طرابلس - لبنان
المؤتمر السابع والعشرون في مركز طرابلس
ببركة سيادة راعي أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما، المطران أفرام (كرياكوس)، عقد مركز طرابلس في حركة الشبيبة الارثوذكسيّة مؤتمره الداخليّ السابع والعشرين، في دار مطرانيّة طرابلس، يوم السبت الواقع فيه 28/11/2015.
افتتح اللقاء بالمشاركة في القدّاس الإلهيّ في كنيسة رقاد والدة الإله. تلته كلمة رئيس المركز السابق الأب إبراهيم (دربلي)، الذي رحّب فيها بالمتروبوليت أفرام شاكرًا له رعايته وحضوره، فضلاً عن ترحيبه بالأمين العامّ الأخ فادي نصر والأمناء العامّين السابقين، والأخوة أعضاء الوفود المشاركة. أعقبتها كلمة توجيهيّة لصاحب السيادة تحدث فيها عن: »الصعوبات الرعائيّة« في العالم المسيحيّ البعيد عن روح اللَّه، طارحًا بموجبها تساؤلات جدّيّة حول الرعاية الكنسيّة وفائدتها وما هو دور الحركيّ فيها.
أمّا كلمة الأمين العامّ فادي نصر، فتمحورت حول »دور الحركيّ في الرعاية« وركّز فيها على مفهوم السلطة أو الخدمة، الرعاية وكيفيّتها، هويّة الراعي مستشهدًا بقول لسيادة المطران جورج (خضر): »نحن نستقبل الروح القدس كلّ يوم بالمحبّة التي نُعطيها«. وأوصى الشباب بضرورة التمتّع بالشجاعة والوعي لدورهم في الحضور الشهاديّ كترجمة لإيمانهم. كما شدّد على الاستماع إليهم وليس فقط إسداء النصائح ، مبديًا سعادته بهذا اللقاء بخاصّة لناحية اشتمال ملفّ المؤتمر على ورقة الأخ شفيق حيدر تحت عنوان: »الحركة هويّتها في الانفتاح«.
وعرض فيلم وثائقيّ أضاء على نشاطات الأسر المركزيّة كافّة لهذا العام تخلّلته أقوال لغبطة البطريرك يوحنّا العاشر، أصحاب السيادة المطارنة جورج (خضر)، أفرام (كرياكوس)، أنطونيوس (الصوري)، إضافة الى بعض الإخوة الحركيّين.
وكان عرض لبعض الخبرات الحركيّة، ابتداءً بعرض فيلم وثائقيّ تحدّث فيه الأخ إدوار لحّام عن تجربته في العمل الحركيّ والرعائيّ.
وشرح الأب ميخائيل (دبس) مشروع الاشتراكات الذي ابتدأ العمل به في الميناء أواسط السبعينات، والغاية منه تحصين الرعاية بلياقة، ومدى بلوغ هدفه وأسباب توقّفه، والإشكاليات التي تحول دون إحيائه في الفترة الراهنة. وعن بيان الصعوبات التي تعترض أعمال مجالس الرعايا في إدارة الأمور الكنسيّة، تحدّث الأخ حنّا حنّا من مركز عكّار، بعد جولة تاريخيّة ومكامن الخلل في واقعها، معبّرًا عن أمله بإعادة صياغة قوانينها ممّن يمتلكون الجرأة على تطبيقها، وإبعاد السياسة والعائليّة عند انتقاء أعضائه من ذوي الخبرة الغيورين على مصلحة الكنيسة.
وبعد مناقشة التقرير الماليّ عن الفترة الممتدّة بين ١/١٠/٢٠١٤ و٣٠/٩/٢٠١٥ واستراحة الغداء، عرض الأب إبراهيم (دربلي) تقريره السنويّ متمنّيًا التوفيق للأمين العامّ ورئيسة المركز ميرنا عبّود، مركّزًا على بعض النقاط لمناقشتها لناحية الآليّة الإداريّة.
