دمشق- سورية
رسالة غبطة البطريرك يوحنّا العاشر لمناسبة الصوم الأربعينيّ
مع بدء الصوم الأربعينيّ وجّه غبطة البطريرك يوحنّا العاشر رسالة إلى المؤمنين هذا بعض ما جاء فيها:
»أيّها الإخوة والأبناء الروحيّون الأعزّاء، يا من قوّتهم بالربّ تعالى ورجاؤهم به يقوّي رجاءنا.
تأتينا هذه الأيّام الخلاصيّة التي تقود خطانا إلى درب صليب المسيح وفجر قيامته وقيامتنا، حاملةً إلينا رجاء يسوع وعزاءه الإلهيّ لإنسانه الحبيب الذي من أجله تنازل من عليائه، وتجسّد في حشا البتول وخضع لشريعة البشر، واقتفى درب الصليب طوعًا لينهض من بين الأموات، ويكون باكورةً لنهوضنا من وهاد شقائنا ومن ضيقنا الأرضيّ. آثر يسوع درب الصليب وتجرّع كأس الموت ليقول لنا وببساطة: إنّ ضيق الأيّام لا يحجب الأمل بالنور، وإنّ غبار التجربة القاسية ليس له أن يحجب سطيع القيامة.
تُوافينا هذه الأيّام الخلاصيّة، أيّام الصيام الأربعينيّ، وقد ودّعنا إخوةً لنا وآباء وأمهاتٍ على رجاء لقائهم في نور وجه يسوع. خطفهم منّا موت فجائيّ وموت قسريّ، بحسب منطق هذا الدهر.
تأتينا هذه الأيّام ولنا إخوة وأخوات مخطوفون، ومنهم مطارنة وكهنة ورهبان وراهبات وأحبّة وبنون، يدفعون ضريبة قساوة هذه الأيّام. »نحن لن نعيّد بدونهم ولن يهنأ لنا بال ولم ولن نوفّر جهدًا لعودتهم سالمين«. والأيّام الحاضرة على قساوتها، يا إخوتي، تقوّي فينا روح التعزية وتنمّي روح الإحساس بالغير. الصوم يا أحبّتي يقوم على ركيزة المحبّة ويتقوّى برداء الصدقة ويكتمل بخميرة الطهارة والعفّة.
الصوم والرحمة صنوان لا يفترقان.
الصوم والرحمة والصدقة والطهارة مع افتقاد الأخ القريب والمحتاج، هي جداول تقود إلى مصبٍّ واحدٍ، يعبّد السبيل لولوج دار الرحمة الربّانيّة ولاقتناء الربّ صديقًا.
ولنا في هذا المضمار في كلمات أحد آباء الكنيسة، بطرس الخريسولوغوس (الذهبيّ القول)، خير ما يصف ركائز الصيام وكينونته:
»يا إخوة، إنّ الصيام الذي لا يغتذي من زاد المحبّة لجائع، والصوم الذي لا يرتوي من مشروب الرحمة لظمآن، والرحمة بالنسبة إلى الصيام هي كالربيع بالنسبة إلى الأرض؛ فكما أنّ النسيم الربيعيّ العليل يودي بالبراعم إلى الإزهار، كذلك تنمّي الرحمة حتّى الإزهار بذورَ الصيام. وما يمثّله الزيت بالنسبة إلى المصباح، هو إيّاه ما تمثّله المحبة بالنسبة إلى الصيام، فكما يشعل دهن الزيت ضوء المصباح، كذلك تفعل المحبّة في الصيام إذ تجعله يشعّ مشرقًا.
افتقدْنا في مسيرة صيامنا هذه وكلّلها بسطيع النور البازغ من قبرك المحيي، ورسّّخ في قلوبنا وفي قلوب الجميع أنّ حجر القبر وإن كان ثقيلاً، إلاّ أنّه لم يصمد أمام نور القيامة. وفقّه القاصي والداني أنّ مسيحيّي هذه الديار علّقوا أجراسهم من غابر الأيّام رغم قساوة بعض الأزمنة. وهذه الأجراس ستغرّد صوت محبّة المسيح لكلّ الناس، وستعزف لحن انغراس أترابه في هذه الأرض، وانفتاحهم على الكلّ رغم وحولة التاريخ.
