أبو ظبي
تدشين كاتدرائيّة
النبيّ إيليّا
افتتح غبطة البطريرك يوحنّا العاشر كاتدرائية النبيّ إيليّا في المصفح في أبو ظبي، بحضور وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، يرافقه وفد كنسيّ إلى جانب وفد من جامعة البلمند، وأزاح الستارة عن اللوحة الحجريّة التي تؤرّخ هذا الحدث.
حضر هذا الافتتاح عدد من الشخصيّات الدينيّة والسياسيّة والرسميّة من لبنان وأبو ظبي واليونان، وألقيت كلمات للمناسبة، كانت أوّلها كلمة أسقف الإمارات غريغوريوس (خوري) الذي عبّر عن امتنانه للدولة في ما وصلت إليه كنيسة أنطاكية على أرضها، مؤكّدًا على الأخوّة الإنسانيّة التي لم تقف عند حدود الاختلاف في المعتقد. كما توجّه بالشكر والامتنان للشيخ خليفة بن زايد رئيس البلاد، الذي منح بطريركيّة أنطاكية الأرض التي بنيت عليها الكنيسة.
أمّا وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان فأكّد على العلاقة الخاصّة والمتجدّدة بين بطريركيّة أنطاكية ودولة الإمارات التي تستند دومًا إلى القيم المثلى والمبادئ المشتركة، التي تصب في صالح الخير العامّ، والتي تسعى إلى نشر السلام والمحبّة .
واستهلّ غبطة البطريرك كلمته مستشهدًا بمنشد المزامير «أحببت يا ربّ جمال بيتك وموضع سكنى مجدك»، وتابع قائلاً: «في قلب الإمارات العزيزة غرسنا قلوبنا محبّةً بتراب هذه الأرض، وفي قلبها نُعلّي اليوم كنيسة النبيّ إيليّا لنعلن فيها وفي وجدان الكلّ أنّ أمارات الفرح والرضى في قلب اللَّه تعالى تفوح عندما يرى عباده من كلّ دين على لقيا محبّة. ندعو للقائمين على هذا البلد الطيّب الذين وهبوا بسخاءٍ الأرض التي نحن عليها، والتقت مكرماتهم بجهود وعطاءات أبنائنا الأنطاكيّين في الإمارات، فاكتمل بناء هذه الكنيسة وبفترة وجيزة بهمّة الخيّرين، وذلك بعد أن وضعنا حجر أساسها في أيّار ٢٠١٤. واليوم، وبتشييد هذه الكنيسة، تؤكّد كنيسة أنطاكية عمقها وامتدادها الطبيعيّ في الخليج العربيّ ورعايتها له منذ فجر المسيحيّة. نحن من صلب هذا الشرق ومن ترابه. نحن من أصالة تاريخه ننبثق ومن فجر مسيحيّته نجيء. نحن من مذود بيت لحم ومن رحابة سورية نوافي، ومن أرز لبنان وخصب العراق والأردنّ نندفق، ومن كنف الجزيرة العربيّة بقبائلها المسيحيّة نحيّي إخوتنا من كلّ دين. قبلتنا القدس الشريف الذي هو محطّ أنظارنا وعنوان سلامٍ وألفةٍ بين كلّ الأديان. وقلبنا يدمي لما نشهده في مدينة السلام من تشويه للتاريخ وظلمٍ على الإنسان وتجاوزٍ لكلِّ الأعراف الدوليّة».
وتوجّه غبطته بالشكر العميق للسيّد ألبير متّى، تقديرًا لخدماته وعطاياه الخيّرة، وقلّده وسام الكرسيّ الأنطاكيّ من رتبة كومندور كبير. وشكر أيضًا لكلّ من أسهم في بناء هذه الكاتدرائيّة قائلاً: «ولأبنائنا في الإمارات العربيّة المتّحدة وفي كلّ الخليج العربيّ، سلام من القلب إلى القلب، وبركة رسوليّة من كرسيّ الرسولين بطرس وبولس».
