2017

4. رسالة الأساقفة الأرثوذكس في ألمانيا إلى الشباب حول الحبّ والجنس والزواج - أسعد إلياس قطّان – العدد الثامن سنة 2017

 

رسالة الأساقفة الأرثوذكس في ألمانيا

إلى الشباب حول الحبّ والجنس والزواج

 

أسعد قطّان

 

 

 

أيّها الشبّان والشابّات الأرثوذكس في ألمانيا،

أوّلاً: بصفتنا أساقفة الكنيسة التي تنتمون إليها في ألمانيا، نتوجّه إليكم بهذه الرسالة راغبيـن في تناول عدد من المسائل الآنيّة. إنّ العالم يزداد صغرًا، وقضايا زمننا الملحّة تزداد وضوحًا. هذه القضايا تمسّ الوجود الإنسانيّ برمّته -  وجودَكم: لقد وضع اللَّه الحاضر والمستقبل بين أيديكم.

نحن نعيش في بلد يتمتّع فيه الإنسان الفرد بالقدرة على النموّ في جوّ من الحرّيّة والكرامة الإنسانيّة. هذا لم يكن مسألةً بدهيّةً عبر تاريخ الإنسانيّة. وهو ما زال غير ممكن في أصقاع كثيرة على وجه الأرض. والحقّ أنّه يمكننا أن نعتبر أنّ وجودنا في ألمانيا، حيث ينعم الجميع بجوّ من السلام والحرّيّة والديمقراطيّة وحقوق الإنسان، إنّما هو بركة من لدن اللَّه.

حيال مناخ من التطرّف الدينيّ آخذ بالتصاعد في غير مكان، نحن مدعوّون كمسيحيّين إلى الدفاع عن هذه القيم بكلّ ما أوتينا من قوّة. فهي تتوافق مع صورة الإنسان كما يعبّر عنها الكتاب المقدّس وتقليد كنيستنا، أي أنّ الإنسان مخلوق على صورة اللَّه (تكوين ١: ٢٧). ونحن نرى في قدرة الإنسان على اتّخاذ قراراته بحرّيّة معلمًا من معالم هذه الصورة الإلهيّة.

ثانيًا: هذه الحرّيّة نعمة عظيمة. ويجب التعامل معها بمسـؤولـيّة تامّة. فالمسؤوليّة ترتبط بالحرّيّة ارتباطًا لا تنفصم عراه. هذا الارتباط يعبّر عن ذاته في مجالات الحياة قاطبـةً، ومن بينها السؤال عمّا إذا كان المرء يريد أن بقضي حياته وحيدًا أو مـن ضمن جمـاعــة، وطـبعًا بالنسبة إلى البحث عن شريك أو شريكة حياة. ويتّصل بهذا عدد من التساؤلات عن الجنس وعقد الزواج والاختلاف بين الزواج المدنيّ والزواج الكنسيّ.... هذه الأسئلة تمسّ كلاًّ فـي عمق كيانه، إذ من حقّه أن يقرّر بحرّيّة طريق حياته.

الأفكار الآتية هدفها تقديم المساعدة - إذ على كلّ واحد أن يقرّر بملء حرّيّته. ومن ثمّ، فإنّها تشجّع على التعاطي مع هذه الأسئلة بمسؤوليّة وعلى تعزيز الحوار في كنيستنا.