أعطنا يا ربّ روح سلامك، وخفّف بآلامك آلام محبّيك، وافتقد ديارنا برونق حضورك، كن مع المخطوفين والمهجّرين ورافق المسافرين وبارك بنينا في بلاد الانتشار«.
جديدة يابوس - سورية
راهبات معلولا إلى الحرّيّة
استقبلت منطقة جديدة يابوس الحدوديّة راهبات دير القدّيسة تقلا في معلولا، بعد أن أطلق الخاطفون أسرهنّ. وفي التفاصيل أنّ رئيسة الدير الأمّ بلاجيا سيّاف واثنتا عشر راهبة آثرن البقاء في دير القدّيسة تقلا في معلولا، رغم القصف العنيف والمعارك الطاحنة الدائرة هناك، إلى أن تمّ احتجازهنّ وسوقهنّ إلى يبرود.
وبعد أربعة أشهر من الأسر وإثر مفاوضات قامت بها الأطراف الخيّرة المختلفة، على رأسها غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، ومدير عامّ الأمن العامّ اللبنانيّ اللواء عبّاس إبراهيم، أفرج الخاطفون عن الراهبات اللواتي عدن إلى دمشق بعد استقبال حاشد على الحدود.
هذا وقد نقلت الراهبات إلى ميتم القدّيس غريغوريوس في القصّاع، وأقيمت في اليوم التالي صلاة شكر في كنيسة الصليب المقدّس شارك فيها حشد من الإكليريكيّين والمؤمنين.
هنيئًا للكنيسة الأرثوذكسيّة بعودة الراهبات قبل الفصح المجيد، ونسأل الله أن تكتمل الفرحة بعودة المطرانين المخطوفين وسائر المخطوفين اللبنانيّين والسوريّين.
تركيا
انسحاب الوفد الأنطاكيّ من الاجتماع الأرثوذكسيّ
صدر عن بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس بيان عن مشاركة الكنيسة الأنطاكيّة في الاجتماع الأرثوذكسيّ، الذي دعا إليه قداسة البطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل، والذي أسفر عن انسحاب الوفد الأنطاكيّ. وجاء في البيان:
»شارك وفد البطريركية الأنطاكيّة، المؤّلف من صاحبي السيادة المتروبوليت سابا (إسبر) مطران أبرشيّة بصرى حوران وجبل العرب، والمتروبوليت سلوان (موسي) مطران أبرشيّة الأرجنتين وتوابعها، والأب بورفيريوس (جورجي) عميد معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ في البلمند،
وبفرحٍ كبيرٍ والتزامٍ واضحٍ بإنجاح أعماله في اجتماع رؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة الذي انعقد في مقرّ البطريركيّة المسكونيّة وفي أعماله التحضيريّة. أثار الوفد الأنطاكيّ في الاجتماع الخلاف القائم بين البطريركيّة الأنطاكيّة والبطريركيّة المقدسيّة، وحاول وبتوجيهٍ مباشرٍ من صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر، الذي تغيّب عن الاجتماع لدواعٍ صحّيّة، وبالتنسيق مع قداسة البطريرك المسكونيّ، العمل من أجل حلّ هذا الخلاف بما يتلاءم والمقرّرات التي تمّ الاتّفاق عليها في الاجتماع الذي عُقد في أثينا وحضره ممثّلون عن كنائس القسطنطينيّة، وأنطاكية، والقدس.
