسيّة الرومانيّة الأب نيهاي كلمة بغبطته معبّرًا عن فرح الجميع لقدوم البطريرك يوحنّا.
فردّ البطريرك يوحنا العاشر بكلمةٍ شكر فيـها الجميع على استقبالهم وعلى كلماتهم الطيّبة ودعاهم فيها إلى الـحفـاظ عـلى إيمـانهـم كمـا حافـظ عليــه أجدادهم. وفي الختام أنشد أطفــال الرعيّة باقة من التراتيل الميلاديّة.
دمشق- سورية
الأرشمندريت غريغوريوس (خوري عبداللَّه) أسقفًا على الإمارات
شهدت الكاتدرائيّة المريميّة بدمشق رسامة الأرشمندريت غريغوريوس (خوري عبداللَّه) أسقفًا على الإمارات. ترأّس الخدمة الإلهيّة غبطة البطريرك يوحنّا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، بمشاركة السادة المطارنة والأساقفة وبحضور حشد من المؤمنين. ابتدأت مراسم الرسامة مساء السبت حيث وبعد استدعاء المنتخب إلى القاعة البطريركيّة، أقيمت صلاة الغروب في الكاتدرائيّة المريميّة وترأّسها البطريرك وافتتحها المنتخب الذي تلا في نهايتها اعتراف الإيمان. وصباح الأحد ترأّس غبطته القدّاس الإلهيّ وعاونه السادة المطارنة إلياس (صور وصيدا)، سابا (حوران)، جورج (حمص)، إغناطيوس (فرنسا)، غطّاس (بغداد والكويت) والأساقفة موسى (الخوري)، لوقا (الخوري)، نقولا (بعلبكي)، أثناسيوس (فهد)، ديمتري (شربك)، إيليّا (طعمه) وكوستا (كيّال) وأفرام (معلولي) ولفيف من الآباء الكهنة والشمامسة.
في نهاية القدّاس الإلهيّ وبعدما وضع غبطته التاج على رأس الأسقف الجديد وسلّمه عصا الرعاية، كانت لغبطته كلمة عدّد فيها مناقب الأسقف غريغوريوس الذي عرفه عاملاً بصمتٍ في حقل الربّ، وذلك منذ لحظة دخوله دير القدّيس جاورجيوس الحميراء طالبًا للرهبنة. كما شدّد غبطته على أنّ الأسقفيّة هي ارتقاء في الخدمة قبل أن تكون ارتقاء في السلطة.
بعدها ألقى الأسقف غريغوريوس كلمة جاء فيها: »أقف اليوم أمامكم وجلاً ومرتعدًا. وجلاً أمام عظم محبّتكم وثقتكم التي أوليتموني، ومرتعدًا أمام ثقل الحمل الذي تلقون على عاتقي وسموّ المسؤوليّة والأمانة التي تودعوني اليوم. فإذا ما تفحّصت نفسي على ضوء الكلمات الإنجيليّة والوصايا السيّديّة، أدرك أكثر وبيقينٍ أكبر عدم استحقاقي، فأضطرب وأجزع. ولكنّني عندما أتذكّر أنّ السيّد دعا متّى العشّار، الذي نعيّد له اليوم، وهو بعد جالس عند مكان الجباية ليصير له تلميذًا ومبشّرًا، يهدأ قلبي وتستكين أمواج أفكاري. فهو لم يدع تلميذه بعد أن ترك هذه المهنة الشرّيرة، بل انتزعه من وسط