ثالثًا: إنّ واحدًا من أشهر المقاطع في الكتاب المقدّس وأكثرها حضورًا في الوجدان، هو الإصحاح الثالث عشر من رسالة القدّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس، وقد دعاه بعضهم »نشيد المحبّة«. في هذا النصّ، يصف الرسول القدّيس المحبّة على أنّها قوّة تؤهّل لتخطّي الأنانيّة. كيف؟ »المحبّة تصبر، المحبّة تخدم، ولا تحسد ولا تتباهى ولا تنتفخ من الكبرياء، ولا تفعل ما ليس بشريف ولا تسعى إلى منفعتها، ولا تحنق ولا تبالي بالسوء، ولا تفرح بالظلم، بل تفرح بالحقّ. وهي تعذر كلّ شيء، وتصدّق كلّ شيء، وترجو كلّ شيء، وتتحمّل كلّ شيء. المحبّة لا تسقط أبدًا« (1كورنثوس ١٣: ٤- ٨). هكذا فإنّ المحبّة تؤدّي إلى تحقيق إنسانيّة الإنسان ومعرفة الحقّ. لذا، هي أثمن من كلّ فضيلة أخرى: »فالآن تبقى هذه الأمور الثلاثة: الإيمان والرجاء والمحبّة، ولكنّ أعظمها المحبّة« (1كورنثوس ١٣: ١٣).

ومن ثمّ، فإنّ محبّة شخص آخر هبة غير مشروطة. حين أحبّ، أعزف عن أن أكون نقطة المركز بالنسبة إلى وجودي. المحبّة شعور كلّيّ وديناميّ، وليست مجرّد رغبة عابرة. وهي تفترض كلمات يسوع أنّ الرجل يترك أباه وأمّه ويلزم امرأته، ويصير الاثنان جسدًا واحدًا، فلا يكونان اثنين بعد ذلك، بل جسد واحد (متّى ١٩: ٥- ٦)، وتسعى إلى تحقيقها.

رابعًا: في زمننا الحاضر، يختبـر كثر من الشبّان والفتيات علاقات جنسيّة قبل الزواج. وغالبًا ما يُطرح السؤال عن موقف الكنيسة الأرثوذكسيّة من هذه المسألة. إنّ دور كنيستنا هو مواكبة المؤمنين بالنصح الروحيّ، لا إطلاق الأحكام الآليّة. طبعًا، هذا الموقف ليس ترخيصًا بالفلتان الجنسيّ. فنحن نشدّد على ضرورة أن يأتي السلوك الفرديّ مسؤولاً لا حيال الحياة الجنسيّة الشخصيّة فحسب، بل حيال حياة الشريك/الشريكة الجنسيّة أيضًا، وكذلك حيال النتائج التي يمكنها أن تتأتّى من العلاقة الجنسيّة. فالمسؤوليّة تكون أمام الذات، وأمام المجتمع، وأمام اللَّه. بهذا المعنى، يكتب الرسول القدّيس بولس إلى أهل كورنثوس: «أوما تعلمون أنّ أجسادكم هي هيكل الروح القدس، وهو فيكم قد نلتموه من اللَّه، وأنّكم لستم لأنفسكم؟« (1كورنثوس ٦: ١٩).

هذا الإصحاح من الرسالة إلى أهل كورنثوس مخصّص للحرّيّة التي تنشأ من الاتّحاد بيسوع، ويمكنها أن تعاش في رباط الزواج الذي باركه اللَّه. لذا، نتمنّى أن يتكلّل حبّكم بزواج كنسيّ، وأن تنشأ منه عائلة مسيحيّة، وأن تتعلّموا كيفيّة احترام الحياة، بما فيها الحياة الناشئة حديثًا، وحمايتها وتعزيزها. في هذا السياق، نذكّر بأنّ الجنين يشكّل كيانًا إنسانيًّا من لحظة الحبل به.

إنّنا نناشدكم ألاّ تتكتّموا عن أسئلتكم، بل أن تعبّروا عنها وتطرحوها على ذوي الاختصاص. فالحوار الصريح يعين الإنسان على معرفة ذاته وعلى اتّخاذ قراراته. والإفصاح يشفي الذات الإنسانيّة. نحن نناشدكم خصوصًا أن تسعوا إلى الحوار مع مَن أوتوا خبرة الإرشاد الروحيّ. إنّ كنيستنا الأرثوذكسيّة تختزن تقليدًا طويل الأمد من خبرة الإرشاد ومعالجة الأمراض الروحيّة. وهذا التقليد في مقدوره أن يقدّم العون - حتّى في زمن التواصل الإلكترونيّ الذي نعيش فيه.

