نظّمت أبرشيّة حلب والإسكندرون للروم الأرثوكس فعاليّة «نور من حلب» استمرّت أسبوعًا، وتضمّنت نشاطات واحتفالات ولقاءات متنوّعة، وتدشين كنيسة السيّدة العذراء التي أعيد ترميمها ودار المطرانيّة، في مدينة حلب القديمة.
وللمناسبة أشار راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (معلولي) إلى أنّ «لهذه الفعاليّة رسائل واضحة تظهر إبداعات الشعب الحلبيّ إلى العالم أجمع، وتؤكّد لهم أنّ حلب صامدة بصمود شعبها القادر على الثبات والبقاء، والصمود رغم التحدّيات». وأضاف: «نشاطات فعاليّة نور من حلب محورها الأساس عيد مار سمعان العموديّ شفيع الأبرشيّة حيث سيقام في اليوم الأوّل ملتقى ثقافـيّ يخاطب نخبة من المثقّفين في حلب بعنوان حلب سطور من ذهب، لأنّ تاريخ المدينة بالفعل هو سطور مخطوطة بالذهب زيّنت حلب بشخصيّات مقدّسة وقدّيسين برزوا في أبرشيّة حلب بأماكن كانت لها مكانتها في قلعة مار سمعان مكان نسك هذا القدّيس العظيم»، لافتًا إلى أنّه «سيقام القدّاس الإلهيّ بعيد مار سمعان محور الفعاليّة وأساسها ويليه تكريم الناجحين وسط أجواء مميّزة، إضافة إلى معرض الكتب والقصص واللوازم المدرسيّة».
وأكّد أنّ «الفعاليّة ستشمل المسنّين أيضا بعنوان يوم المسنّين أنتم البركة، انطلاقًا من أنّ المسنّ هو بركة لكلّ واحد في الأبرشيّة حيث تهتمّ الكنيسة بالمسنّين على مدار السنة وتقدّم لهم مساعدات وإعانات، وفي اليوم المخصّص لهم ضمن نشاطات الفعاليّة ستقام زيارات إلى دور المسنّين المسيحيّة والإسلاميّة، كما ستتمّ زيارة المسنّين في منازلهم وبيوتهم بالإضافة إلى تنظيم رحلة لهم ضمن مدينة حلب تنتهي آخر محطّاتها عند دار المطرانيّة».
وعن يوم العمل التطوّعيّ «نبذل ولا تذبل» قال سيادته: «نكهتان أساسيّتان لهذا اليوم التطوّعيّ، النكهة الأولى خاصّة بالشباب أنفسهم نبذل ولا تذبل، أي ألّا نكفّ عن العطاء والخدمة وهذا هو واقع حال شبيبتنا اليوم المعطاءة. أمّا النكهة الثانية للعطاء فتمتدّ لتشمل الجميع ليس فقط الشباب لذلك سنزور مع الشبيبة المقابر ونكرّم الأموات»، مشيرًا إلى أنّه «بالإضافة إلى الجانب الروحيّ والإنسانيّ، الجميع يعرف أنّ الشعب الحلبيّ يحبّ الطرب والقدود الحلبيّة قد تسجّلت على لائحة التراث العالميّ، لذا لا يمكننا أن نقيم هكذا فعاليّة من دون أن يكون للطرب محطّة مفصليّة في قلعة حلب الشهباء المكان الأعرق والأحبّ على قلوب الحلبيّين».
والفعالية سلطت الضوء على سطور مضيئة من تاريخ مدينة حلب بهدف التعريف بتاريخ كنائسها العريق وحياة مطارنة حلب، وشفيع الروم الأرثوذكس سمعان العموديّ. فتناول الباحث عبداللَّه حجار في محاضرته عن قلعة مار سمعان محاور عديدة ومنها موقع القلعة وحياة التنسّك للقدّيس سمعان العموديّ رائد الطريقة النسكيّة على عمود، وإنشاء الكنيسة حول العمود، والواقع الحاليّ للقلعة والأضرار التي لحقت بها على يد المسلّحين.
