الكرسيّ البطريركيّ الأنطاكيّ
بيان رسميّ
زار غبطة البطريرك الصربيّ إيريناوس الكرسيّ البطريركيّ الأنطاكيّ، وفي ختام الزيارة صدر عن الكنيستين البيان التالي: «تكريسًا لوحدة الإيمان وعملًا بالتقليد والأعراف الكنسيّة، قام غبطة البطريرك إيريناوس بطريرك الصرب، وعلى رأس وفدٍ كنسيٍّ، بزيارة رسميّة سلاميّة إلى بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، وكان في استقباله غبطة البطريرك يوحنّا العاشر ومطارنة المجمع الأنطاكيّ المقدّس. أتت زيارة غبطته بدعوة رسميّة وجّهها إليه البطريرك يوحنّا خلال زيارته صربيا في تشرين الأوّل الماضي. وشكّلت مناسبة تعرّف فيها غبطة البطريرك إيريناوس وصحبه إلى واقع الكنيسة الأنطاكيّة في سورية وفي لبنان وتباحث فيها الجانبان في جملة من المسائل التي تعني كنيستي صربيا وأنطاكية. وأكّد البطريركان على جملة من المواقف الثابتة:
تعتبر الكنيستان أنّ المسيحيّين هم مكوّن أساس من النسيج المشرقيّ في المجتمعات التي يعيشون فيها، وأن السلام في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن يرتكز على نظريّة حماية الأقلّيّات، ولا على منطق الغلبة للأكثريّات بل عبر تضافر جميع الجهود ضمن مبدأ المواطنة والعيش الواحد بين كلّ الأطراف الدينيّة والاجتماعيّة. وتؤكّد الكنيستان أيضًا المسؤوليّة الملقاة على الجميع داخلًا وخارجًا لتجفيف منابع الإرهاب فكرًا وسلاحًا، والتوصّل إلى حلّ الأزمات بالطرائق السلميّة بما يوفّر على إنسان هذا الشرق تحمّل آثار الحرب خطفًا وقتلًا وتهجيرًا وعنفًا. تدعو الكنيستان المجتمع الدوليّ وسائر الحكومات إلى النظر بعين الحقّ إلى ما يجري بحقّ الإنسان المشرقيّ في كلّ بلدانه من إرهاب يطال الجميع، والمسيحيّين بخاصّة، ويدفع ثمنه أبناء كنيسة أنطاكية وغيرهم.
تشدّد الكنيستان على أهمّيّة التعاون الأرثوذكسيّ، وتدعوان إلى تمتين الحوار وتفعيله بين سائر الكنائس الأرثوذكسيّة المستقلّة، باعتباره السبيل الوحيد للخروج من الأزمات. وتؤكّدان على ضرورة احترام الحدود الجغرافيّة والتاريخيّة للكنائس المحلّيّة، وتعتبران أنّ وحدة العالم الأرثوذكسيّ هي أمانة غالية أوصى بها الربّ يسوع المسيح بنفسه، وستبقى مصانةً وبيّنةً مهما تراكمت عليها الأزمات.
تشدّد الكنيستان على أنّهما مؤتمنتان على خير إنسان بلدانهما، وعلى إرثه الحضاريّ الإيمانيّ الذي يبقى له كهويّةٍ وانتماءٍ منفتحٍ، لا يتجزّأ في دوامة ما يجري في هذا العالم من روح استقلاليّةٍ وفرديّةٍ ونزعات انقسامٍ واستخدامٍ للدين في حقل السياسة. وتؤكّدان أنّ الانتماء الكنسيّ لا يلغي ولا يتماهى في آن معًا والانتماء الوطنيّ الذي يحترم خصوصيّة البلدان، لا بل إنّ الانتماء الكنسيّ هو أوّل من يدعم أسس الانتماء الوطنيّ، ويبني في الإنسان ثقافة المواطنة والعيش الواحد مع الآخر مع الاحترام الكامل لخصوصيّته.
