سورية
بيان غبطة البطريرك أغناطيوس الرابع
دعا غبطة البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس في بيان له، جميع الجهات داخل سورية وخارجها، إلى وقف الأعمال العدائيّة التي تسبّبت في إسقاط العشرات من الضحايا والمصابين.
وفي ما يلي بيان غبطة البطريرك:
»نوجّه دعوة إلى جميع الاتّجاهات، داخل سورية الممزّقة وخارجها، لوقف الأعمال العدائيّة من حيث تأتي.
أعداد لا تحصى من العرب المسلمين والمسيحيّين، رجال ونساء وأطفال، يسقطون ضحايا القنابل.
لقد امتلأت المستشفيات بالمصابين وأصبح النحيب الإنسانيّ مستمرًّا لا ينقطع.
إنّ العرب في سورية، بغضّ النظر عن ديننا، لنا الحقّ في أن نعيش في بلدنا بسلام.
في الأشهر الخمسة عشر الأخيرة، فقدنا أرواحًا لا تحصى وعديدون هجروا وطنهم لاجئين إلى بلادٍ أخرى.
فقد مسيحيّونا قراهم ومدنهم وأملاكهم وكنائسهم المقدّسة وعائلاتهم تحت أنقاض الصراعات.
ندعو جميع السوريّين، باسم الإله الحقيقيّ الواحد، أن يتّفقوا على العيش معًا في سورية المباركة. ونأمل من المنظّمات الدوليّة أن تفهم خصوصيّة بلدنا وتضمن لنا السلام والاستقرار والمصالحة«.
هذا وقد قرّر المجمع المقدّس لبطريركيّة أورشليم في جلسته الأخيرة أن يعبّر عن تضامنه مع غبطة بطريرك أنطاكية أغناطيوس الرابع ومع آلاف الذين لا مأوى لهم والذين لجأوا إلى الأردنّ وإلى البلاد الأخرى.
بصاليم
مدرسة القدّيس جاورجيوس تخرّج طلاّبها
برعاية سيادة المطران جورج (خضر) احتفلت مدرسة القدّيس جاورجيوس في بصاليم بتخريج طلاّبها في فرعي علوم الحياة والاجتماع والاقتصاد، للسنة الدراسيّة ٢٠١١-٢٠١٢.
بدأ الاحتفال بصلاة شكر ثمّ بالنشيد الوطنيّ وأغانٍ فولكلوريّة. تلتها كلمة المديرة الآنسة سلمى فيّاض التي عرضت لتاريخ إنشاء هذه المدرسة في العام ١٩٨٨ وتطرّقت إلى المستوى العالي الذي تتمتّع به هذه المؤسّّسة على صعيد البرامج والهيئة التعليميّة والمشاريع الثقافيّة التي يقوم بها الطلاّب. وممّا قالته: »بدأنا هذه المدرسة بطابق واحد، واثنين وخمسين تلميذًا، السنة ١٩٨٨، واليوم تلامذتنا خمسمائة، وطوابقنا وملاعبنا تضيق بنا وبطموحاتنا. مدرستنا تكبر وتكبر، وخبرتنا في التعليم والتربية تضاهي خبرة المعاهد الكبرى، ونظامنا المؤسّساتيّ منظّم ومتماسك، والمستوى التعليميّ على مقاعدنا قلّ نظيره«.
ثمّ توجّهت إلى المتخرّجين وحثّتهم على متابعة التحصيل والدراسة.
وبعد توزيع الشهادات قرأت راشيل أبو عسلي وكريستيل شامي كلمة المتخرّجين. ثمّ كانت كلمة سيادة المطران جورج تلاها بالنيابة عنه الأب رامي (ونّوس) كاهن رعيّة القدّيس جاورجيوس في برمّانا. وقد نوّه بمستوى هذه المدرسة ودورها الرائد في تربية النشء على العلم ومحبّة الوطن.
