العدد الثالث - سنة 2023

17 - الأخبار - العدد 3 سنة 2023

مجلة النور العدد الثالث – 2023

 

 عبيه

تكريس كنيسة المخلّص

يوم الأحد الواقع فيه 2 تمّوز2023 كرّس سيادة المطران سلوان (موسي) كنيسة المخلّص في بلدة عبيه، بعد أن ارتفعت بهمّة المؤمنين. عاون سيادته في القدّاس الإلهيّ الآباء الأجلّاء الأرشمندريت أنطونيوس بيطار المعتمد البطريركيّ في السويد، الأرشمندريت يعقوب رئيس دير سيّدة حماطورة، الأب سمعان (عيسى)، الأب سليمان (حدّاد) كاهن الرعيّة، الأب أرسانيوس (أبو هنّود) والشمامسة لوقا عبده ونادر سلّوم وباييسيوس مخّول والشمّاس سيرافيم من دير حماطورة. كما حضرت شخصيّات سياسيّة واجتماعيّة.

وخلال القدّاس الإلهيّ ألقى سيادته كلمة جاء فيها: «فرحي كبير باحتفالنا بتكريس هذه الكنيسة، وفرحي كبير بكاهن الرعيّة وأعضاء مجلسها وأبنائها، ذلك بأنّكم، سنة بعد سنة، برهنتم عن رغبتكم في إنجاز أعمال البناء والتأثيث رغم الظروف الراهنة الصعبة. هذا كنتُ ألمسه فيكم كلّما كنتُ أقصد رعيّة كفرمتّى المجاورة. بالعمق، أشبّه مساعيكم وجهودكم بصورة الغزال العطشان كما ترد في المزمور: «كما يشتاق الأيّل إلى مجاري المياه، كذلك تشتاق نفسي إليك يا اللَّه» (مزمور 42: 1).

فرحي الأوّل هو بابن هذه الرعيّة، المثلّث الرحمة البطريرك غريغوريوس (الرابع) حداد، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والذي صادف البارحة وقوع ذكرى مولده المئة والسبعين (1 تمّوز 1853). نستذكره اليوم وفي ضمير الكنيسة وضوح لجهة قداسة سيرته بين أبناء جيله والأجيال اللاحقة حتّى يومنا. هو أحبّ اللَّهَ وأحبّ قريبَه الإنسان أيًّا كان انتماؤه أو هُويّته أو صلته به، فصان المحبّة نحو القريب والصديق، ونحو البعيد والعدوّ، وفرض احترامه على الجميع، لا سيّما تجاه السلطة الحاكمة وكبار الموظّفين العثمانيّين وسواهم، سواء في لبنان أم في دمشق حيث مقرّ البطريركيّة.

أحبّ كما أوصى يسوع. أحبّ الفقير إلى اللَّه وإلى كلمته، كما أحبّ الفقير إلى لقمة العيش. لم يبخل على أحد بكلمة التعزية حتّى في أصعب المحن التي عرفناها في القرنَين التاسع عشر والعشرين، ولم ينجُ أحد من فعل الخير الذي أغدقه على مَن استجار به. أكرم الجميع بكلمة اللَّه وأيضًا بما أنعم به اللَّه عليه من خيرات، فمنحها بفرح ويُسر. عاش بتجرّد وزهد، لكنّه أعطى ذاته لكلمة اللَّه وجسّدها في كلّ ما أتى به.