الشرور، وهو إذ يدعوني اليوم بواسطتكم قادر على أن ينتزعني من وسط وهني. لي يا سيّد، عزاء بأنّ النعمة الإلهيّة التي استدعيتموها لتحلّ عليّ اليوم بوضع الأيدي تشفيني من كلّ مرضٍ وتكمّل نقصي إلى ملء قامة المسيح، فأصير ببركتكم وأدعيتكم ومؤازرة الروح القدس، إنجيلاً مفتوحًا على غرار الإنجيل الذي وضعتموه مفتوحًا فوق رأسي. وفيما أجيء من هذا الإنجيل ذاته أتذكّر أنّ السيّد وقبل أن يودع تلاميذه ركائز الخدمة الكهنوتيّة الأساسيّة خلال العشاء الأخير - أقصد: خدمة الكلمة عبر تعليمه وتوجيهاته الأخيرة، وخدمة الأسرار بتأسيسه سرّ الإفخارستيّا المقدّسة- قبل ذلك ائتزر بمنديلٍ وأخذ يغسل أرجل التلاميذ، ليس من غبار طريقٍ أو من خطيئةٍ، ولكن فوق كلّ ذلك درسًًا عميقًا في التواضع والمحبّة، وتعبيرًا رمزيًّا عمّا كان جوهر حياته وآلامه وهو المحبّة التي تكون مستعدةً دائمًا للقيام بأوضع الخدمات لخلاص البشر. وإذ أنا متأمّل في هذا السرّ العظيم، أضع نصب عينيّ أنّ الكهنوت يأخذ ملأه انطلاقًا من خدمة غسل الأرجل، من محبَّة على شاكلة محبّته لنا، تذهب إلى حدّ الفداء والتضحية بالذات، ولكنّها لا تفتأ توجّه بصبرٍ وتقوّم برفقٍ وتحثّ بطول أناةٍ وتؤنّب حين يلزم بأمر المحبّة ذاتها. من تواضعٍ يميّز بين التذلّل والمراءاة من جهة، والتواضع الحقيقيّ الذي ينبع من القلب وينعكس في التصرّف من جهةٍ أخرى، ويذكّرني دائمًا بأنّه إن كان فيّ من صلاحٍ فهو نعمة من اللَّه لا أستحقّها. عندما قرّرت الالتحاق بالدير قلت في سرّي »لست قادرًا بقوّتك، ألق بنفسك بين يديّ الربّ وهو يتلقّفك ويحتضنك«، وهكذا كان. واليوم بعد سنواتٍ أذكّر نفسي بذلك وأعود فأرتمي في أحضانه ابنًا ضالاًّ وأقول له: »اجعلني كأحد أجرائك«. ولكنّه كعظيم رحمته، ومحبّته للبشر التي لا يستقصى أثرها؛ بدلاً من ثوب نفسي الممزّق يسربلني حلّة السرور، وبدلاً من ابتعادي ونكراني يفيض على رأسي النعمة كالطيب النازل على الرأس، وبدلاً من استرخائي وكسلي يمنطقني بالقدرة ويجعل طريقي بلا عيب، وفيما أنا متمرّغ بحمأة خطاياي يجعل على رأسي إكليلاً من حجرٍ كريم بدلاً من إكليل الشوك الذي وضع على هامته واحتمله لأجل خلاص العالم. فأدرك أنّ السلطة في الكنيسة هي أوّلاً وأخيرًا سلطة المحبّة التي ترتضي وتحتمل إكليل الشوك من أجل من تحبّ. أيّ كلامٍ أو قولٍ يقوم بعد هذا كلّه؟ هاأنذا أطيع وأحني رأسي خاضعًا لإرادة الروح القدس والكنيسة«.