وتمحورت محاضرة الأب غسان ورد والتي كانت بعنوان (تاريخ كنيسة حلب) حول تاريخ عدد من الكنائس في منطقة الجديدة في حلب القديمة وألقى الدكتور جوزيف زيتون الضوء على مسيرة حياة عدد من البطاركة الذين كانوا مطارنة في حلب ومنهم ملاتيوس كرمة، مكاريوس ابن الزعيم، وأثناسيوس الدبّاس رائد الطباعة وإلياس معوّض.
وفي افتتاح المطرانيّة القديمة وكنيسة السيّدة في حلب، أقام غبطة البطريرك يوحنّا العاشر صلاة الشكر في كنيسة النبيّ إلياس، وألقى كلمة جاء فيها: «نحن ههنا لنعيد افتتاح المطرانيّة القديمة في حلب ولنحتفل بافتتاح كنيسة السيّدة العذراء، كنيسة حلب التاريخيّة التي تعود إلى عصورٍ وعصور. نحن ههنا لنقول إنّنا كمسيحيّين توأم هذه الأرض. نحن ههنا وفي حلب القديمة التي تنفض عنها اليوم كما دومًا وكالفينيق غبار الحرب والدمار لتقول للدنيا إنّ نور الحقّ أقوى من دلجة الباطل. نحن ههنا في حلب التي تأبى أن تنكسر أمام العواصف». وأضاف: «نحن ههنا في كنيسة النبيّ إلياس الغيور الذي اعتاد أن يقول: «حيّ هو الربّ الذي أنا واقفٌ أمامه»، ونحن بدورنا نقول «حيّ هو الربّ» وعليه وحده اتّكالنا، «حيّ هو الربّ» الذي شاءنا مسلمين ومسيحيّين في هذه الأرض إخوةً نتلمّس مرضاة وجهه القدّوس. «حيّ هو الربّ» الذي وقف ويقف معنا ونتّكل عليه وحده دون سواه في مواجهة صعاب هذه الدنيا». وقال أيضًا: «نفتتح اليوم دارًا قديمةً لا لنسبغ عليها متحفيّة التاريخ بل لنضع في الأذهان أنّنا شهودٌ لاستمراريّة المسيحيّة المشرقيّة التي أرادها اللَّه بين هذه المدن والروابي. نفتتح دارًا يشهد عليها التاريخ وتشهد هي على تاريخٍ بكلّ منعرجاته ومنعطفاته وصواعده ونوازله». وأكّد على وحدة التراب السوريّ حتّى آخر شبرٍ منه، رافعًا نداء إلى العالم أجمع مطالبًا برفع الحصار الاقتصادي الآثم الذي يستهدف لقمة عيش الإنسان المشرقيّ. وختم قائلًا: «نريد أن نحيا في بلدنا الذي نحبّ ونعشق. نريد أن نعيش في أرضنا وبلادنا، في أرض أجدادنا الذين شرّبونا فيها حبّ المسيح وأصالة الإيمان جيلًا بعد جيل، وصلاتنا من حلب من أجل سلام سورية ومن أجل خير لبنان».
دمشق
وفاة الفنّان إلياس الزيّات
رقد بالربّ الأحد ٤ أيلول ٢٠٢٢ الفنّان التشكيليّ الأخ إلياس الزيّات المولود في دمشق في حارة الجوانية بحيّ باب توما ١٩٣٥.
منذ يفاعته عرفته الرعيّة الأرثوذكسيّة الدمشقيّة فاعلًا، فقد انطلق من المدرسة الآسيّة عضوًا في فرقة حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة في المدرسة، كان ذلك في مطلع خمسينيّات القرن العشرين. ونشط مع المثلّث الرحمة كوستا بابا ستيفانو، في سني رئاسته لمركز دمشق لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. وأيضًا مراسلًا لمجلّة النور التي تصدرها الحركة.
الأيقونات الجداريّة في كنيسة مار ميخائيل - كورنيش التجارة، حملت الرؤى اللونيّة والتشكيليّة لعلاقة الأخ إلياس مع يسوع المسيح فهو بكتابته للأيقونات الجداريّة فيها أضاف خيطًا جديدًا في نسيج التراث الأنطاكيّ لكتابة الأيقونات.
