فلسطين المحتلّة
تخريب فسيفساء من القرن السادس
للمرّة الثالثة على التوالي وخلال أسابيع قليلة، يقوم يهود متديّنون ومتشدّدون بإلحاق أضرار جسيمة بآثار مسيحيّة منتشرة في مواقع أثريّة في فلسطين المحتلّة، وبالتحديد في خربة حانوت الواقعة في وادي إيلا. وآخر الاعتداءات كان على لوحة فسيفسائيّة تعود إلى العام ٥٦٣ ميلاديّ، في موقع أثريّ جرى تحويله إلى كنيس في مدينة طبريّة، وكانت اكتشفت خلال حفريّة العام ١٩٨٦.
وقالت تقارير إعلاميّة إسرائيليّة إنّه جرى الاعتداء على قطعة الفسيفساء الفريدة من نوعها باستخدام مطرقة لتجويف وسطها، كما خطّت على جدران الموقع شعارات تندّد بالآثار. وأكّدت الشرطة أنّها تحقّق في الموضوع من جهة، لكنّها عملت على تبريره من جهة أخرى، مشيرة إلى أنّ من قام به هم يهود متديّنون يحتجّون على عمليّات التنقيب عن آثار تجري في المنطقة، مدّعين أنّها تلحق الضرر بقبور يهوديّة. ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيليّة عن علماء آثار قولهم إنّها ليست المرّة الأولى التي تقوم فيها مجموعة من اليهود المتشدّدين بإحداث أضرار في المواقع الأثريّة، لأنّهم يعدّون الحفريّات الأثريّة، وبخاصّة تلك التي تطاول المقابر البشريّة، تدنيسًا لها. وتجدر الإشارة إلى أنّ السلطات الإسرائيليّة التي تروّج لنفسها على أنّها تحمي الآثار، تتعامل بكثير من المرونة مع عمليّات التخريب تلك، لا بل تعمل على نحو سريع على تأمين مبالغ الترميم للتخفيف من وطأة التخريب. لكن، حينما يُلقى القبض على شباب فلسطينيّين في إحدى عمليّات السرقة أو تخريب الآثار، يتصدّر الخبر نشرات الأخبار، من منطلق أنّ »العرب يدمّرون الآثار بسبب جهلهم بأهمّيّتها«، وتُنزل السلطة الإسرائيليّة أشدّ العقوبات بحقّهم وتصوّرهم على أنّهم لصوص ومخرّبون!
الذين قاموا بهذا العمل ينتمون إلى المجموعة المتطرّفة حريديم، هم جماعة من اليهود المتديّنين ويعتبرون كالأصوليّين إذ يطبّقون الطقوس الدينيّة، ويعيشون حياتهم اليوميّة وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهوديّة. ويحاول الحريديم تطبيق التوراة في إسرائيل. يرتدي الحريديم عادة أزياء يهود شرق أوروبّا، وتتألّف من المعطف الطويل الأسود والقبّعة السوداء ويضيفون إليه الطاليت ويرسلون ذقونهم إلى صدورهم وتتدلّى على آذانهم خصلات من الشعر المقصوع. وهم لا يتحدّثون العبريّة على قدر استطاعتهم، باعتبارها لغة مقدَّسة، ويفضّلون التحدّث باليديشيّة. وتتميَّز عائلات الحريديم بزيادة عددها لأنّهم لا يمارسون تحديد النسل، ولذا فأعدادهم تتزايد بالنسبة إلى العلمانيّين الذين يحجمون عن الزواج والإنجاب.
لم يكتف المعتدون بتدمير اللوحة، بل رشّوا شعارًا يقول »حجم التدمير يساوي حجم التدنيس«. وقال أحد شهود العيان وهو دليل سياحيّ عاين هذه الجريمة: »هذه ليست المرّة الأولى التي يقدم فيها المنتسبون إلى الحريديم على تدمير الآثار، فمنذ ستّة أشهر وقع حادث مماثل في خربة مدراس. كنت أخشى دائمًا حدوث مثل هذا الاعتداء لأنّ الموقع مكشوف، وكان الزوّار يحترمونه جدًّا«.
لم يبق شيء من هذه اللوحة، وقد جمعت دائرة الآثار أكثر من ثلاثة وعشرين كيسًا من أحجار الفسيفساء المتناثرة في المكان، وصرّح أحد المسؤولين أنّه لا توجد ميزانيّة لترميم هذه القطعة الأثريّة التي تعود إلى العصر البيزنطيّ.