المكلّس- برمانا
المؤتمر الخامس والعشرون في مركز جبل لبنان
ببركة وحضور سيادة المطران جاورجيوس راعي الأبرشيّة، وبحضور لفيف من الكهنة والأخوة من الفروع، وبمشاركة مركز البترون، افتتح مركز جبل لبنان أعمال مؤتمره الخامس والعشرين، وذلك نهار الجمعة الواقع فيه 27 تشرين الثاني 2015 في كنيسة القدّيس جاورجيوس برمّانا.
استهلّ المؤتمر عمله بصلاة الغروب، وألقى كلمة الترحيب الأخ طوني عبدو مقدّمًا سيادة المطران جاورجيوس والأخ الأمين العامّ فادي نصر.
وجاء في كلمة الأخ طوني عبدو: »حاولت حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة وما زالت أن تلبّي نداء أبي ربّنا يسوع المسيح، عملاً وعلمًا وطاعةً من قلب الكنيسة وفيها. هي ليست زمرةً إزاء زمرةٍ أخرى. هي حركة إزاء الجهل في كلّ الكنيسة وإزاء خطايانا الشخصيّة. إنّها هبة من الروح الإلهيّ. إلى اليوم شيوخها يطلبون منّا درس الإنجيل وكتب الآباء كلّ يومٍ، كي يقرأها الناس فينا. فهل من ضرورةٍ لهذه الحركة؟ ما دام هدفها »المخلّص« فقط إذًا هي خبز يوميّ. الكنيسة قلب العالم، والحركة من قلب الكنيسة كانت ولا تزال صوت صارخٍ في براري التخلّف والسلطة والحقد، إلى براري مسكن اللَّه، والمحبة والشهادة.
وفي أعمال مؤتمرها الخامس والعشرين، دعتنا حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة اليوم في مركز جبل لبنان، من الآية الكتابيّة البولسيّة »لتنزل فيكم كلمة اللَّه وافرةً، لتعلّموا بعضكم بعضًا وتتبادلوا النصيحة بكلّ حكمةٍ«. يترجم نشيدها »مسكن النور والهدى« هذه الدعوة باعترافه مع القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ القائل »لقد ابتدأت أن أكون تلميذًا للمسيح«. ومن هذه التلمذة يردّد المركز مع القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم أنّه »لم نعْط الكتابات المقدّسة لكي نبقيها في الكتب، بل لكي نحفرها، بالقراءة والتأمّل، في قلوبنا. الناموس يجب أن يكتب على ألواحٍ من لحمٍ، على قلوبنا«.
ثمّ كانت كلمة الأخ الأمين العامّ وممّا جاء فيها: »أهمّ ما يساهم في تدعيم وحدتنا هو وعينا السليم لما نحن ننتمي إليه. إن اكتسبنا هذا الوعي استقامت مسيرتنا. واستقامة الحياة الحركيّة إنّما تقاس به وليس بكثرة الأعضاء والمراكز والفروع في حركتنا. أوّل ما علينا أن نسعى إليه، هو أن نستكمل ورشة التربية على هذا الوعي النهضويّ ونفعّلها، ونولي الأهمّيّة اللازمة لكلّ مقتضياتها وأعني بذلك الممارسة الحركيّة اليوميّة التي هي سبيل مهمّ إلى اكتساب العضوّ الحركيّ النضج النهضويّ«.
وركّز على الإرشاد فقال: »هو الأساس الذي عليه تبنى استقامة التزامنا يسوع المسيح. ومن الضرورة أن يحضر الهمّ الرعائيّ هاجسًا واهتمامًا وانفتاحًا وحوارًا مع الرعاة وكلّ معنيّ بهذا الهمّ أيًّا كان ما يحيط بالحركة من ظروف. تحتاج حياتنا الحركيّة أيضًا إلى أن تنضح بمزيد من المحبّة للأخ »القريب«، بخاصّة في ظلّ ألم الحاجة والفقر والنزوح الذي يعمّ شيئًا فشيئًا حولنا. ولكونها محبّة وجب أن تكتسب من كلّ منّا البعد الشخصيّ«. وختم قائلاً: »كلّما برزت جدّيّة سعينا إلى هذا الوعي، كلّما سئلنا عن مزيد من الحضور الشهاديّ المترجم لإيماننا. جميعكم يعلم أنّ كلّ ما من حولنا اليوم يدعونا إلى مزيد من هذا الحضور، وأنّ الأزمات السياسيّة والاجتماعيّة والإنسانيّة التي نعايشها باتت تقتضي الكثير من الإجابات الإيمانيّة. كيف لنا أن نسعى إلى هذه الإجابات، وإلى أن يكون حضورنا وحضور كنيستنا على قامة الهويّة التي نحمل؟ سؤال لا أعتقد، في ضوء ما أختبر حتّى الآن، أنّ أحدًا يملك جوابه، باستثناء أنّه علينا وعلى كلّ الجماعة الكنسيّة ألا نوفّر جهدًا مشتركًا أو مسعى كي نستشفّ من إنجيلنا ما يمكن أن يقوله اللَّه اليوم للعالم ومعه سبل مداواة المظلومين من جراحهم«.