كما نعت وزارة الثقافة مديريّة الفنون الجميلة الفنّان التشكيليّ السوريّ الكبير إلياس الزيّات الذي هو من الرواد الأوائل في تأسيس البداءة الحقيقيّة للتشكيل السوريّ حيث شارك في تأسيس كلّيّة الفنون الجميلة في جامعة دمشق، وقام بالتدريس فيها منذ تأسيسها وحصل على رتبة أستاذ منذ العام 1980 وشغل منصب رئيس قسم الفنون ووكيل الكلّيّة للشؤون العلميّة أثناء عمله فيها وألّف كتاب (تقنيّة التصوير وموادّه) لصالح طلبة الكلّيّة وصدرت الطبعة الأولى من جامعة دمشق العام 1981-1982.
ومثّل الزيات جامعة دمشق في اتّفاقيّة التعاون مع جامعة لايدن الهولنديّة لدراسة الفنّ في سورية في الحقبتين البيزنطيّة والإسلاميّة وذلك لمدّة أربع سنوات، ونتيجة ذلك أصدر كتابًا في لايدن العام 2000 باللغتين العربيّة والإنكليزيّة، وعمل خبيرًا في هيئة الموسوعة العربيّة في سورية لتحقيق موضوعات العمارة والفنون منذ العام 1995-2001 وكان عضوًا في مجلس إدارة احتفاليّة دمشق عاصمة الثقافة العربيّة العام 2008 كمسؤول عن معارض الفنّ التشكيليّ.
تابع دراسة الرياضيّات في جامعة دمشق عام 1954-1955 وتعلّم في أكاديميّة الفنون الجميلة بصوفيا موفدًا من الحكومة السوريّة وتعمّق في دراسة تاريخ الفنّ، ثمّ تابع في كلّيّة الفنون بالقاهرة بين 1960-1961 وتدرّب على ترميم اللوحات الفنّيّة بأكاديميّة الفنون الجميلة في بودابست، كما قام بدراسات على كيمياء الألوان وتحليل الموادّ في متحف الفنون التطبيقيّة فيها، وشارك في العديد من المعارض المحلّيّة والعربيّة.
الولايات المتّحدة الأميركيّة
١- وفاة الأخ غابي حبيب
انتقل إلى رحمة اللَّه تعالى الأخ غابي حبيب الحركيّ العتيق والناشط في العمل المسكونيّ. من هو غابي الراحل عنّا إلى جوار ربّه؟
نشأ في كنف حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة منذ نعومة أظفاره، وشغل فيها مناصب رفيعة منظّمًا المسيرة الحركيّة. ساهم في انفتاح الحركة على العالم الأرثوذكسيّ، وكانت له اليد الطولى في النشاط المسكونيّ.
كان على مدى سنوات أمين عامّ منظّمة الطلبة المسيحيّين في الشرق الأوسط. حمل القضيّة الفلسطينيّة في عقله وضميره فشارك في تنظيم المؤتمر المسيحيّ العالميّ من أجل فلسطين الذي انعقد في بيروت في سبعينيّات القرن العشرين.
كان في طليعة الذين أطلقوا الحوار الإسلاميّ المسيحيّ في لبنان، معتبرًا أنّ هذا البلد هو موئل لجميع مكوّناته.
كان أمين عامّ سيندسموس الرابطة العالميّة لحركات الشبيبة الأرثوذكسيّة، وعبرها ساهم مساهمة فعّالة في التقارب بين الأرثوذكس المنتشرين في بقاع الأرض.
من الذين عملوا على تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط وكان أمينه العامّ على مدى سنوات. وله باع في مساعدة المهجّرين والمعوزين خلال الحرب اللبنانيّة.
بعد تقاعده سرقته أميركا من وطنه الأمّ وسلخته عن أحبابه ووافته المنية في الرابع من أيلول 2022. فله الرحمة والذكر المغبوط.
٢- تكريس كنيسة القدّيس نيقولاوس في مركز التجارة العالميّ بنيويورك
يوم 4 تمّوز 2022 وبحضور قداسة البطريرك المسكونيّ بارثولوميوس، كرّس رئيس أساقفة أميركا للبطريركيّة المسكونيّة (القسطنطينيّة) إلبيذوفوروس كنيسة القدّيس نيقولاوس للروم الأرثوذكس والمزار الوطنيّ، التي دُمّرت عندما سقط البرج الجنوبيّ لمركز التجارة العالميّ خلال الهجمات المروّعة في 11 أيلول 2001.