وصباح الجمعة الواقع فيه التاسع عشر من كانون الثاني 2018 ترأّس غبطته القدّاس الإلهيّ بعد تكريس الكاتدرائيّة ونضحها بالميرون المقدّس.
بيروت
رسامة الشمّاس مكسيموس (المرّ) كاهنًا
في عيد القدّيس نيقولاوس في 6 كانون الأوّل 2017، كانت كنيسة القدّيس نيقولاوس في الأشرفيّة على مـوعـد مـع القــدّاس الإلـهـيّ الذي ترأّسه سيادة المطران إلياس (عودة) وعاونه فيه عدد من كهنة الأبرشيّة المحروسة باللَّه. غصّت الكنيسة بالمؤمنين الذين جاؤوا يطلبون شفاعة القدّيس نيقولاوس، ويشاركون في رسامة الشمّاس مكسيموس (المرّ) كاهنًا.
بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى سيادة المطران إلياس عظة، تحدّث فيها عن القدّيس نيقولاوس وعن حياته ورعايته شعبه من دون تمييز بين إنسان وآخر. وممّا قاله: «القدّيس نيقولاوس كان محبوبًا على مرّ العصور، عرفته جميع الكنائس في كلّ العالم واعتبر من القدّيسين الذين لا يُنسون. وإكرامًا لهذا القدّيس العظيم، يوم الخميس في كلّ أسبوع نحن نعيّد للقدّيس نيقولاوس، وفي كلّ صلاة خلّص يا ربّ شعبك وبارك ميراثك، نذكر والدة الإله ويوحنّا المعمدان وبعض القدّيسين ومنهم القدّيس نيقولاوس».
وانتقل سيادته إلى التكلّم على الكاهن الجديد، معدّدًا صفاته الحميدة فقال: «في هذا اليوم أردنا أن ينتقل ابننا الشمّاس مكسيموس، أي أن ينقله اللَّه من الشموسيّة إلى الكهنوت. الشمّاس مكسيموس هو شابّ رصين جدًّا، صادق، محبّ ويليق به الكهنوت. لقد انتقلت زوجته إيمان باكرًا وأخبرته وهي على سرير المستشفى بأنّها ستنتقل ولا تخاف لأنّها ترى ما لا يُرى وينتظرونها. فكانت في الفرح وكانت بهذا الفرح تشدّد الزوج المحبّ. كانت تعزف آلةً موسيقيّة وهذه الآلة قلّما أناس يعرفون كيف يعزفون عليها ولكنّ هذا ليس الأمر المهمّ، بل كان هذا يدلّ على رقّة نفسها وعلى تقبّل كلّ ما هو جميل. ماذا فعل الشمّاس مكسيموس قبل أن يدخل رتبة الكهنوت. ما أراد أن يتزوّج لأنّه كان يعرف أنّه عندما تزوّج أصبح هو وإيمان جسدًا واحدًا والموت لا يفصلهما. فما أراد أن يتزوّج بل أراد أن يبقى معها في الصلاة الدائمة وفي خدمة ربّها الذي كانت تحبّ. فرُسم شمّاسًا وكان يخدم حتّى الآن في كنيسة القدّيس جاورجيوس للمسنّين قرب المستشفى وكان خير مساعدٍ للأب يوستينوس. هذه التي لعبت القانون بقيت على قانون ربّها وهذا الذي تزوّجها أو وحّده اللَّه بها استمرّ على وصايا اللَّه إلى هذه اللحظة. لذا نحن نعتبره مستحقًّا أن يكون خادمًا للربّ، واقفًا أمام مذبحه المقدّس لكي يتحوّل جسد الربّ ودمه على يديه مباركًا فيهما ويبارك باليد كلّ إنسانٍ أمامه. هذا الإنسان الذي نفرح برسامته ونفرح بفرح إيمان في السماء وبفرح عائلته والشابّتين سارة وتاليا، هاتان تذهبان إلى الكنيسة كلّ أحد، نحن نفرح بهما. تذهبان مع أبيهما الأب مكسيموس وتشتركان معه من أجل الصلاة لكلّ إنسان وبخاصّة لأمّهما.