المكلّس - لبنان
مركز جبل لبنان - المؤتمر الداخليّ
عقد مركز جبل لبنان مؤتمره السنويّ بين 28 و30 تشرين الثاني 2014 الذي افتتح نهار الجمعة في 28 ت2 2014 بصلاة غروب ترأّسها سيادة المتروبوليت جورج (خضر)، الذي كانت له كلمة في نهاية الصلاة شدّد فيها على ضرورة قراءة الكتاب المقدّس، الذي هو كلمة اللَّه، وهو كتابه الوحيد الذي تحدّث به عن نفسه. وممّا جاء في كلمة سيادته:
»هناك ما يسمّى بالكنيسة أو ما يعتبر في الكنيسة حركة، أي تحرّكًا بالروح القدس بناء على ما استلمناه بالكلمة. عندنا كلمته الكتاب وهي الكشف الإلهيّ لنا، إعلان الفكر الالهيّ المتعلّق بخلاصنا ونستلم نحن هذه العناية الالهيّة بنا لكي نثمّرها، يعني هناك عملان متداخلان ومتلاقيان، العمل الإلهيّ بالنعمة وليس من وجود روحيّ إلاّ في العطاء الإلهيّ. الإنسان لا يخلق نفسه روحيًّا، هو يتلقّى ويثمر، معنى ذلك أنّ الكلمة التي تلقّيناها من اللَّه بالكتاب بالدرجة الأولى وبحياة القدّيسين وأقوالهم، الكلمة هذه تفعل في نفوسنا بالطاعة، بطاعتنا لها. لا بدّ من تلاقٍ، ليس من خلاص إلاّ بالتلاقي بين عطاء اللَّه من جهة وطاعتنا له من جهة أخرى«.
ثمّ كانت كلمة رئيسة المركز الأخت ريما ونّوس التي قالت: »سُئل مرّة الأب إلياس (مرقص)، رحمنا اللَّه بشفاعته، عن دور الحركة، فأجاب: »نحن نصلّي لكي يأتي يوم نستغني فيه عن الحركة. أي أنّ سبب وجودها ينتفي. ففي هذا اليوم يكون الوعي الكنسيّ الذي أطلقته الحركة قد طال الجميع. فعندها يكون الكلّ قد أصبح حركيّ القلب والفكر. إلى أن يجيء هذا اليوم، الذي أنا أيضًا أصلّي من أجله، أقول لإخوتي وأخواتي الحركيّين، فلنكثّف عملنا أكثر من أيّ وقتٍ مضى، ليخلع الكلّ ثوب الجهل ويتجلبب رداء النور«.
وأضافت: »حوربت الحركة وتحارب وستحارب لأنّها تسعى إلى إظهار الحقّ في عالمٍ يسعى فيه الكثيرون إلى طمس وجه يسوع الحقيقيّ الدامي، المتألّم أبدًا من أجل الفقراء والمحتاجين، واستبدال بأصنامٍ عدّة وجهه المضيء.
نحن في زمن يتكلّم فيه الناس على حقوق المسيحيّين ويعملون من أجل الحصول على هذه الحقوق. ولكن لم يسألوا أنفسهم قطّ عن حقوق يسوع المسيح، الذي لا شيء أبهى وأشهى من وجهه الدامي بالنسبة إلينا.
نحن لا نفتّش عن دورٍ لنا في الكنيسة، ومن يقول ذلك لا يعرفنا. فالحركة علّمتنا وبشخص مؤسّّسيها، أن ننسى ذواتنا من أجل من طأطأ السماوات ونزل لخلاص جنس البشر. نحن نفتّش عن دورٍ ليسوع المسيح وفقط ليسوع.
ولأنّ الكنيسة يجب أن تكون في تجدّدٍ مستمرٍّ، فالمطلوب منّا أن نتجدّد بالروح القدس، دومًا وأن نقلق الآخرين بتجدّدنا. يجب ألاّ نطفئ الروح المعطى لنا من اللَّه وليس من البشر. هذا الروح الذي حلّ على مؤسّّسي الحركة هو عطيّة لنا وحمل ثقيل ولكنّنا على قدر الحمل بمعونة اللَّه فقط«.
وتحدّث الأب جورج (مسّوح) عن التلمذة فقال: »يدعو الربّ يسوع، في خطابه الوداعيّ، »الذين تبعوه« بصفتين: »تلاميذي«، و»أحبّائي«. وقد وردت هاتان الصفتان في ذروة تعاليم الربّ، في وصيّته الأخيرة، في خلاصة بشارته، ختمًا لرسالته الأرضيّة.