وفرحي الثاني هو بسلفي سيادة المتروبوليت جورج خضر. هو خير مَن آمن بالجيرة مع أترابه من كلّ الطوائف، وعمل على إعلائها والذود عنها، على غرار ما فعل البطريرك غريغوريوس. هذا عاصرناه ورأيناه ونشهد له به. بناه في لبنان وفي هذا الجبل الحبيب بالذات، قبل التهجير وأثناءه وبعده، وفي مرحلة العودة والإعمار. أستذكر اليوم فضله هذا علينا جميعًا، على مَن يعرفه أو لا يعرفه. فهو أحبّ بألم، وصلّى بألم، وخدم بألم جاره سواء كان من أبناء كنيسته أو من أترابه من كلّ ملّة. لم يتنازل عن أحد منّا، فحفظ الجيرة بكلّ معناها، جيرة اللَّه وجيرة الإنسان قريبه. هذا أستذكره اليوم لنذكّر به بعضنا البعض، من دون أن ننسى أخوتنا المسلمين، السنّة والشيعة والدروز، لا سيّما الموجودين منهم في هذا الجبل. حوادث كثيرة ممكن أن تحدث بيننا، ولكن يد المحبّة والسلام والتعاضد والشراكة والسلام موجودة ونمدّها دومًا، حتّى ولو قُطعت. نمدّ هذه اليد لأنّنا هكذا تعلّمنا من الإنجيل، ولأنّ هذا ما جسّده سلفي في خدمته الرسوليّة وشهادته للمسيح.

وفرحي الثالث هو أنتم الموجودون ههنا، فقد أتيتم من عبيه وكفرمتّى ووادي شحرور ورعايا أخرى. عَظم فرحي بـمَن هيّأ هذا المكان لنعود إليه أخيرًا ونصلّي فيه من جديد، أقصد أبناء هذه الرعيّة ومجلسها، راجيًا معكم أن يشمل اللَّه الراقدين منهم والأحياء برحمته العظمى، فنستمرّ في حمل ما سبق وحملتُه في نهاية خدمة التكريس، أي القنديل المضاء على اسم الثالوث القدّوس والموضوع على المائدة المقدّسة. فأرجو أن تحملوا نور هذا الإيمان بكلامكم وأفعالكم وصلواتكم، في هذه الكنيسة وخارجها. فما بذلتموه حتّى نصل إلى هذا اليوم هو معجزة قائمة بفعل إيمانكم ومحبّتكم وتفانيكم وتضحيتكم.

شاركتنا في الخدمة اليوم الجوقة المشتركة المؤلّفة من رهبان دير رقاد ولادة الإله - حمطورة ومن جوقة رعيّة النبيّ إلياس – المطيلب. ها نحن مشاركون في هذا التكريس من أقصى شمال الأبرشيّة إلى أقصى جنوبها تقريبًا، وهذا يمثّل صورة عن الأبرشيّة الواحدة والتي تخدم بعضها البعض، وتجسّدها أيضًا مشاركة أعضاء من حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة والكشّاف الوطنيّ الأرثوذكسيّ وأبناء رعايا قرى الجبل وكهنتها الموجودين معنا. الشكر للَّه على اجتماعنا كلّنا واشتراكنا في هذا القدّاس الإلهيّ، فنصلّي لبعضنا البعض ونبقى متّحدين بالصلاة».

وخلال هذا اليوم المبارك، افتتح سيادته قاعة المثلّث الرحمة البطريرك غريغوريوس الرابع، وأزيحت الستارة عن لوحة تذكاريّة وخصّصت الرعيّة مساحة تتحدّث عن سيرة البطريرك ومآثره وصفاته وخدمته وشهادته عبر النصوص والصور على شكل لوحات جداريّة. كما وزّع كتيّب عن البطريرك المذكور أعدّته السيّدة فريدا حدّاد عبس. كما ألقى الأب سليمان حدّاد كلمة شكر فيها سيادة المطران سلوان وأبناء الرعيّة وكلّ من تبرّع بالوقت والمال لإنجاز بناء الكنيسة، وتحدّث عن معنى بناء الكنيسة وتكريسها على ضوء الخبرة الكنسيّة والأسراريّة للجماعة المؤمنة. ثمّ كانت كلمة لمجلس الرعيّة ألقاها السيّد سمير حدّاد تحدّث فيها عن خبرة بناء الكنيسة وظروفها. 

ثمّ أقيمت خدمة التريصاجيون لراحة نفس البطريرك بمشاركة الآباء الذين شاركوا في خدمة تكريس الكنيسة وحضور الفعاليّات والمؤمنين.