خامسًا: إنّنا نعيش في بلد تنصّ القاعدة القانونيّة فيه على أنّ الزواج الكنسيّ يجب أن يسبقه زواج مدنيّ. هدف الزواج المدنيّ هو المحافظة على حقوق مدنيّة متساوية لكلّ من الرجل والمرأة.

بالنسبة إلينا نحن المسيحيّين، يرتبط الزواج بمحبّة اللَّه التي أعلنها يسوع المسيح عبر تجسّده وصلبه وقيامته. لذا، فالزواج بالنسبة إلى شخص يؤمن بأنّ يسوع المسيح هو ابن اللَّه أكثر من مجرّد مسألة عالميّة، وطبعًا أكثر بكثير من احتفال الزواج في ذاته. فالزواج يقوم على وعد بالإخلاص للشريك الآخر طوال العمر، ويفترض أن ترتبط الشراكة بين الزوجين بالمسيح. والعروسان مدعوّان إلى اقتبال شراكتهما بوصفها عطيّةً من اللَّه، وإلى اختبارها على أنّها تعبير عن المحبّة المتبادلة كما تعاش في كنيسة المسيح. تتبدّى عظمة هذا الحدث عبر ما تشهده خدمة العرس من أنّ العروسين يكلَّلان الواحد مع الآخر ومن أجل الآخر. في سبيل التعبير عن هذا، يلجأ الرسول القدّيس بولس إلى صورة الرباط بين المسيح وكنيسته ويدعوه سرًّا: »إنّ هذا السرّ لعظيم، وإنّي أقول هذا من جهة المسيح والكنيسة« (من رسالة خدمة الإكليل، أفسس ٥: ٣٢).

كما أنّنا نصلّي مرارًا في خدمة العرس من أجل أن يُنعم اللَّه على المقترنَين بثمرة البطن. إنّ كنيستنا الأرثوذكسيّة تبارك الرغبة في إنجاب الأولاد، وترى إلى الطفل بوصفه عطيّةً من اللَّه. ولكنّ الزواج مقدّس وكامل حتّى بلا أطفال. ونحن نرى أنّ التفكير في حجم العائلة هو جزء من حياة مسيحيّة مسؤولة. ولكنّ الإجهاض ليس له أن يكون شكلاً من أشكال »تنظيم« العائلة.

إنّ التهيّؤ للزواج عبر عمليّة إرشاد زوجيّ مع كاهن مسؤول من شأنها أن تتطرّق إلى هذه المسائل جميعها. والحقّ أنّ التكلّم مع الكاهن قبل الزواج هو أكثر من مسألة شكليّة، ويجب أن يتمّ قبل البدء بالتحضير للعرس.

سادسًًا: في مجتمع تعدّديّ مثل ألمانيا، ليس من النادر حصول زواجات بين أرثوذكس ومسيحيّين من طوائف أخرى. هذه تسمّى في العادة »زواجات مختلطة«. لقد عمّقت زواجات من هذا النوع، في العقود الأخيرة، إمكانات التلاقي والتعارف المتبادل بين المسيحيّين، وأظهرت أنّه من الممكن تربية الأطفال في جوّ من الاحترام لتقاليد كنسيّة عدّة. ولقد تطرّقنا إلى الأسئلة العملانيّة الناشئة من زواجات كهذه في وثائق أصدرناها مع الكنيسة الكاثوليكيّة والكنيسة الإنجيليّة في ألمانيا، علمًا بأنّ مثل هذه الأسئلة يحتاج أيضًا إلى عمليّة إرشاديّة.