مجلّة النور تتقدّم من الكاهن الجديد بالتهنئة ضارعة إلى الربّ أن يسدّد خطاه في خدمة كنيسته. مستحقّ أبونا.
لبنان
الأمانة العامّة
مع بدء السنة الجديدة، أعلن الأمين العامّ الأخ فادي نصر تشكيل الأمانة العامّة الجديدة المُدرجة أدناه والتي تضمّ، إلى رؤساء المراكز الحركيّة المنتَخبين، مسؤولي القطاعات والأسر الحركيّة المختلفة.
وستضع الأمانة العامّة في اجتماعاتها الدوريّة خطّة العمل للفترة الآتية، وستبحث خطوات تنفيذ مقرّرات المؤتمر الحركيّ العامّ، الذي عقد نهاية شهر تشرين الثاني المنصرم.
وتوضيحًا لما تتناوله بعض المسؤوليّات يُذكَر ما يلي:
إنّ مسؤوليّة الإرشاد تُدرَج في إطارها شؤون الحلقات واللقاءات الإرشاديّة المختلفة، إضافة الى البرامج والتدريب ولقاءات «الهويّة النهضويّة».
ويُدرَج في إطار مسؤوليّة الإعلام شؤون الإعلام بأصعدته المختلفة والتواصل الاجتماعيّ والموقع الإلكترونيّ الخاصّ بالحركة، الذي سيطلّ بإخراجه الجديد، والشرائط التوثيقيّة والشؤون الإداريّة والتطويريّة العائدة إلى مجلّة النور، التي سيتولّى رئاسة تحريرها بدءًا من شهر أيّار المقبل الأب مخائيل (الدبس)، خلفًا للأب إيليّا (متري) الذي قدّم استقالته بعد خدمة المجلّة لسنوات طوال.
وأيضًا استحدثت مسؤوليّة جديدة للحضور المُجتمعيّ، بحيث سيتناول اهتمامها الإطلالات التفاعليّة على بعض القضايا المجتمعيّة والثقافيّة المطروحة، بهدف تقديم المقاربات الإيمانيّة لها.
كما وضعت مسؤوليّة العاملين في إطار شريحتين عُمريّتين تفعيلاً للعمل، ومجاراةً للواقع القائم في هذه الأسرة المركزيّة في الجسم الحركيّ.
هذا على رجاء أن ترافق صلواتكم الأمانة العامّة الجديدة ليلهمها الربّ إلى ما يفعّل عمل الحركة ووحدتها ويخدم الكلمة وشهادة كنيستنا الأنطاكيّة ووحدتها وبهاءها.
فادي نصر الأمين العامّ، جان يازجي رئيس مركز دمشق، سحر جرجي رئيس مركز اللاذقيّة، سامر رفّول رئيس مركز طرطوس، سمعان سعد رئيس مركز حلب، الأب نكتاريوس (مخّول) رئيس مركز عكّار، ميرنا عبّود رئيس مركز طرابلس، بسّام كرم رئيس مركز البترون، جورج عرموني رئيس مركز جبل لبنان، زينة أبو الروس رئيس مركز بيروت، الأب ماهر (حدّاد) مكتب التعليم الدينيّ - حماه، الشمّاس سلوان (صنيج) مكتب التعليم الديني - حمص، فؤاد الصوري الشؤون الإداريّة، سناء معوّض أمانة السرّ، أرجان تركيّة الشؤون الماليّة، رينه أنطون الإعلام، جورج معلولي الإرشاد، إبراهيم رزق الشؤون القانونيّة، ريمون رزق منشورات وتعاونيّة النور، موسى عفيصة عضو، طوني خوري عضو، ريما ونّوس التبنّي المدرسيّ، فؤاد الصوري هيئة الطوارئ، دوريس بندلي أنطون الحضور المجتمعيّ، سمير مقدسيان أسرة الاستعدادييّن، داني أبي شاهين أسرة الثانويّين، جوزيف عطااللَّه أسرة الجامعيّين، طلال حنّا أسرة العاملين - شريحة أولى، ميشلين صويطي أسرة العاملين - شريحة ثانية، جورج بيروتي أسرة العائلات، سامية شريقي أسرة السيّدات.