 

الحلوة

كنيسة القدّيس جاورجيوس

ما أجمل مساكنك يا ربّ

بعد طول انتظار ها هي كنيسة القدّيس جاورجيوس تتألّق وتكتسي حلّة جديدة وتحتفل بعيد تجلّي الربّ بين أبنائها. ما هي قصّة هذه الكنيسة؟ كنيسة القدّيس جاورجيوس في منطقة الحلوة، المنصف هي من أقدم الكنائس الأرثوذكسيّة التي شيّدت على ساحل لبنان الشماليّ لجهة البحر على الأوتوستراد القديم في ستّينات القرن الماضي. وفي أثناء بنائها كان ملك اليونان عابرًا فسأل عن هذا المبنى فقيل له إنّ الأهالي يبنون كنيسة على اسم القدّيس اللابس الظفر جاورجيوس فما كان منه إلّا أن قدّم جرسًا للكنيسة الجديدة.

كتب الجداريّات الرسّام كميل رحّال والشخص الذي تبرّع طلب أن يبقى اسمه طيّ الكتمان، حفظه اللَّه وكثّر من أمثاله. الكنيسة لم تكرّس بعد في انتظار الانتهاء من الأيقونسطاس الخشبيّ الذي يحفر في دير سيّدة حماطورة، ومن المرتقب وضع هذا الأيقونسطاس بين تشرين الأوّل وتشرين الثاني. ومن المفروض أن يُحتفل بتكريس الكنيسة في 3 تشرين الثاني في ذكرى تجديد هيكل القدّيس جاورجيوس الذي هو عيد هذه الكنيسة.

وفي عيد التجلّي هذه السنة كانت الكنيسة على موعد مع لقاء أبنائها في القدّاس الإلهيّ. ولهذه المناسبة المباركة ألقى الأب جورج (برباري) عظة هذا بعض ما جاء فيها: «بحسب الإنجيل، المسيح صعد إلى الجبل في التجلّي ولم ينزل الى البحر. ولكن، اليوم، المسيح ينزل مع أبناء المنصف الى البحر، إلى هذه الكنيسة البحريّة التي يغلب عليها الآن اللون الأزرق البحريّ في خلفيّة الجداريّات في الهيكل الشريف، التي تجعل من كنيسة الحلوة «كنيسة حلوة» ليس فقط بسبب الأيقونات بل أيضًا بوجودكم فيها أنتم الذين يتجلّى فيهم نور الربّ.

كلّما قرأنا الإنجيل عرفنا كم أنّ الربّ يحبّ أبناء المنصف أولاد البحر، لأنّ الربّ يسوع نفسه اجترح أعظم العجائب في البحر من المشي على المياه، إلى تسكين العاصفة، إلى إكثار السمك في الصيد. كان الربّ يسوع يجلس في القارب ويكلّم الجموع الجالسين على الشاطىء ليعلّمهم عن ملكوت السماوات. اليوم المسيح نزل معنا إلى البحر لنصعد نحن معه إلى الجبل. ليس المقصود هنا الجبل الجغرافيّ بل المكان الذي يتجلّى فيه الربّ لكلّ واحد منّا إذا نحن ارتفعنا عن الأرضيّات للقائه. هذا اختبار شخصيّ يختبره كلّ واحد منّا إن أراد الدخول مع الربّ في خبرة الارتفاع عن الأرضيّات والصعود إلى مكان عالٍ ليتمكّن من رؤيته متجلّيًا بالنور الإلهيّ الصادر منه دومًا.

وعندما تعاين الربّ في قلبك، تقول له مثل بطرس: «يا ربّ، حسنٌ أن نكون ههنا» أي أن نكون في حضرتك ونختبر نورك الإلهيّ المتجلّي لنا. الصعود إلى الجبل هو أن نطلب إلى الربّ أن يعطينا من قبس نوره المادّيّ والروحيّ الذي ينير عقولنا وقلوبنا وكياننا كلّه لتصبح أجسادنا نورانيّة بمقدار سماحنا للربّ بأن يسكن فينا. نقول في الصلاة «وبنورك نعاين النور» لأنّه بدون نور الربّ لا قيمة لأيّ نور.