لبنان
أنظر وابتسم
أريد رحمة لا ذبيحة
أنظر وابتسم مؤسّسة بلجيكيّة لا تبغي سوى صحّة الإنسان، ولا تتلقّى أجرًا سوى من اللَّه. تأسّست منذ ثماني عشرة سنة، ويجوب أطبّاؤها دول العالم الثالث من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، يعاينون المرضى المحتاجين ويزرعون البسمة على وجوههم. وهم بذلك نسخة معاصرة عن الأطبّاء الماقتي الفضّة أي الذين كانوا في العصور الغابرة يعاينون المرضى مجّانًا.
وصل الأطبّاء إلى لبنان في الرابع من أيلول 2022 وكلّهم أمل في تقديم الرعاية الصحّيّة الجيّدة للأطفال والنساء والرجال. اختصاصهم طبّ العيون، يقدّمون لمرضاهم النصائح، ويفحصون العيون ويقدّمون النظّارات الطبّيّة. وهم أيضًا يقيمون عمليّات إعتام عدسة العين أو ما يُعرف بالعامّيّة الماء الزرقاء. وكانوا يستقبلون كلّ يوم نحو مئتين وخمسين شخصًا.
جاؤوا إلى لبنان بالتعاون مع مركز بيروت المجتمعيّ BCC ليجولوا في المناطق ويعاينوا الطبقات الفقيرة في المجتمع. توقّفوا في مرحلة أولى في برج حمّود في دار كنيسة المخلّص الأقدس للأرمن الكاثوليك، وفي النبعة في مدرسة راهبات الورديّة. وزاروا أيضًا مستشفى الجبل في قرنايل، في قضاء بعبدا وبلدة حمّانا، وقدّموا الرعاية لعدد كبير من الأشخاص.
انتقلوا بعد ذلك إلى البقاع واستقبلهم سيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصوري) في المطرانيّة الذي رعى هذا النشاط الإنسانيّ، حيث عاينوا أكثر من مئتي شخص وتنقّلوا أيضًا في مناطق البقاع. كما أولم سيادته على شرف الأطبّاء في دار المطرانيّة ودار بين الحضور حديث عن شؤون المجتمع اللبنانيّ وشجونه. وزارتهم زوجة السفير البلجيكيّ في لبنان أليكس ليناريتس لتتفقّد عملهم الذي استمرّ على مدى أسبوعين.
لطفاء وبشوشون يعاينون الجميع والبسمة تعلو على وجوههم، ولا يتذمّرون من كثرة المرضى حتّى إنّهم بدأوا يتعلّمون بعض المفردات العربيّة مثل عيون، سنان، شمال، يمين. والجدير بالذكر أنّهم كانوا ينقلون أمتعتهم ويوضّبونها بكلّ سرور ويحملونها بين كلّ مركز.
وعلى هامش هذا العمل الإنسانيّ الكبير قام الفريق الطبّيّ بزيارة الأماكن الأثريّة في لبنان وأمضوا وقتًا ممتعًا في بعلبك والشوف وحمّانا، ودُهشوا بما شاهدوه من غنى التراث اللبنانيّ.
نشكر مركز بيروت المجتمعيّ على هذه المبادرة الإنسانيّة، ونرجو تعميمها وتكرارها أكثر من مرّة، على أن تشمل مختلف الأراضي اللبنانيّة نظرًا إلى الحاجة الملحّة، عملًا بما قاله السيّد يسوع المسيح «مجّانًا أخذتم مجّانًا أعطوا».
فلسطين المحتلّة
التطرّف ضدّ المقدّسات المسيحيّة
علّق سيادة المتروبوليت أنطونيوس مطران فولوكولامسك رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو لوسيلة الإعلام الروسيّة «تاسس» على ما جرى مؤخَّرًا في الأرض المقدّسة، مشيرًا إلى خطر استمرار مظاهر التطرّف ضدّ المقدّسات المسيحيّة المشتركة. ومن أحدث هذه الحوادث هجوم مجموعة من المتطرّفين في السادس من حزيران على جبل صهيون على كنيسة تابعة لبطريركيّة القدس. وممّا جاء في تعليق سيادته:
«إنّ أبناء الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة يكرّمون بشكل خاصّ الأرض المقدّسة. وسعى حجّاجنا، على مدى قرون طويلة، إلى تمجيد وتكريم الأماكن المرتبطة بأحداث الكتاب المقدّس والحياة الأرضيّة للربّ يسوع المسيح. إنّ تزايد مظاهر التطرّف يهدّد حماية المقدّسات المسيحيّة المشتركة في الأرض المقدّسة ويهدّد إمكانيّة الوصول إليها.
