ضمن «سلسلة وجوه أرثوذكسيّة معاصرة» صدر كتاب بعنوان «المطران بولس بندلي، العظة الحيّة، أقوال، شهادات وحكايات» ورقمه 8.
يتركّز الكتاب في أجزاءٍ عديدةٍ منه على مساهماتٍ وشهادات بدأ جمعها وتبويبها وتصحيحها للمرّة الأولى منذ سنوات قليلة، وتمّ اختيارها استنادًا إلى وضوح هويّة كاتبها من جهة، واندراج مضمونها في سياق العناوين الموضوعة لهذا الكتاب، والأهداف المبتغاة منه، كخطوة أولى، وبرجاءٍ كبير أن تتلوها خطوات مكمّلة.
لذلك، وتمهيدًا لهذه الخطوات اللاحقة المرتجاة، ما يزال المنبر مفتوحًا لكلّ من لديه من الخبرات أو الشهادات في المطران بولس بندلي، ما يرى أنّه يجب أن يوضع في متناول الأبناء ويرسّخ في حياة كنيستنا وضميرها.
ورد في التمهيد للكتاب:
… «هذه الكلمات لا تشهد لرسول بل لمحبّة إلهٍ في رسول. تحكيها، تخبر أنّ الانجيل يحمل في أيّ منّا إن شاء. تقول أنّ ليس شرطًا أن تتوحّد وذاتك لتختصّ باللَّه وتخلص. وليس شرطًا ألّا تأكل وتشرب وتجوع وتعطش وتغضب وتنفعل وتفرح وتحزن وتشتهي ليرتاح الكتاب فيك، أي ليس شرطًا ألّا تكون بشريًّا لتكون سماويًّا، على «مثال السماويّ»، هنا، ومن دون أن تكون من هنا. من خطّ هذه الحكايات، لا بل صاحب هذه الحكايات، يخبرنا، عبرها، أنّ الشرط لتكون رسول سيّدك في الدنيا، أيًّا كنت وأينما كنت، هو أن تصدّق وعده وتثق بإنجيله، فتسلّم يومك وغدك لمشيئته مهتديًا بعقلك المعمّد به ومتّكلًا على سعة رحمته، وأنّ الشرط لتكون خادمه أن تكون واحدًا و«وحدةً» في الإيمان به».
وورد في مقدّمته:
… «مشت الدروب بـ«بولس بندلي» كما مشت بشفيعه، برسوليّة متوثّبة إلى ضياء كنجم ميلاديّ لإنسان جديد ومتجدّد في كلّ لحظة، وإلّا كيف نفسّر قوّة الخدمة التي عرفناها فيه؟. من أين أتى بهذه الوفرة من المـجّانيّة؟ كيف استقوى على ضعفاته؟. كيف استطاع أن يصمد في وجه التحدّيات القاتلة التي كان يقوم منها، في انتظاراته الرجائيّة، لو لم «يبرق حوله نورٌ من السماء»؟. بهذه الرسوليّة البولسيّة النورانيّة خرج «بولس بندلي» إلى الأمم، فلم يميّز بين هذا وذاك، إذ لم يغرق مثلنا في الأقنعة الكثيرة، بل بحث عن ذاك الوجه الذي كان افتداءً للبشريّة. هذا الوجه الذي لحظه «بولس بندلي» في بسطاء العالم، وفي أغنيائه/الفقراء إليه، كان بوصلة عبوره إلى تجاعيد وجوه البشر المتعبة المثقلة بتكاليف الحياة، فعزّى، وأيّد، وآزر، ملتفتًا إلى الجرح الكبير في الأرملة، واليتيم، والمريض، والجائع، والمرذول، فكانت عصاه متّكًأ لكثيرين، إليها استندوا وقاموا وأكملوا حياتهم آمنين مطمئنّين، مؤمنين بأنّ يسوع بينهم، يتجوّل، ويشفي، ويلطف بمحبّيه».