هذا أوّل قدّاس لنا في هذه الكنيسة بعد أشهر من العمل. في الشرق ميزة خاصّة لأيقونة القدّيس جاورجيوس يحمل وراءه على الحصان صبيًّا يحمل إبريقًا. وكأنّ كلّ العابرين على هذه الطريق هم مثل هذا الولد يتنقّلون تحت حماية القدّيس جاورجيوس. تتقاطع هذه الكنيسة مع العابرين في البرّ والبحر والجوّ. تُذكرنا هذه الكنيسة بأنّنا عابرون في هذه الحياة. وجه الربّ هو الثابت الوحيد. ولأنّنا عابرون، علينا أن نتشرّب فكر الملكوت قبل وصولنا إليه. لن نشبع من ممالك الأرض الزائلة بل سنشبع فقط من ملكوت السماوات. هذه الكنيسة هي على اسم تجديد الهيكل، وها هو هيكلها يتجدّد على رجاء أن يتجدّد ابناؤها بالروح القدس. الإنسان أهمّ من الحجارة، وبمقدار ما يهتمّ أبناء هذه الرعيّة بالحجارة يهتمّون أيضًا بالإنسان وبوجوده المادّيّ والروحيّ».

 

دير خونا

تكريس كنيسة النبيّ إلياس

يوم السبت الواقع فيه 29 تمّوز 2023، كرّس راعي الأبرشيّة كنيسة النبيّ إلياس - دير خونا. في العظة، تحدّث المطران سلوان عن معنى تكريس الكنيسة في خدمة الذين تكرّسوا لجنديّة المسيح منذ خروجهم من جرن المعموديّة ومسحهم بالميرون المقدّس، الذين يجمعون معه ولا يفرّقون عبر الخدمة والصلاة ببذل الذات وتقديسها. في نهاية القدّاس الإلهيّ، شكر سيادتُه سلفَه صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس الذي بارك أعمال ترميم الكنيسة وإقامة أوّل قداس إلهيّ فيها في العام 2012، وشكر لجنة بناء الكنيسة التي أنجزت الأعمال خلال السنوات المنصرمة. بعدها تحدّث عن المثلّث الرحمة البطريرك ثيوذوسيوس أبو رجيلي، الذي تعود أصوله إلى دير خونا، وممّا قاله: «في هذه المناسبة، لا بدّ لي من التعبير أيضًا عن فرحي الكبير بأن اكتشف أنّ البطريرك ثيوذوسيوس السادس أبو رجيلي يتحدّر من هذه البلدة، رغم أنّه لم يتبقَّ سوى هذه الكنيسة وبعض المدافن القريبة، بعد أن ارتحل أبناؤها إلى بحمدون المحطّة ومن هناك إلى بيروت ومناطق أخرى.

كثيرون قدّسوا نفوسهم في هذا الجبل وقدّسوا نفوس آخرين معهم بالمثال والسيرة الحسنة والخدمة المباركة. هذا يقودني إلى التأمّل بما سمعناه في إنجيل اليوم حيث يؤكّد يسوع أمام تلاميذه: «مَن ليس معي فهو عليَّ، ومَن لا يجمع معي فهو يفرِّق» (مـتّى 12: 30)، لا سيّما على ضوء خدمة البطريرك ثيوذوسيوس أبو رجيلي لكنيستنا. نحتاج إلى أن نستذكر اليوم خدمته والتي تجسّد معنى هذه الآية بشكل صريح.

في كلّ مراحل خدمته، أظهر حكمة في معالجة الأمور ومحبّة للمسيح بحيث كان يجمع أبناء رعيّته إلى المسيح. هذا ظهر بشكل واضح في رعايته أبرشيّة طرابلس التي كانت شاغرة لفترة من الزمن فدبّت فيها الفوضى والنزاعات، فاستطاع أن يعيد للأبرشية سلامها والهدوء، ولنفوس المؤمنين فيها السلام والوئام. فالأسقف مؤتمن في رعايته للكنيسة أن يحفظ إيمان خراف اللَّه الناطقة ويرعى وحدتهم بسلام المسيح ومحبّته، وأن تعكس حياتُهم وخدمتُهم محبّتَهم للمسيح ولبعضهم البعض.