جبل لبنان
اليوبيل الفضّيّ لرحيل عميد مرتّلي القرن العشرين في القسطنطينيّة
لمناسبة اليوبيل الفضّيّ (25 سنة على رحيله) للمرتّل الأوّل في القسطنطينيّة ثراسيفووس ستانيتساس، وبرعاية المطران جورج (خضر)، بادرت مدرسة الموسيقى الكنسيّة (البيزنطيّة) في أبرشيّة جبل لبنان للروم الأرثوذكس إلى دعوة الأستاذ أثناسيوس بايفاناس وهو تلميذ ستانيتساس إلى لبنان. فقدّم الأستاذ أثناسيوس دورة لمرتّلي المدرسة، مرتّلي جوقة جبل لبنان الأرثوذكسيّة، في نمط ستانيتساس إضافة إلى محاضرات في الموضوع عينه. وانتهت الدورة بأمسيّة مرتّلة على نمط ستانيتساس قاد فيها الأستاذ بايفاناس مرتّلي جبل لبنان على الدروب الذهبيّة في تاريخ الموسيقى البيزنطيّة القسطنطينيّة. أمسيّة تاريخيّة قُدّمت في كنيسة النبي إلياس للرّوم الأرثوذكس (الرابية) مساء الاثنين الواقع فيه 20 آب 2012.
برمانا
ندوة حول كتاب »المواهب في الكنيسة«
صدر مؤخّرًا كتاب عن تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع يحمل عنوان »المواهب في الكنيسة«، ويتضمّن مجموعة مقالات نُشر معظمها في مجلّة النور التي تصدرها حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة.
ولهذه المناسبة دعت التعاونيّة إلى ندوة حول هذا الكتاب جمعت، في كنيسة القدّيس جاورجيوس في برمّانا، كلاًّ من القاضي نسيب إيليّا والدكتور نجيب جهشان والأستاذ إيلي شلهوب وذلك بإدارة الأب رامي (ونّوس).
تحت عنوان »طاعة عبيد أو علاقة أحرار«، شدّد القاضي نسيب إيليّا على أنّ السلطة في الكنيسة هي ليسوع المسيح وحده، منطلقًا من أنّ »اللَّه أعطى البشر أن يكونوا أبناءَه عبر يسوع المسيح: نراه لدى متّى يطلق عليهم صفة البنين، فكان يسوع الابن البكر الذي يُشرك إخوته في الميراث الأبويّ. فمنذ الفصح ندرك متيقّنين أنّنا محبوبون بالمحبّة عينها التي يغمر اللَّه بها ابنه الوحيد، فلسنا بعد عبيدًا بل أبناء وورثة الملكوت«.
وعن الكنيسة قال: »الواقع أنّ الكنيسة كتجمّع بشريّ متحرّك، هي خزّان مواهب إن لم تُعط مكانها فإنّها لا ريب ستنضب، أو في أفضل الأحوال، ستغور في الأرض إمّا لتذوب في جوفها وتندثر، وإمّا لتتفجّر في أرض غريبة«.
أمّا عمّا يحدث مؤخّرًا في أنطاكية، فقال: »تسرّبت في الأيام الأخيرة في أوساطنا الأنطاكيّة، فكرة مفادها أنّه يقتضي طاعة الأسقف طاعة عمياء، بحيث لا مكان لمناقشته في أيّ من أقواله أو أعماله بحجّة أنّه المعلّم، وهو عبر أسقفيّته ورث المعلّم الحبيب. علمًا أنّ المعلّم الفادي كان أظهر نفسه معلّمًا بتواضعه ومحبّته التي بثّها لنا في أعماله التي بيّنها لنا في الكتاب العزيز«.
فرأى أنّ الطاعة العمياء »عبوديّة، في حين أنّ الطاعة في الكنيسة أمر غاية في الأهمّيّة. هي أوّلاً وأساسًًا طاعة رضائيّة«...
وختم القاضي نسيب إيليّا بهذه الكلمات »إنّك إن لم تسعَ بقوّة ومحبّة، من دون تجريح أو إيذاء أو افتراء، إلى التصحيح والإصلاح، فإنّك لا ريب شريك في هدم هيكل الربّ... إن لم تكن حرًّا ومستنيرًا، فأيّ طاعة لغير اللَّه عبوديّة«.
