جبيل
رسامة الشمّاس يوحنّا (مرقس) كاهنًا
في عيد دخول السيّدة إلى الهيكل، ترأّس صاحب السيادة المطران جورج (خضر)، متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما، جبل لبنان، القدّاس الإلهيّ في كنيسة سيّدة النجاة في مدينة جبيل، وعاونه في الخدمة كاهن الرعيّة الأب بولس (جبّور) والشمّاس جورج (شلهوب). خلال الذبيحة الإلهيّة رسم سيادته الشمّاس يوحنّا (مرقس) اليوسف كاهنًا.
الكاهن الجديد متزوّج وله ولدان. خدم شمّاسًًا في رعيّة جبيل منذ أربع سنوات. توجّه سيادة المطران جورج إلى الأب يوحنّا بكلمة جاء فيها:
»لا يأخذ أحد هذه الكرامة إلاّ من دعاه اللَّه«. بهذا الكلام يكشف لنا الرسول بولس دعوة الكهنوت الذي يأتي من دعوة إلهيّة يُعبّر عنها الأسقف والجماعة بوضع الأيدي. وإذا كنت مدعوًّا من اللَّه، لن يهمّك بالدرجة القسوسيّة إلاّ اللَّه. الرعيّة مخدومة وليست آمرة. ليس أحد في كنيسة اللَّه يأمر الآخر. كلّنا نموت في سبيل الآخر. الرعيّة مخدومة. كيف؟ إلى أين؟ الجواب أن »أحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم«. الناس يحبّون بعضهم بعضًا ويجدون سببًا للمحبّة. يذكرون فقط القسم الأوّل من الآية »أحبّوا بعضكم«. ما هي المحبّة؟ علينا أن ندقّق في هذا الأمر. قال يسوع: »أحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم«. هذا القسم الثاني يوضح القسم الأوّل من الآية. إلى أين أحبّنا؟ إلى أين ذهب به حبّه لنا؟ ذهب به إلى الموت. إذا كنت لا تقدر على أن تموت من أجل الآخرين، عن الآخرين، في سبيل الآخرين، تكون قد أضعت وقتك، وأضعت وقتي، ولست بكاهن. إرادة إفناء وقتك وذاتك، ونفسك وقواك من أجل أحبّاء يسوع، هذا هو كلّ شيء.
الشيء الثاني: الخدمة تتطلّب فهمًا على قدر الإمكان. إذا كنت ذكيًّا، هذا تأخذه من الولادة. الفهم تتدرّب عليه. نزلت عليك النعمة ولست مدينًا لأحد، ولست مدينًا لي. أنت مدين لهذه النعمة التي انسكبت. ولكنّ النعمة كنز، ويجب إثماره. إذًا، نزل على عقلك وعلى قلبك، وبين يديك، عطاء من اللَّه. لا تقدر على أن تبدّل. يوجد إثمار. قال الربّ هذا الكلام في مثل الوزنات. تعرفون ما الذي يخيفني في الدينونة؟ هل استثمرت المواهب كلّها التي أعطاني إيّاها اللَّه؟ هل سهرت؟ أعني: هل كان عقلي منفتحًا ومصغيًا إلى كلمة اللَّه، وإلى الإنجيل، حتّى أردّ له الخمس الوزنات عشر وزنات. إذا لم تستثمر الوزنات، تذهب إلى جهنّم. وأخيرًا، أنت عبد للَّه، مع أنّك ابن. ليس في هذا تضادّ. على قدر ما تكون ابنًا، تستعبد نفسك. أنت لست عبد للَّه. أنت تُستعبد ليسوع عشقًا. العاشق عبد.
»لا يأخذ أحد هذه الكرامة إلاّ من دعاه اللَّه«. سوف تقول للربّ عند نزاعك: »وهبتني أنت يا ربّ مواهب. أنت تعرف عددها ونوعيّتها. وشكرتك. ولكنّي مقصّر. أنا خائف من المثول في حضرتك. أرجوك أن تغفر لي كلّ تقصير«. ولكن مع كوني قلت هذا، أقول أيضًا: انتبه حتّى تكون تقصيراتك قليلة. بعد المناولة، نقول عن القرابين »كي يكونا للمتناولين لنباهة النفس«. نحن المسيحيّين لا نقدر على أن ننام طالما يسوع يُعذَّب حتّى نهاية الدهر، ويعذّبه الأشرار والخطأة من داخل كنيسته. لا تستطيع أنت أن تنام. تقول للمسيح وقت نزاعك: أنا سهرت، وتعبت. وأنت تحكم إذًا، إن أنا قصّرت قليلاً، أو كثيرًا. إرحمني«.