أمّا سيادة المطران جاورجيوس، فتوجّه إلى الحضور قائلاً: »يا أحبّة مشهدكم أمامنا يفهمني أنّنا باقون وأنّ هذه الحركة تتجدّد بكلّ الأجيال الصاعدة. هذا ليس لأنّ القادة يعلّمون فقط، بل هذا من اللَّه نفسه مقيم معنا. سئل جيلي في البدء لما ظهرنا، سأله الكبار »من أنتم، من فوّضكم، أن تعلّموا؟«. وكان الجواب »المعموديّة فوّضتنا أن نعلّم«. المعموديّة هي أن تميت شهواتك وأهواءك بموت المسيح. أن تدفن خطاياك في قبر المسيح. الجديد في ما أعطينا وقلناه في ذلك الحين، الجديد أنّ اللَّه حيّ جديد دائمًا. يجب ألاّ يبقى إنسان مسيحيّ إلاّ إذا تقدّس بالروح القدس كلّ يوم، أن تصير بالمسيح. أنت للمسيح وحده لأنّك عشقته وحده. أوصانا بمحبّة يسوع حتّى اللهب وأوصانا بتجديد المعرفة وبقراءة الإنجيل يوميًّا.
أوّل شيء للكاهن ولكلّ مؤمن أن يعرف الكتاب المقدّس من أوّل آية إلى آخر آية. الأهمّيّة الكبرى أن تحبّ يسوع بقلبك، أن تخلص له وتحسّ أنّه هو الحياة. الذي لا يشعر أنّ المسيح حياته ضيّع وقته. هذا ليس من الكنيسة. اللَّه يعطيكم جميعًا الربّ يسوع، أن تحبّوه فوق كلّ شيء، أن تحبّوا من أنفسكم، أن تخدموه بكلّ صدق، بإخلاص كامل والناس ترى ذلك. وختم بقوله: »الربّ يعطينا بغنى من نور، بسخاء من نور حتّى نصل إلى يوم يقول فيه بالكنيسة إنّه عندما يرى الناس الكاهن يرى يسوع المسيح«.
أكمل المؤتمر أعماله يومي السبت والأحد 28 و29 تشرين الثاني. فعرض تقرير مسؤولة المركز وخطّتها التي شدّدت فيها على العمل على المحورين التاليين:
شمل المحور الأوّل حياة الفروع الداخليّة وعملها وعلاقتها بالمركز. وفي هذا الإطار، سيعتمد المركز التشديد على الفروع حضور كلّ الاجتماعات، والعمل على إعداد لقاءات للفروع ضمن ورشة الهويّة النهضويّة. وأن يعمد المركز بشخص المسؤول عنه وبعض المسؤولين الذين يعيّنهم لزيارات متواترة للفروع للاشتراك في نشاطاته المتنوّعة. وطلب من كلّ فرع إنشاء مجلس إرشاديّ يستلهم رؤيته من المجلس الإرشادي في المركز.
أمّا المحور الثاني الذي حمل عنوان الإرشاد والتدريب، فيهدف إلى تقديم إطار يشجّع المرشدين على التطوّر الذاتيّ والبحث المنهجيّ في الكفاءات الإرشاديّة والتربويّة.