ولمّا باءت جميع المساعي التي قام بها قداسة البطريرك المسكونيّ والوفد الأنطاكيّ مع غبطة بطريرك القدس بالفشل، ولمّا كانت الكنيسة المقدسيّة ما زالت تتشبّث بإنشاء أبرشيّة وإقامة أسقف عليها ضمن الحدود القانونيّة لبطريركيّة أنطاكية؛
ولمّا كانت البطريركيّة المقدسيّة ترفض أيّ حلّ لهذه الأزمة لا يكرّس الأمر الواقع، رغم اعتراف غالبيّة الكنائس الأرثوذكسيّة بصوابيّة الموقف الأنطاكيّ؛
ولمّا كانت بطريركيّة أنطاكية قد استنفدت كلّ الحلول السلاميّة، وعلّقت قرار مجمعها المقدّس، بقطع الشركة مع البطريركيّة المقدسيّة، من أجل توفير كلّ فرص النجاح لاجتماع رؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة، على أمل أن يتمّ حلّ هذه الأزمة بروح الأخوّة والسلام خلال هذا الاجتماع؛
وأمام رفض بطريرك الكنيسة المقدسيّة وساطة قداسة البطريرك المسكونيّ لحلّ هذه الأزمة وفقًا لأحكام التقليد والقانون الكنسيّ.
قرّرت بطريركيّة أنطاكية:
١- سحب وفدها من اجتماع رؤساء الكنائس المنعقد في القسطنطينيّة بين الخامس والتاسع من آذار ٢٠١٤، وتعليق توقيعها على بيانه الختاميّ لحين إيجاد حلّ لهذه الأزمة؛
٢- عدم المشاركة في خدمة القدّاس الإلهيّ الختاميّ التي أقيمت يوم أحد الأرثوذكسيّة، كتعبيرٍ عن أنّ الوحدة الأرثوذكسيّة لا يمكن أن تتحقّق في ظلّ تعدّي كنيسة على حدود كنيسة شقيقة، وتنكّرها للاتّفاق الذي جرى برعاية خيّرة ومُحبّة من قداسة البطريرك المسكونيّ؛
٣- طرح الموضوع مجدّدًا في جلسة المجمع الأنطاكيّ المقدّس في السابع والعشرين من آذار ٢٠١٤، لاتّخاذ الخطوات التي يراها مناسبةً نظرًا إلى الوضع المستجدّ.
في الختام، لا يسع الكنيسة الأنطاكيّة إلاّ أن تناشد رؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة الشقيقة للعمل على حلّ هذا الخلاف وفقًا لأحكام القانون الكنسيّ، وبأسرع وقتٍ ممكنٍ تلافيًا لما يسبّبه هذا الأمر من إعاقة للوحدة الأرثوذكسيّة«.
الصين
ترميم كنيسة القدّيس ألكسندر نيفسكي
في الخامس والعشرين من شهر شباط المنصرم، اجتمعت لجنة مشتركة روسيّة صينيّة لمتابعة أعمال ترميم كنيسة القدّيس ألكسندر نيفسكي الأرثوذكسيّة في ووهان، التي بناها تجّار وبخاصّة تجّار الشاي الروس في العام 1893. وكان الطرفان الروسيّ والصينيّ قد اتّفقا في العام 2013 على المحافظة على هذا المعلم الدينيّ، تأكيدًا على العلاقات الجيّدة بين البلدين، وعلى أن تكون أعمال الترميم مشتركة لإعادة هذه الكنيسة إلى شكلها الأصليّ.
وفي كانون الأوّل 2013 زار فريق روسيّ من المختصّين بالترميم والرسم الصين للمساهمة في الأعمال التي تقوم بها السلطات البلديّة. والجدير بالذكر أنّ هذا الجهد المشترك سينتج منه عمل فنّيّ رائـع، كما سيبـرهن عن التعاون بين البلدين في الحقل الثقافيّ والحضاريّ.