أمّا الدكتور نجيب جهشان، فتساءل في مداخلته إذا كانت الكنيسة تعترف بمواهب أبنائها، هل تحذو المؤسّّسة المؤتمنة على المحبّة حذو الرسل وتضمّ المواهب إلى صدرِها؟ وغاص في مقالات الكتاب مستجليًا نفحاتها. ثمّ تطرّق إلى أهمّيّة اللقاء الرعائيّ الأرثوذكسيّ وإلى ضرورات إنشائه، فقال إنّه »ولد من رحم غيرة مؤمنين بكنيسة الربّ يسوع المسيح التأموا منذ 2010 لمعالجة إشكاليّات المؤسّسة الكنسيّة الأنطاكيّة«. وعدّد بعضًا من المواهب ومنها التعليم والنبوءة وكلّ قدرة قوّةٍ وطاقةٍ، روحيّة، فكريّة أو جسديّة، هي موهبة تبني الكنيسة وتقوِّم المجتمع وتصحّح الزلاّت، لتُخرج الكنيسة إلى العالم عبر هذه القدرات معلّمةً للمسكونة ورائدةً في الشأن العامّ.
والتدبير موهبة، وهو فنّ الإدارة والتنظيم والإعمار وكلّ إمساكٍ بمقدّرات هذا الكون المادّيّة المكانيّة والزمنيّة. بالتدبير تُقاد الجماعة البشريّة، ويُمسك بالبيئة ويُحافظ على التوازنات، وتُطلق طاقات الابداع والاكتشاف، ويرتقي الإنسان من دورٍ أدنى إلى دورٍ أعلى، رانيًا إلى الكمال الذي هو في صورة اللَّه ومثاله.
وتمنّى أن »نطرح عنّا تسمية العلمانيّين هذه، لأنّ في استعمالها تعزيزًا لهذه الطبقيّة ودفعًا لتسلّط الإكليروس«، وأطلق نداء إلى الرعاة فقال: »لا تخضعوا لرغباتكم البشريّة في السلطة، ولا تُمسكوا بالرئاسات مواقع، ولا تقعوا في سوء الأمانة، ولا تذهبوا بمؤسّّسة الكنيسة إلى الهلاك«.
وتحدّث الأستاذ إيلي شلهوب تحت عنوان »كهنة وعلمانيّون تكامل أم تبعيّة؟« شارحًا تطوّر سرّ الكهنوت منذ العصور المسيحيّة الأولى وإلى زمننا الحاضر، مبيِّنًا أنّ العقيدة المسيحيّة تقول بأنّ الكهنوت يشمل الإكليريكيّين والعلمانيّين الذين يتقاسمون أدوار الخدمة في الكنيسة من دون طبقيّة ولا تبعيّة. وممّا قاله: »الكنيسة في العهد الجديد هي جسد المسيح وهي ملء الذي يملأ كلّ شيء بملئه. ومن هذا الملء تتشعّب الفروع في الزمان والمكان، فالسيّد هو الذي يوحّد الجسد كلّه ويربط الأجزاء كلّها لتنمو بالمحبّة.
التكريس يأتي من منح مواهب الروح القدس من أجل إتمام عملنا كمسيحيّين وأعضاء في الكنيسة جسد المسيح. فالعلمانيّ بالمفهوم الأرثوذكسيّ يشمل جميع أعضاء الكنيسة، كهنة وعلمانيّين، فالكاهن إذًا علمانيّ قبل أن يكون كاهنًا أفرز للخدمة. إذًا كلّ من منح موهبة الروح القدس هو عضو فعّال في الكنيسة، فإنّنا بالمعموديّة تتجدّد طبيعتنا وبسرّ الميرون الذي يلي المعموديّة مباشرة نعطى القوّة والنعمة كي نبني معًا جسد المسيح ونكون مشاركين في حياة الكنيسة.
المؤمنون كلّهم مشاركون ليسوع في الكهنوت الملوكيّ أكانوا كهنة أم علمانيّين أم ملوكًا أم رؤساء.
سرّ الكهنوت لا يمنح الكاهن مرتبة أعلى من مرتبة باقي أعضاء جسد المسيح، أو قدرة ذاتيّة أكبر من قدرات الآخرين«.