إبل السقي- لبنان
«دعوا الأطفال يأتون إليّ ولا تمنعوهم»
في ميلاد يسوع المسيح يجتمع الأحبّة حول المذود المتواضع، ضارعين إلى الطفل الإلهيّ أن يدرك المسيحيّون معنى العيد الحقيقيّ. العيد هو أن تضيء شمعة في هذا العالم المظلم، أن تمحو دمعة عن وجه حزين، أن تطعم جائعًا، أن تزور مريضًا، أن تأوي مشرّدًا، أن تزرع الفرح في قلوب الحزانى.
في هذا العيد شاءت الأمانة العامّة في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، أن تتقاسم المناسبة مع أطفال الجنوب، فخصّصت لهم لقاء في بلدة إبل السقي، حيث اجتمع نحو مئة وخمسين طفلاً من عمر ستّ سنوات إلى 12 سنة. جاؤوا من قرى إبل السقي وعين حرشة والماري، الكفير، كفرمشكي، دير ميماس، مرجعيون وراشيّا الفخّار. وأمضوا نهارهم في نشاطات مختلفة تنوّعت بين تعلّم بعض التراتيل الكنسيّة والألعاب التثقيفيّة والمسرحيّات المرتبطة بالمناسبة. وفي الختام تناول الجميع الغداء ووزّعت الهدايا على الأطفال.
نشكر سيادة المطران إلياس (كفوري) الذي يستقبلنا دائمًا في أبرشيّته، وكهنة هذه القرى لدعمهم وحضورهم. كما نوجه الشكر والدعاء لكلّ من أسهم في إنجاح هذا اللقاء، ونخصّ بالذكر الأب جورج (مسّوح) كاهن رعيّة عاليه، الأب الحارث (إبراهيم) كاهن رعيّة بيت مري، والسيّدة لارا الحايك. والشكر أيضًا للمحسن الكبير الذي يأبى دومًا ذكر اسمه. ندعو للجميع بالصحّة والعافية وكلّ الخير والبركة في العام الجديد، وإلى اللقاء في نشاط آخر في قرية أخرى من الجنوب.
سيناء - مصر
مكتبة دير القدّيسة كاترينا
انتهت المرحلة الأولى من ترميم مكتبة دير القدّيسة كاترينا في سيناء، مصر. وهكذا أصبح بإمكان الباحثين الاطّلاع على مجموعة المخطوطات الموجودة في المكتبة. استمرّت أعمال الترميم في قاعات حفظ المخطوطات تسع سنوات، وكان ذلك بإشراف وزارة الآثار المصريّة. ويقول المسؤول في دائرة الحفاظ على التراث المسيحيّ والإسلاميّ البروفسور محمّد عبد اللطيف، إنّ الجدار الشرقيّ في المكتبة، المعروف بحائط يوستينيانوس، دُعّم ورمّمت الواجهة والأعمدة.
أدّى ترميم المكتبة إلى اكتشاف مخطوط قديم مكتوب على أفخر أنواع الجلد، ويتضمّن الاختبارات الطبّيّة ونتائجها التي قام بها أبو الطبّ أبقراط اليونانيّ. كتب هذا المخطوط بين القرنين الخامس والسادس. كما اكتشفت ثلاث دراسات في مجال الطبّ وضعها كتّاب مجهولون عاشوا في المرحلة ذاتها. ينتمي مخطوط أبقراط إلى المجموعة المعروفة تحت اسم «بالميزيت» وهي مصنوعة من طبقتين من الجلد. أزيلت الكتابات المنقوشة على الطبقة الأولى قبل كتابة الوصفات الطبّيّة، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الجلد في تلك الحقبة. الطبقة الثانية من مخطوطات البالميزيت تضمّ نصّ الكتاب المقدّس المعروف بالمخطوط السينائيّ، ويعتبر كنزًا فريدًا، كتب بين 325 و360 ويضمّ العهدين القديم والجديد. وكانت هذه الطريقة متّبعة في العصور الوسطى.