فلسطين المحتلّة
الاحتفال بعيد القدّيسة إليزابيت
في الثامن عشر من تمّوز الماضي 2012 الذي يصادف عيد القدّيسة الروسيّة الدوقة إليزابيت ورفيقتها الراهبة بربارة، أقيم احتفال دينيّ في دير القدّيسة مريم المجدليّة في الجثسمانيّة، في القدس، حيث يُحفظ رفات القدّيسة ورفيقتها.
وللمناسبة أقيمت السهرانيّة والقدّاس الإلهيّ برئاسة الكاهن الراهب مكاريوس، الأب الروحيّ للدير، مع حشد من الكهنة والشمامسة التابعين للكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة في الأراضي المقدّسة. حضرت الصلوات كلّ من رئيسة دير غورني وراهباته، رئيسة دير الصعود في جبل الزيتون وراهباته، أخويّة القدّيسة إليزابيت في القدس، ورعيّة الجثسمانيّة وعدد من الحجّاج.
تركيا
مسؤول تركيّ يدعو إلى فتح معهد خالكي.
استقبل قداسة البطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل في الدار البطريركيّة في الفنار، إسطنبول، الدكتور محمّد غورمز المسؤول عن مديريّة الشؤون الدينيّة، التي تُشرف على عمل الأئمة والجوامع في تركيا. وهي الزيارة الأولى لمسؤول من هذا المستوى منذ 2001. بعد لقاء قداسة البطريرك، دعا غورمز الى إعادة فتح معهد اللاهوت الأرثوذكسيّ في خالكي، وقال: »إنّه لا يشرّف بلدنا العظيم أن تُضطرّ جماعة دينيّة فيه إلى تدريب كهنتها في الخارج«. ثمّ أجاب الضيف عن سؤال أحد الصحفيّين قائلاً: »إنّنا نعتقد أنّه من حقّ كلّ إنسان، مهما كانت هويّته أو دينه، أن يعطي أولاده تربية تتناسب وإيمانه، وأن يدرّب رجال الدين لهذه الغاية«. ثمّ عبّر قداسة البطريرك عن أمله بأن تعطي الحكومة حلاًّ إيجابيًّا لهذه المسألة، وممّا قاله: »تأمّلنا كثيرًا ولم يُفتَح المعهد. لكنّنا نستمرّ ونسعى«.
كان معهد اللاهوت في خالكي قد أُقفل السنة 1971، بموجب قانون وَضَع الجامعات في تركيا تحت سلطة الدولة ولم يوجد آنذاك مكان لمعهد لاهوت ضمن التنظيم الجامعيّ التركيّ. يريد العديد من المسؤولين في الحكومة فتح المعهد لا سيّما أنّ الاتّحاد الأوروبّيّ الذي ترغب تركيا في الانضمام إليه يطلب فتح المعهد، من ضمن احترام حقوق الأقلّيّات الدينيّة.
تركيا
قمّة بيئيّة في معهد خالكي
نظّمت البطريركيّة المسكونيّة برئاسة قداسة البطريرك برثلماوس الأوّل قمّة بيئيّة في معهد خالكي اللاهوتيّ، بالتعاون مع جامعة نيوهامشاير، استقطبت أكثر من خمسين باحثًا وعالمًا وخبيرًا في البيئة.
افتتح هذا اللقاء قداسة البطريرك بكلمة ترحيب وتوجّه إلى الحاضرين مشدّدًا على قلّة الالتزام في مواجهة قضايا شائكة مثل التغيّر المناخيّ، وممّا قاله: »نحن كلّنا مستاؤون من عدم تطبيق السياسات والممارسات الصديقة للبيئة والطبيعة. على الناس أن يميّزوا بين ما يريدون وما يحتاجون إليه«.
ركّز المشاركون في كلماتهم على توعية الأطفال والشباب وحثّهم على الاهتمام ببيئتهم أوّلاً، وعلى التعرّف إلى الطبيعة في عالم يجهل المساحات الخضراء والهواء العليل، وإلى اعتماد الزراعة العضويّة والتقليل قدر الامكان من استعمال المبيدات والأسمدة الكيميائيّة.
بيل ماكيبن، وهو عالم بيئيّ، قال إنّ العالم لم يعرف هذه النسبة من التلوّث منذ 800،000 سنة. وارتفاع ثاني أوكسيد الكربون سبّب زيادة في حموضة المحيطات لم تشهدها منذ أربعين سنة. كما أنّ ارتفاع كلّ درجة حراريّة واحدة يؤدّي إلى تراجع 10٪ من المردود الزراعيّ، وهذا ما لا يسمح به، بخاصّة وأنّ نسبة السكّان في تزايد مستمرّ.
كلّ الكلمات شدّدت على ضرورة حثّ الحكومات على تطبيق السياسات البيئيّة بهدف خلق بيئة نظيفة تؤمّن استمراريّة الحياة على هذا الكوكب.