تركيا
١- الكنيسة السريانيّة تستعيد أرضًا
استعادت الكنيسة السريانيّة في تركيا ملكيّة أرض عائدة إلى دير مار غفرائيل في القسم الجنوبيّ الشرقيّ من البلاد. وفي هذا الإطار أعرب الوزير التركيّ المسؤول عن العلاقات مع الاتّحاد الأوروبّيّ عن سروره بهذه المبادرة قائلاً: »إنّه إنجاز كبير ومهمّ في اتّجاه تقوية العلاقات الأخويّة وخطوة أولى نحو تحقيق الديمقراطيّة في البلاد«.
وفي التفاصيل أنّ الخلاف على ملكيّة هذه الأرض بين الحكومة التركيّة والجمعيّة السريانيّة بدأ منذ أكثر من عقد، ومنذ سنتين أصدرت المحكمة التركيّة العليا قرارًا يقضي بإعطاء الأرض للدولة.
ولكن، في أيلول المنصرم صرّح رئيس الحكومة رجب طيّب أردوغان أنّ هذه الأرض ستعود إلى الجمعيّة السريانيّة، مالكها الأصليّ، كمبادرة من الحكومة لتفعيل الديمقراطيّة، وللتأكيد على حقوق الأقلّيّات في تركيا. ومن المعروف أنّ الحكومة التركيّة واجهت انتقادات قاسية بهذا الشأن من الاتّحاد الأوروبّيّ الذي رحّب مؤخّرًا بهذه الخطوة.
تبلغ مساحة هذه الأرض ألف متر مربّع وتقع في محافظة ماردين. رغم هذا ما تزال أملاك مسيحيّة كثيرة صادرتها الدولة وهي تستغلّها حتّى اليوم، وهكذا تبقى هذه الخطوة الديمقراطيّة ناقصة.
٢- البطريرك المسكونيّ يصلّي من أجل أوكرانيا
بعد القدّاس الإلهيّ صباح الأحد الواقع فيه الثالث والعشرون من شهر شباط، أقام قداسة البطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل صلاة الجنّاز عن أرواح الشهداء الذين سقطوا في اضطرابات أوكرانيا. أقيمت الصلاة باليونانيّة والسلافونيّة، بحضور القنصل العامّ الأوكرانيّ في تركيا وسفير جيورجيا، وبمشاركة المؤمنين من تركيا واليونان وأوكرانيا. بعد ذلك أضاء قداسته شمعة خارج كنيسة القدّيس جاورجيوس في الدار البطريركيّة بحضور مؤمنين أوكرانيّين يسكنون تركيا. وفي رسالة سابقة أطلق قداسته نداء لوقف العنف وانطلاق الحوار بين المتخاصمين.
٣- رسالة الصوم
وجّه قداسة البطريرك المسكونيّ رسالة لمناسبة حلول الصوم الأربعينيّ المقدّس، هذا بعض ما جاء فيها: »تحثّنا الكنيسة الأرثوذكسيّة، في أثناء الصوم، على أن نركّز على التوبة الحقيقيّة. ورغم هذا لم يختبر العديد منّا التوبة. وفي بعض الأحيان نشعر بأنّنا غير معنيّين شخصيًّا بها، وذلك بأنّنا لم نحاسب أنفسنا على الأخطاء التي ارتكبناها...
التوبة هي رحلة لا تنتهي باتّجاه الكمال الإلهيّ الذي يجب ان نصبو إليه على الدوام... وكلّما كان عالمنا الداخليّ نظيفًا، كانت عيننا الروحيّة نقيّة... وحتّى تكون توبتنا صادقة ومثمرة، يجب أن تترافق مع خطوات ضروريّة وأهمّها المسامحة والصدقة. وأفضل تعبير عن التوبة هو تقبّل إخوتنا في الإنسانيّة ومساعدتهم على حسب إمكانيّاتنا..
فترة الصوم الكبير هي مناسبة للتعبير عن مساعدتنا الروحيّة والمادّيّة تجاه الآخرين...
من عرش البطريركيّة المسكونيّة، عرش القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم الذي شدّد على التوبة، نحثّكم على التوبة والتجدّد نابذين كلّ طقوسيّة صنميّة«.