»وصيّةً جديدة أنا أعطيكم أن تحبّوا بعضكم بعضًا. كما أحببتكم أنا تحبّون أنتم أيضًا بعضُكم بعضًا. بهذا يعرف الجميع أنّكم تلاميذي إنْ كان لكم حبٌّ بعضٌ لبعض« (يوحنّا 13، ٣٤- ٣٥).
ماذا تعني لنا، اليوم، هذه الوصيّة الإلهيّة؟
- المعلّم الوحيد هو الربّ يسوع. ليس سواه يعلّمنا. هو ينبوع كلّ تعليم، وينبوع كلّ معرفة. ولسنا سوى خدّامِ الكلمة الإلهيّة.
- غاية المعرفة والتعليم ليست سوى السعي إلى اقتناء المحبّة الكاملة. معرفة الكلمة ليست معرفةً نظريّة أو تجريديّة، واكتساب الربّ يسوع، و»الحياة في المسيح«، و»العيش في حضرة اللَّه الدائمة«.
- لم تفصل الكنيسة، منذ نشأتها، بين العقيدة والحياة. فكلّ عقيدة لا نحياها في »الآن وهنا« هي عقيدة عقيمة. التعليم والحياة صنوان لا ينفصلان«.
ثمّ انتقل الأب جورج إلى الحديث عن الفرقة الحركيّة فقال: »أثبتت الخبرة الحركيّة أنّ الفرقة هي خير مكان من أجل أن نتتلمذ ونتلمذ، في الآن عينه. فالفرقة هي المكان الأمثل من أجل أن نبني معرفة كنسيّة عميقة، ومن أجل حياة مشتركة يفتقد فيها الإخوة بعضهم بعضًا. وثمّة خلل فاضح في الفرقة التي لا تحيا كما كانت تحيا الجماعة الأولى، تلك الكنيسة الناشئة، »وكانوا (كلّ يوم) يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات (...) وكان عندهم كلُّ شيء مشتركًا« (أعمال 2، 42). والفرقة هي المكان الذي نتعلّم فيه الكلمة الإلهيّة. ليس، في قاموسنا الكنسيّ، ثمّة كنيسة معلِّمة وكنيسة متعلِّمة. كلّنا معلّمنا واحد، الربّ يسوع المسيح. والفرقة رفقة وصحبة أيضًا. أرانا السيّد أنّ التلمذة تمتدّ على دروب الحياة«.
ثمّ طرح الأب جورج إشكاليّة الأبوّة الروحيّة، ورأى »أنّ دور الأب الروحيّ يكمن في إرشاد مريده إلى السبيل المؤدّي إلى المسيح، والمسيح وحده. لا ريب في أنّ ثمّة انحرافًا، هنا وثمّة، في العلاقة الناشبة ما بين الأب الروحيّ ومريده، حيث يصبح الأب الروحيّ هو الغاية لا الوسيلة. الأب الروحيّ الحقّ هو مَن كان على مثال القدّيس يوحنّا المعمدان الذي قال: »ينبغي لي أن أنقص ليزيد هو«. فقرن القول بالفعل حين دعا تلاميذه إلى هجره واتّباع المسيح«.
وفي اليوم الأوّل من المؤتمر طرحت على البحث الأوراق التي قدّمتها اللجان، وبعد مناقشتها وإدخال بعض التعديلات وافق الإخوة عليها. وفي اليوم الأخير تباحث الإخوة ورقة تناولت حياة الفرقة، والعمل داخل الفرع، وأهمّيّة وجود المرشد وكيف يواكب المرشد الفرقة الحركيّة.
تركيا
قداسة البطريرك المسكونيّ يستقبل قداسة بابا روما
استقبل قداسة البطريرك المسكونيّ يرثلماوس الأوّل في مطار اسطنبول قداسة البابا فرنسيس قائلاً: »مبارك الآتي باسم الربّ، أيّها الأخ الحبيب نرحّب بك بكلّ فرح ومحبّة«. تشكّل هذه الزيارة رسالة محبّة وسلام لملايين المسيحيّين في العالم.