وفي الوقت عينه رمّمت أقدم وأكبر فسيفساء موجودة في المكتبة. تمثّل هذه التحفة الفنّيّة حادثة التجلّي على مساحة 46 مترًا مربّعًا. وتتألّف من أحجار شبه كريمة غُطّي بعضها بالذهب والفضّة. في الوسط نرى على جبل ثابور رسمًا للَّه ولوالدة الإله مع 31 رسمًا للأنبياء والقدّيسين على محيط الفسيفساء.
هناك أكثر من 6000 مخطوط في مكتبة دير القدّيسة كاترينا، أقدمها يعود إلى القرن الرابع. نحو 600 مخطوط هي باللغات العربيّة واليونانيّة والإثيوبيّة والقبطيّة والأرمنيّة والسريانيّة، وتشمل مواضيعها التاريخ والجغرافيا والفلسفة.
الكويت
تدشين كنيسة القدّيس فارتان
ترأس غبطة الكاثوليكوس آرام الأوّل كاثوليكوس بيت كليكيا الكبير للأرمن الأرثوذكس، الذي تمتدّ رئاسته على لبنان وسورية والكويت والخليج وقبرص وإيران والولايات المتّحدة الأميركيّة وكندا وأستراليا، القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس فارتان الجديدة في الكويت، بعد أن نضحها بالميرون المقدّس وكرّسها.
عاونه في الخدمة عدد من الكهنة والشمامسة، وكرّس أعمدة الكنيسة كلّ واحد على اسم قدّيس في الكنيسة الأرمنيّة. وفي الختام توجّه الكاثوليكوس إلى الحضور بكلمة استهلّها باستشهاد من إشعياء «تفرح البرّيّة والأرض اليابسة ويبتهج القفر ويزهر كالنرجس» (35: 1)، وتابع قائلاً إنّ الكنيسة تستمدّ هويّتها ورسالتها من مشاركة أبنائها وهي تعمل دائمًا في خدمة مؤمنيها، كما حثّ الحضور على متابعة نشاطهم.
حضر الخدمة الإلهيّة القاصد الرسوليّ في الإمارات العربيّة المتّحدة، ومطران الكويت للروم الأرثوذكس المتروبوليت غطّاس (هزيم)، وحشد من المؤمنين جاؤوا من السعوديّة والبحرين والإمارات.
فرنسا
الأب بلاسيد (دوسيل) في ذمّة اللَّه
بدأ الأب بلاسيد حياته راهبًا كاثوليكيًّا ثمّ انتقل إلى الكنيسة الأرثوذكسيّة فغدا رمزًا للروحانيّة الأرثوذكسيّة الفرنسيّة. توفّي الأحد 8 كانون الثاني 2018 عن عمر ناهز الحادية والتسعين، قرب دير القدّيس أنطونيوس الكبير الذي أسّسه منذ أربعين عامًا.
من هو الأب بلاسيد؟ انجذب إلى الحياة الرهبانيّة وهو في السادسة عشرة من عمره، فأصبح راهبًا في الدير السيسترسيّ في بيلفونتين. وعاش هناك سنوات سعيدة تميّزت بانشداده إلى كتابات آباء الكنيسة، وبرغبة جامحة في العودة إلى ينابيع الحياة الرهبانيّة. رُسم كاهنًا في العام 1952 وأمسى أستاذ العقيدة وكلّف بتنشئة الرهبان اليافعين.
بعد انعقاد المجمع الفاتيكانيّ الثاني، أحسّ بالخوف، وبدلاً من العودة إلى الجذور، رأى تراجعًا وضعفًا في الليتورجيا. وهنا أخذ ينمّي فكرة أن يعيش في كنف الكنيسة الكاثوليكيّة بحسب النمط الشرقيّ. فأسّس مع راهب آخر العام 1966 دير التجلّي في أوبازين.