أوكرانيا
نداء لإحلال السلام
تجمّع رؤساء كنائس مسيحيّة من ثلاث عشرة دولة ليطلقوا نداء للسلام في أوكرانيا، وجاء في بيانهم: »نحن، ممثّلي الكنائس الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة والبروتستانتيّة من أذربيجان، أرمينيا، بيلاروسيا، كازاخستان، كيرغيستان، لاتفيا، ليتوانيا، مولدوفا، روسيا، تاجيسكتان، أوزباكستان، أوكرانيا، وإيستونيا، نجتمع لنعبّر عن رأينا المشترك في قضايا حيويّة متعلّقة بشعوب بلادنا. في هذه الأيّام، تتوجّه صلواتنا واهتماماتنا إلى الشعب الأوكرانيّ الذي يعاني أزمة صعبة. كلّ رعايانا تصلّي من أجل الذين قضوا نحبهم أو جُرحوا خلال المواجهات السياسيّة والاجتماعيّة، ومن أجل إحلال السلام والتفاهم الأخويّ بين كلّ سكّان أوكرانيا، بغضّ النظر عن انتمائهم السياسيّ أو الدينيّ. نناشد الذين يرتبط بهم مستقبل أوكرانيا أن يلتزموا مبادئ حرّيّة الضمير والمعتقد الدينيّ، وعدم تدخّل السلطات السياسيّة في المؤسّّسات الدينيّة. ونحن نذكر جيّدًا ما حلّ بنا من مآسٍ في تاريخ بلادنا من جرّاء التدخّل السياسيّ. كلّ أشكال العنف والثورة والتمييز ومصادرة الكنائس لا تؤدّي إلى وحدة المسيحيّين ولا إلى إقامة شريك حقيقيّ في الوطن والمجتمع. كما نناشد الشعب الأوكرانيّ لبذل كلّ الجهود الممكنة لتجنّب المواجهات والتحدّيات والتحلّي بالروح الطيّبة والمحبّة«.
روسيا
١- رسالة البطريرك كيرل الأوّل
وجّه غبطة البطريرك كيرل الأوّل، بطريرك موسكو وكلّ الروسيا، رسالة إلى القائم بالأعمال في بطريركيّة كييف، وإلى السادة المطارنة والكهنة، وإلى عموم الشعب الأوكرانيّ يحثّهم فيها على نبذ كلّ أشكال العنف والتقسيم والاقتتال. وممّا ورد في الرسالة: »بعين الأسى والحزن والقلق، أنظر إلى ما يحدث في أوكرانيا اليوم. فالخلاف السياسيّ أدّى إلى مواجهات في الشارع وإلى انقسام بين الشعب الواحد وضمنهم من ينتمي إلى الإيمان الواحد.
الكنيسة لا تأخذ أيّ جانب في هذا الصراع، ومن واجبها التدخّل لحماية المعرّضين للعنف والمحتاجين إلى الحماية والذين يتهدّدهم خطر الموت.
أنا أؤكّد لكلّ المؤمنين في أوكرانيا أنّي سأبذل قصارى جهدي لأقنع الذين في السلطة بألاّ يسمحوا بتدمير الشعب الآمن على الأرض الأوكرانيّة. الدم الذي سقط في كييف ومدن أخرى هو نتيجة الحقد. يا ربّ، بارك الذين يعملون للسلام، وأوقف كلّ أعمال العنف وتدنيس المقدّسات.
يحقّ لكلّ الشعب أن يتمتّع بكامل الحرّيّة في السياسة والمعتقد الدينيّ، من دون أيّ تدخّل أجنبيّ. أناشد كلّ الأخوة والأخوات في المسيح أن يسامحوا بعضهم بعضًا، وعلى كلّ المسؤولين أن يوقفوا العنف ضدّ المدنيّين«.