تطالعنا هذه الزواجات بتحدّيات عدّة. لذا، فمسألة المناولة المشتركة في العائلة الواحدة تبقى مسألةً معلّقة في الوثائق التي أشرنا إليها. والحقّ أنّ موقف كنيستنا في هذا الشأن هو أنّ المناولة المشتركة تفترض الوحدة التامّة في الإيمان، ما هو غير متوافر في الزواجات المختلطة. إنّه لحـريّ بنـا أن نعترف بأنّ هذا الوضع مؤلم جدًّا، وبأنّه يطرح ذاته بوصفه تحدّيًا لاهوتيًّا على ضمائرنا. ومن ثمّ، نسأل اللَّه أن يعيننا على تخطّي الانقسام والوصول إلى اتّحاد الكلّ.

سابعًا: أمّا مسألة الزواج من شريك غير مسيحيّ أو شريكة غير مسيحيّة، فهي أكثر تعقيدًا، إذ لا تتوافر هنا القاعدة المسيحيّة المشتركة. يضاف إلى ذلك أنّ مثل هذه الزواجات تتسبّب أحيانًا بخلافات تؤدّي إلى نبذ الأشخاص المعنيّين على يد عائلاتهم. حيال ذلك، من الضروريّ التذكير مرّة أخرى بأهمّيّة الحرّيّة، هذا الكنز الذي منحه اللَّه للبشر: إنّ الابتعاد القسريّ عن المحبوب لأسباب تختصّ بالانتماء الدينيّ لا يتّفق والحرّيّة المعطاة للإنسان بصفته مخلوقًا على صورة اللَّه (تكوين ١: ٢٧). في مثل هذه الحالات، يشكّل الزواج المدنيّ طريقًا يمكن سلوكه، إذ يشكّل ضمانةً قانونيّةً، ويكفل أن يتمتّع طرفا الزواج بالحقوق ذاتها. ولكنّ البشر الذين يؤمنون باللَّه ويعتبرون أنّ شركتهم الزوجيّة قائمة في البركة الإلهيّة غالبًا ما يقولون بعدم كفاية الزواج المدنيّ، وينهدون إلى تعبير طقوسيّ حسّيّ عن هذه البركة. مثل هذا التعبير غير ممكن في كنيستنا، لأنّ قاعدة الاحتفال بسرّ الزواج هي الإيمان باللَّه الثالوثيّ. ولكنّنا، رغم ذلك، نعتبر أنّ هذا الشوق له ما يبرّره. ولذا، تتمنّى الكنيسة الأرثوذكسيّة في ألمانيا مواكبة مَن يختار هذا النوع من الزواج، إذا كانت الكنيسة مرغوبًا فيها، وهي مستعدّة لتقديم الدعم قولاً وفعلاً في أيّ وقت. كما أنّنا نحثّ من ارتبطوا بزواج من هذا النوع على أن يتطارحوا الأسئلة الناتجة منه، ولا سيّما تربية الأولاد، بصراحة تامّة وروح بنّاءة.

ثامنًا: من المسائل الملحّة اليوم قضيّة المثليّة الجنسيّة والاقتران المثليّ. نحن ننظر بإيجابيّة إلى كون هذا الموضوع يُطرح في مجتمعنا بصراحة، وذلك بعد ما شهدته القرون الماضية من تجاهل للمثليّين، وصولاً إلى حدّ قمعهم واضطهادهم - كما في أزمنة الطغيان النازيّ. ثمّة في الكتاب المقدّس بعهديه آيات ضدّ المثليّين يتناقش اللاهوتيّون في مدى إلزاميّتها حتّى اليوم من دون الوصول إلى رأي موحّد. كما أنّنا نعثر في تقليد كنيستنا على نصوص كثيرة تنتقد المثليّة. ولكنّ الأكيد أنّنا ما زلنا، إلى حدّ بعيد، نجهل كيفيّة نشوء المثليّة الجنسيّة. ولئن تكن هناك عوامل وراثيّة ونفسيّة وثقافيّة، فإنّه ليس ثمّة وضوح بالنسبة إلى الدور الذي يضطلع به كلّ من هذه العوامل وكيف يرتبط بعضها ببعض.