وعرضت تقارير الأسر واللجان وأقرّت بعد مناقشتها وتعديلها وتضمّنت مواضيع الإرشاد، والحلقات التدريبيّة والورشة حول الهويّة النهضويّة، بالإضافة الى أمور خاصّة بكلّ أسرة ولجنة.
الولايات المتّحدة الأميركيّة
برنامج المرأة الأنطاكيّة
في مؤتمر أبرشيّة نيويورك الثاني والخمسين الذي انعقد في بوسطن، أعلن سيادة المتروبوليت جوزيف برنامج المرأة الأنطاكيّة لهذا العام، والذي يندرج تحت عنوان: »الأطفال الجياع في الوطن وخارجه«. وقال سيادته إنّ المرأة الأنطاكيّة ستواجه مأساة عالميّة ملحّة تتفاقم يومًا بعد يوم بفعل الحروب والفقر والنزوح السكّانيّ، والتي تطال بوجه خاصّ الأطفال في مختلف أنحاء العالم. وأكّد سيادته أنّ ملايين الأطفال يعانون المجاعـة كلّ يـوم، وهـذا مـا يؤثّر في بنية المجتمعات وفي نموّها. ففي أميركا وحدها أكثر من مليون ونصف مليـون طفـل يعيشـون حرمانًا من الطعام المغذّي، و66 مليون طفل يذهبون إلى المدارس جائعين. وهذه السنة على المرأة الأنطاكيّة أن تساعد على جمع الأموال اللازمة لإطعام الأطفال في شمال أميركا وفي العالم أجمع.
وتوجّه سيادته مناشدًا المرأة الأنطاكيّة في كلّ رعايا الأبرشيّة أن تضع مخطّطًا للعمل، فكلّ فلس له أهمّيّة، وكلّ إنسان يمكنه أن يحدث تغييرًا في حياة طفل جائع. وحثّ المرأة الأنطاكيّة على النهوض بهذا المشروع الإنسانيّ بخاصّة في شهر آذار المعروف بأنّه شهر المرأة الأنطاكيّة.
اليونان
فنّ الأيقونة الأنطاكيّة
ألقت الكاتبة إيمّا غريّب خوري، محاضرة في جامعة أثينا، تناولت فيها فنّ الأيقونة في البطريركيّة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة، بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر.
وذكرت أنّه لا يمكن الحديث عن رسم للأيقونات قبل القرن السابع عشر، مع ظهور فنّ مدرسة الأيقونات الحلبيّة، التي أسّّستها عائلة الخوري يوسف (المصوّر) الذي ولد في مدينة حلب، منتصف القرن السابع عشر، ومن بعده ابنه القسّ نعمة اللَّه (المصوّر)، وحفيده الشمّاس حنانيا (المصوّر)، وابن حفيده الشمّاس جرجس (المصوّر).
ونقل رسّّام الأيقونات ميشال بوليخورنيس أسرار المدرسة الكريتيّة عبر رسومه في كنيسة القدّيس نقولا في طرابلس (1809)، والتي تحتوي على 120 أيقونة، وفي كنيسة القدّيس جاورجيوس 1862.
وتشير الأديبة إلى أنّ أهمّ مدارس الفنّ في البطريركيّة الأنطاكيّة هي المدرسة الحلبيّة، وكذلك المقدسيّة المنتشرة أيقوناتها في أكثريّة الكنائس والأديرة. وذكرت أنّ التأثير اليونانيّ في الفنّ الأنطاكيّ، كان واضح المعالم بسبب المطارنة والبطاركة اليونانيّين الذين جلسوا على سدّة السلطة الكنسيّة الأنطاكيّة حتّى العام 1898. وأشارت إلى أوّل أيقونة للسيّد المسيح، وهي المعروفة بمنديليون، والتي أرسلها يسوع إلى »أبجر« ملك الرها. وتذكر الكنيسة الشرقيّة أنّ لوقا الإنجيليّ هو أوّل من رسم أيقونة والدة الإله العذراء في العام 60 ميلاديّ بعيد العنصرة وباركها. ثمّ توقّف رسم الأيقونات لثلاثة قرون بسبب اضطهاد المسيحيّين الذين كانوا يرسمون على الجدران.