مصر
أبرشيّات جديدة في القارّة السوداء
انعقد المجمع المقدّس في بطريركيّة الإسكندريّة وذلك في دير القدّيس سابا البطريركيّ بالإسكندريّة برئاسة البطريرك ثيوذوروس الثاني، رئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة في القارّة الإفريقيّة.
خلال جلسات المجمع اتّخذت قرارات عدّة شملت تعديلات كثيرة وإنشاء ثلاث أبرشيّات جديدة في إفريقيا: الأولى في بوتسوانا وعهدت إلى الأسقف جناديوس أمين عامّ المجمع المقدّس. الأبرشيّة الثانية في سيراليون والثالثة في الغابون، على أن ينتخب الأسقفان لاحقًا.
كما انتخب أسقفًا على أفريقيا الوسطى الأب نيكوفوروس، وهو كان تولّى منصب مدير المدرسة الآثوسيّة في جبل آثوس، وهو أيضًا مرسل إلى الكونغو منذ العام ٢٠٠٦. وعلى أبرشيّة الموزمبيق انتخب الأب يوحنّا الذي كان يعمل سابقًا في الإرساليّة الأرثوذكسيّة في زمبابوي وزامبيا.
وبادر المجمع المقدّس إلى نقل المتروبوليت دامسكينوس، مطران غانا، إلى كرسيّ جوهانسبرغ وبريتوريا في جنوب إفريقيا، مكان المتروبوليت سيرافيم الذي نقل بدوره إلى زمبابوي مكان المتروبوليت جورج الذي غدا مطران غانا.
وبحسب التقديرات تضمّ بطريركيّة الإسكندريّة نحو ٣٥٠٠٠٠ أرثوذكسيّ، يتوزّعون على ثمانٍ وعشرين أبرشيّة على مجمل الأراضي الإفريقيّة، منها سبع عشرة أبرشيّة في إفريقيا السوداء.
اليونان
رقم ٦٦٦
في التقليد المسيحيّ رقم ٦٦٦ يمثّل الشيطان ولهذا فرضت الكنيسة الأرثوذكسيّة اليونانيّة على الدولة أن تمحو هذا الرقم عن بطاقات الهويّة الجديدة. وورد في البيان الصادر عن المجمع المقدّس: »من الواجب المحافظة على صحّة الإيمان ونقاوته ولهذا يجب ألاّ يدوّن على الهويّة رقم ٦٦٦. وقد أعلمنا بذلك الوزراء المعنيّين في الحكومة، الذين أخذوا في الاعتبـار هـذه المـلاحظة ووعدوا خيرًا«.
وهذا الرمز يظهر في سفر رؤيا يوحنّا (١٣: ١٦- ١٨) الذي بحسب التقليد كتُب في جزيرة بطموس اليونانيّة في نهاية القرن الأوّل للميلاد. وكانت الكنيسة اليونانيّة أيضًا في مطلع القرن الحاليّ، وعلى زمن المثلّث الرحمة، رئيس الأساقفة خريستوذولوس، قد ناضلت ضدّ محو الانتماء الدينيّ عن الهويّة، وهو المطلب الذي نادى به الاتّحاد الأوروبيّ.
تشيكيا
مساعدة من الكنيسة الروسيّة
صدر بيان عن دائرة العلاقات الخارجيّة، في بطريركيّة موسكو، يشير إلى أنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة ساعدت على شراء مقرّ جديد لرئيس أساقفة تشيكيا وسلوفاكيا خريسطوفوروس في براغ العاصمة التشيـكـيّة. ويفيد البيان بأنّ هذا الشراء تمّ بفضل غبطة البطريرك كيرللس الثاني الذي يدعم على الدوام كنيسة تشيكيا. وقد أخذ المبلغ من مؤسّّسة القدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ، التي أنشأها مؤخّرًا المتروبوليت هيلاريون، المسؤول عن دائرة العلاقات الخارجيّة، والتي تهدف إلى تمويل مشاريع في روسيا وخارجها. ويضيف البيان أنّ رئيس الأساقفة خريسطوفوروس بعث برسالة شكر إلى بطريرك موسكو، جاء فــيها: »إنّ دعمـكم الأبــويّ يظهـر للعالم كيف أنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة تهتمّ بأولادها. وفي مرحلة عصيبة من تاريخنا، قدّمتم لنا مساعدة قيّمة«.