آخر بابا زار تركيا كان بنديكتوس في العام 2006 وقبل ذلك استقبل البطريرك المسكوني ديمتريوس البابا يوحنّا بولس الثاني في العام 1979.
وفي الفنار مقرّ البطريركيّة المسكونيّة وصل قداسة البابا فرنسيس على صوت أجراس الكنيسة احتفالاً بعيد القدّيس أندراوس الرسول شفيع الكرسيّ المسكونيّ. استقبل قداسة البابا على البوّابة البطريركيّة متروبوليت نيقية وخلقيدونية ورافقه إلى داخل كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس البطريرك المسكونيّ.
وبعد صلاة الشكر، بارك الحبران الشعب المحتشد داخل الكاتدرائيّة وتبادلا الهدايا. فقدّم البطريرك برثلماوس الأوّل أيقونة القدّيس جاورجيوس رُسمت في جبل آثوس. في حين قدّم البابا فرنسيس نسخة من مخطوط يونانيّ من القرن الحادي عشر من مكتبة الفاتيكان ونسخة من فسيفساء للمسيح من القرن التاسع. بعد ذلك جمعت خلوة بين الطرفين تلتها جلسة تعارف بين قداسة البابا وأعضاء المجمع المسكونيّ المقدّس.
هذا وقد صدر عن هذا اللقاء التاريخيّ بيان مشترك، هذا أبرز ما جاء فيه:
»نحن، البابا فرنسيس والبطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل، نعبّر عن امتناننا العميق للربّ على نعمة هذا اللقاء الجديد الذي مكّننا وبحضور أعضاء من المجمع المقدّس والإكليروس ومؤمنين من البطريركيّة المسكونيّة، أن نحتفل معًا بعيد القدّيس أندراوس المدعوّ أوّلاً أخي بطرس الرسول. واحتفالنا بذكرى الرسل الذين نشروا البشرى السارّة في العالم عبر شهادتهم واستشهادهم يقوّي فينا الأمل بالاستمرار بالسير معًا لكي نتخطّى بالمحبّة والحقّ العقبات التي تفرّق بيننا.
خلال لقائنا في القدس في أيّار الماضي، والذي تذكّرنا فيه اللقاء التاريخيّ الذي جمع بين سلفينا بولس السادس والبطريرك المسكونيّ أثيناغورس، كنّا قد وقّعنا على اتّفاقيّة موحّدة، واليوم، وفي هذا اللقاء الأخويّ التاريخيّ، نودّ أن نؤكّد مجدّدًا نيّاتنا واهتماماتنا الموحّدة.
نحن نشدّد على عزمنا الثابت، مع الطاعة الكاملة لإرادة ربّنا يسوع المسيح، على تكثيف جهودنا في تعزيز الوحدة الكاملة بين كلّ المسيحيّين، وبشكل خاصّ بين الكاثوليك والأرثوذكس. كذلك، نحن عازمون على دعم الحوار اللاهوتيّ الذي أطلقته اللجنة الدوليّة المشتركة التي أسّّسها منذ 35 سنة البطريرك المسكونيّ ديمتريوس والبابا يوحنّا بولس الثاني، هنا في الفنار، والتي تتطرّق إلى أكثر المسائل خطورة والتي وسمت تاريخ انقسامنا والتي تتطلّب دراسة عميقة ومفصّلة...«. وأضاف البيان:
»نحن نعرب عن اهتمامنا المشترك في الوضع الحاليّ في العراق وسورية والشرق الأوسط بكامله، كما نتوحّد من أجل الرغبة في السلام والاستقرار ومن أجل الرغبة بتعزيز الحلّ للصراعات عبر الحوار والمصالحة. مع الاعتراف بالجهود التي تبذل بالفعل لتقديم المساعدة إلى المنطقة، نحن ندعو في الوقت عينه، جميع أولئك الذين يتحمّلون مسؤوليّة مصير الشعوب كي يعمّقوا التزامهم مساعدة السكّان الذين يتألّمون وبخاصّة المسيحيّين على أن يبقوا في أرضهم الأمّ. لا يمكننا أن نستسلم لشرق أوسط خالٍ من المسيحيّين، هم الذين أعلنوا اسم يسوع لأكثر من ألفي سنة. كما يذكّرنا القدّيس بولس: »فإن كان عضو واحد يتألّم، فجميع الأعضاء تتألّم معه وإن كان عضو واحد يكرّم، فجميع الأعضاء تفرح معه« (1 كورنثوس 12، 26).