في فهمنا الأرثوذكسيّ، يفترض سرّ الزواج رباطًا بين رجل وامرأة، وهو يتخطّى البعد الاجتماعيّ الصرف. بناءً على ذلك، فإنّ اقتران المثليّين في كنيستنا غير ممكن. أمّا الأسئلة المعلّقة في شأن المثليّين، فتنتمي إلى نطاق الرعاية والمواكبة اللبقة في كنيستنا. فالبشر جميعًا مخلوقون على صورة اللَّه. ومن ثمّ، يجب أن يكونوا محطّ احترام يليق بحضور الصورة الإلهيّة في الإنسان. هذا ينطبق أيضًا على رعايانا، إذ هي مدعوّة إلى محبّة البشر جميعًا وتقديم الاحترام لهم.

تاسعًا: في المجتمع الذي نعيش فيه هناك تحوّلات دائمة. نحن نرحّب بالتحوّلات التي نتلمّس فيها روح الإنجيل. العائلة اليوم، في شكلها التقليديّ، معرّضة لتحدّيات جذريّة. إنّنا بمقتضى دعوة الرسول بولس أهلَ تســالونيـكي إلـى أن »اختبروا كـلّ شيء وتمسّكـوا بالأفضل« (1تسالونيكي ٥: ٢١) مدعوّون جميعنا، أيّها الشــبّان والشـابّات الأرثـوذكس، إلـى المجـاهـرة بالنظـرة إلـى الإنسـان كما هي عليه في إيماننا، وخصوصًا إلى عيشها.

العائلة بوصفها »كنيسةً صغيرةً« ونواةً للكنيسة في كلّيّتها أمر نعتبره ما زال يشكّل نموذجًا للمستقبل. بارككم الله.

تعليق

لقد أناط مجلس الأساقفة الأرثوذكس في ألمانيا بلجنته اللاهوتيّة إعداد هذا النصّ، الذي استغرق العمل عليه ثلاث سنوات كاملة، شهدت كثيرًا من المراجعات والتعديلات، بما فيها رفع النصّ إلى مجلس الأساقفة في صيغة أولى، ثمّ إعادته إلى اللجنة لتعيد كتابته من جديد. النصّ المنشور هنا هو تعريب للصيغة النهائيّة التي توصّلت إليها اللجنة اللاهوتيّة في الربيع الماضي قبل رفعها مجدّدًا إلى مجلس الأساقفة. من نافل القول إنّ هذا النصّ يذهب في اقترابه من الواقع وحجّته اللاهوتيّة وانفتاحه على التغيّر المجتمعيّ أبعد بكثير من النصّ عن الزواج الذي أقرّه المجمع الأرثوذكسيّ في كريت. وهو يشكّل، تاليًا، نموذجًا ممكنًا لنصوص مستقبليّة في الموضوع ذاته. ثمّة، اليوم، في مجلس الأساقفة الأرثوذكس في ألمانيا خلاف على هذا النصّ، إذ إنّ بعض هؤلاء الأساقفة ما زال يرفض أن يضع توقيعه عليه. والحقّ أنّ مستقبل الوثيقة المنشورة هنا مفتوح على احتمالات ثلاثة. فإمّا أن يتراجع الأساقفة الرافضون، وإمّا أن يصرف مجلس الأساقفة النظر عن إصدارها، وإمّا أن يترك الأساقفة للجنة اللاهوتيّة الحرّيّة في أن تصدر النصّ باسمها، طبعًا بعد إجراء تعديلات طفيفة عليه. فهو الآن موضوع في شكل رسالة أسقفيّة إلى الشباب الأرثوذكسيّ في ألمانيا. l           

 

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search