وبعد تنصير الأمبراطور قسطنطين الكبير في القرن الثالث 313- 337 م، عادت الأيقونة إلى عهدها، لتتوقّف في القرن السابع، بسبب حرب الأيقونات التي استمرّت 120 عامًا، ودُمّر خلالها الإرث الكنسيّ في مدينة القسطنطينيّة، ونجت فقط أيقونات دير القدّيسة كاترين الكائن في جنوب سيناء.
اليونان
الكنيسة الأرثوذكسيّة »كنت جائعًا فأطعمتموني«
الأزمة الاقتصاديّة الخانقة التي تعيشها اليونان ترخي بثقلها على المواطنين، فأعداد المشرّدين والمعوزين في ازدياد ملحوظ، والأسعار ترتفع باستمرار، آلاف لا ينعمون بالكهرباء والماء وبالمنزل الدافئ.
والكنيسة الأرثوذكسيّة في هذه المعمعة لا تستطيع أن تقف موقف المكتفي بمشاهدة ما يجري في الأرض، بل تسعى ما في وسعها لتطبيق وصيّة السيّد له المجد بالعناية بأخوته هؤلاء الصغار.
لذا أصدرت الكنيسة تقريرًا عن خدمتها الاجتماعيّة في العام ٢٠١٤ وورد فيه ما يلي:
قدّمت الكنسة الطعام لملايين الفقراء عبر ٢٨٠ مطعمًا خيريًّا.
ساعدت نحو ٧٥٠٠٠ شخص على تحمّل أعباء الفقر والعوز عبر بطاقات تموين يشترون بها الطعام من ١٥٠ محلاًّ تجاريًّا.
بلغ مجموع ما أنفقته العام ٢٠١٤ مئة وعشرين مليون أورو.
الجمعيّات الأهليّة تساعد أيضًا على تأمين المياه، والمولّدات الكهربائيّة لمن لا يستطيعون دفع الفواتير.
كما قرّرت الحكومة توزيع بطاقات غذائيّة مدفوعة يحصل الفقراء بموجبها على الموادّ الغذائيّة من ٥٠٠٠ محلّ تجاريّ.
إندونيسيا
الكنيسة الأرثوذكسيّة في سومطرة
أرسل لنا أحد أبناء الكنيسة الأرثوذكسيّة في سومطرة، إندونيسيا، خبرًا عن نشاطات الرعيّة في الفترة الأخيرة، ومنها زيارة بعض الإخوة الأرثوذكس من كنيسة أميركا. فخلال إقامتهم في الرعيّة ساعدوا على نشر الإيمان الأرثوذكسيّ وشرحه.
كما تمّت رسامة كاهنين برعاية سيادة المتروبوليت قسطنطين مطران سنغافورة، أوّلهما الأب لوقا الذي سيخدم في سومبول، والثاني الأب خاريتون من جزيرة نياس. إذًا في سومطرة اليوم ثلاثة كهنة وشمّاسً هم الآباء خريسوتوموس وثيوذوسيوس ولوقا. والجدير بالذكر أنّ هؤلاء الكهنة يعملون من دون أجر، فكيف لهم أن يؤمّنوا قوت عائلاتهم؟ وعلى الإرساليّة أن توفّر لهم المساعدة الضروريّة.
إنّها بركة فعلاً في هذه الأيّام الصعبة التي تجتازها الإرساليّة الأرثوذكسيّة في إندونيسيا، بفعل الضائقة الاقتصاديّة. ومع ذلك بفضل الإخوة المتبرّعين تمكّنت الإرساليّة من إنشاء بضع مدارس، ولكنّ هذه لا تدرّ أموالاً والهدف منها نشر الإيمان الأرثوذكسيّ.
في جزيرة نياس هناك مدرسة القدّيس نيقولاوس ومديرها هو الأب خاريتون، وتقام الصلوات في كنيسة القدّيس ديمتريوس في ميدان.