تلفت الكنيستان بشكل خاصّ إلى ما جرى في نيسان 2013 من خطف طال مطراني حلب يوحنّا (إبراهيم) وبولس (يازجي). تستنكر الكنيستان هذا الخطف المدان وتستنكر معه أيضًا الصمت الدوليّ المطبق الذي خيّم ويخيّم على هذا الملفّ، وتدعو الجميع إلى بذل الجهد لإطلاقهما، وإغلاق هذا الملفّ الذي يختزل شيئًا بسيطًا من معاناة المخطوفين، ومن معاناة إنسان هذا المشرق الذي يدفع ضريبة الحروب. كما تدعوان المجتمع الدوليّ إلى الحفاظ على المقدّسات في كوسوفو.
تصلّي الكنيستان من أجل نموّ الشعوب التي تنتمي إلى كنيسة صربيا والسلام والاستقرار في جميع بلدانها، ومن أجل سلام سورية واستقرار لبنان وخير البشريّة جمعاء التي تتوق إلى سلام الله القدّوس».
فلسطين المحتلّة
ترميم القبر المقدّس
في أيّار الماضي اجتمع في الدير الفرنسيسكانيّ في القدس، غبطة بطريرك أورشليم ثيوفيلوس والأسقف أريسترخوس والأرشمندريت متّاوس، مع آباء الفرنسيسكان فرانسيسكو ودوبروميرو ودافيد، ومع غبطة بطريرك الكنيسة الأرمنيّة في القدس نورهان مانوغيان ومعاونيه، بغية توقيع اتّفاقيّة لإتمام أعمال الترميم في محيط القبر المقدّس، التي يقوم بها فريقان من المتخصّصين في الترميم من اليونان وأرمينيا. صدر عن اللقاء البيان التالي: «إنّها بركة عظيمة أن نلتقي هنا لتوقيع هذه الاتّفاقيّة، لمتابعة أعمال الترميم في القبر المقدّس. وهذه خطوة جديدة في تاريخنا، أي في تعاوننا معًا وفي رسالتنا وفي شهادتنا لمدينة القدس والأماكن المقدّسة التي في مقدّمتها القبر المقدّس. هذا كلّه للمحافظة على طابع مدينة القدس التاريخيّة، ومع إنجاز عمليّة الترميم سيعود القبر المقدّس إلى رونقه وتألّقه».
مصر
اكتشاف كنيسة جديدة
مريوط مدينة بحريّة عمرها لا يقلّ عن 2000 عام، وتقع على إحدى البحيرات المالحة في شمال مصر جنوب الإسكندريّة، وكانت في ما مضى أسقفيّة تابعة لبطريركيّة الإسكندريّة.
في مريوط اليوم فريق من علماء الآثار حضر من بولندا، واكتشف كنيسة قديمة في هذه المدينة تشبه الكنائس الموجودة في الجزر اليونانيّة، والتي تعود إلى أواسط القرن الرابع. موقع الكنيسة جنوب غرب المعبد الأثريّ في الإسكندريّة، الذي بناه بطليموس الرابع للإله سرابيس واكتشفه العالِم آلان رو بين 1943 و1944.
في مريوط بازيليك قديمة حُدّد تاريخها بين القرنين الخامس والثامن، واكتشفت تحتها كنيسة أكثر قدمًا.
يقول عالم الآثار البولنديّ كريستوف بابراج من متحف كاركوف «إنّها من أقدم الكنائس المسيحيّة في الأراضي المصريّة. ويبدو أنّها شُيّدت على يد عمّال محلّيّين استوحوا نمط العمارة من الكنائس في اليونان التي بُنيت في المرحلة ذاتها، ومن الممكن أنّ الكنيسة تدمّرت بفعل زلزال ضرب المدينة».
وجدت داخل الكنيسة بقايا سيراميك وزجاج ربّما كانت تستقدم من قبرص أو من الأناضول، وتستخدم لحفظ النبيذ. وهناك أيضًا قوارير صغيرة لحفظ الزيت أو الميرون، كما اكتشفت صلبان يونانيّة النمط.
فنلندا
اتّحاد الطلبة المسيحيّين العالميّ
بين 10 و 15 حزيران 2019، عقدت اللجنة اللاهوتيّة في اتّحاد الطلبة المسيحيّين العالميّ لقاء للتحضير للجمعيّة العموميّة المزمع انعقادها في برلين، ألمانيا العام 2020. أمّا عنوان المؤتمر في برلين فهو مستوحى من رسالة بولس إلى رومية 12:12 «الفرح في الرجاء».