الكنيسة الأرثوذكسيّة في تشيكيا وسلوفاكيا تعود إلى زمن المبشّرين القدّيسين كيرللس ومثوذيوس اللذين حضرا إلى المنطقة من بيزنطية في القرن التاسع.
في العام ١٩١٨، وبعد إنشاء دولة تشيكوسلوفاكيا، برزت حركة تجدّد روحيّ وقوميّ رغم الانقسام في الكنيسة. بعد الحرب العالميّة الثانية توحّدت أبرشيّات البلاد الأرثوذكسيّة في أبرشيّة واحدة مرتبطة ببطريريكيّة موسكو، التي منحتها إدارة ذاتيّة العام ١٩٥١. اعترف بها أيضًا البطريرك المسكونيّ العام ١٩٩٨.
اليوم كنيسة تشيكيا وسلوفاكيا تضمّ أربع أبرشيّات، ونحو مئتيّ رعيّة، ومعهد لاهوت وبعض الأديرة. يقدّر عدد المؤمنين بستّين ألفًا في تشيكيا وسلوفاكيا يضاف إليهم نحو نصف مليون مهاجر جاؤوا من دول الاتّحاد السوفياتيّ السابق في العشرين سنة الأخيرة.
روسيا
الكنيسة تستعيد بعض الأملاك
إنّ تطبيق القانون القاضي بإعادة الأملاك إلى الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، والتي تحوّلت إلى متاحف في المرحلة الشيوعيّة، قد يجيز انتقال بعض الأملاك التي لم تكن تابعة أصلاً للكنيسة الأرثوذكسيّة وذلك في منطقة كالينيغراد، شرق بروسيا القديمة.
ومع أنّ هذه المعابد كانت ملك الكنيستين الكاثوليكيّة والبروتستانتيّة، فقد تقرّر منحها لبطريركيّة موسكو الأرثوذكسيّة. وترغب السلطات المحلّيّة بإجراء هذا النقل قبل تفعيل القانون حتّى تقطع الطريق أمام المطالبة بهذه العقارات من قبل الكاثوليك أو البروتستانت.
خلال الحكم الشيوعيّ تحوّلت هذه الكنائس إلى متاحف أو صالات سينما ومسرح. قبل العام ١٩٤٥. لم يكن هناك أيّ كنيسة أرثوذكسيّة في بروسيا الشرقيّة. ولكن بعد طرد السكّان الألمان على أثر انتهاء الحرب العالميّة الثانية، سكن الروس هذه المنطقة، وهم حاليًّا غالبيّة السكّان.
وفي هذا السياق، صرّح حاكم المنطقة نيكولا تسوكانوف أنّ عمليّة الانتقال هذه ستكون لخير الأرثوذكس القاطنين في كالينينغراد.
تركيا
الكنيسة تستعيد ميتمًا
تطبيقًا للقرار الصادر عن المحكمة الأوروبيّة لحقوق الإنسان، أصدرت محكمة بيوك أضا، أكبر جزيرة في أرخبيل الأمراء، قرارًا بإرجاع الميتم الأرثوذكسيّ الواقع على هذه الجزيرة إلى البطريركيّة المسكونيّة. واعترفت المحكمة بحقّ البطريركيّة المسكونيّة بامتلاك الأرض وكلّ المباني الموجودة عليها. وبحسب المراقبين فإنّ هذا القرار يعتبر حدثًا تاريخيًّا، وسابقة قد تسمح للبطريركيّة باستعادة الكنائس والأديرة القائمة في تركيا.
وكان البطريرك المسكونيّ قد قدّم دعوى ضدّ الدولة التركيّة أمام المحكمة الأوروبيّة لحقوق الإنسان في العام ٢٠٠٥. وفي قرار أوّل صادر العام ٢٠٠٨، فرضت المحكمة على الدولة التركيّة تعويضًا مادّيًّا للبطريركيّة؛ وفي حكم ثانٍ أجبرت الدولة على إعادة الميتم إلى المالك الشرعيّ وتسجيله في السجلّ العقاريّ باسم البطريركيّة المسكونيّة.