اتّبع الطقس البيزنطيّ وأقام علاقات مع الأديرة الأرثوذكسيّة، كما درس تاريخ الكنيسة، فقرّر بعد عشر سنوات أن يذهب مع أخوته إلى دير سيمونوس بترا في جبل آثوس. وهناك اعتنقوا المذهب الأرثوذكسيّ وأسّسوا أمطوشًا أرثوذكسيًّا في فرنسا. وخلال سنوات طويلة درّس مادّة الآبائيّات في معهد القدّيس سرجيوس اللاهوتيّ في فرنسا. كما ألّف العديد من الكتب والمقالات تمحورت حول اللاهوت الأرثوذكسيّ والروحانيّة. ومن آخر مؤلّفاته كتاب بعنوان «من الشرق إلى الغرب»، وكان يقول إنّه وجد في الروحانيّة الشرقيّة «نورًا نقيًّا».
تايلاند
تدشين كنيسة أرثوذكسيّة
زار الأسقف أنطوني، راعي أبرشيّة زفينيغورود، تايلاند، حيث كرّس أوّل كنيسة أرثوذكسيّة في جزيرة كوفانغان، في خليج تايلاند جنوب البلاد. كرّست الكنيسة على اسم القدّيس سيرافيم ساروفسكي، وبنيت بقبّة واحدة منذ سنة ونصف السنة بفضل تبرّعات المؤمنين هناك. فالجزيرة هي مسكن نحو 400 روسيّ، وفي موسم السياحة خلال الشتاء يرتفع العدد إلى 2500 شخص. الكنيسة في تايلاند تستقبل الأرثوذكس من مختلف البلدان. ويقول الأرشمندريت أوليغ (شيريبانين) ممثّل الكنيسة الروسيّة: «نحن لا نسمّي أنفسنا الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، نحن فقط الكنيسة الأرثوذكسيّة في تايلاند وهذه الكنيسة هي للجميع. في رعيّتنا مؤمنون روس وأوكرانيّون ورومانيّون وبلغار، وآخرون من فرنسا وإفريقيا».
ولتعميم الفائدة أصدرت الرعيّة كتاب ليتورجيا، وكتاب تاريخ عن الكنيسة الأرثوذكسيّة بلغة التاي، أي لغة البلاد. يضمّ الكتاب الأوّل صلوات السحر والغروب والساعات والقدّاس الإلهيّ. فمنذ بضع سنوات فتحت تسع كنائس أرثوذكسيّة أبوابها في تايلاند، حيث 90% من السكّان بوذيّون، والكثير من هؤلاء ينضمّون إلى الكنيسة الأرثوذكسيّة. هناك كنائس في جزر فوكيت وكاساموي وكو شانغ وهواهين وشيانغ مي. هناك أيضًا دير في مقاطعة راتشبوري، وكاتدرائيّة على اسم القدّيس نيقولاوس في بانكوك افتتحت منذ ثلاث سنوات.
غواتيمالا
دير الثالوث القدّوس
زار المتروبوليت أمفيلوخيوس، راعي أبرشيّة مونتينيغرو وجنوب أميركا الوسطى، أبرشيّة غواتيمالا، ووصل إلى دير الثالوث القدّوس حيث استقبلته الرئيسة الأمّ أغنيس والراهبات والأب ألكسيوس بينا ألفارو، نائب الأسقف في البرازيل، والأب الروحيّ للدير إغناطيوس.
شيّد الدير في نيسان العام 1986 ببركة المتروبوليت دامسكينوس (باباندريو) التابع للبطريركيّة المسكونيّة. بُني الدير على أرض مطلّة على بحيرة أميتيلان، بفضل تبرّعات عدد من المحسنين إضافة إلى عائلات الراهبات اللواتي يقمن في الدير.
كنيسة الدير رائعة الجمال ومثيرة للإعجاب، وهي غنيّة بالتفاصيل البيزنطيّة، إضافة إلى قبّة وسطيّة، كما أنّ الجدران الداخليّة مغطّاة بالرسوم التي تمثّل أحداثًا من الكتاب المقدّس. وضع حجر أساس كنيسة الدير في تشرين الثاني من العام 1992، وانتهى البناء في تشرين الثاني 2007. احتفل المتروبوليت بالذبيحة الإلهيّة، ثمّ تفقّد أرجاء الدير.