شارك في فنلندا ممثّلون عن الاتّحاد من الفيليبّين والهند وكوبا وإيطاليا وجنوب إفريقيا وفنلندا. ومن لبنان شارك الأب نعمة (صليبا)، مسؤول لجنة العلاقات المسكونيّة في الأمانة العامّة لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، وكانت له مساهمة حول مفهوم الرجاء في الكتاب المقدّس.
وعن هذا التجربة قال الأب نعمة: «كانت مناسبة للتعرّف إلى الكنيسة الأرثوذكسيّة في فنلندا، فالمسجّلون فيها يبلغ عددهم نحو ستّين ألف مؤمن، ما يعادل 1% من الشعب. تتمتّع الكنيسة باستقلال ذاتيّ وهي تابعة للبطريركيّة المسكونيّة في الفنار، إسطنبول. تتبع التقويم الغربيّ الغريغوريّ في جميع الأعياد، والألحان الكنسيّة مكتوبة على السلّم الغربيّ. الكنيسة في فنلندا تؤدّي دورًا توفيقيًّا بين روسيا الأرثوذكسيّة والعالم الغربيّ. والملاحظ أنّ الطقس البيزنطيّ يجذب كثيرين من المثقّفين إلى الكنيسة ويدفعهم إلى الانتماء الجدّيّ.
اشترت الكنيسة مؤخّرًا مركزًا للمؤتمرات والمحاضرات مع أبنية سكنيّة مجاورة وأطلقت عليه اسم «صوفيا».
المشاركون كانوا من كلّ القارّات وهذا ما أغنى اللقاء فوجهات النظر والمقاربات كانت مختلفة وتعبّر عن واقع كلّ بلد».
اليونان
النصوص السرديّة المسيحيّة
انعقد في جامعة فولوس اللاهوتيّة في اليونان مؤتمر دوليّ بعنوان «النصوص السرديّة المسيحيّة، مقاربات لاهوتيّة وعلمانيّة»، وذلك بين 9 و 11 أيّار 2019. شارك في هذا اللقاء مندوبون عن الكنائس والحركات الشبابيّة من اليونان وقبرص والولايات المتّحدة الأميركيّة ولبنان، ومثّل حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة الأب نعمة (صليبا) كاهن رعيّة القدّيسين بطرس وبولس في الحازميّة، ومسؤول لجنة العلاقات المسكونيّة في الأمانة العامّة لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة.
افتتح المؤتمر مطران منطقة ديمتريا إغناطيوس، كما وجّه قداسة البطريرك المسكونيّ برثلماوس رسالة إلى المشاركين. تناول المحاضرون هذه المقاربات من نواح عدّة، منها علم النفس والتربية واللاهوت والكتاب المقدّس والآباء. ومن المواضيع التي طرحت نصوص من العهدين القديم والجديد ومن حياة القدّيسين الشهداء، ونذكر على سبيل المثال: بطولات المرأة في النصوص الشعبيّة البيزنطيّة، السرد في حياة القدّيس ألكسيوس رجل اللَّه، والقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم تحليل سرديّ.
وعن أهمّيّة هذا اللقاء قال الأب نعمة: «جيّد أن نستمع إلى تحدّيات تواجه الأرثوذكسيّة العالميّة. كما أنّ اللقاءات الجانبيّة مع الأساتذة المشاركين كانت حول الشؤون العامّة في الكنيسة. هذا عدا عن التعرّف إلى التراث المحلّيّ لكلّ كنيسة وتحدّياتها التي تختلف من بلد إلى آخر. هذا اللقاء السنويّ مهمّ فعبره نستطيع أن نشارك كشبيبة، فنحن بحاجة إلى إقامة حوار أرثوذكسيّ- أرثوذكسيّ، نتبادل فيه الخبرات والآراء».