بالإضافة إلى خدمته الاسقفيّة لأبرشيّة صور وطرابلس، تميّزت خدمته البطريركيّة بأن وضع حجر الأساس لمعهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في البلمند، من دون أن يتمكّن من تدشينه قبل وفاته. إلى ذلك، عالج شجون الأبرشيّات ورعايتها، فتمّ انتخاب عدد من مطارنتها في عهده، كان آخرهم سلفي، راعي هذه الأبرشيّة السابق، المطران جورج خضر، في شباط 1970.

عندما يُصلب إنسان محبّ لكنيسة المسيح وأبنائها، ويكون راعيًا بهذه الدرجة من التفاني، لا يمكن إلّا أن نستذكر ما قاله يسوع لبطرس: «متى شختَ، فإنّك تمدّ يدَيك وآخر يمنطقك، ويحملك حيث لا تشاء» (يوحنّا 21: 18). إنّها صورة الإنسان الذي يقدّم ذاته ذبيحة مرضيّة للَّه. والبطريرك ثيودوسيوس أعطى لله ولكنيسته كلّ قوّته الجسديّة والروحيّة في كلّ مراحل حياته، لا سيّما في شيخوخته، بصبر ومحبّة وتفانٍ.

والآن، أتى الدور لأشكركم، فأنتم تحافظون على هذه الكنيسة وتحيون عيد النبيّ إلياس فيها. وإن انتقلتم إلى بحمدون المحطّة ومناطق أخرى من هذه الأبرشيّة، إلّا أنّكم تحفظون ذكر آبائكم وأجدادكم، وتصلّون من أجل راحة نفوسهم. وهذا له ثواب عظيم.

دير خونا قرية في قضاء بعبدا، وهي مزرعة شديدة الحرّ والرطوبة، ويبدو أنّ خونا بالسريانيّة تعني الحرارة والرطوبة. ورد في تاريخ لبنان لإبراهيم بك الأسود أنّ فيها من الروم أكثر من مئة شخص، واسم شيخها منصور سليمان وحاصلاتها شرانق وزيت وحيوانات داجنة.

من عائلاتها سليمان وأبو رجيلي وكسّاب وأبو جرجس وكرم ومفرج. وإذا عدنا بالتاريخ إلى أواخر القرن التاسع عشر، ورد في مجلّة الهديّة الأرثوذكسيّة، العدد 190، في 29 حزيران 1881 كرّس مطران بيروت ولبنان المثلّث الرحمة المطران غفرائيل شاتيلا كرّس كنيسة النبيّ إلياس في دير خونا وغصّت الكنيسة بالمؤمنين واحتفل بعدها بالقدّاس الإلهيّ.

 

 

الدكوانة

رعيّة ميلاد السيّدة، صيدنايا

احتفلت رعيّة ميلاد السيّدة، صيدنايا، بعيد ميلاد والدة الإله، وللمناسبة تجمّع أبناء الرعيّة في مبنى بلديّة سنّ الفيل للاشتراك في برنامج ترفيهيّ ثقافيّ وروحيّ، تحت شعار «معك، معنا...لنحيا».

حضر هذا الحفل سيادة المتروبوليت سلوان (موسي) وتوجّه بكلمة إلى الحضور هذا بعض ما جاء فيها: «رعيّتكم مشتل لخدّام الربّ. هذا ما اكتشفته في خدمتي القصيرة بينكم. هذا بالنسبة إليّ مصدر فرح وتعزية. رعيّتكم تحمل شفاعة من حضنت راعي الخليقة بأسرها، لذا أرجو أن تكون رعيّتكم على غرارها حاضنة لخدمة المسيح وإنجيله، فيحمل أبناؤكم مشعل الخدمة وينقلونه فيضيء نور المسيح للجميع».