صربيا
البطريرك يدعو إلى الوحدة
دعا غبطة بطريرك الكنيسة الأرثوذكسيّة في صربيا إيريناوس الشعب الصربيّ إلى الوحدة والتكاتف، مضيفًا أنّ الكنيسة لن توافق على التجلّي عن إقليم كوسوفو. وممّا قاله غبطته: »على الشعب الصربيّ أن يتوحّد في السياسة وفي كلّ شيء آخر، لأنّه شعب قليل العدد، والطريقة الوحيدة للبقاء على الحياة هي الوحدة والقيم الأخلاقيّة التي على العالم أن يفهمها ويدعمها. لن نقبل يومًا بتسليم حضاريّ لكوسوفو. فأرضنا تعرّضت للاحتلال بالحرب والقوّة. والشعب الصربيّ لا ينظر إلى كوسوفو كمنطقة جغرافيّة، بل هي أرض مقدّسة، والأماكن المقدّسة فيها عمرها عشرات القرون.
والمقرّ البطريركيّ يقع في مدينة بيتش، غرب كوسوفو، وبحسب منطق الآخرين، سيكون في بلد آخر. أخشى عندما تترك القوّات العسكريّة كوسوفو ألاّ يبقى الشعب الصربيّ قادرًا على البقاء. الصربيّون الذين عادوا إلى كوسوفو يجدون صعوبات كثيرة ويُقتل العديد منهم لدفعهم إلى مغادرة منازلهم. هل هذا ما يريده المجتمع الدوليّ«.
العراق
اكتشاف أكبر مقبرة مسيحيّة
أكّدت التنقيبات الأثريّة، التي تجري في مدينة النجف العراقيّة، أنّ مقبرة وادي السلام هي أكبر مقبرة مسيحيّة في العراق، وثاني أقدم مقبرة مسيحيّة في العالم بعد مقبرة الفاتيكان.
وبحسب المسؤول عن الحفريّات محمّد الميالي تبلغ مساحة هذه المقيرة ١٤١٦ دنمًا وتسمّى أمّ خشم، ويقول الميالي: »عثرنا على دلالات موجودة على القبور المسيحيّة متمثّلة بعلامة الصليب، ووجدنا أيضًا جرارًا عليها علامة الصليب. ويبدو أنّ القبور في النجف والمناذرة وأمّ خشم والحصية هي للدفن، أمّا الحيرة القديمة، فهي للسكن وممارسة العبادات، لذلك توجد فيها الكنائس والأديرة، وقد عثرنا على وثيقة مهمّة تؤكّد أنّ الدير المكتشف حاليًّا يعود إلى عبد المسيح بن بقيلة«.
ويقول الدكتور حسن عيسى الحكيم، وهو مؤرّخ النجف المعاصر: »المقابر كانت تصطحب الأديرة، فكثير من الناس كانوا يدفنون موتاهم في جزء من الدير لاكتساب قدسيّة المكان، فأينما نعثر على مقابر، فهذا يدلّ على وجود كنيسة أو دير قربها. هناك مناطق عديدة لم تنقّب مثل منطقة شيا وهي لا تبعد عن النجف سوى عشرة كليومترات، وفيها تلال قائمة تعود إلى عهد المناذرة المسيحيّين، والأديرة منتشرة في أكثر من مكان، ويصل عددها إلى ٣٣، وهذا معناه وجود مقابر كثيرة للمسيحيّين في النجف الأشرف«.
أمّا باسم عبّود، وهو أحد العاملين في الحفريّة، فيقول إنّهم وجدوا الصلبان والهدايا وزجاحات صغيرة مليئة بالعطور والزيت المقدّس. وتقول الباحثة سلمى حسين: »انتشرت الديانة المسيحيّة في الحيرة، إحدى أقضية محافظة النجف اليوم، واعتنق الناس المذهب النسطوريّ، وأوّل ملك اعتنق المسيحيّة هو النعمان الأكبر العام ٤٢٠م. الموتى من العلماء المسيحيّين كانوا يدفنون في الحيرة، وهند أخت النعمان ابتنت ديرًا لها عرف بدير هند الصغرى. وتقول الأميرة الراهبة هند الصغرى أخت ملك الحيرة: »ليس من قوم في ميسرة إلاّ والدهر يعقبهم حسرة، حتّى يأتي أمر اللَّه على الفريقين«.
هذه أطلال تحكي للأجيال مجدها الغابر، وهذه القبور المسيحيّة لا بدّ من أن تروي تاريخ النجف المسيحيّ وتاريخ مملكة المناذرة المسيحيّين في العراق، قبل أن تمتدّ اليد المغرضة، وتسرق هذا التاريخ المشرّف.l