غرب إفريقيا
إرساليّة الأخويّة الأرثوذكسيّة
عندما ضرب وباء الإيبولا غرب إفريقيا، امتنعت شركات الطيران من توجيه طائراتها إلى هذه المنطقة من القارّة السمراء، خوفًا من نقل العدوى. ولكنّ مطرانًا واحدًا تحدّى شركات الطيران وسافر مدّة أربع وعشرين ساعة متنقّلاً من بلد إلى آخر حتّى وصل إلى فريتاون عاصمة سييراليون، وهو يحمل في حقيبته قربانًا ونبيذًا للذبيحة الإلهيّة، وأدعية بابا وبطريرك الإسكندريّة ثيوذوروس الثاني. وصل الطران جاورجيوس (غينيا) إلى فريتاون والمطر ينهمر بغزارة، وعند باب المطار، أطبّاء وممرّضون ينتظرون الركّاب لإجراء الفحوصات الطبّيّة اللازمة، وللتلقيح ضدّ الكوليرا وداء السحايا. كما زوّدوا المسافرين بالتعليمات اللازمة للوقاية من مرض الإيبولا.
الوصول إلى الإرساليّة كان محفوفًا بالمخاطر، هذا عدا مشاهد البؤس والحرمان والفقر، فالكلّ يتراكض نحو المسافرين متسوّلاً وطالبًا المعونة. وكان على هذا المطران أن ينتظر من الصباح حتّى الساعة التاسعة مساء على المرفأ ليقلّه زورق إلى مقرّ الإرساليّة. وهناك كان الأب تيمستوكل بانتظاره. المشهد مؤثّر، فالمحالّ التجاريّة كلّها تقفل عند الساعة السادسة بهدف الحدّ من تحرّك الناس والتقليل تاليًا من خطر انتقال العدوى.
منذ الصباح الباكر نهض المطران جاورجيوس، القادم من بعيد، ليتفقّد أحوال الإرساليّة. وها هو الأب تيمستوكل يطلعه على سير عمل الإرساليّة، من حيث تأمين الأدوية وإنشاء ميتم يحتضن الأطفال الذين فقدوا أهلهم بسبب الإيبولا. وبإذن من بطريرك الإسكندريّة رسم المطران جاورجيوس الطالب كرياكوس (كوروما) شمّاسًًا ثمّ كاهنًا، في كنيسة القدّيسين قسطنطين وهيلانة، وهو كان درس اللاهوت من معهد القدّيس أثناسيوس البطريركيّ في الإسكندريّة مركز الأرثوذكسيّة في القارّة الإفريقيّة، وعاد إلى بلاده ليخدم فيها وليعاون الأب تيمستوكل في خدمة الإرساليّة. حضر القدّاس الإلهيّ وزير الشؤون الاجتماعيّة الذي أثنى على العمل الذي تقوم به الكنيسة الأرثوذكسيّة في البلاد، وشارك في وضع حجر الأساس لميتم جديد في ساحة الكنيسة. وعاد المطران جاورجيوس من حيث أتى ترافقه أدعية الإرساليّة وأمنياتها بلقاء آخر قريب.
أستراليا
تكريس القرية الأنطاكيّة
القرية الأنطاكيّة منارة روحيّة، يستطيع المؤمن أن يمضي فيها بضعة أيّام للصلاة والتأمّل والتعلّم. إنّها الكنيسة في العالم.
واليوم أكثر من أيّ وقت مضى، تحتاج الكنيسة إلى وسائل فعّالة لمواجهة الدهريّة والإلحاد، ولتوفّر لمؤمنيها، من لحظة ولادتهم إلى ساعة رحيلهم عن هذه الأرض، كلّ الإمكانيّات لمحاربة الظلمة الروحيّة، وللعيش في ظلّ تعليم السيّد.
بدأت القرية العمل مع الأطفال والشباب ثمّ مع الأهل والأجداد. وهي تؤمّن التعليم الدينيّ بواسطة الكهنة والمعلّمين. وفي القرية راهبة بدوام كامل، وعن قريب سيكون هناك كاهن مقيم. كما يحتفل بالذبيحة الإلهيّة في كنيسة القرية الأنطاكيّة منذ الأوّل من أيلول 2015.
وكان الدافع إلى بناء هذه القرية التفكّك الأسريّ والحالات الاجتماعيّة البائسة والابتعاد عن الكنيسة وتعاليم الربّ. من هنا كانت مسؤوليّة الكنيسة في توجيه أبنائها، فعملت منذ خمس عشرة سنة على إنشاء مدارس الأحد وجوقات الترتيل، وأقامت نشاطات للشبيبة، وساعدت المشرّدين والمحتاجين.