يشمل سخطنا حقيقة التدنيس السافر لكنيسة بطريركيّة القدس على جبل صهيون. تدعم الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، بقوّة وشدّة، غبطة البطريرك ثيوفيلوس بطريرك القدس للروم الأرثوذكس، الذي يبذل كلّ جهد ممكن مع قادة مسيحيّين محلّيّين آخرين للحفاظ على الوجود المسيحيّ في القدس وفي جميع أنحاء الأرض المقدّسة. سنواصل بذل كلّ ما في وسعنا لدعم إخوتنا ولفت انتباه المجتمع الدوليّ إلى هذه المشكلة.
نأمل الاستجابة السريعة من سلطات الدولة الإسرائيليّة لمظهر انعدام القانون الحاليّ، وأن تجد طريقة للحدّ من التطرّف وضمان التعايش السلميّ والوئام بين ممثّلي الديانات العالميّة الثلاث في المدينة المقدّسة».
الريو دي جانيرو- البرازيل
إطلاق العمل في قسم الإعلام والأرشيف
ببركة غبطة البطريرك يوحنّا العاشر وبركة سيادة المطران تيودور (الغندور) المعتمد البطريركيّ في الريو دي جانيرو، تمّ يوم الأحد ٣ تمّوز ٢٠٢٢، إطلاق قسم الإعلام والأرشيف بعد تجديد وتجهيز المركز بدعم من عدد من المتطوّعين. المركز سوف يُعنى بإدارة وسائل الاتّصال العائدة إلى المعتمديّة والتحضير جارٍ لإطلاق موقع إلكترونيّ متطوّر أيضًا. وكذلك تحضير وترجمة وتسجيل برامج وفقرات بالتعاون مع قسمي التعليم المسيحيّ للشبيبة والراشدين والتعليم المسيحيّ للأطفال. كما يهتمّ المركز بأرشفة شهادات المعموديّة والزواج القديمة وإدخالها الى برنامج إلكترونيّ يتمّ تحضيره، وسوف يصبح جاهزًا قريبًا وذلك لتسهيل البحث ولحفظ المعلومات. ويهتمّ القسم أيضًا بالبحث عن الصور والمستندات القديمة كافّة المتعلّقة بتاريخ المعتمديّة. وتمّت المباشرة بالعمل على تحويل ما هو متوفّر من صور إلى ملفّات رقميّة يستفاد منها في الوثائقيّات والمقالات وغيرها. نتمنّى التوفيق لهذا القسم وفريق العمل والمتطوّعين لما فيه خير الكنيسة والمجتمع.
ألمانيا
الاتّحاد العالميّ المسيحيّ للطلبة في جمعيّته العموميّة
عقد الاتّحاد العالميّ المسيحيّ للطلبة (WSCF) جمعيّته العموميّة السابعة والثلاثين من ٢٣ حزيران إلى ۱ تمّوز ٢٠٢٢ في مدينة برلين، ألمانيا. خلال هذه الجمعيّة، تمّت مناقشة الرؤية والقيم المشتركة للاتّحاد، وبشكل خاصّ تمّ التركيز على دور الشباب في النضال نحو السلام والعدالة.
شارك في الجمعيّة العموميّة مندوبون عن الحركات الطلّابيّة المسيحيّة، من بينها حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، بالإضافة إلى فريق القيادة في الاتّحاد وأصحاب الخبرات. وتحت شعار «فرحين في الرجاء» (رومية ۱٢: ۱٢)، تمّ التشديد طوال الجمعيّة العموميّة على حضور اللَّه الدائم معنا وتجلّيه بشكل خاصّ في الضيقات، وأهمّيّة دور المسيحيّ في نشر هذا الرجاء في مجتمعه. على ضوء هذا الشعار، رفعت الصلوات والتأمّلات الكتابيّة يوميًّا، حيث أخذ كلّ إقليم على عاتقه تحضير الصلوات حسب طقوسه بدوره من الشرق الأوسط، أميركا اللاتينيّة، أوروبّا، إفريقيا، وآسيا والمحيط الهادئ وأميركا الشماليّة.