إنّ التحدّيات الخطيرة التي تواجه العالم في الوضع الحاليّ تتطلّب تضامن جميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيّبة، ولذا فإنّنا ندرك أيضًا أهمّيّة تعزيز حوار بنّاء مع المسلمين على أساس الاحترام المتبادل والصداقة. إنّ المسلمين والمسيحيّين مدعوّون للعمل معًا من أجل تحقيق العدالة، والسلام، واحترام كرامة الإنسان وحقّه، بخاصّة في تلك المناطق حيث عاشوا من قبل قرونًا عدّة تعايشًا سلميًّا وهم اليوم يعانون بشكل مأساويّ معًا ويلات الحرب. نحن ندعو كلّ القادة الدينيّين لكي يتابعوا الحوار بين الأديان ويعزّزوه، وليقوموا بكلّ جهد ممكن لبناء ثقافة سلام وتضامن بين الأشخاص والشعوب. كذلك نذكر كل الناس الذين اختبروا ويلات الحرب، ونصلّي بشكل خاصّ للسلام في أوكرانيا وهي بلد التقليد المسيحيّ القديم، فيما ندعو كلّ الأطراف المعنيّة على متابعة طريق الحوار واحترام القانون الدوليّ من أجل وضع حدّ للصراع والسماح لكلّ الأوكرانيّين بالعيش في تناغم.
تتّجه أفكارنا إلى كلّ المؤمنين في كلّ الكنائس حول العالم، ونحيّيهم، عاهدين بهم إلى المسيح مخلّصنا، لكي يستطيعوا أن يكونوا شهودًا لمحبّة اللَّه، كما نرفع صلاتنا الحارّة لكي يمنح الربّ هديّة السلام في المحبّة والوحدة لكلّ البشر".
»وربّ السلام نفسه يعطيكم السلام دائمًا من كلّ وجهٍ. الربّ مع جميعكم« (2تسالونيكي 3: 16).
سنّ الفيل - لبنان
الموسيقى الكنسيّة الإنطاكيّة الروميّة
في ندوة هي الأولى من سلسلة ندوات تنظّمها الجمعيّة الثقافيّة الروميّة، كان لقاء مع الأستاذ رولان خيراللَّه حول الموسيقى الكنسيّة الأنطاكيّة الروميّة، تاريخها، أصولها، مقوّماتها وذلك في المركز الثقافيّ التابع لبلديّة سنّ الفيل. قدّم الندوة الدكتور نجيب جهشان مرحّبًا بالحضور وشارحًا غايات الجمعيّة وأهدافها، مشدّدًا على كونها ثقافيّة لا تحابي طرفًا سياسيًّا ولا تبغي ربحًا ولا تجادل في القضايا اللاهوتيّة والعقائديّة.
طوّر الروم، عبر تاريخهم القديم والحديث، فنونًا كثيرةً، ومن أبرزها الفنّ الموسيقيّ، بشقّيه الفولكلوريّ والكنسيّ. والموسيقى الكنسيّة الروميّة، التي تطوّرت خلال سبعة عشر قرنًا، تتميّز بقواعد صارمة في الإنشاء والأداء، وتتحلّى بأصول ثابتة تساهم في جمالها وروعتها.