بكفيا
عيد القدّيس الشهيد عبدا
لمناسبة احتفال الرعيّة المارونيّة في بكفيّا بيوبيليّةِ الـ 425 سنة على بناء كنيسة مار عبدا (بكفيّا)، أقيم أسبوع نشاطات روحيّة في الأسبوع الأخير من آب تخلّله عيد مار عبدا بحسب الروزنامة المارونيّة في آخر آب 2012.
والمعروف أنّ الرعيّة الأرثوذكسيّة في المحيدثة، التي بنت لها لاحقًا كنيسةً في المحيدثة على اسم السيّدة السنة 1632 ونقلت إليها أيقونة السيّدة العجائبيّة التي رافقت المعالفة القادمين من داما إلى دوما إلى بكفيّا إلى المحيدثة، كانت قبلاً تتشارك كنيسةَ مار عبدا (بكفيّا) مع الإخوة الموارنة، لكون هيكلها السابق كان يشتمل على مذبحين اثنين: مذبح الأرثوذكس إلى الشمال الشرقيّ، ومذبح الموارنة إلى الجنوب الشرقيّ.
دعا مجلس رعيّة مار عبدا وكهنتها، وفي مقدّمهم قدس الأب إيلي (خوري)، الرعيّةَ الأرثوذكسية وكاهنَها للمشاركة في احتفالات هذا الأسبوع المبارك، ولاسترجاع ماضٍ مجيدٍ قضاه الروم والموارنة معًا تحت سقف كنيسة مار عبدا الضاربة في العتق.
وبما أنّ السبّاق إلى العودة إلى كنيسة مار عبدا، في الذكرى المئويّة الرابعة لبناء الكنيسة، كان سيادة المطران جورج (خضر)، متروبوليت جبل لبنان، حين أوصى برسم أيقونة للسيّدة المرشدة، ثمّ طاف بها من كنيسة رقاد السيّدة في المحيدثة مساء الخميس 27 آب 1987 إلى كنيسة مار عبدا، مصحوبًا بقدس الآباء يوسف (صليبا)، كاهن المحيدثة السابق، ويوسف (قزاح)، كاهن بكفيا السابق، وخريستو (عيسى) وبولس (صيّاح) وبطرس (النهري)، فضلاً عن جوقة من مرتّلي جبل لبنان وبيروت، ضمّت كلاًّ من: مايك حوراني، إبراهيم فرح، ربيع جبران، عادل ديب، جورج طحّان، ملحم حوراني، أنطوان سعاده، إبراهيم سعد، نقولا أبو مراد، وجورج عبيد وجمهور من المؤمنين... وأهدى الأيقونة إلى الرعيّة المارونيّة هناك لتبقى وقفًا مؤبّدًا وعربونَ رابطةٍ روحيّة متأصّلة بين الجماعتين الأرثوذكسيّة والمارونية في هذه البقعة من شرقنا العريق، وترأّس هناك صلاة الغروب والخبزات الخمس لعيد مار عبدا، بحضور سيادة المطران يوسف (بشارة).
لبّت رعيّة المحيدثة الدعوة، فأقام الأب ملحم (الحوراني) بمعاونة الشمّاس إيلي (الضاني) صلاةَ الغروب والخبزات الخمس بحسب طقس الكنيسة الأرثوذكسيّة، على »مذبح الروم« في كنيسة مار عبدا - بكفيّا عند الساعة 7 من مساء الثلاثاء 28 آب الجاري 2012، بحضور كثيفٍ من المحيدثة وبكفيّا يتقدّمُهُم السياسيّون والرسميّون من أهل المنطقة، وأَهدى إلى تلك الكنيسة المجيدة أيقونةً للقدّيس الشهيد عبدا أسقف المدائن.