تتألّف القرية الأنطاكيّة من أربع مجموعات من المباني، كلّ مبنى مؤلّف من طبقتين. ويتّسع المجمّع إلى نحو مئة شخص. والعمل ما زال جاريًا لتقديم أفضل خدمة روحيّة واجتماعيّة وإنسانيّة.
المكسيك
التبشير في المكسيك
بذور الأرثوذكسيّة تثمر في كلّ أرجاء العالم، حتّى في المكسيك، حيث اعتنقت الأرثوذكسيّة جماعات من الأزتيك في أبرشيّة المكسيك التابعة للكنيسة الأرثوذكسيّة الأميركيّة. ومنذ سنتين يرسل المركز البشاريّ الأرثوذكسيّ بالتعاون مع كنيسة أميركا بعثات تبشيريّة لتعليم الأرثوذكس الجدد في قريتي سان إيستيبان وبيزافلور.
وستنطلق بعثة تبشيريّة أخرى في العام 2016 بين 26 آذار و2 نيسان. وسيقوم الفريق بتعليم الصغار والبالغين أسس الأرثوذكسيّة، وسيحتفل بالذبيحة الإلهيّة مع الرعايا المحلّيّة. ويقول الأب تيد )بيسارتشوك(، أحد المنظّمين: »يتشوّق الأطفال في كلّ سنة إلى المشاركة في هذه المخيّمات، في حين يستمتع البالغون بالأحاديث التي تتبع الخدم الإلهيّة. إنّها خبرة استثنائيّة تأخذك إلى أماكن بعيدة لتساعد أشخاصًا ينمون في المسيح. قرية سان إيستيبان نائية حيث الناس يزرعون الذرة والفاصوليا السوداء والفاكهة، ويربّون الدجاج. منازلهم من الإسمنت والسطوح من المعدن. كثير من المنازل يخلو من المنتفعات والمياه الجارية. التنقّل يتمّ على الأقدام أو بواسطة الخيل. أمّا الحمار، فهو لنقل البضائع«.
ويوجّه الأب تيد نداء إلى كلّ من يتقن الإسبانيّة ويحبّ المسيح أن يشارك في هذه الخبرة المميّزة. فالعمل كثير والفعلة قليلون، وشعب الأزتيك بحاجة إلى رعاية.
كوبا
كنيسة القدّيس نيقولاوس
أطاحت الثورة الكوبيّة بنظام الرئيس باتيتسا في الأوّل من كانون الثاني 1959. وخلال حكم فيديل كاسترو كرئيس حكومة وبعدها كرئيس للبلاد، لم تشيّد أيّة كنيسة جديدة في كوبا. ومؤخّرًا نشر شريط وثائقيّ بعنوان »منارة في هافانا«، يروي حكاية كنيسة القدّيس نيقولاوس رئيس أساقفة ميرا الأرثوذكسيّة في هافانا العاصمة الكوبيّة.
بنيت الكنيسة في العام 1950 وكرّست على اسم القدّيسين قسطنطين وهيلانة. ولكنّها لم تستخدم ككنيسة إلاّ بعد أربع وخمسين سنة. في كانون الثاني 2004 تكرّست الكنيسة مجدّدًا على اسم القدّيس نيقولاس، وغدت بذلك أوّل كنيسة أرثوذكسيّة في كوبا.
الكنيسة رائعة من حيث الهندسة والحديقة المحيطة بها. والرعيّة الأرثوذكسيّة التي تشارك في القدّاس الإلهيّ يصل عددها أحيانًا إلى خمس مئة.
أوغندا
البطريرك ثيوذوروس الثاني في كمبالا
يتابع غبطة بطريرك وبابا الإسكندريّة وسائر إفريقيا، للروم الأرثوذكس ثيوذوروس الثاني، جولته الرعائيّة في أوغندا. فتفقّد منطقة غولو في شمال البلاد، وزار كنيستي ينبوع الحياة والملاك جبرائيل، والمدرسة القريبة المبنيّة في الأدغال، والتقى الطلاّب الذين ابتهجوا بقدومه. وتوجّه غبطته إلى التلاميذ بكلمات العطف والمحبّة، وحثّهم على التعلّم من أجل غد أفضل.