إضافةً إلى ذلك، بعد الاستماع إلى شهادات من فلسطين، السودان، البيرو، وميانمار وغيرها حول الظلم والقمع الذي تتعرّض له شعوبها، أكّدت الجمعيّة العموميّة على أهمّيّة صوت الطلّاب الثائرين في قول الحقّ، مواجهة السلطات الظالمة، وتحقيق العدالة. وفي هذا السياق، نُظّمت حلقات عمل حول أربعة مواضيع أساسيّة: المناخ والعدالة الاقتصاديّة، العدالة بين الجنسين، بناء السلام (السلام والأمن للشباب)، والديمقراطيّة وحقوق الإنسان والأصوليّة. إنّ طرح هذه التحدّيات المعاصرة ومناقشتها داخل مجموعة متنوّعة دينيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا هو تأكيد على رسالة العمل المسكونيّ القائمة على التنوّع في الوحدة والوحدة في التنوّع.
علاوةً على ذلك، تمّت الموافقة على تصريحات وقرارات عدّة تختصّ بتحدّيات وقضايا تغيّر المناخ، والعنف وعدم المساواة والتمييز، بالإضافة إلى أوضاع حقوق الإنسان الحرجة في مناطق كثيرة من العالم، حيث هناك تصوّر واضح يكمن في أنّ الاستراتيجيا الرئيسة لمواجهة هذه التحدّيات على المستوى المحلّيّ والإقليميّ هي عبر تدريب القيادة الشبابيّة المرتبطة بالتفكير النقديّ وتعزيزها.
كما تمّ التّشديد على الحاجة إلى تعزيز الترابط والتواصل بين الحركات الطلّابيّة المسيحيّة في كلّ الأقاليم باعتبارهما عاملين مهمّين جدًّا لخطّة استراتيجيّة عالميّة.
صادف أيضًا مع الجمعيّة العموميّة العيد الـ۱٢٧ لتأسيس الاتّحاد، الذي منذ عام ۱٨۹٥ يلهم الطلّاب حول العالم للمشاركة في نشر الإنجيل من طريق التواصل والحوار والتعاون المتبادل. شارك أصدقاء الاتّحاد في الاحتفال بهذه الذكرى برفع الصلوات وتقديم شهادات عن التحدّيات التي واجهها الاتّحاد وتصدّاها خلال تاريخه لإحلال العدل و السلام و لعيش المحبّة الموجودة في الإنجيل.
أخيرًا، دعمًا من الاتّحاد لحملة «خميس بالأسود» التي بدأها سابقًا مجلس الكنائس العالميّ في ثمانينيّات القرن الماضي، وهي شكل من أشكال الاحتجاج السلميّ ضدّ العنف والاغتصاب، لا سيّما أثناء الحروب والصراعات، قام المشاركون في الجمعيّة العموميّة يوم الخميس الواقع في ٣٠ حزيران بارتداء ملابس سوداء تأكيدًا على دعمهم للعدالة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم. حيث تمّ التطرّق إلى بعض الأمور ذات الصلة التي ما تزال تحتاج إلى معالجة، مثل كيفيّة تفسير كلّ مجتمع للعنف القائم على النوع الاجتماعيّ، والمضاربات في القوانين في بعض المجتمعات، والعقليّة الأبويّة التي تؤثّر في تصرّف الرجل ضدّ المرأة. كما تمّ التأكيد على أهمّيّة مشاركتنا كمسيحيّين حول العالم لإنهاء جميع أشكال العنف المنزليّ، وعلى أهمّيّة دعم دور المرأة القياديّ في مختلف المجالات.
تؤكّد حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، عبر مساهمتها وعضويّتها في الاتّحاد العالميّ المسيحيّ للطلبة، حرصها على ترجمة قناعتها بالعمل المسكونيّ وأهمّيّته في الشهادة للمسيح الذي صلّى من أجل وحدة المؤمنين، «ليكون الجميع واحدًا، كما أنّك أنتَ أيّها الآب فيّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا، ليؤمن العالم بأنّك أرسلتَني» (يوحنّا ۱٧: ٢۱). السعي من أجل الوحدة هو من جوهر المسيحيّة وفي صلب رسالتها. العمل من أجل قضيّة الإنسان، كلّ إنسان، هو ما يجمعنا، كما كتب سابقًا الأب جورج مسّوح: «الوحدة غير المنظورة في الروح القدس أقوى من الوحدة المنظورة».