وألقى عظةً تناول فيها سيرة القدّيس عبدا، ذاك الأسقف الفارسيّ المخلص للمسيح، والذي لم يستطع أن يُعطي لأجفانه نُعاسًا لمّا بدا له أن في أبرشيّته قسمًا من مواطنيه وملكهم يعبدون أشياء دون المسيح الربّ، فاندفع محطّمًا معبد الأوثان رغم حضور الملك ونبلاء القوم، فدفع دمه ثمنًا لإخلاصه للإيمان، فأفرخت هنا وهنالك كنائس على اسمه تُذكّرنا بإخلاص هذا القدّيس للسيّد المبارك.
ثمّ تطرّق إلى تاريخ بناء كنيسة مار عبدا في التاريخ الحديث، وعن »مذبح الروم« الذي كان فيها حتّى السنة 1630، وعن الحجّ الأوّل الذي ترأّسه سيادة المطران جورج (خضر) منذ 25 سنة إلى تلك الكنيسة، وكان هو آنذاك في عِداد الجوقة المرافقة، وها هو الآن، كاهنًا، يقوم بالحجّ الثاني مع رعيّة المحيدثة إلى هذا المكان الذي تقدّست فيه رُكب أجدادنا من كثرة سجودهم في ظلّ سنديانةٍ شاهدةٍ على تاريخ رعيّتين، أرثوذكسيّة ومارونيّة، أحبّت إحداهما الأخرى وتلاصقتا في الشهادة بعد أن أحبّتا مسيحنا، وعبَدَتاه في بقعةٍ واحدةٍ على مذبحين متجاورين يحضنهما سقفُ مار عبدا.
وفي ختام الصلاة، وُزّع القربان المبارك على جميع الحاضرين، ثمّ قدّم كاهن رعيّة مار عبدا، الأب إيلي (خوري)، باسم مجلس رعيّته ورعيّته، درعًا تذكاريًّا بالمناسبة إلى الأب ملحم.
الأردنّ
غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث في مخيّم اللاجئين السوريّين
قام غبطة بطريرك كنيسة أورشليم أثناء عبوره إلى المملكة الهاشميّة الأردنيّة، بزيارة مخيّم اللاجئين السوريّين، الذي يدعى مخيّم زعتر ويقع شمال شرق الأردنّ، على الحدود العراقيّة، بالقرب من مدينة المفرق والزعتر.
استقبل غبطة البطريرك عند وصوله إلى المخيم كلّ من مديرة مكتب مجلس كنائس الشرق الأوسط في عمّان الآنسة وفاء قسوس، وداجلاس ديكس ممثّل منظمة World Mission الأميركيّة في الأردنّ، ورئيس مخيّم اللاجئين الذي شرح لهم عن المخيّم وعن القاطنين فيه الذين هربوا من سورية لكي يتجنّبوا الأحداث المؤلمة التي تدور في بلادهم في الفترة الأخيرة. وذكر أنّ عدد اللاجئين يصل إلى ثلاثة آلاف من مسلمين ومسيحيّين، ويتزايد بشكل يوميّ. وشرح لغبطة البطريرك الوضع الحاليّ والمشاكل التي تواجه هؤلاء اللاجئين والحاجات الأساسيّة التي يفتقدون إليها.
وأجرى غبطته الاتّصالات اللازمة لتأمين الموادّ الضروريّة التي يحتاج إليها اللاجئون. وقد لاقى تجاوبًا من بعض الهيئات الإنسانيّة القبرصيّة واليونانيّة.
الأردنّ
وضع حجر الأساس في كنيسة في مادبا
وضع غبطة البطريرك الأورشليميّ ثيوفيلوس الثالث، حجر الأساس للكنيسة الجديدة التي ستشيّد في مدينة مادبا في الأردنّ، أهمّ المدن وأقدمها في الأراضي المقدّسة، والغنيّة بتراث كنسيّ وحضاريّ بيزنطيّ، والتي هي الآن في ظلّ حكم المملكة الأردنيّة الهاشميّة.