تملك الكنيسة الأرثوذكسيّة في اسطنبول ٩٥ كنيسة وعشرين مدرسة ومستشفى، إلاّ أنّ عدد المؤمنين لا يتجاوز الثلاثة آلاف، في حين بلغ، في أواسط العشرينات، مئة ألف.
ورغم بنود معاهدة لوزان التي عقدت في العام ١٩٢٣، التي تعترف بامتيازات خاصّة بهذه الكنيسة، التي تعتبر أقلّيّة، إلاّ أنّ هذه الكنيسة تخضع لضغوطات مستمرّة من السلطات التركيّة، التي أغلقت أوّلاً كلّ المؤسّّسات الاجتماعيّة والخيريّة والتربويّة؛ ثمّ صادرت هذه الأملاك بحجّة أنّها فارغة.
منذ بضع سنوات تخوض البطريركيّة المسكونيّة صراعًا أمام المحاكم التركيّة والأوروبيّة لاستعادة ممتلكاتها؛ أمّا الدولة التركيّة، فترفض هذا الإجراء بحجّة أنّ البطريركيّة المسكونيّة ليست شخصيّة قانونيّة في تركيا.
ميتم بيوك أضا هو مبنى واسع من الخشب شيّد في أواخر القرن التاسع عشر، وهو مهجور منذ أكثر من أربعين سنة. وقد أعرب قداسة البطريرك المسكونيّ عن نيّته في إنشاء مركز دينيّ وثقافيّ مسؤول عن حماية البيئة والحوار بين الأديان.
فرنسا
كيف تعيش أرثوذكسيّتك في الغرب
نظّمت الأخويّة الأرثوذكسيّة في أوروبا الغربيّة لقاء حول »كيف تعيش أرثوذكسيّك في الغرب«، جمع نحو تسعين مشاركًا من إثنيّات أتوا من العاصمة الفرنسيّة ومن الضواحي وذلك في لومانس، فرنسا. كما حضر رئيس الأساقفة غفرائيل ممثّلاً هيئة الأساقفة الأرثوذكس في فرنسا.
في اليوم الأوّل، تحدّث دانيال ستروف وهو أستاذ جامعيّ وكاتب، فحثّ الحضور على التعرّف إلى تاريخ الأرثوذكسيّة، وعلى مطالعة مؤلّفات الأسقف المثلّث الرحمة أنطوني (بلوم) والأب ألكسندر (شميمن).
وأشار أيضًا إلى مصطلحات معقّدة ومهمّة في الوقت عينه، مثل كلمة الدياسبورا أو الشتات التي تعني التفتّت أو النفي، وهي أيضًا تعني الزرع الذي يجب أن ينمو ويكبر.
وكانت جلسة تبادل خبرات وتعارف، منها ما حمل عنوان »كيف تقدّم الأرثوذكسيّة إلى من هم حولك؟« أو »الثقافة الأرثوذكسيّة« حيث توالت الشهادات الصربيّة واللبنانيّة واليونانيّة والفرنسيّة.
في اليوم التالي، احتفل المشاركون بالذبيحة الإلهيّة التي ترأّسها المتروبوليت غفرائيل في كنيسة ميلاد السيّد. وفي دير القدّيس سلوان، استقبل الأرشمندريت سمعان رئيس الدير المؤتمرين وتحدّث عن أسس الإيمان الأرثوذكسيّ فقال: »أن تكون مسيحيًّا، فهذا يعني أوّلاً أنّك تعيش في المسيح، وتحبّ في المسيح. أن تستسلم للربّ وتحمل على عاتقك البشريّة بأجمعها«. ودعا الحضور إلى القيام بواجباتهم في الكنيسة.
وعشيّة اللقاء صرّحت المسؤولة ميشال نيكيتين: » في لومانس نحن نستقبل المؤمنين الروس والرومان والصرب واللبنانيّين والسوريّين، ونصلّي باللغة الفرنسيّة، لكون اللغة عنصر وحدة. فقط الصلاة الربّيّة تتلى بسبع لغات. نحن نسعى إلى خلق تواصل بين الأرثوذكس مهما اختلفت ثقافتهم وتقليدهم وعاداتهم. في فرنسا الناس يجهلون الأرثوذكسيّة وأحيانًا يعطونها طابعًا فولكلوريًّا يرتبط بالبخور والشموع والقدّاس الإلهيّ الطويل. أمّا الأرثوذكسيّة فيمكن أن تكون نقطة انصهار بين الكاثوليك والبروتستانت.l