نور مسّوح وجاكلين الدكر
رومانيا
القدّيس ديمتريوس الجديد
قرّر المجمع المقدّس للكنيسة الأرثوذكسيّة الرومانيّة إضافة عيد جديد مخصّص للقدّيس ديمتريوس الجديد، وهو تذكار نقل رفاته. وسيتمّ الاحتفال رسميًّا بتذكار نقل رفات القدّيس ديمتريوس الجديد إلى بوخارست في 13 تمّوز بدءًا من العام 2024م.
وتاليًا ينضمّ القدّيس ديمتريوس الجديد إلى القدّيسين المحتفَل بعيد نقل رفاتهم في تقويم الكنيسة المقدّسة، مثل القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (27 كانون الثاني)، القدّيس إغناطيوس المتوشّح باللَّه (29 كانون الثاني)، القدّيس نيكيفوروس بطريرك القسطنطينيّة (13 آذار)، القدّيس نيقولاوس (20 أيّار)، القدّيس ثيوذوروس قائد الجيش (8 حزيران)، القدّيس إستفانوس أوّل الشهداء (2 آب)، القدّيس مكسيموس المعترف (13 آب) وغيرهم.
من هو القدّيس ديمتريوس الجديد؟
هو شفيع مدينة بوخارست، وقد أعلنت الكنيسة الأرثوذكسيّة الرومانيّة قداسته في العام 1955. وُلد في قرية باسارابوفو في بلغاريا في القرن الثالث عشر، وكان راعيًا للأغنام. نسك في مغارة قرب قريته وأمضى حياته بالصلاة والصوم. بين 1768-1774 وقعت حرب بين روسيا وتركيا، واحتلّ الروس قسمًا من بلغاريا وأرادوا نقل رفات ديمتريوس معهم إلى روسيا لكنّهم اكتفوا بنقله إلى رومانيا ووضع في كاتدرائيّة بوخارست بتاريخ 13 تمّوز 1774. وأصرّ الجنرال سالتيكوف على أخذ يد ديمتريوس معه وهي اليوم محفوظة في لافرا بيتشيرسكا. جرت على يده عجائب كثيرة وأنقذ المدينة من الأوبئة والمجاعات. وفي العام 1792 وعلى عهد المتروبوليت فيلاريت الثاني (1792-1793) أُعلن القدّيس ديمتريوس شفيعًا لبوخارست وحاميًا لها.
بريطانيا
وفاة المتروبوليت كاليستوس (وير)
رقد على رجاء القيامة والحياة الأبديّة المتروبوليت كاليستوس وير، أسقف ذيوكليا. هو تيموثي ريتشارد وير، المولود في سومرست، إنجلترا في العام 1934، من عائلة إنجليكانيّة، تلقّى تعليمه في مدرسة وستمنستر في لندن ودرس اللغات اليونانيّة واللاتينيّة في كلّيّة مجدلين-أكسفورد، وحصل على دكتوراه في اللاهوت من جامعة أكسفورد.
في العام 1958، تقبّل الإيمان الأرثوذكسيّ. يصف اتّصالاته الأولى بالأرثوذكسيّة والجاذبيّة المتزايدة للكنيسة الأرثوذكسيّة في نصّ سيرته الذاتيّة بعنوان «رحلتي إلى الكنيسة الأرثوذكسيّة». أمضى ستّة أشهر في كندا في دير تابع للكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، ثمّ ترهّب في دير القدّيس يوحنّا اللاهوتيّ في بطمس-اليونان. في العام 1966 نال نعمة الكهنوت في مقرّ البطريركيّة المسكونيّة وأُعطي اسم «كاليستوس».