عرض الأستاذ رولان خيراللَّه تاريخ هذه الموسيقى، وشرح مصادرها، وبيّن كيفيّة كتابتها وإدائها، وقدّم أمثلةً عن أوزانها وألحانها، ليصير المستمع، في آخر الندوة، ملمًّا بهذا الفنّ الدينيّ الذي يساهم في ارتقاء الإنسان إلى خالقه وإدخاله في أجواء الإيمان والتقوى. تناول السيد رولان خيراللَّه في محاضرته، من طريق النظام السمعيّ البصريّ تاريخ الموسيقى الكنسيّة الأنطاكيّة الروميّة ويرى أنّها نشأت في أنطاكية أوّلاً وانطلقت إلى مختلف بلاد الروم وبخاصّة إلى العاصمة القسطنطينيّة حيث بلغت قمّة إبداعها. وعرض الأستاذ خيراللَّه بطريقة تسلسليّة، بدءًا من القرن الرابع وحتّى اليوم، تاريخ هذه الموسيقى متحدّثًا عن آباء الكنيسة الأرثوذكسيّة الروميّة واضعي هذا الفنّ الكنسيّ العريق وأصول تدوينه الموسيقيّ. كما استعرض مخطوطات موسيقيّة تعود إلى القرون الوسطى والعصر الحديث ونماذج عن الأوزان الموسيقيّة الكنسيّة الأنطاكيّة.
فلسطين المحتلّة
١- اكتشاف قبر أوّل شهيد في المسيحيّة بالقرب من رام اللَّه
أعلن المعهد العالي للآثار في جامعة القدس عن اكتشاف دلائل في خربة الطيرة غرب مدينة رام اللَّه تؤكّد مكان دفن أوّل شهيد في المسيحيّة، إستفانوس، الذي رجم حتّى الموت. ومن ضمن الاكتشافات كنيسة أثريّة من الفترة البيزنطيّة حتّى الأمويّة، وجزء من فيلا بيزنطيّة ودير بيزنطيّ وبقايا أبنية أمويّة.
وتمّ التنقيب ضمن مشروع التنقيبات الأثريّة والصيانة والترميم الذي تشرف عليه جامعة القدس بإدارة د. صلاح الهودليّة. وقد حضر عدد من آباء الكنائس المختلفة الى الموقع الأثريّ، منهم الأب إلياس (عوّاد)، الأب عيسى (مصلح)، ممثّل البطريرك المطران ميثوذيوس والأب يعقوب (خوري)، بالإضافة الى رئيس جامعة القدس د. عماد أبو كشك ومحافظ محافظة رام اللَّه والبيرة د. ليلى غنّام والقنصل اليونانيّ جيروجيوس زاكاريوكسي ورئيس بلديّة رام اللَّه موسى حديد ومدير المشروع د. صلاح هودليّة وشخصيّات أخرى.
وقال مدير المشروع د. صلاح الهودليّة إنّ جامعة القدس وضعت كلّ إمكانيّاتها العلميّة والبشريّة والماليّة من أجل إنجاح هذا المشروع الذي سيتواصل خمس سنوات قادمة حتّى يصل الموقع إلى الجهوزية التامّة من أجل أن يصبح الموقع جاهزًا للسيّاح والحجّاج. وأكّد أيضًا على أهمّيّة هذا الموقع التي تكمن في التسلسل الحضاريّ حيث تمّ الحصول على دلائل تعود إلى عصور مختلفة أقدمها اليونانيّ ثمّ الرومانيّ ثمّ البيزنطيّ ومن ثمّ الإسلاميّ المبكر في الفترة الأمويّة. وأشار أيضًا إلى أنّ الأهمّيّة الدينيّة لهذا الموقع تكمن في وجود نقش يشير إلى أنّ إنشاء الكنيسة جاء تخليدًا لموطئ قدم المسيح بالإضافة إلى أنّ أوّل شهيد مسيحيّ، إستفانوس، مدفون في المكان ذاته العام 35م.