وفي التفاصيل أنّه بعد ظهر يوم الأحد في العاشر من أيلول غصّت دار البلديّة بالمؤمنين من الأعمار كافّة، الذين بدأوا زيارتهم بالتجوّل بين محطّات مختلفة للتعرّف إلى الرعيّة والحركة وغير ذلك. ثمّ بدأ الاحتفال بكلمة ترحيبيّة تلاها فيديو عن تاريخ الرعيّة ونشاطاتها. وكانت كلمة خادم الرعيّة الأب إلياس (دعبول) الذي قال: «كلمات ذهبيّة أرشدتنا بها، هذه السيدة العظيمة، الفائقة القداسة والدة الإله مريم، وذلك لـمّا أحببنا أن نقيم هذا اللقاء لمناسبة عيد ميلادها المبارك. جعلنا هذه الوصيّة «مهما قال لكم فافعلوه» المنطلق لتفكيرنا وتخطيطنا ونقاشاتنا ورفعنا الصلوات إليها لترشدنا كي يكون هذا اللقاء «عيد الرعيّة» لقاءً يليق بعيدها، وكي نؤكّد ما تعلّمناه «أنّ كلّ عطيّة صالحة وكلّ موهبة كاملة إنّما هي منحدرة من العلو من لدن أبي الأنوار». وشرح الأسباب التي دعت إلى هذا اللقاء في خمس نقاط منها: 1- أن تسعى الرعيّة لتكون جسد المسيح وتشارك في جسد المسيح ودمه.
2- الكنيسة هي المكان الوحيد الذي يجتمع فيه المؤمنون. 3- المحبّة هي أعظم المواهب لأنّها تقيم اللُحمة بين المؤمنين. بعد ذلك توجّه إلى الإخوة الحركيّين موصيًا إيّاهم بأن يسلكوا بوصايا الربّ وأن يغسلوا أرجل بعضهم البعض على مثال السيّد وأن يجعلوا لأحبّة يسوع الصغار الصدارة في الكنيسة وأن يواجهوا التحدّيات وأن يكونوا طاقات إيجابيّة. وختم بالقول: «علينا دائمًا أن نقرأ جيّدًا ما أراده  اللَّه من انتمائنا إلى كنيسة المسيح في رعيّة ميلاد السيّدة ونقدّم الشهادة المطلوبة منّا للقائم من بين الأموات ليجعلنا من الظافرين معه».

ثمّ بدأ عرض المواهب المتعدّدة قدّمها أطفال وشباب وشيوخ، وأناشيد ألهبت الجمهور بالتصفيق والإعجاب. تبع هذه الفقرة فيديو عن الأسر الحركيّة وكلمة رئيس الفرع الأخ جورج إلياس. وكانت طاولة مستديرة جمعت أشخاصًا من مختلف الأعمار والمستويات، أجابوا عن أسئلة حول معنى الكنيسة في حياتهم ودور يسوع في يوميّاتهم.

في الختام قدّم سيادة المتروبوليت سلوان هديّة إلى الأب إلياس دعبول هي الإنجيل المقدّس وشكره على خدمته ورعايته.

«معًا، معك... لنحيا» كان أكثر من نشاط عاديّ، إذ أدخل الفرح إلى قلوبنا، هذا الفرح غير العاديّ. وتمنّينا نحن الذين لا ننتمي إلى رعيّة السيّدة في الدكوانة وجسر الباشا أن تنتقل هذه الخبرة وهذه المحبّة إلى سائر الرعايا، فتصبح كنائسنا جماعة تشعّ بنور القيامة، وتكثر المواهب التي هي ثمر الروح وبها يُبنى جسد المسيح. كلمة شكر واجبة إلى كلّ من أسهم في إنجاح هذا الحفل وفي مقدّمتهم الآنسة يارا دعبول.

Loading...
 

الأعداد

© حقوق الطبع والنشر 2024 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search