تركيا
تدشين كنيسة القدّيس إستفانوس
دشّن قداسة البطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل، في 7 كانون الثاني 2018، كنيسة القدّيس إستفانوس التابعة للرعيّة البلغاريّة، والواقعة في حيّ الفنار في إسطنبول، أي في حيّ البطريركيّة المسكونيّة، على ضفّة نهر البوسفور. وكانت الكنيسة خضعت للترميم منذ سبع سنوات على نفقة الحكومتين التركيّة والبلغاريّة، والتي بلغت نحو3،3 مليون أورو. عاون قداسته غبطة بطريرك الكنيسة البلغاريّة نيوفيطس وعدد من مطارنة مجمع كنيستي القسطنطينيّة وبلغاريا، ورئيس حكومة بلغاريا وعدد من الرسميّين وحشد من المؤمنين.
وبعد نضح الكنيسة بالماء المقدّس، ألقى قداسة البطريرك المسكونيّ كلمة نوّه فيها بالعلاقات التاريخيّة بين الكنيستين، وأعرب عن شكره كلّ من أسهم في ترميم الكنيسة. ثمّ تحدّث البطريرك البلغاريّ وشكر أيضًا كلّ العاملين في هذا المشروع. وخلال الحفل الذي أقيم في باحة الكنيسة، وصل الرئيس رجب طيّب أردوغان ورئيس الحكومة بينالي يلدريم.
كنيسة القدّيس إستفانوس هي الكنيسة الوحيدة في العالم المبنيّة كلّها من حديد وتتّسع نحو 600 شخص. والمهندس الذي صمّمها اسمه هوسيب أزنافور وهو أرمنيّ الجنسيّة، والقطع الحديديّة أنجزتها شركة فاغنر في فيينا بين 1893 و1895 ونُقلت بالباخرة، ووزنها 500 طنّ. وهي فريدة من حيث المخطّط الهندسيّ والدور الذي أدّته في تاريخ بلغاريا. شيّدت على زمن الوكيل جوزيف الذي كان يدير الشؤون الكنسيّة البلغاريّة بين 1877 و1915، ودشّنت في 8 أيلول 1898. تعدّ من أجمل كنائس تركيا، وبالنسبة إلى البلغار هي رمز نضالهم ضدّ النير العثمانيّ.
باكستان
تدشين مركز خياطة على اسم القدّيسة مطرونة
مشروع جديد تقوم به إرساليّة رئيس الملائكة ميخائيل في باكستان. فبرعاية سيادة المتروبوليت هيلاريون، رئيس أساقفة الكنيسة الروسيّة خارج الحدود، بدأ مركز القدّيسة مطرونة لتعليم الكبار، نشاطه في آذار 2016، وهو يرمي إلى تحسين أوضاع المرأة وتمكينها لمساعدة عائلتها.
وفي صباح التاسع والعشرين من تشرين الأوّل 2017، رفعت الصلوات في مقرّ المركز الواقع في ساردوغا، ثمّ دشّن الأب جوزيف (فاروق) مركز تعليم الخياطة، المجهّز بكلّ ما يلزم من آلات. وبعد سنة من تعليم الخياطة والتطريز والرسم تحصل كلّ مشتركة على ماكنة خياطة خاصّة بها تأخذها إلى منزلها وتبدأ عملها المستقلّ. في العام الماضي خمس عشرة سيّدة انخرطن في برامج المركز، والعدد يزداد باستمرار.
وتتلخّص أهداف مركز القدّيسة مطرونة في النقاط التالية:
تعليم الفتيات والنساء القراءة والكتابة ليتمكّنّ من قراءة الكتاب المقدّس والكتب الليتورجيّة الأرثوذكسيّة.
فتح فرص عمل تساعدهنّ على تحسين أوضاعهنّ الاجتماعيّة والأسريّة.