وأشار د. صلاح إلى أنّ المسيح وصل إلى هذه المنطقة بعدما ضاع عن أمّه ثلاثة أيّام في رحلته من الناصرة إلى القدس ومكث في خربة الطيرة طيلة هذه الأيّام، وهو كلام يناقض ما جاء في الكتاب المقدّس حيث ذكر الرسول لوقا أنّ الصبيّ يسوع قضى تلك الفترة في الهيكل في أورشليم. لوقا 2: ٤٣- ٤٦ »وبعدما أكملوا الأيّام بقي عند رجوعهما الصبيّ يسوع في أورشليم ويوسف وأمّه لم يعلما. وإذ ظنّاه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف. ولمـّا لم يجداه رجعا إلى أورشليم يطلبانه. وبعد ثلاثة أيّام وجداه في الهيكل جالسًا في وسط المعلّمين يسمعهم ويسألهم«. يذكر أنّ خربة الطيرة والمعروفة أيضًا باسم كفر غملا تقع في حيّ الطيرة، والتي تبعد نحو كيلومتر ونصف الكيلومتر إلى الغرب من منتصف مدينة رام اللَّه، تبلغ مساحتها ما يقارب 30 دونمًا ربعها من ملكيّة بطريركيّة الروم الأرثوذكس، وستواصل جامعة القدس عملها في ترميم المنطقة. وينفّذ هذا المشروع بتمويل من مؤسّسة البرنس كلاوس وجامعة القدس، ومدّته عام واحد.
٢- دير القدّيسة مريم المجدليّة
يقع دير القدّيسة مريم المجدليّة التابع للكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة على ضفّة بحر الجليل في طبريّة. ومؤخّرًا صادرت السلطات الإسرائيليّة جزءًا من أرض الدير لتنشئ منتزهًا. الدير قريب من مجدلة القرية التي ولدت فيها القدّيسة مريم. على هذه الأرض التي اشتراها في العام 1908 الأرشمندريت ليونيد (سنتسوف) بنى الرهبان الأرثوذكس الروس كنيسة صغيرة في العام 1960. وحديقة الدير تشتهر بالينابيع الدافئة التي تتمتّع بفوائد علاجيّة. وحسب ما ورد في وكالة أنباء إنترفاكس الروسيّة فإنّ سكّان المنطقة خلعوا السياج بهدف السباحة في الينابيع تاركين أوساخهم في المكان. وأعلنت السلطات المحلّيّة الموقع مكانًا عامًّا للسباحة رغم اعتراض الرهبان.
مصر
رسالة من البطريرك ثيوذوروس الثاني إلى السيسي
وجّه غبطة البطريرك ثوذوروس الثاني، بطريرك الإسكندريّة وسائر إفريقيا، رسالة إلى رئيس الجمهوريّة العربيّة المصريّة عبد الفتّاح السيسي، ضمّنها تعزيته الحارّة لمقتل ثلاثة وثلاثين جنديًّا مصريًّا في عمليّة إرهابيّة قام بها متطرّفون في شبه جزيرة سيناء. وأكّد دعمه الدولة المصريّة في معركتها ضدّ الإرهاب. وفي ما يلي نصّ الرسالة: »يا سيادة الرئيس، جئنا بهذه الرسالة البطريركيّة لنقدّم إلى شخصكم الكريم وإلى الحكومة المصريّة تعزيتنا الحارّة لمقتل الجنود الأبرياء الذين وقعوا ضحيّة الهجوم الإرهابيّ المريع في جزيرة سيناء. وفي هذا الظرف العصيب الذي تعيشه الأمّة المصريّة نودّ التأكيد على تمسّكنا بالوحدة الوطنيّة وبالتعايش بين المواطنين المصريّين كافّة. نحن نقف إلى جانبكم في مجابهة الإرهاب وفي الدفاع عن كرامة مصر. ونضرع إلى اللَّه الرحيم أن يحمي مصر من أيّ أذى وأن يقود خطاك لتصل بهذه البلاد إلى برّ الأمان بعيدًا عن كلّ ما تشهده المنطقة«.