من العام 1966 حتّى 2001 كان محاضرًا في مركز الدراسات الأرثوذكسيّة الشرقيّة في جامعة أكسفورد، شغل هذا المنصب مدّة 35 عامًا وحتّى تقاعده. وبعد تقاعده، واصل النشر وإلقاء المحاضرات عن المسيحيّة الأرثوذكسيّة. شغل منصب رئيس مجلس إدارة معهد الدراسات المسيحيّة الأرثوذكسيّة في جامعة كامبريدج، وهو أيضًا رئيس جمعيّة أصدقاء الأرثوذكسيّة في إيونا (إسكتلندا) وجمعيّة أصدقاء جبل آثوس.
في العام 1982 نال نعمة رئاسة الكهنوت، كأسقف مساعد في أبرشيّة ثياتيرا وبريطانيا العظمى التابعة للبطريركيّة المسكونيّة، حاملًا لقب أسقف ذيوكليا (الواقعة في فريجيا). بعد رسامته، واصل التدريس في جامعة أكسفورد وخدم الرعيّة القائمة في جامعة أكسفورد.
في العام 2007، رفع المجمع المقدّس للبطريركيّة المسكونيّة أبرشيّة ذيوكليا إلى مرتبة متروبوليتيّة، ورفع الأسقف كاليستوس إلى مرتبة متروبوليت. في العام 2017، منحه رئيس أساقفة كانتربري جائزة لامبث كروس من أجل المسكونيّة، وذلك لمساهمته البارزة في الحوار اللاهوتيّ الأنجليكانيّ الأرثوذكسيّ.
المتروبوليت كاليستوس (وير) كاتب ومحاضر غزير الإنتاج. قام بتأليف أو تحرير أكثر من اثني عشر كتابًا، والعديد من المقالات المنشورة في مجموعة واسعة من الدوريّات والتي تعالج مواضيع مختلفة، فضلًا عن تقديمه للعديد من الكتب الأخرى. اشتهر لكونه مؤلّف كتاب «الكنيسة الأرثوذكسيّة»، الذي نشره في العام 1963، والذي نُقّح بعد ذلك مرّات عدّة. تعاون في ترجمة ونشر أهمّ النصوص النسكيّة والليتورجيّة الأرثوذكسيّة، قام مع مجموعة من المترجمين بترجمة «الفيلوكاليا» (تمّ نشر أربعة مجلّدات من خمسة حتّى العام 2018).
نقلت بعض كتبه إلى اللغة العربيّة ونشرتها تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة، نذكر منها: الملكوت الداخليّ (2001)؛ الكنيسة الأرثوذكسيّة: في الماضي والحاضر (1982 و2012)؛ الكنيسة الأرثوذكسيّة: إيمان وعبادة (1982 و2012)؛ تحدّيات اللاهوت الأرثوذكسيّ في القرن الحادي والعشرين (2019).
روسيا
السفينة - الكنيسة
منذ خمس وعشرين سنة تقوم السفينة - الكنيسة في مطرانيّة نوفوسيبيسرسك برحلاتها التبشيريّة. وفي هذا العام انطلقت في آب الماضي بجولة على القرى النائية، وستجوب نهر أوب صعودًا ونزولًا لتصل إلى أبعد القرى.
وفي هذه الرحلة، ينضمّ إلى الكهنة والمرسلين أطبّاء من مختلف الاختصاصات وعاملون اجتماعيّون، وستصل السفينة إلى بولولتنسكي وموشوكوفسكي وكـولـيفانسـكي. إذًا انطلقت السفينة وعلى متنها فريق يسعى بكلّ جهد إلى مساعدة الناس الذين يقطنون في المناطق البعيدة. وأشار سيادة المطران نيقوديموس إلى أنّ الـكنـيسة والمسـتـشفى يصلان إلى الناس. وأضاف: «من المهمّ جدًّا أن يشعر الناس، مهما نـأت منـازلـهم، بـأنّ هناك من يعتني بهم ومن يقدّم لهم المساعدة ولا ينساهم». وشكر سيادته من قام أوّلًا بهذا المشروع وأشار إلى أنّه خلال السنوات الماضية نحو مئة ألـف نسـمـة حـصلوا علـى المساعدة.
والمعروف أنّ إرساليّة السفينة الكنيسة، التي اتّخذت شفيعًا لها القدّيس أندراوس المدعوّ أوّلًا، تقـوم برحلاتـهـا الروحيّة والتعليميّة والخيريّة التي تنظّمها متروبوليتيّة نوفوسيبيسرسك بالتعاون مع السلطات المحلّيّة.n