في كنيسة العظيم في الشهداء القدّيس جاورجيوس الحامل الظفر فسيفساء خارطة مادبا المشهورة، التي هي فنّ بيزنطيّ منذ القرن السادس الميلاديّ، تجسّد بكلّ التفاصيل مدن الأرض المقدّسة في زمن ربّنا وسيّدنا يسوع المسيح. في هذه المدينة يقطن فيها ٨ آلاف نسمة، من بينهم 6 آلاف من أبناء كنيسة الروم الأرثوذكس. وقد حقّقت فيها بطريركيّة الروم الأرثوذكس إنجازات كبيرة في المجال التعليميّ والتربويّ، والفضل يعود إلى الوكيل البطريركيّ هناك والمسؤول عن المدارس الأرثوذكسيّة التابعة للبطريركيّة في الأردنّ وهو الأرشمندريت إينوكنديوس. تتكوّن هذه المدارس من مدارس ابتدائيّة، وإعداديّة، وثانويّة يقوم بالتدريس فيها 100 معلّم ومعلّمة ويتعلّم فيها 1860 طالبًا وطالبة.
برفقة كلّ من سيادة رئيس أساقفة إبيلا السيّد ذوروثيوس، الوكيل البطريركيّ الأسبق لمدينة مادبا، والأرشمندريت إيرونيموس الرئيس الروحيّ في مدينة الفحيص، والشمّاس أثناسيوس، وضع صاحب الغبطة حجر الأساس للكنيسة الجديدة بجانب الكنيسة الموجودة في هذه المدينة، كنيسة القدّيس جاورجيوس. وكان حاضرًا في هذه المناسبة كلّ من سفير اليونـان في الأردنّ إيراكليس إسترياديس وسفير قبرص بيتروس إفتيخيو وعدد من وجهاء المدينة وأبناء الطائفة .
الولايات المتّحدة الأميركيّة
العائلة المالكة الروسيّة
انعقد مجمع الأساقفة الروسيّ لكنيسة روسيا خارج الحدود في نيويورك، وتطرّق إلى قضيّة اكتشاف بقايا من العائلة المالكة الروسيّة التي قضت عند اندلاع الثورة البولشيفيّة في روسيا، والتي كانت مخبّأة في جدار كنيسة بروكسل. وفي الوقائع أنّه عند تجديد كنيسة القدّيس أيّوب والمكرّسة أيضًا لذكرى عائلة القيصر نقولا الثاني وكلّ الذين استشهدوا في الأيّام العصيبة، وجد صندوق من الرصاص ومعه أنبوب زجاجيّ فيه وثيقة كتبت عليها لائحة جرد بمحتويات هذا الصندوق.
كيف وصل هذا الصندوق إلى جدار الكنيسة؟ لا بدّ من أنّه انتقل من روسيا عبر المسؤول عن التحقيق في الجريمة قبل وفاته، إلى الأمير ألكسي ألكسندروفيتش، ثمّ إلى المتروبوليت سيرافيم مطران أبرشيّة أوروبّا الغربيّة في العام ١٩٤٠. وعندما كرّست الكنيسة في الأوّل من تشرين الأوّل ١٩٥٠، وضعت هذه البقايا في أحد الجدران.
وبعد هذا الاكتشاف وعلى ضوء هذه المعلومات العلميّة الجدّيّة، أعرب مجمع الأساقفة الروسيّ عن رغبته في متابعة البحث والتعاون مع الكنيسة في روسيا، لما لهذه القضيّة من أهمّيّة بالنسبة إلى الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، بخاصّة بعد أن أعلنت قداسة القيصر نقولا الثاني.
تركيا
البطريرك المسكونيّ يبدي خشية من العنف
أعرب قداسة البطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل عن تخوّفه من موجة العنف المنتشرة في العالم. من أميركا إلى إفريقيا فأوروبّا وآسيا، قارّات تواجه مظاهر العنف التي تهدّد الأمن والسلام وتتنكّر لكرامة الإنسان. جرائم ترتكب بحقّ الإنسان من العنصريّة والإبادة والتنقية العرقيّة والعداء للساميّة وتدنيس دور العبادة وتدميرها، كلّها أعمال بربريّة يجب نبذها، بخاصّة عندما تتستّر باسم الدين.