تنزانيا
البابا ثيوذوروس الثاني في تنزانيا
زار غبطة بابا وبطريرك الإسكندريّة وسائر إفريقيا دولة تنزانيا في جولة تفقّديّة، وترأس الذبيحة الإلهيّة في مركز البعثة الأرثوذكسيّة، في وسط تنزانيا، وعاونه الأسقف أغاثونيكس أسقف أروشا ووسط تنزانيا، والأسقف سلفستروس أسقف غولو وشرق أوغندا، والأسقف فوتيوس أسقف ملاوي.
بعد القدّاس الإلهيّ افتتح غبطته العيادة الطبّيّة الجديدة المسمّاة على اسم القدّيس نيقولاوس، والتابعة لأسقفيّة أروشا، والتي أنشئت لعلاج أبناء المنطقة مجّانًا.
كما قام غبطته بتكريس كنيسة القدّيس يوحنّا اللاهوتيّ التي تبرعت ببنائها أخويّة البعثة الخارجيّة في تسالونيكي. وزار أيضًا قريتي ماكوبيكي وإيلاسيمبا حيث تفقّد العيادة الطبّيّة والمدرسة اللتين أنشئتا على نفقة المتروبوليت ديمتريوس مطران تنزانيا. وفي وقت سابق كان غبطته قد أتمّ معموديّة 350 شخصًا من السكّان المحلّيّين، في المركز التبشيريّ الأرثوذكسيّ في كينتامالي وسط تنزانيا بمعاونة عدد من الأساقفة.
الولايات المتّحدة الأميركيّة
تنصيب المتروبوليت إلبيذوفوروس
في التاسع عشر من حزيران 2019، وصل إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة سيادة المتروبوليت إلبيذوفوروس المنتخب خلفًا لرئيس الأساقفة في الكنيسة الأرثوذكسيّة اليونانيّة ديمتريوس. وكان سيادته قد انتخب بالإجماع في جلسة المجمع المسكونيّ في الفنار، اسطنبول، برئاسة قداسة البطريرك المسكونيّ برثلماوس، يوم السبت الواقع فيه الحادي عشر من أيّار 2019. وعند وصوله إلى مقرّه في مانهاتن، عقد سلسلة اجتماعات مع الأساقفة والكهنة والموظّفين في الأبرشيّة، ومع رؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة ومع قادة الطوائف الأخرى. كما أقام صلاة الشكر في كنيسة القدّيس بولس في المطرانيّة.
رئيس الأساقفة الجديد هو مطران بورسا ورئيس دير الثالوث الأقدس في خالكي، تركيا، وأستاذ لاهوت في جامعة أرسطوطاليس في تسالونيكي، وهو سابع رئيس أساقفة في الكنيسة اليونانيّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة.
وفي الثاني والعشرين من حزيران تمّ تنصيب سيادته رئيسًا للأساقفة في كاتدرائيّة الثالوث الأقدس في مانهاتن، بمشاركة كثيفة من الشخصيّات الدينيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، في مقدّمتهم ممثّل الرئيس الأميركيّ وزير الصحّة أليكس عازار الأرثوذكسيّ الأنطاكيّ. وكان ممثّل قداسة البطريرك المسكونيّ متروبوليت ألمانيا أوغسطينوس هو الذي سلّم عصا الرعاية لرئيس الأساقفة.
وبعد التنصيب ألقى سيادته كلمة شكر فيها قداسة البطريرك المسكونيّ وأعضاء المجمع على ثقتهم. واستذكر كيف أنّ البطريرك كان دائمًا يشجّعه في المناصب التي تولاّها وفي المسؤوليّات التي ألقيت على عاتقه. كما شكر الوزير أليكس عازار وكلّ الحضور داعيًا إلى التعاون مع جميع الكنائس الأرثوذكسيّة لما فيه خير الكنيسة. وأكّد استعداده لخدمة الأبرشيّة بكلّ ما أوتي من قوّة وإيمان، وشدّد على أنّه جاهز دائمًا للاستماع إلى الجميع وإلى الحوار والعمل مع الجميع.
ويوم الأحد الواقع فيه 23 حزيران ترأس أوّل قدّاس إلهي مع كلّ أساقفة الأبرشيّة، في كاتدرائيّة الثالوث الأقدس في مانهاتن. n