٢- وفد بطريركيّة موسكو في القسطنطينيّة
ببركة غبطة البطريرك كيرل الأوّل، بطريرك موسكو وكلّ الروسيا، وصل إلى القسطنطينيّة، اسطنبول، الوفد البطريركيّ للمشاركة في التحضير لاجتماع رؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة، الذي دعا إليه قداسة البطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل. وبدأت اللجنة التحضيريّة اجتماعاتها بمشاركة وفود من بطريركيّات الإسكندريّة، أنطاكية، أورشليم، جيورجيا، روسيا، صربيا، رومانيا، بلغاريا، ومن كنائس قبرص واليونان وألبانيا وبولندا.
وفي كلمة افتتاحيّة تحدّث سيادة المطران إيلاريون من بطريركيّة موسكو شاكرًا للبطريرك المسكونيّ دعوته، وللمطران يوحنّا (برغاموس) تحضير جدول أعمال اللجنة والمواضيع المطروحة على بساط البحث، والتي تشكّل تحدّيًا أمام الكنيسة الأرثوذكسيّة في العالم. وممّا جاء في كلمة المطران إيلاريون: »في الواقع إنّ معضلة بقاء المسيحيّة في الشرق الأوسط تطالنا جميعًا، إذ إنّ هذه المنطقة في السنوات الأخيرة تشهد تطوّرات تهدّد وجودها في المكان الذي وُلدت فيه منذ أكثر من ألفي سنة. كلّنا سمع بما عُرف بالربيع العربيّ، عندما يُقلب نظام دولة ما بمساعدة قوى أجنبيّة وتعمّ الوفضى بدلاً من الديمقراطيّة. وهكذا برزت القوّات المتطرّفة مهاجمة المسيحيّين وقاتلة الأطفال والنساء، وخاطفة المطارنة والكهنة والراهبات، ومدمّرة الكنائس والأديرة، وهذا كلّه بهدف إخلاء المنطقة من المسيحيّين. نحن شهود عيان على هذه المأساة. ولذا علينا أن نسلّط الضوء على ما يجري من اضطهاد، وأن نتضامن مع أخوتنا المشرّدين والجائعين والمخطوفين.
وفي هذا الإطار لن ننسى أنّ كنيسة أنطاكية المقدّسة هي المتضرّرة من هذه الأعمال العنفيّة، بخاصّة عند خطف سيادة المطرانين بولس (يازجي) ويوحنّا (إبراهيم) اللذين مضى على غيابهما سنة ولم نعرف بعد مكان احتجازهما«.
وعن التحضير للمجمع الأرثوذكسيّ العامّ، أعلن المطران إيلاريون أنّ بطريركيّة موسكو على استعداد للمشاركة في الاجتماعات التحضيريّة لما فيه خير الكنيسة الأرثوذكسيّة بعامّة.
الولايات المتّحدة الأميركيّة
الكنيسة الأرثوذكسيّة الأميركيّة ترسم مطران آلاسكا
ها هي أبرشيّة سيتكا وآلاسكا التي أنشأها القدّيس إينوكنديوس تحتفل برسامة مطران جديد لها. وفي التفاصيل أنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة الأميركيّة رفعت إلى رتبة الأسقفيّة دايفيد (ماهافي). واحتفلت برسامته وسط حشد كبير.
من كلّ الرعايا والقرى في آلاسكا تقاطر المؤمنون إلى كاتدرائيّة القدّيس إينوكنديوس للمشاركة في القدّاس الإلهيّ وبرسامة مطران جديد. عدد من الأساقفة وأكثر من أربعين كاهنًا وشمّاسًا كانوا بانتظار سيادة رئيس الأساقفة تيخن على مدخل الكاتدرائيّة. وشارك في هذه المناسبة أيضًأ أولاد الأسقف دايفيد وعائلاتهم.
وبعد أن تلا الأسقف دايفيد دستور الإيمان النيقاويّ واعترف بالقوانين الكنسيّة والمجامع المقدّسة رُسم مطرانًا على هذه الأبرشيّة المحروسة باللَّه بشفاعة قدّيسها إينوكنديوس كاروز آلاسكا والجزر الأليوشيّة. l