ويبدي قداسته اهتمامًا خاصًّا بما يجري في الشرق الأوسط ونيجيريا والسودان. فالاشتباكات بين المسيحيّين والمسلمين يجب أن تتوقّف من أجل كرامة الإنسان وبدافع المحبّة الأخويّة المفروضة على كلّ الناس. كما أنّ قداسته قلق على الوضع في سورية وعلى مصير المسيحيّين في هذا البلد. لذا هو يناشد كلّ الأطراف وقف القتال، والانتقال إلى الحوار والمصالحة. وهنا يكمن دور رجال الدين الذين يجب أن يتكاتفوا لإحلال سلام اللَّه في العالم. والدين لا يمكن أن يكون أساس الاقتتال والنزاع، ولا يمكن أن يكون أداة للتعصّب والأصوليّة لتحقيق أهداف سياسيّة. ويوكّد قداسته أنّ أيّ جريمة ترتكب باسم الدين هي جريمة ضدّ الدين.
وأخيرًا يعرب قداسته عن تضامنه مع كلّ الذين يتعرّضون للعنف، ويدعو الجميع إلى تغليب لغة المحبّة والسلام والحوار على الحرب والحقد.
يوم البيئة الأرثوذكسيّ
كما في كلّ عام، تحتفل الكنيسة الأرثوذكسيّة في الأوّل من أيلول بيوم البيئة الأرثوذكسيّ. وللمناسبة يوجّه قداسة البطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل، الملقّب بالبطريرك الأخضر، رسالة إلى المؤمنين، وهذا بعض ما جاء في كلمته لهذه السنة.
»أيّها الإخوة المحبوبون بالربّ: اللَّه ربّنا الذي خلق الكون وجعل الأرض مسكنًا لائقًا للإنسانيّة، منحنا الوصايا وإمكانيّة التكاثر والسيطرة على الحيوانات والنباتات. العالم الذي يحوط بنا هو هديّة من الخالق نهتمّ بها ونجدّدها ونسلّمها إلى الأجيال القادمة. هذه هي عقيدة كنيسة يسوع المسيح، ولهذا السبب أنشأنا في البطريركيّة المسكونيّة مؤسّّسة بيئيّة لحماية كوكبنا الذي يعاني ويعاني كثيرًا. بالطبع التنوّع البيولوجيّ هو عمل الحكمة الإلهيّة، والسيطرة على الكائنات تستتبع استخدامًا مسؤولاً وتمتّعًا بفوائد هذه الخليقة، ولا تعني البتّة القضاء على موارد الطبيعة وهدم التوازن البيئيّ...«.
وذكّر قداسته بالبطريرك المسكونيّ الراحل ديمتريوس الذي عيّن الأوّل من أيلول يوم صلاة من أجل البيئة. وأضاف أنّ الصلاة هي من واجب كلّ مؤمن، لأنّها تكون لطلب الغفران على كلّ ما ساهمنا به، عن معرفة أو عن جهل، في تدمير خليقة اللَّه. وتمنّى قداسته على كلّ أرثوذكس العالم أن يصلّوا في هذا اليوم، لينير اللَّه قلوب الجميع، حتّى يتعلّموا احترام التوازن البيئيّ الذي صنعه اللَّه على الأرض.
بولندا
البطريرك الروسيّ كيريل
في بولندا
استقبل آلاف البولنديّين الأرثوذكس غبطة بطريرك موسكو وكلّ الروسيا كيريل الأوّل في بياليستوك شرق بولندا، في اليوم الثالث من زيارته إلى بولندا.
وقالت إحدى السيّدات التي جاءت مع زوجها وولديها »هذه لحظات مهمّة بالنسبة إلينا، إنّه رئيس كنيسة تربطنا بها علاقات إنسانيّة مميّزة«.
وفي كاتدرائيّة الروح القدس، أكبر كنيسة أرثوذكسيّة في بولندا، رفع غبطته الصلاة ودعا المؤمنين الأرثوذكس إلى التمسّك بالقيم المسيحيّة في حياتهم اليوميّة.
شرق بولندا، على حدود بيلاروسيا، هو موطن أكبر جماعة أرثوذكسيّة في البلاد، يبلغ تعدادها نحو خمسمائة ألف نسمة من أصل ٣٨ مليون كاثوليكيّ.