وبعد الظهر، زار غبطته كنيسة القدّيس لافرنتيوس، والتقى كهنة المنطقة وهنّأهم على العمل الذي يقومون به في هذه المنطقة الحدوديّة التي تعاني الفقر من جرّاء الحروب المتتالية. وأعرب الكهنة بدورهم عن شكرهم لغبطته لهذه الزيارة التي تنمّ عن محبّة كبيرة ورعاية أبويّة، وعن اهتمام كبير بالقارّة الإفريقيّة ككلّ.
وفي إطار هذه الزيارة أيضًا، تفقّد غبطته منطقة بحيرة فكتوريا والرعايا والمدارس القائمة فيها. وزار رعيّة القدّيس باسيليوس كيكوانيا، حيث ألقى كلمة شكر فيها كلّ من تبرّع لإنشاء هذه الكنيسة الجديدة. وانتقل إلى منطقة بوتمبي حيث تقع مدرسة ابتدائيّة أسّّسها الأب أوباديا أوّل كاهن في أوغندا وجدّ متروبوليت كمبالا. وزار أيضًا كنيسة ميلاد والدة الإله في بوغولو والتي بنيت أوّلاً من التبن، أمّا اليوم، فشيّدت مكانها كنيسة جميلة. كما وضع غبطته حجر الأساس لدير جديد على اسم القدّيس أندراوس.
بوركت كنيسة الإسكندريّة على عملها التبشيريّ في هذه القارّة، إذ هي تسعى إلى بناء إنسان متكامل روحيًّا واجتماعيًّا، لتنهض بهذه المجتمعات الفقيرة. وبورك كلّ من يساعد على نشر كلمة الربّ.
غواتيمالا
العيادة الطبّيّة في أغواكيت
بعد عام من التخطيط والبناء والتجهيز، افتتحت العيادة الطبّيّة أبوابها في أغواكيت، غواتيمالا في 20 آب 2015. والمسؤول عن هذا المستوصف هو الأب أندراوس (جيرون) من الكنيسة الأرثوذكسيّة. موّل هذا المشروع المركز الأرثوذكسيّ البشاريّ، برعاية المتروبوليت أثيناغوراس الذي أراد أن يتواصل مع أبنائه من كنيسة المايان. صعوبات كثيرة واجهت هذه المبادرة الخيّرة، لكنّ الربّ كان حاضرًا على الدوام. ففي هذه المنطقة النائية والفقيرة كان العمل ضخمًا، وكان على القائمين به أن يستقدموا موادّ البناء وتجهيزات العيادة من مفروشات وخزّانات المياه من متاجر المكسيك وغواتيمالا. أمّا الأدويّة والموادّ الطبّيّة والآلات، فقد حملها المتطوّعون معهم من الولايات المتّحدة الأميركيّة ووصلوا إلى أغواكيت عبر الطرقات الجبليّة المتعرّجة والوعرة.
لم يتمّ هذا المشروع من دون حوادث، فقد أمطرت السماء وأغرقت المياه هذه القرية المعزولة، كما أنّ الكهرباء كانت تنقطع من حين إلى آخر ما أعاق عمليّة البناء. ثمّ عرفت القرية جفافًا لم تشهده منذ سنين، فكان لا بدّ من تعبئة خزّان المياه قبل البدء بالمعاينة، وقبل وصول الفريق الطبّيّ. وفجأة حضرت إلى العيادة نحو خمسين امرأة يحملن الماء في جرار من البلاستيك وملأن الخزّان خلال ساعتين. كان المنظر رائعًا فالنساء يصعدن وينزلن على السلّم ويستقين الماء من نبع قريب.
ووصل الأطبّاء وعاينوا نحو 434 مريضًا في فترة أربعة أيّام. بارك اللَّه جهود المركز البشاريّ الأرثوذكسيّ، ليواصل عمله لما فيه خير الإنسانيّة جمعاء.l