2013

8. تحقيق: نبذة تاريخيّة عن كنيسة القدّيس جاورجيوس للروم الأرثوذكس، ريف دمشق، جديدة عرطوز - إعداد الشمّاس باسيليوس (خميس) – العدد السادس سنة 2013

 

نبذة تاريخيّة عن كنيسة القدّيس جاورجيوس للروم الأرثوذكس

ريف دمشق جديدة عرطوز

الشمّاس باسيليوس خميس

 

التاريخ المتوفّر بين أيدينا عبر الوثائق المحفوظة في الدار البطريركيّة(1) عن كنيسة القدّيس جاورجيوس للروم الأرثوذكس، في جديدة عرطوز، التي تقع في الريف الجنوبيّ لمدينة دمشق، لا يجعلنا نعرف الكثير عن الفترة التي تسبق حادثة دمشق، أي سنة الطوشة(2) بسبب أنّ البطريركيّة حُرقت وفُقدت الوثائق التي تؤرّخ لما قبل هذه المرحلة.

 

الكنيسة القديمة:

من هنا يبدأ تاريخ الكنيسة، عبر الدليل الوحيد الوثائقيّ وهو الوثيقة رقم ١٨٢٢(٣) التي تحتوي على رسم لمخطّط كنيسة الرعيّة القديمة التي وُجدت في مكان مغاير لمكان كنيسة الرعيّة الحاليّة. تفيد هذه الوثيقة، أنّ الكنيسة قديمة العهد، وحُرقت في العام 1860، وتجدّد بناؤها بأمر من المأمور. وهذا يثبت قدم هذه الكنيسة لما يسبق هذا التاريخ. الملاحظ أنّ حادثة 1860 في دمشق طالت الوجود المسيحيّ حولها. فحُرقت الكنيسة وفُقد فرمانها كما تذكر الوثيقة ذاتها. ولكن أُعيد بناؤها فورًا فكانت على الشكل الموضّح في الوثيقة.

والدليل الآخر على تاريخ إعادة بنائها هو حجر المائدة المؤرّخ في العام 1856 الموجود في مكان الكنيسة حتّى هذا اليوم. كان كاهن هذه الرعيّة آنذاك الخوري إبراهيم (الخوري) بحسب ما تشير إليه وثائق تعود إلى هذه الفترة.

 

 وصف الكنيسة القديمة:

هي كنيسة ذات ثلاثة أروقة بقناطر وجدران مصنوعة من الطين، وسقف من الخشب. مدخل الكنيسة جانبيّ من جهة الجنوب. طول الكنيسة 18 ذراعًا، وعرضها 15، وارتفاعها 8. لها بابان، الأوّل يؤدّي إلى صحن الكنيسة، والآخر إلى شعريّة النساء. بعد الباب الخارجيّ للكنيسة، وقـبل البـاب الـداخليّ يوجـد بهـو سُـمّي دار الكـنيسة. آنذاك كان موقع الكنيسة في وسط القرية للجهة الشرقيّة منها.

 

الانتقال إلى الكنيسة الجديدة:

استمرّ المؤمنون بإقامة الصلوات في هذه الكنيسة بعد إعادة بنائها، وذلك حتّى مطلع القرن العشرين، حيث اشترى المؤمنون أرضًا جديدة بهدف بناء كنيسة جديدة، وهي لا تبعد عن مكان القديمة سوى 100 متر. ولكن، لا شكّ في أنّهم بدأوا الصلاة فيها في وقت متأخّر، أي ما بعد 1922 في أيّام الخوري يوسف شحادة (فارس) الذي بدأ برعاية القرية من السنة 1914 على أقلّ تقدير. حيث إنّه في بدء الثلاثينات، بيعت الكنيسة القديمة والتي أصبحت خربة إلى السيّد سليمان خميس، كما يَروي أولاده اليوم، لكي يُستكمل سقف الكنيسة الجديدة، بثمن بيع خربة الكنيسة القديمة.

 

باب الكنيسة الغربيّ بعد التجديد في العام 2000

وصف الكنيسة الجديدة:

لا شكّ في أنّها بُنيت على مراحل. وبحسب ما يروي أبناء الرعيّة، المعماريّ الذي استُعين به هو من زحلة. أمّا العمّال، فكانوا من أهل القرية. هي على نمط البازيليك المقبّب. تتوسّّط القبب الصغيرة قبّة كبيرة، أي في وسط الصليب إلى الشرق من صحن الكنيسة. تحمل هذه القبّة أعمدة أربعة مربّعة. جدران الكنيسة من الحجر والطين وسقفها من الباطون المسلّح. من الداخل فيها ستّة أعمدة دائريّة الشكل. تتّسع الكنيسة ما لا يقلّ عن 400 شخص. يؤرّخ تأسيسها في العام 1922، أي في أيّام الخوري يوسف (فارس)، الذي تبعه ابنه الخوري جريس (فارس). وبعد وفاته، تولّى كهـنة عديدون خدمة الرعيّة وكانت ترسلهم البطريركيّة في دمشق. ثمّ خدمها الأب نزار (مباردي)، والآن يخدمها  الأب يوحـنّا (رزق) حـيـث تــمّ في أيـامه آخـر تجديـد لهـا، أي فـي العام 2000.

الأيقونسطاس فيها من الإسمنت المُلبّس بالرخام الذي أُضيف إليه في التجديد الأخير. الأيقونسطاس القديم أيضًا كان من الإسمنت، ولكن بدون رخام. في الكنيسة مجموعة أيقونات قديمـة مُسجّلة في مديريّة الآثار والمتاحف، وهي تعود إلى الكنيسة القديمة، وبعضها من تصوير نعمة ناصر الحمصيّ، أقدمها يعود إلى العام 1737م. وأيضًا فيها بعض الأواني الكنسيّة القديمة.l

 

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search