ويقول أحد المشاركين في الاستقبال: »نحن سعيدون جدًّا بهذه الزيارة. نحن هنا أقلّيّة، ومع ذلك نحن موجودون هنا مع عائلاتنا ومؤسّّساتنا وجمعيّاتنا، نحن مسيحيّون حقيقيّون«.
ومن بياليستوك انتقل غبطة البطريرك كيريل إلى سوبرال لزيارة أقدم دير أرثوذكسيّ في بولندا، يعود إلى القرن السادس عشر. ثمّ زار هاجنواكا القريبة قبل أن يقيم القدّاس الإلهيّ الذي شارك فيه أكثر من خمسة عشر ألف أرثوذكسيّ، من بولندا وبيلاروسيا وأوكرانيا، في جبل غراباركا المقدّس الذي يجلّه الأرثوذكس للعجائب التي تحدث فيه. كلّ سنة في ١٦ و١٧ آب يصلّي آلاف الحجّاج الأرثوذكس طوال الليل في هذا المكان لمناسبة عيد تجلّي يسوع المسيح بحسب تقويمهم. ويحضر الزوّار معهم صلبانهم ويزرعونها في الجبل تعبيرًا عن شكرهم. ويقول تقليد محلّيّ إنّ داء الكوليرا تفشّى العام ١٧١٠ في قرية سيمياتييز، فهرب سكّانها إلى جبل غراباركا وشربوا من ماء النبع فيه فنجوا من الموت... وفي ما بعد بنوا كنيسة وديرًا. وأقام غبطته القدّاس الإلهيّ ثانية في الجبل قبل أن يعود إلى موسكو.
وخلال الزيارة، التقى غبطته في وارسو قادة الكنيسة الكاثوليكيّة البولنديّة، ووقّع معهم نداء للغفران المتبادل في مسعى لنسيان قرون من التاريخ الدامي.
أثيوبيا
البطريرك بولس الأوّل في ذمّة اللَّه
انتقل البطريرك بولس الأوّل بطريرك كنيسة أثيوبيا الأرثوذكسيّة التوحيديّة، إلى جوار ربّه، عن عمر يناهز السادسة والسبعين، بعد معاناة مع المرض.
وكان في وداعه أكثر من سبعة آلاف شخص في العاصمة أديس أبابا.
انتخب البطريرك بولس على رأس الكنيسة الأثيوبيّة، التي تضمّ نحو أربعين مليون مؤمن، في العام ١٩٩٢ على أثر الانقلاب على نظام مانغيستو هيلا مريم. درس في الولايات المتّحدة الأميركيّة ويحمل دكتوراه في اللاهوت من جامعة برنستون. كان أحد رؤساء مجلس الكنائس العالميّ. عمل مع أكثر من منظمّة إنسانيّة لوضع حدّ لانتشار مرض الإيدز في بلاده. له باع طويل في الحوار بين الأديان وحماية اللاجئين وفي الاهتمام بشؤون الشبيبة والمرأة. كانت له مشاركة قيّمة في عدد من المحافل الدوليّة مثل الهيئة الاقتصاديّة العالميّة والقمّة العالميّة للرؤساء الروحيّين في الأمم المتّحدة، وشارك في الجمعيّة العموميّة في نايروبي لمجلس الكنائس العالميّ. وتقديرًا لجهوده منحته منظّمة اللاجئين في الأمم المتّحدة العام ٢٠٠٠ ميداليّة نانسن.
زار لبنان في العام ٢٠٠٥ ليتفقّد الجالية الأثيوبيّة واجتمع بالشخصيّات الدينيّة والسياسيّة، ووضع حجر الأساس لكنيسة أثيوبيّة في بلدة عين عار.
في تلك السنة التقت مجلّة النور البطريرك بولس الأوّل مع وفد من حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة في مقرّ إقامته في المدرسة الإكليريكيّة الأرمنيّة بكفيّا، وكان لها حديث مطوّل معه. لمزيد من التفاصيل حول الكنيسة الأرثوذكسيّة الأثيوبيّة التوحيديّة راجع مجلّة النور، السنة ٢٠٠٥ العدد ٩ ص. ٤٨٧-٤٩٨.l