تنمية ثقتهنّ بنفسهنّ حتّى يواجهن مصاعب الحياة.
بوركت مساعي الأب جوزيف (فاروق) وسدّد اللَّه خطاه في خدمة الكنيسة الأرثوذكسيّة في باكستان. وبشفاعة القدّيسة مطرونة، احفظ يا ربّ رعيّة ساردوغا.
حول العالم
احتفالات عيد الظهور الإلهيّ
نقوم بجولة حول العالم خلال عيد الظهور الإلهيّ، ونبدأ من القارّة الإفريقيّة، وبالتحديد من الكونغو.
الكونغو: في السابع من كانون الثاني ترأّس متروبوليت البرزافيل والغابون سيادة المطران بندلايمون الذبيحة الإلهيّة في كنيسة القيامة في البرزافيل. وبعد انتهاء القدّاس الإلهيّ، ورغم المطر المنهمر توجّه الجميع في طواف إلى نهر الكونغو، وهناك وللمرّة الخامسة في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسيّة، شارك المسيحيّون الأرثوذكس في خدمة تكريس المياه، مع تغطيس الصليب في ثاني أكبر نهر في العالم. وعلى ضفّة النهر ألقى سيادة المطران بندلايمون عظة استرجع فيها تاريخ الكنيسة في الكونغو ولاهوت تقديس المياه وتغطيس الصليب. ثمّ نقل إلى المؤمنين بركة غبطة البطريرك ثيوذوروس الثاني، بطريرك الإسكندريّة وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس. كما شكر وزيرة الشؤون الاجتماعيّة السيّدة إيمليان راوول، والسلطات المحلّيّة وكلّ من ساند الكنيسة الأرثوذكسيّة في الكونغو. ونقل التلفزيون الحكوميّ القدّاس الإلهيّ وأجرى مقابلة مقتضبة مع المطران المذكور. وكان هذا الأخير قد أقام معموديّة عدد من المهتدين في رعيّة القيامة. شدّد اللَّه المطران بندلايمون وحفظ كلّ من يدعم الكنيسة الأرثوذكسيّة في هذه البقعة من العالم.
القسطنطينيّة: في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس، الفنار، إسطنبول، بدأ قداسة البطريرك المسكونيّ بصلاة السحر، صباح عيد الظهور الإلهيّ، ثمّ قام بتقديس المياه، قبل أن يتابع خدمة القدّاس الإلهيّ. عاونه عدد من الأساقفة والكهنة والشمامسة. كان حاضرًا إيوانيس أماناتيذيس وزير خارجيّة اليونان، ممثّلاً الحكومة اليونانيّة، وسفير اليونان في أنقرة بطرس مافرويذيس، وقنصل عامّ اليونان في القسطنطينيّة إيفانغلوس سيكيريس، وقنصل عامّ أوكرانيا في تركيا أولكسندر غاما، وشخصيّات رسميّة وحشد من المؤمنين جاؤوا من اليونان وبلدان أخرى. وفور انتهاء الخدمة الإلهيّة توجّه قداسة البطريرك والأساقفة والحضور إلى رصيف ميناء الفنار حيث قدّس البطريرك المياه وغطّس الصليب في خليج القرن الذهبيّ.
رومانيا: احتفل غبطة البطريرك دانيال، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسيّة الرومانيّة، بعيد الظهور الإلهيّ، وأقام الذبيحة الإلهيّة في كاتدرائيّة البطريركيّة. شارك في الخدمة سيادة أسقف أرضروم قيس (صادق)، والوكيل البطريركيّ إيرونيموس، وتيموثاوس أسقف براهوفا. وألقى غبطته عظة ركّز فيها على معاني العيد المبارك فقال: «المعموديّة ليست فقط لغفران الخطايا، لكنّها بداءة حياة جديدة مع اللَّه. وإذا قلنا أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم فالمسيح قـد لبستم، فـهذا يعني أنّكم لبستم النعمة بالمسيح والحياة الأبديّة في المسيح، لهذا المعموديّة هي وديعة الحياة الأبديّة...».n